اهتمت الصحف اللبنانية بالجلسة الحوارية الوطنية التي انعقدت في قصر بعبدا ومضامينها وما افضت اليه كما كان الموضوع السوري في ثاني درجات سلم الاهتمام.
اهتمت الصحف اللبنانية بالجلسة الحوارية الوطنية التي انعقدت في قصر بعبدا ومضامينها وما افضت اليه كما كان الموضوع السوري في ثاني درجات سلم الاهتمام.
السفير
صحيفة السفير أبرزت "اعلان بعبدا" الذي صدر عن المتحاورين والانجاز الذي خرجت به الجلسة الحوارية الأولى. وفي الموضوع السوري اهتمام بالحراك الروسي المستجد.
المتحاورون: دعم الجيش والتمسك بالطائف والـ1701 ورفض السلاح والمنطقة العازلة
"إعلان بعبدا" كلهم تحت سقف "النأي بالنفس"
كتبت "السفير": في الشكل، حقق ميشال سليمان، إنجازا بإعادة تلميع صورة الحوار، بعد سنتين من حفظها في الأرشيف، ولو غاب عنها، أمس، سعد الحريري وسمير جعجع، وفي الشكل، جلس نجيب ميقاتي، إلى يسار ميشال سليمان، بصفته رئيس حكومة كل لبنان وليس حكومة "اللون الواحد"، وفي الشكل أيضا، كادت أروقة القصر الجمهوري
و"قاعة 22 تشرين الثاني"، تفيض بالابتسامات الطافحة لممثلي "8 آذار"، وفي المقابل، كانت وجوه "14 آذار" مكفهرة، وإذا أطلقت ضحكة، تبين أنها مصطنعة.
في المضمون، استغل ميشال سليمان "اللحظة الشمالية" الساخنة، لا بل كل التداعيات اللبنانية لنيران الأزمة السورية، من أجل تثبيت "جنرال الحوار" أولا، وسياسة "النأي بالنفس" ثانيا، وجدول أعمال، حمال أوجه كثيرة، ثالثا، والأهم من ذلك،
اصدار "اعلان بعبدا" الذي بدا، منسجما مع البرقية الملكية السعودية، التي شكلت، أفضل ذريعة لحشر أهل الحوار في "قاعة الاستقلال" مجددا.
في المضمون، لبت "8 آذار" الدعوة، متجاوزة كل مطالبها وشروطها السابقة، لم تكن واهمة لا في السابق، ولا أمس، مثلها مثل صاحب مبادرة الحوار، أننا نعيش لحظة التسليم الطوعي للسلاح أو الصياغة العاجلة للاستراتيجية الدفاعية، لبت هذه القوى الدعوة، متجاوزة "المأزق السوري" الذي يعيرها به خصومها.
في المضمون، كان ينبغي لمن أبرزوا مطلب حكومات الحياد والتكنوقراط، أو أقله من تبنوا بيان الاجتماع الموسع الأخير لقوى 14 آذار، أن يكونوا هم الهجوميين، لكن اللغة ومضمون المداخلات، وأيضا الاستعدادات، بينت كلها مجتمعة، أن هناك فريقا كسب بالنقاط على الفريق الآخر.. وفي المحصلة، كان الجيش، الأكثر إنجازا، من خلال المظلة السياسية التي جعلته "الضامن للسلم الأهلي والمجسد للوحدة الوطنية".
لافروف في طهران غداً لحسم الموقف المشترك من سوريا: دعم الأسد حتى النهاية والتهيئة للتسوية الروسية الأميركية
تزايدت المؤشرات الدولية على تقدم مسار المبادرة الروسية إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا أمس، مع إعلان كل من تركيا وفرنسا دخولهما في محادثات مع موسكو حول المبادرة التي سينقل تفاصيلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران غداً، برسالة فحواها «التشدد» في رفض «الحل اليمني»، ودعم الرئيس بشار الأسد «حتى النهاية»،
لكن الواقع الأمني يستمر بالتفاقم، وخصوصا في منطقتي حمص واللاذقية، ما استدعى تحذيرات صدرت عن المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، وفريق المراقبين الدولي إضافة إلى واشنطن، فيما واصلت اسرائيل تصعيدها لمستوى تصريحاتها المتعلقة بالشأن السوري، محذرة من امتلاك سوريا «أكبر مخزون في العالم» من الأسلحة الكيميائية، ومؤكدة ضرورة أن يكون جيشها على «أهبة الاستعداد» في ظل الأحداث السورية.
