22-11-2024 04:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

سيرة ووصية ملاك الاستشهاديين

سيرة ووصية ملاك الاستشهاديين

سيرة ووصية الاستشهادي صلاح غندور الذي استشهد عام 1995 في عملية نوعية

ولد الاستشهادي صلاح محمد غندور في السابع عشر من شهر أيار/مايو 1968م، انتقل بعد سنوات الى الإمارات العربية حيث كان يعمل والده، ودرس هناك المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وفي العام 1984م، عادت العائلة إلى لبنان.
منذ عودته ، بدأ يتردّد إلى المسجد، ويحضر الدروس والمحاضرات الثقافية والدينية وبعد عام من رجوعه انخرط في صفوف المقاومة الاسلامية وحزب الله وذلك عام 1985.

كفاءة جهادية وسلوكيات سامية

وقد عرف عن الشهيد سلوكياته العالية واخلاقه السامية ودأبه على الفرائض والنوافل والادعية وقيام الليل.
تم تكليفه بعمل في بيروت حيث بقي لفترة ثم انضم الى قطاع بنت جبيل في الجنوب. وبعد ان انضم للمشاركة في العمليات الجهادية أظهر قوّة تحمل كبيرة ومثابرة وشجاعة إضافة إلى الكفاءة العالية في كافة الأعمال القتاليّة.

استشهاده

كان يوم الخامس والعشرين من نيسان / أبريل عام 1995، يوما مجيدا للمقاومة والشعب اللبناني ويوم ذل للاحتلال الصهيوني حيث الحق به الشهيد صلاح هزيمة مدوية بعد ان استطاع ان يقتحم ارتاله العسكرية ويحيلها الى ركام.
لقد اعد "ملاك الاستشهاديين" جميع مراحل العملية التي سيقوم بها، وعند ساعة الصفر اخترق كل اجراءات العدو في المنطقة المحتلة وفجّر سيارة مفخخة كان يقودها محمّلة بخمسين كيلوغراماً من مادة الـ"تي أن تي"، بدورية اسرائيلية كبيرة على مشارف بنت جبيل في منقطة صف الهوا امام أحد أهم اهم مقرات العدو الاستخباراتية في المنطقة المحتلة، ما ادى الى تدميرها ووقوع أكثر من ثلاثين قتيلا وجريحا في صفوف الصهاينة والعملاء. وشكلت العملية هزيمة مدوية للاحتلال وصدمة كبيرة جراء تنفيذ هذه العملية النوعية في عمق الشريط المحتل.

بعد إعلان المقاومة في بيان لها نبأ الاستشهاد ونجاح العملية، وجّه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله نداء الى المجاهدين حيا فيه "شعبنا الابي الشريف في الجنوب والبقاع الغربي وكل شعب لبنان وفلسطين"، داعيا "المقاومين الى الاستنفار الشامل دفعا لاي احتمال واستعدادا لاي تحد قد يلجأ اليه العدو الصهيوني امام الهزيمة الكبرى التي الحقها شهيدنا العظيم بقواته"، وحذر سماحته "العدو من أي خطأ او عدوان يرتكبه بحق اهلنا وشعبنا والا لن يسلم للاحتلال مدنيوه".

نداء ملاك

وجه الشهيد "ملاك" نداء قبيل تنفيذه العملية البطولية مما جاء فيه:
أسأل الله أن يوفقني إلى لقاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)، هذا الإمام العظيم الذي علم جميع الأحرار كيف ينتقمون من ظالميهم. إنني إن شاء الله بعد قليل من هذه الكلمات سوف ألقى الله معتزاً، مفتخراً، منتقماً لديني ولجميع الشهداء الذين سبقوني على هذا الطريق.
بعد قليل سوف أثأر لجميع المظلومين والمستضعفين من أبناء جبل عامل وأبناء الانتفاضة في فلسطين المغتصبة، سوف أنتقم لجميع المعذبين في الشريط المحتل المعذب، إنني إن شاء الله مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية، تلك المقاومة العظيمة التي لم ترهبها طائرات العدو ولا دباباته وكل الأسلحة التي يمتلكونها ولا كل الدعم الذي يتلقونه من دول الكفر كافة.
 

