شهدت تونس الثلاثاء حملة اعتقالات في صفوف "عناصر من السلفية الجهادية" وآخرين من اصحاب السوابق إثر أعمال عنف وتخريب ليل الاثنين-الثلاثاء في عدد من أحياء العاصمة أصيب خلالها أكثر من 100 شخص.
شهدت تونس الثلاثاء حملة اعتقالات في صفوف "عناصر من السلفية الجهادية" وآخرين من اصحاب السوابق إثر أعمال عنف وتخريب ليل الاثنين-الثلاثاء في عدد من أحياء العاصمة أصيب خلالها أكثر من 100 شخص. وقال لطفي الحيدوري المسؤول بمكتب الاعلام في وزارة الداخلية "تم حتى الآن اعتقال 97 شخصا ينتمون إلى تيار السلفية الجهادية وآخرين من أوساط الانحراف والسوابق العدلية من المتورطين في أعمال العنف" التي اندلعت منذ ليل أمس وتواصلت الثلاثاء، مشيرا إلى أن حملة الاعتقالات "متواصلة في الأماكن التي حدثت فيها أعمال العنف".
وأبلغ مصدر في وزارة الصحة أن أكثر من 100 شخص بين مدنيين وأمنيين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة منذ بدء أعمال العنف. وقال المصدر ان 90 من الجرحى "لم يغادروا المستشفيات بعد" وأصيبوا بجروح جراء تعرضهم لرشق بالحجارة أو لعيارات نارية من بنادق صيد. واندلعت في ساعة متأخرة من ليل الاثنين أعمال عنف وتخريب في أحياء بتونس العاصمة احتجاجا على عرض لوحات فنية اعتبرها سلفيون "مسيئة للاسلام" في معرض للفن التشكيلي نظم الأحد الماضي بمدينة المرسى شمال العاصمة.
وأفاد لطفي الحيدوري ان "أعمال العنف والشغب اندلعت في أحياء السيجومي والانطلاقة والتضامن الشعبية وسط العاصمة تونس والكرم وبيرصة والمرسى شمال العاصمة". وأوضح انه تم حرق محكمة وسيارة إطفاء تابعة لجهاز الدفاع المدني وحرق مركزين للأمن وتهشيم واجهات مراكز أمنية. وتابع أن قوات الأمن "استعملت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاغبين الذين ردوا برشقها بالحجارة".
وفي جندوبة شمال غرب تونس، أحرقت مجموعات سلفية بالزجاجات الحارقة مكتب "الاتحاد العام التونسي للشغل" (أكبر نقابة عمال في تونس) ومقار أحزاب يسارية هي "الوطنيون الديموقراطيون" و"الديموقراطي التقدمي" و"التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات" وفق ما أعلنت وكالة الأنباء التونسية. وأضافت الوكالة أن "سلفيين مسلحين بالسيوف والسكاكين والزجاجات الحارقة ومدعومين بأشخاص مأجورين أحرقوا شاحنة لنقل الخمور. ونهبوا محلات تجارية". وذكرت نقلا عن مصادر أمنية أن "السلفيين أجروا بلطجية وكلفوهم القيام بعمليات شغب وإلهاء اعوان الامن حتى يتركوا المجال للسلفيين لتنفيذ مخططاتهم". وفي مدينة سوسة، تم رشق واجهة "المعهد العالي للفنون الجميلة" بالزجاجات الحارقة وفق الوكالة.
ووصف وزير العدل نور الدين البحيري في تصريح اذاعي أعمال العنف بأنها "أعمال إرهابية" وتعهد تطبيق القانون على "الارهابيين" وذلك في أول تعليق لمسؤول رسمي على هذه الأحداث.
وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان (غير حكومية) طالبت نهاية أيار/مايو الماضي السلطات "بتحمل مسؤولياتها الكاملة ودونما مزيد من التردد في تطويق ظاهرة العنف السلفي" واتهمت الجماعات السلفية المتشددة بـ"بتكريس الإرهاب والترويع ونشر الرعب والإكراه". ويقول مراقبون ان "سلفيي تونس يعتقدون أن ظهورهم أصبح محميا" منذ فوز حركة النهضة الإسلامية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وتتهم أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية حركة النهضة بالتواطؤ مع السلفيين والسكوت عن تجاوزاتهم المستمرة في حين تقول الحركة انها بصدد "محاورة" هؤلاء لاقناعهم بضرورة التخلي عن العنف.