المسار الروسي
وأوضح مصدر مطلع في طهران لـ«السفير» أن الهدف الاساسي من زيارة «لافروف يتعلق بالموضوع السوري بشكل رئيسي ومن ثم الملف النووي» الايراني، وأضاف المصدر نفسه أن «لافروف سيبلغ الإيرانيين رفض روسيا التخلي عن الأسد وأن موسكو ستدعمه حتى النهاية، وفي المقابل سيطلب لافروف منهم دعم مسعى بلاده لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، إضافة إلى مناقشة مقترح روسي ستتناوله محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة سعيا للوصول إلى تفاهم للخروج بحل مقبول للأزمة السورية».
النهار
صحيفة النهار بدورها ركزت على الحوار الذي انعقد امس مشيرة الى ان اعلان بعبدا ميثاق لتحييد لبنان معتبرة انه استعاد الانقسام حول مسألة السلاح.
الحوار يستعيد الانقسام على معضلة السلاح و"إعلان بعبدا" ميثاق التزامات لتحييد لبنان
لم تتأخر الوقائع المتسربة عن أولى جلسات الحوار المستعاد في قصر بعبدا أمس منذ توقفها في 4 تشرين الثاني 2010، في كشف الفارق الواسع بين "إعلان بعبدا" بشكله ومضمونه الايجابيين وحقيقة المناقشات والمواقف والمداخلات التي عكست تعمق الانقسام بين فريقي 14 و8 آذار خصوصا، واذا كان البيان شكّل اعلان نيات مبدئيا لمجموعة التزامات من شأنها أن ترضي الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي من حيث التوجهات السلمية والمناهضة لانزلاق لبنان الى مرحلة من عدم الاستقرار، فان العقدة الدائمة المتصلة بصدقية الالتزامات وترجمتها التي رافقت جولات الحوار السابقة انعكست تلقائيا على الوقائع غير المعلنة للجلسة، ومع ذلك حظي راعي الحوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان بدعم المتحاورين على اختلافهم ومحضوه الفسحة اللازمة للمضي في خطوته فكان تحديد 25 حزيران موعدا سريعا للجلسة المقبلة بمثابة اعلان حسن نيات آخر لابقاء زخم هذه العملية وتوفير الطابع الجدي لها.
وجلسة الساعات الاربع التي انعقدت في غياب الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ووزير المال محمد الصفدي، افتتحت بوقوف المشاركين دقيقة صمت "إجلالا لروح الراحل الكبير غسان تويني العضو السابق في هيئة الحوار" كما جاء في البيان الختامي للمتحاورين.
وأظهرت الوقائع المتوافرة لدى "النهار" من الجهات المختلفة التي شاركت في الجلسة، ان المناقشات اتسمت بسخونة عالية في بعض محطاتها على رغم الطابع الايجابي الذي ساد رغبة الافرقاء في إحداث نقلة اطمئنان واشاعة أجواء مريحة للمرحلة المقبلة، وأثار موضوع السلاح والنقاش فيه سجالات واتهامات لم تخل من حدة، وخصوصا بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، لكن مجمل النقاش أدى الى تبديل الاولويات في جلسة البارحة، إذ تقدم البند الطارئ المتعلق بتفشي السلاح في المدن والبلدات في ضوء تدهور الوضع الامني في الشمال وعلى الحدود اللبنانية – السورية على ملف سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني الذي أرجئ الى الجلسة المقبلة، وبدا واضحا ان انعكاسات الازمة السورية على لبنان شكلت المحور الاساسي الذي انعقدت في ظله الجلسة الحوارية، إذ أرخى هذا الموضوع بظلاله الثقيلة على المداخلات والمواقف السياسية من مجمل النقاط التي أثيرت، وإذ دافعت القوى المكونة للحكومة عن الاداء الحكومي حيال التدهور السياسي والامني والاقتصادي، حمّلت قوى المعارضة الحكومة مسؤولية "الويلات" التي أصابت البلاد في عهدها، وأمسك رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط العصا من وسطها، فانتقد من جهة الاتهامات التي وجهت الى الحكومة "بالتخوين"، لافتاً إلى ان مشاركته في الحكومة كانت لمنع الفتنة، لكنه دافع في المقابل عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في مواجهة هجمات شنت عليها.
