تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث المرتبطة بالأزمة في سورية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث المرتبطة بالأزمة في سورية..
السفير
إصرار روسي على إشراك إيران في الحل ومرونة أوروبية إزاءه
سوريا ترفض مصطلح «الحرب الأهلية» .. والغرب يسوّقه
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "أثار استخدام مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو توصيف «الحرب الأهلية» على الأحداث في سوريا والذي رفضته دمشق كما المعارضة السورية، قبولا غربياً سريعاً تمثل في عدد من التصريحات التي تصدرتها باريس مجددة الدعوة إلى إدراج خطة كوفي أنان ضمن الفصل السابع.
لكن مؤشرات عديدة رجحت في الوقت نفسه، توجها أوروبيا وعربياً نحو مزيد من المرونة إزاء إصرار موسكو على إشراك إيران في مؤتمر دولي تعتزم عقده لحل الأزمة السورية.
ورسّخت موسكو أمس، خلال زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف طهران «حلفاً قويا» مع إيران، وشبه تطابق إزاء الملف السوري، بإعرابها عن تمسكها بمشاركة ايران وإعلانها عن المزيد من تفاصيل مبادرتها، فيما رفضت اتهامات واشنطن لها بتسليح النظام السوري. أما إيران فتحدثت عن مخططات عسكرية وإعلامية تحاك ضد سوريا، مؤكدة «جاهزية محور المقاومة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «ينبغي اللجوء الى الفصل السابع لجعل بنود خطة أنان إلزامية»، وأضاف «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الإجراء سريعا». ويتيح الفصل السابع فرض إجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى الى استخدام القوة. وأضاف الوزير الفرنسي «سمعنا حتى الصين تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي إذاً ان يتحرك مجلس الامن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة انان تحت طائلة عقوبات قوية جدا». واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه «حرب اهلية»، مجددا دعوته الى انهاء «نظام القتلة» برئاسة بشار الأسد.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين في كابول بأن «سوريا على حافة الانهيار او على حافة حرب أهلية طائفية دامية. وبالطبع هناك مجال للنقاش حول ماهية الحرب الاهلية الشاملة». وأضاف «وبالفعل هناك العديد من مواصفات الحرب الأهلية».
وقال هيغ إن من مصلحة روسيا دعم خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربي كوفي أنان. وأضاف «حتى لو تم منح الرئيس الأسد حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود الى السيطرة على الوضع في سوريا، وبالتالي فإنه ليس خيارا بين خطة أنان من جهة وتقوية نظام الأسد لنفسه من جهة اخرى». وتابع قائلا «انه خيار بين تطبيق خطة انان وزيادة الفوضى». كما جددت وزيرة الخارجية الاميركية دعوة روسيا لوقف إمداد سوريا بالأسلحة قائلة إن البلد «ينحدر باتجاه حرب أهلية».
ومن جهته، قال الأمين العام لحلف الـ«ناتو» اندرس فوغ راسموسن الذي يقوم بزيارة دبلوماسية الى أوستراليا انه ليس واثقا ما اذا كان من الممكن وصف الوضع بحرب أهلية «من وجهة نظر قانونية». وتابع «لكن من المؤكد ان الوضع في سوريا خطير جدا وشهدنا فظاعات ارتكبها النظام والقوات الموالية له» مؤكدا «أنني أدين بشدة هذه الأعمال».
وأكدت دمشق ان البلاد لا تشهد حربا اهلية بل تكافح «الارهاب»، وذلك ردا على تصريحات لمسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو. وذكر البيان ان سوريا «لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الارهاب ومواجهة القتل والخطف... وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة».
واعتبر بيان وزارة الخارجية السورية ان الحديث عن حرب أهلية في سوريا «لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري» مؤكدا ان ما يجري في البلاد «حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقا للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر ومستقبل الشعب السوري».
ورفضت «الهيئة العامة للثورة السورية» وصف التدهور الامني في سوريا بأنه «حرب اهلية». واعتبرت الهيئة في بيان ان ما قاله لادسو «لا يعبر عن صورة الأحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري» وثورته «السلمية». وانتقدت الهيئة التصريح معتبرة انه «مساواة بين الضحية والجلاد وتجاهل لمجازر النظام الأسدي وطمس لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة».
