تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث المرتبطة بالأزمة في سورية ..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث المرتبطة بالأزمة في سورية ..
السفير
الأمم المتحدة تعلن «الحرب الأهلية» وواشنطن تلوّح بسحب المراقبين
المبادرة الروسية تتقاطع مع خطة أنان
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "اكتسبت المقاربة الروسية للازمة السورية أمس، مزيداً من الدفع، بإعلان المبعوث الدولي والعربي كوفي انان دعمه للمبادرة إلى عقد مؤتمر دولي تريده موسكو بديلاً من «اصدقاء سوريا» وبمشاركة إيران. أما واشنطن فقد لوّحت امس بإمكان عدم تجديد مهمة المراقبين الدوليين لدى انتهائها في منتصف تموز المقبل، في ظلّ تصاعد العنف إلى مستويات وصفتها الامم المتحدة للمرة الاولى بـ«الحرب الاهلية».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، وشدّد على أن مشاركة إيران في هذا المؤتمر أمر ضروري. ويزور لافروف طهران اليوم، ليسمع من قيادتها تأكيداً على التمسك بالرئيس السوري بشار الأسد وتشدداً في رفض «الحل اليمني»، كما ليؤكد لها بحسب المصادر الإيرانية موقفاً مشابهاً، وليطلعها على تفاصيل المداولات الروسية الأميركية في هذا الشأن، على الرغم من أن السفير الأميركي في الكويت ماثيو تويلر أكد أن روسيا وأميركا متفقتان على «ضرورة تنحية النظام الحالي».
والتقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سفير إيران لدى دمشق محمد رضا شيباني وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الحديث تطرق للزيارة التي يقوم بها لافروف اليوم لطهران. فيما اتهمت وزارة الخارجية السورية الولايات المتحدة بـ«دعم المجموعات الإرهابية المسلحة» والتغطية على جرائمها، وأكدت على لسان مصدر مسؤول في الوزارة استعدادها للالتزام بخطة انان.
وقال المتحدث باسم انان احمد فوزي «نأمل في ان يعقد مثل هذا الاجتماع (الروسي) قريباً، ان كوفي انان متشجع بموقف الروس، والعمل الدبلوماسي يتكثف». واضاف إن «هدف مثل هذه المجموعة هو إقناع الاطراف في سوريا بتنفيذ خطة انان وليس وضع خطة أخرى». وتابع قائلاً «نعتمد على كل الاطراف التي لديها نفوذ كي تمارس ضغطاً على كل الاطراف» بهدف ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وقال فوزي إن عقد مثل هذا الاجتماع وموعده وكذلك لائحة المشاركين فيه «ما زال يجب تحديدها». وأضاف ان «طرف النزاع الأبرز يجب ان يوجه رسالة قوية لإنهاء العنف وفي الوضع الراهن، هو الحكومة السورية».
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال اجتماع في واشنطن «اذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعباً جداً تمديد مهمة يتزايد خطرها على المراقبين على الأرض». وتنتهي مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا في 20 تموز المقبل.
واضافت كلينتون أمام معهد «بروكينغز»، وقد جلس الى جانبها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، «نحن نواصل دعم جهود كوفي انان، لأنه يمثل جهود الامم المتحدة والجامعة العربية». وأكدت وزيرة الخارجية أن خطة النقاط الست التي وضعها انان لحل الازمة في سوريا «هي خطة جيدة ولكنها بالطبع لم تطبق»، منددة بـ«ازدراء» الرئيس السوري بشار الاسد ببند وقف إطلاق النار الوارد في هذه الخطة. واضافت «لدينا في فكرنا جدول زمني لمعرفة ما اذا كانت جهود كوفي يمكن أن تثمر»، مشددة على ان «المهلة النهائية لهذا الأمر هي تموز المقبل، حين سيتعين على مجلس الأمن ان يقرر تمديد مهمة البعثة أم لا».
وأعربت كلينتون عن قلقها ازاء انباء عن ارسال روسيا مروحيات مقاتلة إلى سوريا، فيما أكدت الأمم المتحدة استخدام القوات النظامية السورية للمروحيات في محافظة اللاذقية، فيما اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في كلمة أمام اعضاء المجلس الاميركي التركي أن «الوضع في سوريا معقد ومأسوي فوق الحد ومن كل النواحي. لا يوجد علاج معجزة». واوضح بانيتا من جهة أخرى ان الرئيس السوري بشار الاسد قام بـ«اعمال عنف مشينة».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه «يجب ان لا ننظر الى سوريا على انها ليبيا أخرى». واضاف هيغ في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية إسلام اباد ان «الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وأن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحاً». واكد هيغ: «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي. أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى».