قصف حمص والحفة بالمروحيات وواشنطن تخشى ارتكاب مجزرة جديدة
بلغ العنف في سوريا امس مستويات جديدة من التصعيد من حيث اتساع رقعة الاشتباكات او من حيث ارتفاع عدد الضحايا، اذ قدره ناشطون بـ 106 قتلى من مدنيين وعسكريين ومنشقين، فضلاً عن استخدام النظام المروحيات لقصف الرستن وتلبيسة في حمص وبلدة الحفة في اللاذقية، بينما تمكن جنود منشقون من الاستيلاء على قاعدة صواريخ في حمص بعض الوقت وهددوا بإطلاق صواريخ أرض - جو على قصر الرئيس بشار الاسد، لكنهم اجبروا على الانسحاب بعد هجوم مضاد للجيش، وابدت واشنطن قلقها من احتمال ان يكون النظام في طريقه الى ارتكاب مجزرة جديدة في الحفة.
وأوضح معارضون مسلحون انهم اقتحموا قاعدة الغنطو التي تنشر فيها صواريخ ارض-جو بمساعدة 22 جنديا متعاطفا معهم في الداخل واستولوا على مدافع رشاشة وذخائر لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على صواريخ قبل ان يمطرهم الجيش بقذائف المدفعية ويجبرهم على الخروج من القاعدة القريبة من بلدة الرستن في وسط البلاد.
وقال النقيب عبد الله بحبوح في تسجيل فيديو بث في موقع "يوتيوب" وظهر فيه وهو يشير الى صواريخ أرض- جو وشاحنات عسكرية في القاعدة التي سيطرت عليها المعارضة: "هذا الرادار وهذه المركبات وهذه الصواريخ استولى عليها الجيش السوري الحر".
وقتل عشرة اشخاص وأصيب 17 بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة ليلاً في مدينة دير الزور بشرق سوريا.
واوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان "عبوة ناسفة استهدفت في وقت سابق حاجزاً لقوات حفظ النظام في دوار الشمعات بمحافظة ادلب راح ضحيته خمسة من افراد قوات حفظ النظام بينهم ضابط وعشرات الجرحى من المدنيين "، وأضافت ان عبوتين ناسفتين "زرعتهما مجموعات مسلحة انفجرتا بسيارتين في حي مساكن برزة بمدينة دمشق مما أدى إلى مقتل سائق السيارة الاولى وإصابة شخصين كانا بداخل السيارة الثانية".
ونشرت صحيفة "وورلد تريبيون" الاميركية أن السوريين أكدوا للمرة للاولى ان الرئيس الاسد يستخدم قنابل غاز في الهجمات على الثوار.
في واشنطن اتهمت الادارة الاميركية النظام السوري "بتصعيد خطير" للهجمات على المدنيين، واعربت عن "قلق عميق" من جراء التقارير الآتية من داخل سوريا والتي تشير الى ان "النظام ربما كان حضّر لمجزرة اخرى، هذه المرة في بلدة الحفة في محافظة اللاذقية، الى قرى في دير الزور ودرعا وحمص وحماه وفي ضواحي دمشق".
الأخبار
صحيفة الأخبار كشفت بعض النقاشات التي دارت في جلسة الحوار معتبرة انه في المحصلة فإن لبنان "ينأى بنفسه" عن الأزمة السورية، ويدعم الجيش لضمان الاستقرار.
إعلان بعبدا: والله ولي التوفيق
كتبت "الأخبار" تقول التأمت طاولة الحوار في بعبدا أمس، أبرز الغائبين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري، الجو العام في الجلسة كان هادئا رغم الاختلاف الحاد في وجهات النظر، في المحصلة، لبنان "ينأى بنفسه" عن الأزمة السورية، ودعم الجيش ضرورة لضمان الاستقرار.
اجتاح الزجاج القاتم قصر الرئاسة اللبنانية أمس، لم تكن سيارات الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بين المواكب. الحريري "مبعد" طوعا خارج البلاد، ويفصل جعجع عن الحوار أبعد من المسافة بين بعبدا ومعراب، وزير المال محمد الصفدي لم يحضر بداعي المرض، والراحل غسان تويني حضر الحوار بدقيقة صمت وقفها المجتمعون عن روحه.
