"الغالبون" المسلسل الدرامي اللبناني، الذي حقق نجاحاً ملفتاً في العام الماضي، يستكمل حضوره في شهر رمضان المقبل، في جزء ثان، يتابع سرد سيرة المقاومة منذ العام 1986 وصولا إلى العام 1992.
بين صربا وحومين الفوقا ودير الزهراني، في جنوب لبنان المحرر، وقفنا عند أعالي بلدة "عزّة"، فاستطلعنا جامع وكنيسة واقفين خلف بعضهما في شموخ الإباء والبقاء بعد زوال الاحتلال الصهيوني .. ونحن في سيارتنا نحاول أن نلحق بركب فريق الممثلين في "الغالبون" في بلدة "رومين"، التي كانت تستعيد ذكرياتها مع الاحتلال، في صف طويل من السيارات يقف عند حاجز لـ"جيش العميل لحد"، والعميل "الجلبوط" يكيل للأهالي الشتائم والإهانات.. هذا المشهد التمثيلي جعلنا نستحضر تلك المشاهد المؤلمة التي كان يعاني فيها أهلنا في جنوب لبنان ذل الاحتلال الإسرائيلي، على حاجز يفتش في أمتعتهم ويهتك حرمة سيارتهم الخاصة، ليكون بالتالي هتكاً لحرمة الإنسان صاحب الأرض وكرامته..
"الغالبون" المسلسل الدرامي اللبناني، الذي حقق نجاحاً ملفتاً في العام الماضي، يستكمل حضوره للعام الحالي، في شهر رمضان المقبل، في جزء ثان، يحمل معه العديد من الأحداث الجديدة التي تتابع سرد سيرة المقاومة منذ العام 1986 وصولا إلى العام 1992 أي بعد استشهاد سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي( رضوان الله عليه). موقع المنار جال على بعض مواقع التصوير الحية وأجرى لقاءات مع عدد من الممثلين، نعرض بعضها في هذا الجزء الأول من التحقيق، على أن نستكمله في جزء لاحق.
أحمد الزين: هل يدخل "أبو حسين" إلى فلسطين بعملية أمنية؟!!
يستقبلنا "أبو حسين"، الممثل القدير أحمد الزين، بابتسامته العريضة بعدما يعرف أننا من موقع المنار، ويبادرنا بالقول "لن أخبركم بالتفاصيل، فهي ملك للمشاهد في شهر رمضان.. خلوها مفاجأة".. ولكن سرعان ما نستدرجه ونسأله عن "مسبحة السيد"، التي ترافقه خلال أدائه في "الغالبون 2"، " لعل الهدية الأغلى هي التي خصني بها سيد المقاومة السيد حسن نصر الله حين أهداني مسبحته الخاصة التي ترافقني في كل مشاهد المسلسل وأعترف بأنها تمنحني زخماً لا مثيل له وأعتبرها شهادة التقدير الأهم لي خلال مسيرتي المهنية". عن دوره يخبرنا أن "أبو حسين" ينتقل الى جرجوع ليكون مقابل موقع سُجد وتستمر حكاية الصمود في مشاهد تتسم بوجدان يفوق المشاعر". لكن أحمد الزين لا يكشف كل الاوراق حفاظاً على عنصر التشويق:" أبو حسين يستمر في مقاومته للمحتل باسلوبه وينتقل الى جرجوع ليسكن مقابل موقع سُجد حيث يصبح بيته محطة لشباب المقاومة فيما عائلته تتفرق وكل فرد منها يسير على النهج نفسه". وعند إصرارنا على أن نستشف منه معلومات أكثر يفاجئنا أحمد الزين أن "أبو حسين" سوف تطأ قدمه فلسطين المحتلة". ويترك الجواب مبهما حول هل سيكون دخوله في عملية أمنية للمقاومة؟!! يقول :"اتركوها مفاجأة"..
مازن معضم : الإسرائيلي سوف يسعى للانتقام من "فارس"
الممثل مازن معضم، بين سطور كلماته يشعرك بالاعتزاز لاستمرار مشاركته في الجزء الثاني من "الغالبون"، يقول :" لا تنس أنا ابن الجنوب، أنا ابن هذه البيئة المقاومة، وعشت الاجتياح الصهيوني حين كنت صغيرا، وأولاد عمي اثنين اعتقلا في انصار وابن عمتي كذلك، ولو تصدقين أنه قبل انضمامي للغالبون في جزئه الأول، كانت تروادني كثيراً رغبة عارمة في أداء دور يعبر عن انتمائي الوطني، وعندما عرض علي المشاركة في "الغالبون" لم أتردد قط، ووافقت على الفور". وعن نجاح دوره في الجزء الأول، وعما هو المتوقع في الجزء الثاني، أخبرنا أن دوره يتوسع ويصبح أشمل، "وعلي بلال" و"فارس" يحافظان على وتيرة متصاعدة في إيقاع الأحداث. والجميل أن الحبكة الدرامية تزداد تعقيدا، ويدخل فيها جانب إنساني جميل جدا، لن أخبركم عنه، كي لا أحرق الأحداث، ولكن ما أخبرك به أنه في الجزء الثاني العمل درامي على وتيرة عالية وفيه تشويق وأحداث غير متوقعة خصوصا مع "فارس" لأن عمله أمني وليس عسكريا، مما سيشد المشاهد أكثر، خصوصاً أنها تدخل إلى عمقه الإنساني وتذكره بظروف تاريخية سبق أن عشناها في الواقع..". وردا على سؤال ملح من قبل موقع المنار حول ملامح بعض الأحداث المشوقة، يخبرنا "فارس" أن الإسرائيلي سوف يسعى للانتقام من "فارس" و"علي بلال" ولن أخبركم كيف يكون ذلك "..
ندى أبو فرحات: جاسوسة إسرائيلية تحب مقاوماً!!
الممثلة ندى أبو فرحات، تشارك لأول مرة في "الغالبون"، تحدثنا عن دورها بحماس كبير وتقول : دوري يجسد شخصية نسائية تحمل اسم نجوى، وهي جاسوسة إسرائيلية تعمل لصالح العدو، وفي الآن نفسه تعيش مشاعر جياشة من الحب والغرام تجاه أحد المقاومين الذين تتآمر عليهم، وهنا هي تعيش قصة معقدة من الصراع النفسي والعقلي وبين الانتماء للوطن وبين الخيانة وهي مهمتها الأمنية.. أكتفي بهذا المقدار وأترك الباقي للمشاهد خلال عرض المسلسل في شهر رمضان". وعن موافقتها للمشاركة في الجزء الثاني من المسلسل، تقول :" إن المسلسل أثبت نجاحه في العام الماضي على أكثر من صعيد، خصوصاً من حيث رسالته الهادفة والبناءة في جمع روح الوحدة والوطنية. فمن الجميل أن ننقل قصص المقاومة الأبية وحكايا رجالها الشجعان عبر الدراما الحية بعيدا عن الكتب والوثائقيات، لأن للدراما عالمها الجميل والجذاب للمشاهد بشكل اكبر بكثير من أي وسيلة تواصل أخرى مع الجمهور.. من هنا وجدت المشاركة مهمة جدا بالنسبة لمسيرتي المهنية.. ومن المهم المشاركة في عمل لبناني متميز يشعرك بأنك جزء من المقاومة الباسلة، التي نفتخر بها جمعياً".
تصوير : محمد علوش