في المقابل، ورداً على سؤال حول ما اذا كانت سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في نيويورك «نعم أظن أنه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عديدة، لمصلحة المعارضة، وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». واضاف «هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف».
وتعرضت ثلاث سيارات تقل مراقبين دوليين لإطلاق نار بعدما أجبرت على مغادرة منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، حسبما أفادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان. وذكرت غوشة انه «تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة (غرب) باتجاه ادلب (شمال غرب)»، مشيرة الى أن «مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح». وأوضحت المتحدثة ان المراقبين كانوا يعودون أدراجهم بعدما اجبروا على مغادرة المنطقة، حيث تصدت لهم «حشود غاضبة» لدى محاولتهم الوصول الى الحفة و«أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم».
ومنع عدد من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية من الموالين للنظام السوري وفداً من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما ذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته في شريط اخباري أن «اهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين أثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع إليهم، بل قامت إحدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة».
وقتل 36 شخصاً، هم 24 مدنياً و12 عنصراً من قوات النظام، في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وقال «المرصد» في بيان «لا تزال مدينة الحفة وقرى مجاورة لها في محافظة اللاذقية تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المنطقة» بعد أن تمّ استقدام «تعزيزات عسكرية» اليها في وقت سابق اليوم. وقال الناشط ابو محمد من اللاذقية «حتى الآن، تمكن الجيش السوري الحر من الدفاع عن الحفة، لكن الوضع الإنساني كارثي».
وأضاف الناشط «القصف يستمر عنيفاً منذ الصباح وتستخدم فيه قوات النظام المروحيات والدبابات»، مشيراً الى تدمير شبه كامل لقرية الدفيل المجاورة للحفة. واشار الى «عدم وجود خبز في المدينة منذ أسبوع تقريباً» والى ان السكان غير قادرين على النزوح بسبب حدة القصف وعشوائيته.
النهار
الأمم المتحدة: سوريا في حرب أهلية الآن
والحكومة لا تسيطر على أجزاء من أراضيها
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "فرض الوضع الميداني المتحرك في سوريا انحساراً للجهود الديبلوماسية ولمهمة المراقبين الدوليين، وحمل الامم المتحدة على ان تعلن للمرة الاولى منذ بداية الازمة في سوريا قبل 16 شهراً، ان هذا البلد دخل في حرب اهلية وان الحكومة السورية فقدت السيطرة على اجزاء واسعة من اراضيها، وقت كان القتال يشتد في حمص حيث دعا المراقبون الدوليون الى اجلاء الاطفال والنساء عن الاحياء التي تتعرض للقصف والحصار من القوات النظامية، فيما اعلنت المعارضة السورية انسحابها من مدينة الحفة في محافظة اللاذقية التي تتعرض لهجوم بالدبابات والمروحيات منذ ثمانية ايام. ومع تصاعد العمليات العسكرية، أبدت واشنطن قلقها مما وصفته بارسال موسكو في الايام الاخيرة شحنة من المروحيات العسكرية الهجومية الى النظام السوري، معتبرة ان من شأن ذلك تصعيد النزاع بشكل دراماتيكي. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يصل اليوم الى طهران، فجدد استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا وشدد على مشاركة ايران في هذا المؤتمر، الامر الذي تتحفظ عنه الولايات المتحدة واوروبا.
وبعد نحو شهرين من انشاء بعثة المراقبين الدوليين، سئل وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسوس هل يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، فأجاب :"نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لمصلحة المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها". ولاحظ ان "هناك ارتفاعاً هائلاً في وتيرة العنف". وقال: "بات لدينا الان تأكيد ان ثمة استخداماً ليس للدبابات والمدفعية فحسب، بل ايضا للمروحيات الحربية... بات هناك نزاع على مستوى كبير لأن المعارضة تقاوم" قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وأدلى بتفاصيل عن اطلاق النار الذي تعرض له المراقبون الدوليون على مقربة من مدينة الحفة، واوضح ان احد المراقبين كاد يصاب بالرصاص. وقال: "لقد اصيبت سيارتهم بعدد كبير من الرصاصات مما يجعل من المؤكد ان اطلاق النار عليهم كان متعمدا". ووصف مهمة المراقبين بانها "مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف النار، لانه لا وقف للنار. هذا افضل وصف نستطيع ان نقدمه. ونحن نراقب الوضع بانتباه شديد".