كان القصر كخلية نحل، جنود منظمون، إعلاميون ينبضون أخبارا وهواتف، وعدسات تلاحق الآتين إلى طاولة شبه مستديرة، داخل القاعة الرخامية.
إذا كانت القاعدة أن من يأتي أولا يكون الأكثر حماسة، فإن النائب وليد جنبلاط بحضوره المبكر إلى القاعة الرئيسة، يبدو الأكثر نشاطا وحرصا على انعقاد الحوار، اكتمل النصاب المتوقع في تمام الحادية عشرة صباحا، دخل الأقطاب فرادى، وحده دولة الرئيس فريد مكاري "قطر بالقطارة" للصحافيين خبر عدم تفاؤله من الجلسة، الرئيس نبيه بري رفع يمينه للتحية عن بعد، ومع دخول رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، أغلق الباب الخشبي العملاق على مصير لبنان.
لم يوفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان تطورا لم يذكره منذ جلسة الحوار الأخيرة قبل عامين، مر رئيس البلاد بـ"بانوراما" شاملة على تطورات الأحداث الدولية والاقليمية والمحلية، من تصفية بن لادن، إلى الانسحاب الأميركي من العراق، إلى
عودة الحرب الباردة، مرورا بالربيع العربي والأزمة السورية، وليس انتهاء بزيارة البابا بنديكتوس الرابع عشر إلى لبنان في أيلول المقبل. مر سليمان على توقف الحوار بعد بيت الدين، حينها حمل الفريقان لواءي شهود الزور والاستراتيجية الدفاعية، ومر على السلاح الفلسطيني أيضا، وطبعا لم ينس الدعوة التي وجهها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لعقد مؤتمر تأسيسي جامع وتطوير اتفاق الطائف، رمى الرئيس على طاولة بعبدا كل ما يختلف المجتمعون عليه، وختم كلمته بـ "والله ولي التوفيق".
لم يقف الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جان أوغاسبيان مكتوفي الأيدي، شن الثنائي هجوما على الحكومة وممارساتها وطريقة إدارتها للملفات الداخلية، السنيورة وجه لوما لحزب الله لأن كلاما يصدر عن مسؤولين في الحزب "يتهمون فيه قوى الرابع عشر من آذار بتلاقي المصالح والتصريحات مع المصالح الإسرائيلية عندما نناقش السلاح"، ويضيف السنيورة أن "هذا تخوين".
لوم السنيورة استدعى ردا من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، نفى رعد أن يكون ما يقوله مسؤولو الحزب من باب التخوين، بل "حتى لا يذهب أحد بعيدا في الهجوم على سلاح المقاومة"، وعرض رعد محطات عدة من المرحلة الماضية، مشيرا إلى أن "البلد فيه حريق وجمر، ونحن معنيون بإطفاء الجمر وإخماد هذا الحريق".
ودان رعد خطابات التطاول على الجيش اللبناني والقضاء، في حين كان موقف رعد الأساسي هو "توفير الغطاء السياسي الكامل للجيش حتى يقوم بدوره في فرض هيبة الدولة وضبط الأمن على كل الأراضي اللبنانية"، ودعا رعد "الفريق الآخر إلى إطلاق تصريحات توفر هذا الغطاء"، دعوة رعد رد عليها السنيورة، مؤكدا "أننا دعمنا الجيش رغم الذي حصل في الشمال، وبعد مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد".
اللواء
محضر المداخلات... وتعكير إعلامي على طاولة الحوار العائدة في 25 الجاري
كتبت "اللواء" : تغلبت روح المسؤولية الوطنية على طاولة الحوار، وخرج المتحاورون، للمرة الأولى منذ فترة، بإعلان وفاقي حرص الرئيس ميشال سليمان على تسميته بـ"إعلان بعبدا" نظرا لما تضمنه من خطوات وإجراءات والتزامات من شأن العمل بها إشاعة أجواء من الارتياح وتنفيس حالة التوتر والاحتقان السائدة في الشارع، ولا سيما في الشمال، بعد الإعلان عن إنهاء عملية الخطف والخطف المضاد التي حصلت في عكار اليوم.
