اقترع المصريون اليوم في اليوم الأول من الجولة الثانية الحاسمة من اول انتخابات رئاسية مصرية بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك.
اقترع المصريون اليوم في اليوم الأول من الجولة الثانية الحاسمة من اول انتخابات رئاسية مصرية بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك. وتواجه في هذه الجولة اخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق ومرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي فقدت حركته الاكثرية البرلمانية بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا قبل 48 ساعة من الاقتراع حل مجلس الشعب.
وتجري هذه الجولة من الانتخابات على مدى يومين في كافة المحافظات المصرية التي أتمت استعدادتها لخوض الاستحقاق. وتأتي جولة الاعادة بعد أن أخفق كل من المرشحين مرسي وشفيق من الحصول على 50 بالمئة من اصوات الناخبين في الجولة الأولى.
ويشارك نحو 50 مليون ناخب في 27 محافظة مصرية اليوم وغداً في عملية الاقتراع لاختيار رئيس مصر، من بين مرشحين هما رئيس حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان محمد مرسي، وآخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك الفريق أحمد شفيق.
وتأتي جولة الإعادة بين مرسي وشفيق في ضوء حصولهما على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الجولة الأولى للانتخابات التي أجريت يومي 23 و24 أيار/مايو الماضي، والتي تنافس فيها 13 مرشحا، حيث حصل مرسي وشفيق على المركزين الأول والثاني بالترتيب من حيث أصوات الناخبين، من دون أن يتمكن أي منهما من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات الصحيحة للناخبين (50 في المئة من الأصوات زائدا صوتا واحدا) لحسم السباق.
وحصل مرسي في الجولة الأولى على 5 ملايين و764 ألفا و952 صوتا (24.7 في المئة) فيما حصل شفيق على 5 ملايين و505 آلاف و327 صوتا (23.6 في المئة)، بينما وصل عدد من شاركوا من الناخبين بالإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى 23 مليونا و672 ألفا و36 ناخبا صوتاً، وبنسبة تصويت بلغت 46.6 في المئة.
ويراهن محمد مرسي على الكتلة الناخبة لجماعة الإخوان التي تعد الأكثر تنظيماً من بين القوى السياسية، بالإضافة إلى التيار السلفي ممثلاً بحزب النور. كما يراهن على أصوات البعض من مؤيدي الثورة كمناصري المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عبد المنعم أبو الفتوح. ويقدّم مرسي نفسه على أنه "مرشح الثورة".
أما شفيق فيراهن على كتلة انتخابية ثابتة تضم طبقة رجال الأعمال وشبكة المنتفعين من الحزب الوطني الديموقراطي المنحل، بالإضافة إلى الأقباط الخائفين من هيمنة التيار الديني، كما يرجح أن يصوّت لمصلحته ناخبو المرشح الخاسر عمرو موسى. ويقدم مرسي نفسه على أنه "مرشح الدولة المدنية" و"حامي الأمن والاستقرار".
وتجرى عملية الانتخابات الرئاسية في ظل توتر شديد في الشارع السياسي والشعبي المصري المنقسم بين مؤيد ومعارض لمرشحي جولة الإعادة، وما زاد من هذا التوتر والترقب حكم المحكمة الدستورية العليا المصرية بعدم دستورية قانون العزل السياسي ضد رموز النظام المصري السابق والذي سمح للمرشح الفريق شفيق استكمال مشاركته في سباق الرئاسة.
من جانب آخر، شهدت بعض الشوارع الرئيسية بالقاهرة والجيزة، تجول عدد من مدرعات وسيارات تابعة للقوات المسلحة، تحمل "ميكروفونات" تدعو المواطنين للمشاركة في التصويت، بجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية. واستكملت محافظات مصر استعداداتها لوضع اللمسات النهائية لإجراء جولة الإعادة الحاسمة لانتخابات الرئاسة التي ستجرى يومي السبت والأحد.
ويبلغ عدد أفراد القوات المسلحة المشاركين في أعمال التأمين 150 ألف فرد يقوموا بتأمين مقار اللجان الانتخابية والبالغ عددها 13100 لجنة انتخابية لمنع حدوث مخالفات وأعمال الشغب التي من شأنها إعاقة العملية الانتخابية ومنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم. كما قامت القوات المسلحة بفتح العديد من مراكز العمليات لمتابعة العملية الانتخابية في جميع أنحاء الجمهورية وتلقى البلاغات والشكاوى، والتحرك الفوري لحلها، وتؤكد القوات المسلحة أنها ستقف بكل حزم وحسم لكل من يمنع المواطنين من اختيار رئيس مصر القادم.
وفي السياق، تظاهر آلاف المواطنين المصريين في ميدان التحرير في وقت متأخر من الليل قبيل انطلاق جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بساعات. وندد المتظاهرون بقراري المحكمة الدستورية اللذين قضيا بحل البرلمان وعدم دستورية قانون العزل السياسي وهو ما أتاح للمرشح أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في النظام السابق بالاستمرار في جولة الإعادة. وأحرق المتظاهرون صورا لشفيق ورددوا شعارات مؤيدة لمرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي ومناهضة للمجلس العسكري.