ومع اقتراب موعد نهاية مهمة بعثة المراقبين في 20 تموز، أشار لادسوس الى ان مجلس الامن سيبحث في "خيارات عدة" لمستقبل هذه البعثة.
كلينتون
وفي واشنطن صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن آخر المعلومات المتوافرة لديها تفيد ان "مروحيات هجومية هي في طريقها من روسيا الى سوريا" وحذرت موسكو من ان هذه الخطوة "ستصعّد النزاع بشكل درامي للغاية". كما تحدثت عن وجود حشود عسكرية سورية حول حلب، وفق المعلومات المتوافرة في اليومين الاخيرين، ورأت ان ذلك "يمكن ان يشكل خطا احمر للاتراك بالنسبة الى مصالحهم الاستراتيجية والوطنية. لذلك فاننا نراقب الوضع بشكل دقيق جدا".
ولفتت الى ان تحديات داخلية واقليمية تواجه واشنطن والدول الاخرى المعنية بالنزاع في سوريا مثل ضمان أمن الفئات السورية القلقة او الخائفة من مرحلة ما بعد سقوط نظام الاسد، ومنع حدوث أزمة لاجئين سوريين، وكيفية صون لبنان من خطر الانزلاق الى نزاع طائفي.
واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في ندوة مشتركة مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس نظمها مركز "صبان" التابع لمؤسسة بروكينغز للابحاث، "لقد واجهنا الروس في شأن وقف شحنات الاسلحة الى سوريا، وقالوا لنا من وقت الى آخر: لا تقلقوا ما نزودهم اياه لا يصلح للاستخدام المحلي، لكن هذا ليس صحيحا بشكل نافر".
واكدت ان حكومتها لا تزال تدعم خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان، ولكنها اشارت الى ان النظام السوري لا يزال يرفض تنفيذ البند الاول فيها أي وقف العنف. وقالت ان انان يعمل على تشكيل فريق اتصال يشمل دولاً منها روسيا، التي وافقنا على ضمها من اجل "ايجاد خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي". واوضحت ان روسيا تقول انها لا تدافع عن الاسد، ولكنها قلقة من مرحلة ما بعد الاسد، "الا انهم دوماً يطرحون الشروط". وأعربت مجدداً عن معارضة حكومتها لاشراك ايران في مثل هذه الجهود قائلة: "الخط الاحمر بالنسبة الينا هو اشراك ايران. نحن نرى ان ذلك يشكل خطأ فادحا لاننا نعلم ان ايران لا تدعم نظام الاسد فحسب، بل تساعده بشكل نشيط وتقود وتشجع، ليس فقط الجيش النظامي، بل ايضا الميليشيات التي برزت والتي تؤجج النزاع الطائفي".
ثم اعتبرت ان ثمة فترة زمنية محددة لنجاح خطة انان، وقالت "ان اقصى هذه الفترة الزمنية هو منتصف تموز المقبل، وعندها يجب ان يقرر مجلس الامن ما اذا كان سيمدد المهمة" وتابعت "وبالتأكيد اذا لم تكن هناك حركة ملموسة في ذلك الوقت سوف يكون من الصعب جدا تمديد المهمة التي تزداد خطرا بالنسبة الى المراقبين الارض".
وأبرزت وجود مخاوف في أوساط واسعة في المجتمع السوري وفي المنطقة "مما سيأتي" بعد سقوط نظام الأسد. وقالت: "يتصل بنا ممثلون للشرائح السورية المختلفة التي تشعر بالخوف مما سيأتي في المستقبل". وتساءلت "كيف سنعالج العملية الانتقالية، اذا افترضنا اننا قادرون على معالجة الانتقال السياسي، كيف نوفر الضمانات ونوعا من الحماية للمسيحيين والدروز والعلويين والاكراد ورجال الاعمال السنة وغيرهم؟ كيف نمنع تدفق اللاجئين عبر الحدود الاردنية والتركية؟ كيف نحمي لبنان من الانزلاق الى الانقسامات الطائفية التي يعانيها كما تعانيها سوريا، ولو كانت لهذه الاسئلة أجوبة جاهزة أو قابلة للتطبيق لكنت بالتأكيد قد شاطرتكم اياها".