ولوحظ حرص القيادات في 14 و8 آذار على إشاعة أجواء إيجابية حول نتائج الجلسة، في إطار التأكيد على العودة إلى الدولة وتوفير كل الدعم اللازم للجيش والمؤسسات الشرعية لتمكينها من القيام بمهمتها.
وكان لافتا ان الجلسة الاولى للحوار التي استغرقت اربع ساعات لم يخرقها سوى استراحة لدقائق، ان النقاش فيها تراجع عن بند سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني أمام البند الطارئ المتعلق بتفشي السلاح في المدن والبلدات وتدهور الوضع الامني، ولا سيما في الشمال وعلى الحدود اللبنانية – السورية.
ولم تمر الجلسة من دون سجالات وتبادل تهم حول من يتحمل مسؤولية التدهور السياسي والأمني والاقتصادي، وانفرزت المواقف بين قوى الموالاة المدافعة عن الحكومة وأدائها، وبين المعارضة التي حملتها كل الويلات والمآسي التي وصل اليها البلد، وقالت مصادر معارضة، أن النائب وليد جنبلاط دافع عن الحكومة لكنه انتقد الإتهامات التي وجهت اليه وللبعض بالخيانة، وبالمؤامرة، وهو في مكان وقف الى جانب الرئيس فؤاد السنيورة لاسيما عندما اتهمه النائب محمد رعد انه كان يعمل خلال حرب تموز لمجيء قوات متعددة الجنسيات، وفي مكان آخر انتقد الحكومة، الى درجة أنه لم ينف أن الرئيس بشار الأسد هو من جاء بها، ومن وراء ظهر القطريين، وأنه اضطر للتعاون معها منعا للفتنة.
ووفق المعلومات، أن رئيس الجمهورية عرض في أربعين دقيقة، الدوافع الملحة لدعوته الى استئناف اعمال هيئة الحوار، في ظل غطاء عربي ودولي، وركز على الأحداث الأخيرة في الشمال، وتداعياتها على موسم الإصطياف وزيارة قداسة البابا المرتقبة في ايلول المقبل، وشدد على مواصلة الحوار وتسريع وتيرة جلساته.
وفي سياق السجالات، أعاد الرئيس فؤاد السنيورة وحلفاؤه ظاهرة تفريخ وتفشي الأسلحة الى سلاح المقاومة، وقال السنيورة إن هذا السلاح قد وصل الى جبل محسن وباب التبانة.
واتهم النائب رعد في المقابل، تيار المستقبل بتهريب السلاح الى سوريا وبالسعي لانشاء منطقة عازلة والتهجم على الجيش. ونفى السنيورة بالوقائع كل هذه الإتهامات، وردا على العماد ميشال عون في طرحه حول كيفية مواجهة اي عدوان لولا وجود سلاح المقاومة اعتبر السنيورة ان الحل بسيط وهو بوضع السلاح تحت امرة الدولة.
محضر الـ L.B.C
ومع أن بدايات الحوار كانت جيدة، بالرغم مما تخللها من تبادل اتهامات وسجالات، على أساس أن العبرة بالنتائج، فان الأجواء خارجها لم تخل من ارباكات بدا انها استهدفت هذا الحوار اساساً، وذلك من خلال ما بثته المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C مما وصفته محاضر زيارة الرئيس سليمان إلى المملكة العربية السعودية في الأوّل من حزيران الحالي، ووقائع حوار جرى بينه وبين الرئيس الحريري في حضور وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، وقد بادر المكتب الإعلامي للرئيس الحريري ليلاً إلى نفي وقائع هذا المحضر جملة وتفصيلاً، مؤكداً انه مختلق والمعلومات الواردة فيه محرفة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، مستغرباً نشر مثل هذه المعلومات المغلوطة عن لقاءات جدة بالتزامن مع انعقاد جلسات هيئة الحوار الوطني.
ونفى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري كذلك ما ورد في التقرير الذي اوردته المحطة.
وأكّد السفير عسيري لـ «اللواء» أن ما ورد في التقرير المذكور هو من نسج الخيال ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، ومن فبرك هذا الكلام المختلق هو عدو الاستقرار في لبنان.
ورداً على سؤال ادان السفير السعودي محاولات زج المملكة في الشؤون الداخلية اللبنانية، رغم أن كل الأطراف السياسية تعلم جيداً مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على الأمن والاستقرار في لبنان، وعلى تشجيع الحوار بين اللبنانيين، من دون اي تدخل مع اي طرف لبناني، وهذا ما أبلغه جلالته إلى الرئيس ميشال سليمان خلال لقائهما الأخير في جدّة.