المبادرة الروسية
وقال مصدر مطلع على أجواء زيارة لافروف طهران لـ«السفير» إن الضيف حمل رسالة مفادها أن «الرئيس بوتين خلافا لسابقه ديميتري ميدفيديف ينظر لإيران على أنها دولة إقليمية يمكن أن تشكل حليفا قويا لموسكو» مع تأكيد القيادة الروسية أنها «ليست مستعدة للتخلي عنها» في وجه الضغوط الغربية والأميركية المتزايدة ضدها أو الراغبة في عزلها.
وأكد لافروف إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سوريا. وأكد في الوقت نفسه عدم مشاركة الجانب السوري في المرحلة الأولى من المباحثات. وأوضح لافروف قائلا «فكرتنا هي دعوة جميع اللاعبين الرئيسيين الى عقد مؤتمر دولي وفي حال انعقاده سيلتحق الجانب السوري في ما بعد. ومن المتوقع مشاركة حوالي 15 دولة، عليهم جميعاً تأكيد تأييدهم لخطة أنان وتنفيذها وذلك عن طريق استخدام كل لاعب دولي نفوذه مع الجهة السورية التي يمكن أن يؤثر عليها وإجبار جميع السوريين على إيقاف العنف كما هو منصوص عليه في بنود خطة كوفي أنان السلمية وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة».
وردّ لافروف على اتهامات واشنطن لروسيا بتسليح سوريا وخاصة بالمروحيات القتالية، مؤكدا عدم اختراق بلاده لأية قوانين دولية، ومتهما واشنطن بتسليح أطراف «في المنطقة».
وكشف مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ«السفير» أن «القرار الايراني بالوقوف الى جانب النظام السوري حسم سلفا»، وتحدثت مصادر إيرانية عن رسائل للضيف عن «جاهزية محور المقاومة» من فلسطين إلى ما بعد إيران لأي طارئ في ظل «الحديث عن ضربة عسكرية خاطفة» توجه إلى سوريا مع «زلزال إعلامي ونفسي» لاختبار مدى تماسك النظام السوري ليتم على أساس النتيجة رسم ملامح المرحلة التالية.
في المقابل، قالت كلينتون في مؤتمر صحافي «روسيا تقول إنها تريد إعادة السلام والاستقرار. وتقول انها لا تربطها علاقة خاصة (بالرئيس السوري بشار) الأسد وتزعم أيضا أن لها مصالح حيوية في المنطقة وعلاقات تريد استمرار الحفاظ عليها. إنها تعرض كل ذلك للخطر إذا لم تتحرك بصورة أكثر إيجابية في الوقت الراهن».
وأكد مصدر أوروبي مطلع قناعة الاتحاد الأوروبي بـ«ضرورة إشراك جميع أفرقاء المجتمع الدولي والجهات التي لها تأثير على سوريا في البحث عن حل للأزمة في هذا البلد». وقال المصدر لوكالة «آكي» إن «التكتل الموحد أيد فكرة إطلاق مجموعة اتصال بشأن سوريا، كما أننا ننتظر بإيجابية إلى الفكرة الروسية القائلة بعقد مؤتمر دولي حول سوريا مع مشاركة محتملة لإيران».
ونقلت وكالة «آكي» عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي في روما، «أعتقد أن على كل دولة أن تلعب دوراً في الأزمة السورية ويجب بطريقة أو بأخرى أن تشارك، وإن لم يكن بالضرورة في الاجتماعات الرسمية»، في إشارة إلى إيران. وأضاف أن «المجتمع الدولي يعكف حالياً على مجموعة الاتصال التي ستجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر وسوف تشارك فيها كل من روسيا والصين».
النهار
جدل أميركي - روسي حول تسليح سوريا
واشنطن: لا مكان للأسد في العملية الانتقالية
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "مع تصاعد العمليات العسكرية واتساعها في سوريا، تراجعت حظوظ انقاذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، وبدت البلاد مهيأة اكثر لدخول مرحلة جديدة من الازمة وخصوصا مع اعلان ناشطين ان مقاتلي المعارضة يستعدون لتصعيد القتال ضد القوات النظامية مستفيدين من حصولهم على اسلحة جديدة مهربة ومن التقاط الانفاس في ظل وقف النار الهش الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان الماضي. ورفضت الحكومة السورية التي اعلنت "تطهير" مدينة الحفة في محافظة اللاذقية من مقاتلي المعارضة، التوصيف الذي أطلقه وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس على الوضع في سوريا بانه حرب اهلية وقالت ان ما يجري هو "كفاح لاستئصال آفة الارهاب"، ودعت المراقبين الدوليين الى زيارة المدينة بعدما كانوا منعوا من هذه الزيارة الثلثاء.