لافروف
وفي موسكو، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن لافروف ان موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (روسيا، الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا، فرنسا)، وكذلك السعودية وقطر وجيران سوريا (لبنان، الاردن، العراق، تركيا) وايضا ايران الى جانب جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، والاتحاد الاوروبين وهيئة الامم المتحدة، على ان ينعقد المؤتمر في رعاية المنظمة الدولية.
وقال إن روسيا اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئ محددة وواضحة، كي يصير المؤتمر "الاطار الوحيد لدعم الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الامن التي أيدت خطة أنان". وأوضح أن "المؤتمر الذي تقترحه موسكو يختلف جوهريا عن مؤتمرا مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" والتي تعتبر مجموعة أصدقاء "المجلس الوطني السوري" في حقيقة الامر".
وفي دمشق، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع استقبل السفير الايراني لدى سوريا محمد رضا شيباني و"بحثا في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين". واضافت أن الحديث تطرق الى الزيارة التي سيقوم بها لافروف لطهران اليوم.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان الولايات المتحدة بـ"دعم المجموعات الارهابية المسلحة" والتغطية على جرائمها، واعتبرت ان التصريحات الاميركية "تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع أرجاء سوريا".
الوضع الميداني
ميدانيا، أفاد الناطق باسم المعارضة السورية المسلحة سليم العمر أن مقاتلي "الجيش السوري الحر" انسحبوا من الحفة المحاصرة ذات الغالبية السنية تحت ضغط القصف من القوات الحكومية. وقال من مدينة اللاذقية الساحلية على مسافة 30 كيلومترا غرب الحفة، ان القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر المقاتلين المئتين الباقين الذين كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها. وأضاف ان بضعة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة من دون حماية من الميليشيات العلوية التي تحاصر المدينة.
وقال عضو "الهيئة العامة للثورة السورية" محمد سعيد ان ريف حلب يتعرض لحملة قصف عنيفة لم يشهدها من قبل، اذ يقصف الجيش النظامي المنطقة بالدبابات والطائرات.
وأعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقرا له مقتل 36 شخصا في قصف وأعمال عنف أخرى في أنحاء سوريا.
وصرح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر هشام حسن في جنيف بأن المنظمة، وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال مساعدات في سوريا، تحاول تحديد مكان مئات الناس من المعتقد أنهم فروا من القتال في أجزاء عدة من محافظة حمص الى مناطق أكثر أمانا في المحافظة.
الأخبار
الأمم المتحدة: سوريا في حرب أهلية
أنان يعدّ لمجموعة الاتصال وكلينتون تلوّح بعدم التجديد للمراقبين
وكتبت صحيفة الأخبار تقول "أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة، هيرفيه لادسو، أمس أنّ سوريا باتت «في حرب اهلية»، وأن الحكومة السورية فقدت السيطرة على «أجزاء واسعة من أراضيها لصالح المعارضة، وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». وقال، مقابلة مع «رويترز»، «من الواضح ان ما يحدث هو ان حكومة سوريا خسرت بعض المساحات الواسعة من الاراضي في العديد من المدن لصالح المعارضة وتريد استعادة السيطرة على تلك المناطق». وتأتي تصريحات المسؤول الدولي في وقت تتواصل المحاولات السياسية لإيجاد مخرج للأزمة، وسط تضارب في المواقف بين موسكو وواشنطن، التي لوحت بعدم التجديد لمهمة المراقبين الدوليين.
وعشية زيارته طهران، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، مشدداً على ضرورة مشاركة إيران. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن لافروف قوله إن بلاده اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئ محددة وواضحة، لكي يصبح المؤتمر «الإطار الوحيد لدعم الجهود الرامية إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي أيّدت خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان».
بدورها، قدمت طهران أمس، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، دعمها ضمنياً لاقتراح روسيا تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا، مؤكدةً أن المسألة السورية يجب أن تحلّ «من قبل السوريين». وكرر القول إن «المسألة السورية ليس لها حل عسكري وان التدخل (العسكري) لدول اخرى سيخلق عدم استقرار اقليمياً».
من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، يوم أمس، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن ترسل روسيا طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا، واعتبرت مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا لا ترتبط بالصراع «غير حقيقية بالمرة». ورأت ان تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد تموز/يوليو سيكون صعباً اذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم كوفي أنان، أحمد فوزي، إن «مجموعة اتصال» دولية بشأن سوريا ستجتمع قريباً لبحث كيفية جعل الحكومة السورية والمعارضة تلتزمان بخطة السلام التي صاغها الوسيط الدولي. وقال فوزي، في إفادة صحافية في جنيف أمس، «القصد من تشكيل هذه المجموعة هو إعطاء قوة للخطة لإقناع الأطراف بتنفيذ الخطة كاملة. الأمر ليس وضع خطة جديدة». وقال فوزي إنه على الرغم من أنه لم يجر الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو المشاركين فيه، أنان متفائل.