وفي مقابلة مع L.B.C بثت منتصف الليل، أكّد السفير عسيري أن موقف المملكة من الحوار واضح وصريح، ومضمون البرقية التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين إلى رئيس الجمهورية هو التعبير الحقيقي عن الموقف السعودي.
وقال أن ما نُسب إلى الأمير سعود الفيصل هو محض افتراء، وهو كلام لم يكن لا من قريب ولا من بعيد، وهناك شهود على ذلك، من مسؤولين ووزراء لبنانيين، ومن بينهم الرئيس سليمان، مشيراً إلى أن الأمير الفيصل معروف بصراحته ومواقفه المعلنة التي لا تقال وراء الأبواب، بل مواقف يراها دائماً تخدم المصلحة ويعلنها بكل صراحة.
ولاحظ السفير عسيري أن هناك من يسعى إلى إجهاض الحوار والتشويش عليه، ومن فبرك هذه الأقاويل والتي لا أساس لها من الصحة هو عدو الاستقرار في لبنان.
وقال إن ما نُسب إلى الرئيس الحريري هو أيضاً عار عن الصحة، بدليل أن تيّار «المستقبل» شارك في جلسة الحوار اليوم (امس). ولطالما كان الموقف السعودي دائماً إلى جانب لبنان وساعياً إلى تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وأحد الأمثلة على ذلك هو اتفاق الطائف والدعوة المشجعة للحوار الآن.
وختم السفير عسيري حديثه قائلاً: يجدر بكل محب للبنان في هذه المرحلة الحسّاسة التي تمر بها المنطقة ان يتصرف بمسؤولية وان يسهم بتخفيف التوتر وتأمين المناخ الهادئ وليس فبركة السيناريوهات التي لا تمت للحقيقة بصلة، وهذا التصرف مطلوب من وسائل الإعلام بشكل خاص والتي لها تأثير مباشر على الرأي العام.
البناء
صحيفة البناء اعتبرت ان الجلسة الحوارية كان الابرز فيها الاجماع على التهدئة وتثبيت الاستقرار. واستقصت الأجواء من أوساط المشاركين في الحوار.
الجلسة الأولى: إجماع على التهدئة وتنفيذ الطائف الانقسام السياسي العمودي يجعل الحوار ضرورة وطنية
أفضت جلسة الحوار الأولى التي انعقدت في قصر بعبدا أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى إصدار بيان شامل عن المشاركين تطرق إلى كل الملفات الساخنة، داعياً إلى التهدئة على المستويات كافة والعمل على تثبيت الاستقرار والحؤول دون أي هزات أمنية أو ما شابه.
وبحسب الأجواء التي استقصتها «البناء» من أوساط المشاركين في الحوار، تبين ان هناك انطباعين خرجت بهما أجواء الجلسة: الانطباع الأول عبرت عنه أوساط قيادات الأكثرية التي شاركت في الحوار، بأن الأجواء كانت إيجابية والأمور وضعت على السكة الصحيحة، بينما خرجت أوساط قيادات 14 آذار بانطباعات ركزت على الجانب السلبي من النقاشات بحيث أن إحدى هذه الشخصيات «استبعدت أن ينتج الحوار أي توافقات»!
وفي تأكيد لمصادر في الأكثرية أن الانطباع الإيجابي مرده إلى ثلاثة أمور:
1 ـ إن الحوار كان مفيداً رغم الاختلاف في وجهات النظر ورغم حصول نقاش حول كثير من الأمور لم يخلُ من بعض الحدّة والسخونة أحياناً.
2 ـ الإيجابية الثانية ان بياناً صدر عن الجلسة بموافقة الجميع يؤكد على التهدئة والاستقرار وتنفيذ الطائف ورفض استخدام لبنان مقراً أو ممراً للتآمر على سورية.
3 ـ لقد تحدد موعد الجلسة الثانية بعد أسبوعين، مع العلم أن الموعد كان طرح ليوم الإثنين المقبل ـ أي بعد أسبوع ـ لكن زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى البرازيل التي ستستمر أسبوعاً كاملاً هي التي حالت دون انعقادها بعد أسبوع.