في غضون ذلك، أعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان اعمال العنف والمعارك في سوريا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين اسفرت عن مقتل 50 شخصا بينهم 40 مدنياً.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار طهران ان مبيعات الاسلحة لسوريا لا تنتهك الاتفاقات الدولية، وقال ان واشنطن تبيع اسلحة "في المنطقة" بعدما كان ورد خطأ في الترجمة الفارسية لتصريحه بأن الولايات المتحدة تبيع المعارضة السورية أسلحة الامر الذي نفته الادارة الاميركية. وكررت موسكو تمسكها بخطة انان وباقتراح عقد مؤتمر دولي لمناقشة الازمة السورية.
الموقف الأميركي
ونفت الولايات المتحدة بشدة اتهامات روسيا بانها تزود المعارضة السورية أسلحة، وجددت مطالبتها موسكو بوقف تسليح النظام السوري الذي يستخدم هذه الاسلحة ضد المدنيين، في وقت قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: "نعتقد ان الوضع في سوريا يسير في اتجاه الحرب الاهلية، وان الوقت قد حان للجميع في المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وجميع أعضاء مجلس الامن لان يخاطبوا الاسد بصوت واحد وان يصروا على وقف العنف، وان يعملوا مع كوفي انان للتخطيط لعملية انتقالية".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الرئيس باراك اوباما سوف يناقش مع المسؤولين الروس خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى المقرر عقدها قريبا في المكسيك الوضع في سوريا. واسترعى الانتباه ان البيت الابيض تفادى وصف الوضع في سوريا بأنه يشكل حربا اهلية كما فعلت فرنسا ومسؤولون في الامم المتحدة، إذ قال كارني: "ليس مهما ان نشارك في مناظرة حول الاوصاف، ما نعلمه هو انه اذا لم نتحرك بسرعة في مجلس الامن وفي المحافل الاخرى ومن خلال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري لمساعدة الشعب السوري لتحقيق العملية الانتقالية التي يستحقها، عندها من الممكن ان تدخل سوريا في حرب طائفية يمكن ان تعبر الحدود، ويمكن ان تثير اضطرابات في المنطقة وان تورط دولا اخرى في نزاع بالوكالة سيلحق الاضرار ليس فقط بدول المنطقة بل بالعالم".
وقالت كلينتون التي كانت تتحدث الى الصحافيين بعد لقائها نظيرها الهندي ان موسكو "تواصل" شحنات الاسلحة الى سوريا، "وحضضنا الحكومة الروسية مرارا على قطع هذه العلاقات العسكرية فورا". ولاحظت ان روسيا تقول دوما انها ليست متعلقة بالاسد وان لها مصالح حيوية تريد صونها في المنطقة، ورأت انه اذا واصلت موسكو دعمها لنظام الاسد "فانها ستضع كل هذه المصالح في خطر اذا لم تتحرك بطريقة بناءة أكثر".
واضافت: "أود ان أشدد على ان الولايات المتحدة لم تزود المعارضة السورية أسلحة. اطلاقا، وكل دعمنا انحصر في الدعم الطبي والانساني للمساعدة على تخفيف معاناة الشعب السوري، وقدمنا مساعدات من هذا النوع بقيمة 52 مليون دولار حتى الان". كما قدمت حكومتها معدات "غير قتالية الى المعارضة، تشمل اجهزة اتصال". وأكدت انها لا تريد الدخول في جدل علني مع لافروف "الذي أعمل معه في قضايا عدة دورياً، وأود أن أحضه على ان نلبي طلب انان وان نتعاون على تطبيق خطته، بما في ذلك اطار العملية الانتقالية" الى سلطة جديدة.