وفي السياق، أعلن مسؤول عربي رفيع المستوى أن أنان عليه أن يتخذ قراراً بشأن نجاح خطته عند انتهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة الشهر المقبل، مشدداً على ضرورة ألا تظل من دون مهلة محددة. وقال المسؤول، الذي رفض كشف هويته، «أعتقد أن المطلوب هو رؤية مدى التقدم الذي سيُحرز حتى 19 تموز، موعد انتهاء مهلة البعثة رسمياً».
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أمس، إن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سوريا تتركز على محاولة التوصل إلى انتقال سلمي. وأضاف، في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي. أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى».
من جهة ثانية، اتهمت سوريا الولايات المتحدة بالتدخل «السافر» في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن التصريحات التي تطلقها تشجع «الإرهابيين» على تصعيد عملياتهم في البلاد. وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أن الإدارة الأميركية «تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسوريا ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سوريا». وأضافت أن ذلك «انعكس في تصريحات تصعيدية خلال الأيام الأخيرة بشكل خاص انسجاماً مع التصعيد الذي يقوم به الإرهابيون في مختلف أنحاء سوريا».
وفي سياق الوضع الميداني، أعربت فرنسا عن قلقها من «أن تكون مجازر جديدة يُعدّ لها» في سوريا، في وقت طالبت فيه الأمم المتحدة بتسهيل الوصول إلى مدينة الحفة المحاصرة والتي تقصفها قوات النظام السوري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، «نحن أيضاً نشعر بالقلق من أن تكون مجازر جديدة يُعدّ لها» في سوريا، مؤكداً في الوقت نفسه حصول اتصالات فرنسية ــ روسية في محاولة لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة. وأوضح الناطق أن «مديرنا السياسي (جاك أوديبير) سيتوجه إلى موسكو اليوم».
وفي الإطار ذاته، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة أمس إن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا الذين سافروا إلى الحفة للتحقيق في تقارير عن وقوع اشتباكات في المنطقة وجدوا أن البلدة خطرة للغاية بدرجة تحول دون دخولها. وتابعت سوزان غوشة من دمشق «الوضع الأمني غير آمن لدخولهم. كانوا عند آخر نقطة تفتيش وقالت الحكومة يمكنكم المرور، ولكننا رأينا أنه غير آمن». ولاحقاً أعلن المراقبون أن حشوداً غاضبة قذفتهم بالحجارة ومنعتهم من الوصول إلى الحفة، وأن ثلاث سيارات تعرضت لإطلاق نار لدى مغادرتها. وأضافت «أثناء مغادرة الفريق المراقبين متجهاً نحو محافظة ادلب اشتعلت النار بثلاث مركبات والى الان مصدر الحريق غير واضح ، والمراقبون وصلوا الى مراكزهم وهم في أمان».
واستمر القصف لليوم الثامن على التوالي على مدينة الحفة المحاصرة من قوات النظام في محافظة اللاذقية. وتعرض ركاب حافلتين كانتا تمران على طريق مدينة القصير ــ الجوسية المتاخمة للحدود اللبنانية للخطف أمس على أيدي «مجموعة إرهابية مسلحة»، بحسب ما ذكرت سانا.
في الوقت نفسه، يتواصل القصف على مدينة حمص ومدن أخرى في المحافظة، ما سبّب مقتل مواطنين اثنين في الرستن، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل أمس أيضاًَ ثلاثة مواطنين في ريف القصير في محافظة حمص، اثنان منهم برصاص حاجز قرية ربلة، وثالث في قرية جوسية إثر مداهمة قامت بها قوات الأمن. كذلك أفاد المرصد عن تعرض بلدة حريتان في محافظة حلب لقصف من القوات النظامية «التي تحاول اقتحامها».