من وصيته

اخواني المجاهدين.. أنتم تعلمون أن طريقنا طريق ذات الشوكة والصعاب فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم... وإن الله وعدنا بالنصر والعزة ووعده حق إنه لا يخلف الميعاد، فأرجو منكم المحافظة على وصية الشهداء وعدم التخلي عن هذا الخط ولو قطعنا إرباً إرباً.وتذكروا دائماً الشهداء والأسرى، وقتال اليهود وإخراجهم من أرضنا وكل أرض اغتصبوها، وهذا ما قطعناه على أنفسنا لتحرير الأرض والإنسان.
لقد عاهدت نفسي على أن لا أواجه الله وسيدي أبا عبد الله إلا وأنا مقطع الأوصال والأشلاء بدون رأس ولا يدين حتى يكون لي قدم صدق عند مليك مقتدر، وأن يثبت لي قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع).
 أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم والسير على نهج الأئمة الأطهار (ع) المتمثل بالسيد القائد الخامنئي أعزه الله، وطاعة السيد العزيز حسن نصر الله، والسير في خط حزب الله إنه يمثل الصراط المستقيم في عالم الدنيا.

السلام عليك يا والدي العزيز.. إني متأسف ومخجل منك على عدم اخبارك عند توجهي لعملي الأخير، فأرجو منك المسامحة على ذلك وعلى أي سوء بدر مني أو أي فعل أو حركة أساءت لك فأنت تعرف إني قد أخترت هذا الطريق طريق سيدي أبي عبد الله، طريق الشهداء فأرجو منك مسامحتي، وأنا أقول لك يا والدي بأن تتمسك بهذا الخط لأنه خط الرسول، وخط الأمير، وخط الأئمة الأطهار، وأرجو منك مسامحتي لقلة تواجدي معكم وبينكم، وأتمنى عند سماعك خبر شهادتي أن تكون لك فخراً وعزاً في الدنيا والآخرة وأن تكون صبوراً وتتذكر سيد الشهداء أبا عبد الله كيف قطع رأسه وهو بين أهل وما أعظمها من مصيبة. وصيتي لك أن لا تنساني من الدعاء وأرجو منك أن لا تنسي مسألة الخمس والحج إني أريد ان أراك بجانبي يوم القيامة.
والدتي الحنونة أيتها الصابرة، أيتها الصديقة العزيزة على قلبي.. تعبت كثيراً معنا وكنت خير أم وصديق، فأنت الصابرة الوفية، وكم كنت أتحدث معك عن مصيبة أبي عبد الله، والسيدة زينب، قصتها وتحملها المصيبة وكم كانت قوية في مجلس يزيد لعنة الله عليه، فقد كانت مقولة كل النساء على مدى مر العصور فأرجو منك أن تصبري، وتكوني يوم القيامة مع الزهراء، فأرجو منك المسامحة وأرجو أن لا تحزني ولا تلبسي السواد بل أرجو أن يكون يوم فرحة وعز لا يوم حزن وسواد، وأرجو منك مسامحتي على أي شيء حصل مني أو أي تقصير فإني لا أقوى على (زعلك).
إلى زوجتي العزيزة، أيتها الطاهرة الصابرة والأم الحنونة..  لقد صبرت معي وتحملت الكثير من المصاعب والمعاناة فأرجو منك أن لا تحزني فإني ذاهب إلى المكان الذي أنت تعرفينه، إنه هو الخط الذي كنت أرجوه من العزيز الجبار وقد تركت أمانة وهي الأولاد ولتحفظي هذه الأمانة وترعيها وأنا أعرف أن المسؤولية صعبة وشاقة عليك، أعانك الله على ذلك، وأن لا تنسي أن تربيهم على خط أهل البيت كأبيهم نذر نفسه لله لرفع راية أمة حزب الله تحت قيادة وولاية السيد العزيز آية الله السيد الخامنئي حفظه المولى.