وبعدما ذكرت ان ادارة الرئيس اوباما تتعاون مع روسيا في قضايا خارجية عدة قالت: "نحن نختلف على سوريا، وهي ليست المسألة الوحيدة التي نختلف عليها، لكنها مسألة تتعلق بقتل الناس في كل يوم، وحيث العنف يتصاعد والحكومة تشن هجمات وحشية على المدنيين العزل بمن فيهم الاطفال. نحن نختلف معهم...”. وجددت مطالبة المجتمع الدولي بتوجيه رسالة واضحة الى الاسد بأن عليه المشاركة في انقاذ بلاده من الوقوع في عنف اكبر. وخلصت الى انها لا تزال تأمل في امكان قيام انان بتشكيل من الدول والمنظمات الدولية لاحراز تقدم. وفي هذا السياق أبدت قلقها على بعثة المراقبين الدوليين الذين تعرضوا للخطر ولهجمات الاسبوع الماضي.
ونفى الناطق باسم البيت الابيض ان تكون واشنطن زوّدت المعارضة السورية اسلحة مع رفضها تزويد نظام الاسد اسلحة لان ذلك يزيد قدراته على اللجوء الى العنف ضد شعبه، وكرر الدعوة الى اشاعة المناخ الذي يسمح بعملية انتقالية سياسية الى مرحلة جديدة، قائلاً انه "لا مكان للأسد في العملية الانتقالية... لأنه تخلى منذ زمن عن فرصته لان يكون جزءاً من العملية الانتقالية". واضاف: "ان التاريخ سيعتبر الاسد طاغياً وحشياً، وقاتلاً لشعبه، ولذلك لن يكون له مكان في المستقبل الذي يرغب فيه الشعب السوري ويستحقه".
راسموسن
في سيدني، رأى الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا "لن يكون الطريق الصحيح". وقال: "ليست هناك اي خطط حاليا" لشن عملية للحلف في سوريا. واعتبر ان فشل مجلس الامن في التوصل الى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق "خطأ جسيم"، وان في وسع روسيا الاضطلاع بـ"دور اساسي" من اجل وقف العنف واعادة السلام الى سوريا.
الأخبار
دمشق: لا حرب أهليّة
السلطات السورية تسيطر على الحفة وتقتحم دير الزور... و«الجيش الحر» يعلن «الانسحاب التكتيكي»
كما تناوت صحيفة الأخبار تطورات الأزمة في سورية وكتبت تقول "أكدت دمشق أمس أن ما تشهده البلاد ليس حرباً أهلية كما وصفها مسؤول في الأمم المتحدة، فيما تمكّنت قواتها من السيطرة على منطقة الحفة، التي قال «الجيش الحر» إنه انسحب منها تكتيكياً.
أجمعت الحكومة والمعارضة في سوريا، أمس، على رفض إعلان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة أن سوريا في حرب أهليّة، فيما أعلنت دمشق «تطهير» منطقة الحفة التي قال «الجيش السوري الحر» إنه انسحب منها «تكتيكياً»، مع تواصل العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية. وقالت وزارة الخارجية السورية، أمس، إن تصريحات الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إيرفيه لادسو، أن سوريا الآن في حرب أهلية «لا تنسجم مع الواقع».
ونقلت «سانا» عن بيان وزارة الخارجية قوله إن «الحديث عن حرب أهلية في سوريا لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري؛ لأن ما يجري في سوريا حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقاً للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر الشعب السوري ومستقبله». وأضافت أن «سوريا لا تشهد حرباً أهلية، بل تشهد كفاحاً لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة». بدورها، رفضت «الهيئة العامة للثورة السورية» وصف المسؤول في الأمم المتحدة التدهور الأمني في سوريا بأنه «حرب أهلية». ورأت الهيئة، في بيان، أن تصريح لادسو «لا يعبّر عن صورة الأحداث الجارية ولا يعبّر عن الشعب السوري وثورته السلمية».
وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، إيرفيه لادسو، قد قال إن «الصراع» الذي بدأ قبل 15 شهراً في سوريا تحول إلى حرب أهلية كاملة تحاول الحكومة فيها استعادة مساحات واسعة من المدن سيطرت عليها المعارضة، وهو ما وصفه دبلوماسي في مجلس الأمن بأنه «شديد الأهمية»، وقد يكون له تأثير على مناقشات المجلس بشأن الخطوات التالية بخصوص الصراع.