وعلى الحدود اللبنانية-السورية، أفاد مراسلنا في البقاع (رامح حمية) أنه إندلعت، يوم أمس، اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة. ووصل صدى أزيز رصاصها ودوي قذائفها إلى داخل الأراضي اللبنانية عند محلة مشاريع القاع، لينجلي الغبار عن ثلاثة قتلى وحوالي ستة جرحى نقلوا جميعهم إلى مستشفيات الهرمل. وبحسب مصادر أمنية فقد تعرض معبر جوسيه الحدودي لاستهداف من قبل مجموعات مسلحة بقذائف الهاون ما أدى إلى مقتل المدعو زهير هرموش أحد عناصر الجمارك السورية وشخص آخر لم تعرف هويته وقد نقلت جثتهما إلى مستشفى البتول في الهرمل.
اللواء
تخوف أممي من حرب أهلية والأطلسي لتوحد الغرب وروسيا
الإشتباكات تمتد من حمص إلى القاع .. و«الشبيحة» تمنع المراقبين من الوصول إلى الحفة
وكتبت صحيفة اللواء حول الأزمة في سورية تقول "بعد نحو شهرين على انشاء بعثة المراقبين الدوليين، اعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة ان سوريا باتت «في حرب اهلية» وان الحكومة السورية فقدت السيطرة على «اجزاء واسعة من اراضيها». ومع تسارع وتيرة الأحداث على الأرض وازدياد حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، تشهد الساحة الدبلوماسية الدولية تطورات عدة تصب لمصلحة إيجاد حل سلمي للأزمة، منها إعلان الأمم المتحدة عن قرب تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا.وبدء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة من طهران للاعداد لموتمر دولي حول سوريا تشارك فيه ايران.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في نيويورك «نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». واضاف «هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف».
وفي الاطار نفسه اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ان تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد تموز سيكون صعبا اذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان لاحلال السلام في هذا البلد. وقالت الوزيرة الاميركية خلال اجتماع في واشنطن «اذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة خطرها متزايد على المراقبين على الارض». وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن ترسل روسيا طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا وتعتبر مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا لا ترتبط بالصراع «غير حقيقية بالمرة». وأضافت في كلمة بمركز بحثي «واجهنا الروس بشأن وقف شحناتهم المُستمرة من الأسلحة إلى سوريا. قالوا من آن لآخر إنه لا داعي لأن نقلق.. وإن كل شيء يقومون بشحنه غير مرتبط بتصرفات (الحكومة السورية) في الداخل. هذا غير حقيقي بالمرة.»
ورغم تدهور الاوضاع الامنية بشكل غير مسوق ،تتواصل المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة السورية حيث نقل عن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان أنه يأمل أن تجتمع مجموعة اتصال دولية بشأن سوريا قريبا بهدف إعطاء دفعة قوية لـخطته.
وقال أحمد فوزي -المتحدث باسم أنان في إفادة صحفية بجنيف- إن القصد من تشكيل هذه المجموعة هو إعطاء قوة للخطة لإقناع الأطراف بتنفيذ الخطة كاملة، وليس وضع خطة جديدة. وأشار المتحدث إلى أنه على الرغم من أنه لم يجر الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو المشاركين فيه، فإن أنان متفائل ويشجعه موقف روسيا الجديد، قائلا «سمعنا أن الروس يدعون الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) ذات النفوذ إلى التوحد، وأن الفكرة تتبلور والدبلوماسية تتصاعد».
من جهته ،أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي يزور طهران اليوم أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا مشدداً على أن مشاركة إيران في هذا المؤتمر أمر ضروري. ونقل موقع روسيا امس عن لافروف قوله في تصريحات للصحفيين في موسكو.. «إن المبادرة الروسية حول عقد المؤتمر تأتي في سياق الجهود الرامية إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بتبني خطة انان «. وشدد لافروف على أن روسيا اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئء محددة وواضحة.
من جانبها جددت إيران امس تأكيدها أن الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست على سؤال حول موقف طهران حيال المؤتمر قائلا «سندعم اي طريقة تساعد في تسوية القضية السورية عبر الحوار بين الحكومة والمعارضين في اطار مناسب».
وبخصوص الجهود الدولية لحل الأزمة في سوريا، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن هذه الجهود تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحا. ولم يستبعد وزير الخارجية البريطاني وجود تنظيم القاعدة في سوريا.
الى ذلك ،ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز أن الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوج راسموسين قد شدد على ضرورة التوافق بين روسيا والغرب حول الوضع فى سوريا، مؤكدا أن كلا الطرفين لابد أن يتبنيا رسالة موحدة للنظام السورى، من أجل وقف العنف بين القوات النظامية وقوات المعارضة. وأعرب راسموسين عن عد رضاه حيال فشل الرئيس السورى فى الالتزام ببنود خطة السلام التى وضعها انان.