ولذلك، تؤكد أوساط في الأكثرية أن الحوار بدأ، وهو ضرورة وطنية كي لا تذهب الأمور إلى الأسوأ، ولا يمكن لأحد توقع الخروج بمقاربات في جلسة أو جلستين، لكن المناخ العام كان جيداً رغم بعض النقاشات والمداخلات الحادة.
بدورها، تحدثت أوساط مقربة من قصر بعبدا ان الجلسة كانت إيجابية وان أجواء من الهدوء والانفتاح سادت المناقشات التي جرت طوال وقت الجلسة والتي امتدت حوالى أربع ساعات، أضافت إن كل طرف طرح أفكاره بكل نية طيبة سعياً للوصول إلى مقاربات مشتركة تؤسس لإخراج البلاد من الوضع المتأزم الذي بلغه في المرحلة الأخيرة، وقالت إن كل شخصية أبدت رأيها من دون أي «قفازات» بل بالعكس فلم يكن هناك أي محرمات في النقاش، لأن في ذلك تأسيس لأجواء الثقة وإعادة التواصل بين القيادات اللبنانية عدا أن الحوار يساهم بشكل إيجابي في تفهم كل فريق لهواجس الفريق الآخر.
وبحسب أوساط مشاركة فإن جلسة الأمس لم تشهد خلوات جانبية، ثنائية أو أكثر باستثناء «الدردشات» التي حصلت بين أقطاب الحوار قبل بدء الجلسة وفي الاستراحة القصيرة التي حصلت بين الجولتين.
المستقبل
السنيورة يتصدى لرعد.. وجنبلاط يكشف قصة "التآمر" على حكومة الحريري
كتبت "المستقبل" : هذه المرة اختار "حزب الله" طاولة الحوار نفسها ليحولها إلى "منصة" لإطلاق تهديداته ضد اللبنانيين، وآخرها التلويح بـ"حرب أهلية" ستبدو معها حرب العام 1975 انها كانت مجرد "بك نك" (نزهة)، فيما بدا أن كلمة السر التي جمعت ممثلي قوى 8 آذار على الطاولة هي تحميل قوى 14 آذار، وبخاصة "تيار المستقبل"، مسؤولية الفلتان الأمني في البلاد واتهامه بتهريب السلاح إلى سوريا وبالسعي إلى إنشاء منطقة عازلة والتهجم على الجيش ومنعه من الانتشار في الشمال.
نقلت المستقبل كلام بعض المحاورين حيث قال النائب وليد جنبلاط إنه في المطلق "ضد السلاح الذي يستخدم في الداخل"، أضاف "حتى 7 أيار، قد تقولون اننا أخطأنا، قبل أو بعد هذا التاريخ، أنا لا أتهرب من المسؤولية، لكن استخدام السلاح في الداخل خطأ كبير ونكون سخيفين إذا اعتبرنا أن هذا الموضوع يعالج هنا".
الوزير ميشال فرعون قال "البند المتبقي في الحوار هو الاستراتيجية الدفاعية ولا يجوز البحث في أي بند آخر، لأن هذه الاستراتيجية بقيت حبرا على ورق، رغم انها جزء من فقرة شعار "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان الوزاري، كما ان شعار الشراكة انتهى بانقلاب وبتحريم الحديث عن السلاح، ما يعني ان المقاومة صارت سلطة وفي هذه الحال يفترض
تغيير مقدمة الدستور التي تقول بي"لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك"، أو تحديد أنظمة للمقاومة".
وتحدث النائب محمد رعد الذي عرض بحسب الصحيفة "مضبطة اتهام" ضد قوى 14 آذار وتحديدا "تيار المستقبل" الذي سماه بالاسم متهما إياه "بإرسال السلاح إلى الثوار السوريين وباستقدام بواخر السلاح وبالسعي إلى إقامة منطقة عازلة في الشمال وبالتحريض المذهبي وإثارة أجواء التشنج في البلاد".