في هذا الوقت، أعلن «الجيش السوري الحر» أمس انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الأيام الثمانية الماضية، فيما أكدت السلطات السورية «تطهير» المنطقة من «المجموعات الإرهابية». وقال «الجيش السوري الحر»، في بيان أصدره «المجلس العسكري في المنطقة الساحلية»، تنفيذ «انسحاب تكتيكي» من مدينة الحفة وقراها. وأورد البيان الذي حمل توقيع العقيد المنشق عبد العزيز كنعان، أن «الانسحاب جرى بنجاح ونعدكم بجولات قادمة»، معلناً الحفة وريفها «منطقة منكوبة».
في المقابل، أكدت السلطات السورية أنها «طهّرت» منطقة الحفة في محافظة اللاذقية من «المجموعات الإرهابية المسلحة»، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ولفتت «سانا» إلى أن السلطات السورية «أعادت الأمن والهدوء إلى منطقة الحفة بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم، وقامت بتخريب عدد من الممتلكات العامة والخاصة وحرقها».
وأضافت الوكالة أن «الجهات المختصة واصلت ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية في القرى المحيطة بمنطقة الحفة واشتبكت مع عدد من الإرهابيين، ما أدى إلى مقتل بعضهم وإلقاء القبض على آخرين. كذلك أدت الاشتباكات أيضاً إلى استشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة»، وصودرت كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي استخدمتها «المجموعات الإرهابية في اعتداءاتها وترويعها للأهالي، ومن ضمنها صواريخ كوبرا وقناصة وبنادق آلية وعبوات ناسفة وهاون وقواذف آر بي جي وكمية كبيرة من الذخيرة»، بحسب المصدر نفسه. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، لم تسمه، أن الوزارة قامت بدعوة المراقبين الدوليين صباح أمس إلى الذهاب لمدينة الحفة والاطلاع على الأوضاع فيها «بعدما قامت المجموعات الإرهابية بعمليات قتل وترهيب المواطنين الأبرياء وسلب ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة». وتندرج هذه الدعوة، بحسب المصدر، في إطار مهمة المراقبين المتمثلة «بالتحقق مما يجرى على الأرض ومعاينة ما قامت به تلك المجموعات الإرهابية».
وفي السياق، قال نشطاء من المعارضة السورية إن مئات من أفراد القوات السورية تدعمهم الدبابات توغلوا في مدينة دير الزور الشرقية أمس في ما وصف بأنه هجوم كبير لاجتثاث المعارضين من عاصمة المحافظة المنتجة للنفط الواقعة على الحدود مع العراق. وقال نشطاء إن التقارير الأولية أفادت بأن دبابة تابعة للجيش قتلت ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابت عشرات آخرين في أحياء العمال والجبيلة والعرفي بالمدينة الواقعة على نهر الفرات. وأضافوا أن مستشفى النور في وسط دير الزور أصبح يغص بالمصابين. وتابعوا أن صالح الشحاط أحد قادة المعارضة قتل بنيران دبابة. وفي حمص تجدد أمس القصف العنيف على حي الخالدية من قبل القوات السورية التي تحاول اقتحامه منذ أيام.
إلى ذلك، أكدت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن السعودية وقطر تسلحان مقاتلي «الجيش السوري الحر»، في تطور رأت أنه يهدد بتأجيج الصراع على السلطة. وقالت الصحيفة إن مقاتلي الجيش السوري الحر «تسلموا أسلحة من الدولتين الخليجيتين عبر تركيا وبدعم ضمني من جهاز استخباراتها المعروف باسم (إم آي تي). وأضافت «أن المتمردين المعارضين للنظام السوري هرّبوا منذ بداية الانتفاضة كميات صغيرة من الأسلحة جرى شراؤها من السوق السوداء من هاتاي في جنوب تركيا إلى محافظة إدلب السورية، غير أن أعضاء في الجماعات المتمردة المنضوية في الجيش السوري الحر اعترفوا بأنهم حصلوا على شحنات متعددة من الأسلحة، من بينها بنادق كلاشنكوف ورشاشات وأسلحة مضادة للدبابات من دول خليجية، وقامت تركيا بالمساعدة في تسليمها لهم». ونسبت الصحيفة إلى عضو في «الجيش لسوري الحر» يعيش في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قوله «إن الحكومة التركية ساهمت في تسليحنا، وإن الأسلحة وصلت إلى ميناء تركي من طريق سفينة شحن، ثم نُقلت بعد ذلك إلى الحدود من دون أي تدخل من السلطات التركية».