ميدانيا، امتد الاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين عنه من حمص وريفها الي مشاريع القاع . أفادت قناة «الميادين» عن «اندلاع اشتباكات عند الحدود السورية اللبنانية قرب مشاريع القاع بين الجيش السوري ومسلحين وادت الى سقوط 3 قتلى و10 جرحى». ونقلت القناة عن مصادر تأكيدها ان «معبر الجوسي تعرض للهجوم باسلحة الهاون والاسلحة الصاروخية من قبل منشقين». ولفتت الى ان القتلى توزعوا على مسشتفيات الهرمل، فيما توزع الجرحى الـ10 توزعوا على مستشفى دار الامل في بعلبك والهرمل الحكومي.
كما تعرضت الحفة امس ولليوم الثامن على التوالي الى قصف مركز، في وقت قتل 36 شخصا في اعمال عنف امس في البلاد. وتواصل القوات النظامية السورية قصفها لمدينة الحفة التي استقدمت اليها «تعزيزات عسكرية»، بحسب ما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
المستقبل
كلينتون قلقة من استقدام مروحيات هجومية روسية ومن حشود عسكرية قرب حلب
الأمم المتحدة: الأسد فقد سيطرته على أنحاء واسعة من سوريا
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "كشف مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أمس، أن "سوريا باتت الآن في حرب أهلية"، مؤكداً فقدان النظام السوري سيطرته على أنحاء واسعة من البلاد مقابل سيطرة المعارضة، موضحاً أن "هناك ارتفاعاً هائلاً في وتيرة العنف ما يشير الى تغير في طبيعة" النزاع.
وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس ما ذكر عن تزويد موسكو لسوريا بمروحيات هجومية، معتبرة أن هذه الخطوة "ستصعد الصراع بشكل دراماتيكي"، ومحذرة من حشود لقوات النظام حول مدينة حلب "ما يمكن أن يعتبره الأتراك خطاً أحمر في ما يتعلق بمصالحهم الاستراتيجية والوطنية".
وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، إن التقرير الدولي الذي كشف عن قيام القوات السورية بإعدام أطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم "دروعاً بشرية" خلال عمليات عسكرية، يعد واحداً من "انتهاكات عديدة خطيرة" يرتكبها النظام السوري. ميدانياً، سقط أمس ما يزيد عن ستين شهيداً برصاص كتائب الأسد واشتد هجوم قوات النظام على مدينة الحفة قرب اللاذقية أمس بعد أربعة أيام من القصف المتواصل، وأعلن الجيش السوري الحر أن مقاتليه انسحبوا من البلدة المحاصرة تحت ضغط مدفعية القوات الحكومية.
وفي العاصمة دمشق حيث سمعت انفجارات ضخمة ترافقت مع حملات اعتقال عشوائية، نشرت قوات النظام القناصة والحواجز في حي برزة تزامناً مع استنفار أمني واسع، واستمرت حملات القصف على أحياء في مدينة حمص وانتشرت حشود كبيرة لقوات النظام حول حلب.
أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو أمس، ان "سوريا باتت الآن في حرب اهلية"، مؤكدا أن مهمة المراقبين هي "حفظ السلام في حين انه لا يوجد سلام لحفظه".
ورداً على سؤال حول ما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين "نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو فقدان الحكومة لسيطرتها على انحاء واسعة من اراضيها، وعلى مدن عدة لصالح المعارضة، وهي بالتالي تحاول استعادة السيطرة عليها". واضاف ان "هناك ارتفاعا هائلا في وتيرة العنف ما يشير الى تغير في طبيعة" النزاع.
وقال المسؤول الدولي "بات لدينا الان تأكيد ان هناك استخداما ليس للدبابات والمدفعية فحسب، بل ايضا للمروحيات الحربية"، وتابع "اصبح هناك نزاع على مستوى كبير لأن المعارضة تقاوم" قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقدم مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة تفاصيل حول اطلاق النار الذي تعرض له المراقبون الدوليون الثلاثاء على مقربة من مدينة الحفة في منطقة اللاذقية. وقال "لقد اصيبت سيارتهم بعدد كبير من الرصاصات ما يجعل من المؤكد ان اطلاق النار عليهم كان متعمدا".
ووصف لادسو مهمة المراقبين بأنها "مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف لاطلاق النار، لانه لا يوجد وقف لاطلاق النار. هذا افضل وصف نستطيع ان نقدمه. ونحن نراقب الوضع بانتباه شديد".