أضاف رعد "إن تيار المستقبل يهاجم الحكومة لأن شهيته للسلطة وعدم استيعابه لفكرة خروجه منها تدفعانه إلى ذلك وإلى استجرار الأزمة السورية إلى لبنان"، وإذ أكد أن "الحكومة باقية" قال "إذا استمر الوضع على هذا المنوال فالبلد مقبل
على أحداث أمنية وحرب أهلية تكون حرب العام 1975 مجرد "بك نك" بالنسبة إليها"،وأشار إلى أنه "لو لم يكن لي"حزب الله" الموقف المناسب في عدوان 2006 لكانت القوات الدولية أتت تحت الفصل السابع"، مضيفا "إن المقاومة هي التي فرضت القرار 1701".
وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة فشكر رئيس الجمهورية على مبادرته، معتبرا ان "الحوار هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لمعالجة القضايا الخلافية في مجتمع ديموقراطي وهي ضرورية أكثر في لبنان البلد المتعدد والمتنوع"، أضاف "لكن إذا كانت هناك أهمية للحوار كوسيلة فهذا الأمر يفترض أن يستطيع كل طرف من الأطراف أن يبدي وجهة نظره بحرية وأن يكون الأمر انطلاقا من احترام الرأي الآخر وليس من خلال التشكيك أو التخوين كما قرأنا في الصحف حيث اعتبر أحدهم أن مجرد طرح موضوع سلاح المقاومة فهذا يعني انه خضوع لأجندة خارجية وأن من يطالب بمعالجة سلاح المقاومة عليه أن يبني الدولة التي تحوز شرف تسلم سلاح المقاومة.
وقال "بقي هناك موضوع وحيد على طاولة الحوار للحديث به، وهو ليس الاستراتيجية الدفاعية، بل سلاح المقاومة، هذا السلاح الذي قام بتفريخ أسلحة أخرى حوله وبدأ يظهر سلاح آخر بسببه، وهذا الأمر لم يعد بالإمكان معالجته والتعايش معه إذا لم تتم مقاربة هذه المشكلة لوضع حل لها بشكل صريح وجدي، ونحن نجد أن هذا السلاح بات موجودا في جبل محسن وذات الفريق يستخدم سلاحه بين جبل محسن وباب التبانة لإبقاء التوتر قائما ولتحريك الجراح وتحريك التوترات والاشتباكات وإشغال الأطراف وفرض المعادلات، هذا السلاح الذي استخدم في السابع من أيار في بيروت ثم بعد اتفاق الدوحة عبر حركة الانقلاب من خلال يوم القمصان السود، هذا السلاح الذي نفذ انقلابا أتى بالحكومة الراهنة التي أثبتت فشلا بكل الملفات التي تعاطت فيها والقضايا التي تصدت لها، وهي تقول باعتماد سياسة النأي بالنفس التي لا يمكن أن تكون صالحة لكل المناسبات".
وردّ السنيورة اتهام رعد لـ "تيار المستقبل" بالقول: "ان الاتهامات التي تُوجَّه الى تيار "المستقبل" بالتسلح وتهريب السلاح إلى سوريا غير صحيحة على الاطلاق ونحن ضدّ أي سلاح خارج إطار الشرعية ونحن ضدّ تهريب الاسلحة إلى سوريا وضدّ تهريب الاسلحة إلى لبنان أيضاً، وضدّ تهريب المسلحين لكن موقفنا السياسي الداعم لمطالب الشعب السوري لن نتراجع عنه وهو معلن ومعروف. وتيار "المستقبل" لا يعمل لمنطقة عازلة في الشمال، والكل يعرف موقفنا الصريح الذي أعلن لحظة استشهاد الشيخين أحمد عبدالواحد وحسن مرعب، فنحن وقفنا مع المؤسسة العسكرية ودعونا للالتزام بالهدوء ودماء الشيخين كانت ما زالت على مقعد السيارة، وقد ذهبت الى البيرة وناديت بالوقوف مع المؤسسة العسكرية وحمايتها فليس من الجائز تشويه موقفنا".
ورد السنيورة ايضاً على كلام رعد عن القرار 1701 والقوات المتعدّدة الجنسيات بالقول: "الشيء الجيد ان هناك وثائق "ويكيليكس" التي كشفت كل هذه الامور وظهر مَن الذي أحبط محاولات نشر قوات متعددة تحت الفصل السابع وان الحكومة ورئيسها كانا ضدّ الأمر ومَن ساهم في إقرار القرار 1701(..)". كما ردّ السنيورة على كلمة عون بالقول: "ان هذا الأمر حله بسيط وهو بوضع السلاح تحت إمرة الدولة".