وأفاد تقرير للامم المتحدة نشر أمس ان القوات السورية قامت بإعدام اطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم "دروعا بشرية" خلال عمليات عسكرية ضد معارضين.
وصرحت راديكا كوماراسوامي ممثلة الامم المتحدة الخاصة لشؤون الاطفال في النزاعات المسلحة قبل نشر التقرير "نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الاطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والاعدام ويستخدمون دروعا بشرية". وأضاف التقرير حول "الاطفال في النزاعات المسلحة" ان قوات حكومية جمعت عشرات الصبيان الذين تراوح اعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة ادلب في 9 اذار (مارس) الماضي.
وجاء في التقرير ان الاطفال "استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات دروعا بشرية فوضعوا امام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة".
ومن بين القتلى ال11 في اليوم الاول ثلاثة فتيان بين ال15 وال17 بينما اعتقل 34 شخصا من بينهم فتيان اثنان في ال14 وال16 وفتاة في التاسعة. وتابع التقرير "في النهاية، تركت القرية ارضا محروقة بحسب ما افيد واردي اربعة من الموقوفين ال34 بالرصاص واحرقوا بمن فيهم الفتيان في ال14 وال16".
واضاف التقرير ان اطفالا في التاسعة في سوريا تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما انهم استخدموا دروعا بشرية. وتابع التقرير ان "غالبية الاطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت اعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا باسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا باعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في اعضائهم التناسلية". وروى شاهد على الاقل للمحققين ان فتى في ال15 تقريبا توفي من جراء الضرب المتكرر.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، إن ثمة معلومات تفيد أن روسيا تزود سوريا بمروحيات هجومية وأن قوات النظام تحتشد قرب مدينة حلب.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن كلينتون قولها في مؤتمر في واشنطن "نحن قلقون من المعلومات الأخيرة بأن مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، ما سيصعد الصراع بشكل دراماتيكي".
وتابعت كلينتون أنه توجد إشارات على أن قوات الحكومة تحتشد حول مدينة حلب، وقالت "يمكن أن يكون ذلك خطاً أحمر للأتراك في ما يتعلق بمصالحهم الاستراتيجية والوطنية".
وقالت إن الولايات المتحدة تدعم مساعي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الهادفة إلى تشكيل مجموعة دول تضم روسيا لإعداد "خارطة طريق للانتقال السياسي" في سوريا، غير أنها أضافت أن ضم إيران إلى المجموعة كما تطلب روسيا سيكون "خطأ كبيرا"، متهمة طهران بتدريب ودعم القوات الحكومية السورية والميليشيات التي تحملها واشنطن مسؤولية قتل المدنيين.
وفي ما يتعلق بالتمديد لمهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا في منتصف تموز (يوليو)، قالت كلينتون إنه بدون "تقدم واضح"، "سيكون من الصعب جداً تمديد العمل في المهمة التي تزداد خطورتها بالنسبة للمراقبين على الأرض".
وفي باريس (مراد مراد)، أكدت فرنسا امس مجددا مشاركتها في تدخل عسكري لحل الأزمة السورية شرط استصدار قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وجزمت في الوقت عينه بأنها لا تنوي تزويد المعارضين السوريين بالسلاح.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس "نواصل دعمنا الكامل لخطة كوفي انان ولهذا نحن نرحب بدعوته لعقد اجتماع لمجموعة اتصال، ونحبذ فكرة توسيع جهود الاسرة الدولية لتشمل بلدانا اكثر ولكن الاهم في كل هذا ان نتمكن من احراز تقدم في اتجاه التوصل الى عملية انتقال للسلطة بشكل سلمي".
واكد استمرار التواصل مع روسيا بهذا الخصوص "غدا (اليوم) يزور المدير السياسي في الخارجية الفرنسية الى موسكو للبحث في عدد من القضايا التي تهم البلدين وبينها الأزمة السورية".
ميدانياً، سقط اكثر من 60 شهيداً امس برصاص قوات النظام حسبما أعلنت لجان التنسيق المحلية.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا أمس من بلدة الحفة المحاصرة تحت ضغط القصف من جانب القوات الحكومية.
وقال المتحدث سليم العمر هاتفيا من مدينة اللاذقية الساحلية التي تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب من الحفة، إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر مئتي مقاتل كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها. واضاف أن عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من الميليشيات التي تحاصر البلدة.