تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها المداولات الروسية الغربية حول الأزمة السورية وكذلك مثول رئيس بعثة المراقبين أمام مجلس الأمن للإدلاء بشهادته حول الوضع في سورية...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها المداولات الروسية الغربية حول الأزمة السورية وكذلك مثول رئيس بعثة المراقبين أمام مجلس الأمن للإدلاء بشهادته حول الوضع في سورية...
السفير
مجلـس الأمـن يدرس اليـوم مهمـة المراقبـين .. وشـعبان فـي موسـكو للتشـاور
أوباما وبوتين: توافق على حل سياسي يمنع الحرب الأهلية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "وصلت المداولات الروسية ـ الغربية حول الازمة السورية إلى ذروتها أمس، في لقاء القمة الذي جمع الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر مجموعة العشرين في المكسيك، والذي اتفقا فيه على ضرورة وقف العنف فورا والشروع في عملية سياسية انتقالية، فيما مهّد تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، لتعزيز الدعوات إلى الانتقال بخطة كوفي أنان لمرحلة جديدة، يفترض أن تتضح اليوم مع مثول رئيس البعثة الجنرال روبرت مود أمام مجلس الامن الدولي للإدلاء بشهادته حول الوضع في سوريا.
وعلمت «السفير» أن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان تقوم بزيارة رسمية إلى موسكو منذ يومين لإجراء لقاءات مع مسؤولين روس. وبدأت زيارة شعبان أمس الاول ولم يعلن عنها رسميا.
وقال بوتين خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، «من وجهة نظري فقد استطعنا التوصل إلى عدد من النقاط المشتركة» وقال إنهما سيواصلان مباحثاتهما حيال الأزمة السورية.
وأعلن أوباما أنه وبوتين اتفقا على ضرورة وقف العنف في سوريا، إلا انه لم يتعرض لذكر الخلافات التي تفصل بين مواقف البلدين والمتعلقة بكيفية معالجة الأزمة السورية. وقال أوباما وهو يجلس الى جوار بوتين، فيما ارتسمت الجدية على وجهيهما «اتفقنا على ضرورة وقف العنف، وإيجاد عملية سياسية لمنع الحرب الاهلية والاحداث المروّعة التي رأيناها خلال الاسابيع الماضية، وتعهدنا بالعمل مع أطراف دولية اخرى، ضمنها الامم المتحدة وكوفي انان، وكل الاطراف المهتمة بمحاولة إيجاد حل لتلك المشكلة».
وقال أوباما وبوتين، في بيان مشترك لم يأتيا فيه على ذكر اسم الرئيس السوري بشار الأسد، «اتفقنا على التعاون بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف لحل النزاعات الإقليمية. ومن أجل وضع حد لإراقة الدماء في سوريا، ندعو إلى وقف فوري لكل أشكال العنف».
وأكدا «وحدة (موقفهما) لجهة وجوب أن يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله باستقلالية وديموقراطية». وأعربا عن دعمهما «الكامل لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، بما في ذلك التحرك قدما باتجاه الانتقال
السياسي إلى نظام سياسي ديموقراطي وتعددي يختاره السوريون بأنفسهم في إطار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها».
من جهة اخرى، دعا الجانبان ايران الى احترام التزاماتها «بالكامل والى إثبات الطبيعة السلمية» لبرنامجها النووي، في حين تراوح المفاوضات مع طهران مكانها. وقال الرئيسان في بيانهما «نحن متفقان على انه يتعين على ايران بذل جهود جدية لإعادة الثقة في العالم حول الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامجها النووي. ولهذا الغرض، ينبغي ان تمتثل طهران بالكامل لالتزاماتها». وأعلن أوباما انه شدد على ضرورة إيجاد مقاربة مشتركة حيال طهران، مؤكدا انه «لا يزال هناك وقت لحل ديبلوماسي» للخلاف حول البرنامج النووي الايراني.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان مود سيتحدث الى مجلس الامن الدولي اليوم. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو للصحافيين ان الجنرال مود «بعد هذه الإحاطة، سندرس مع شركائنا في مجلس الامن النتائج التي يجب استخلاصها». وذكر فاليرو أن فرنسا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي تطلب أن تصبح خطة موفد الامم المتحة والجامعة العربية كوفي انان ملزمة بقرار «تحت الفصل السابع»، الذي ينص على عقوبات وعلى إمكانية اللجوء الى القوة.
وأضاف فاليرو «في مواجهة القمع المستمر للنظام، وخصوصا في مدينة حمص التي تقصفها القوات المسلحة السورية حاليا، أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى منح قوة إلزامية لخطة انان بوضعها تحت الفصل السابع في مجلس الامن الدولي».
أما نبيل العربي فقال إن الوقت قد حان لتغيير مهمة الأمم المتحدة في سوريا. وأوضح «بذلك أعني قوة حفظ سلام، لا قوة عسكرية. عندما يكون هناك طرفان قررا الاقتتال، لا يمكنك أن تكتفي بالمراقبة إلا إذا قبل الطرفان. لذلك، ما نحتاجه هو طرف يمكنه فرض وقف إطلاق النار، لا القتال». وأكد العربي أن الازمة في سوريا «لن تحلّ إلا إذا شاركت في ذلك روسيا والصين».
وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في حديث مع قناة «روسيا اليوم»، أن القيادة السورية حددت 3 أو 4 أهداف ومهمات أساسية من بعثة المراقبين وهي: «أولا: نحن مع خطة أنان وقد نفذنا الكثير مما ورد في النقاط الست على الرغم من كل ما يقال ولا نتفق معه. ثانيا: نحن مع عمل بعثة المراقبين، وكما ذكرت قدمنا لها كل التسهيلات الممكنة. ثالثا: نحن مع حماية المراقبين وأمنهم الشخصي وتأمين حياتهم وحركتهم. رابعا: لم تمنع بعثة المراقبين من الوصول إلى أي مكان لأننا واثقون من أن الإرادة السياسية الموجودة لدينا مبنية على الحوار، أما تزويد الجماعات المسلحة بأحدث الأسلحة القاتلة وأجهزة الاتصال الحديثة فهو ما يعيق التوصل الى حل سلمي.
وتحدث المقداد عن تقديم بعض الدول الدعم للمعارضة المسلحة، وقال «إذا توقفت هذه الأطراف عن تقديم هذه الإمكانيات للمسلحين، فسيجلس السوريون يوم غد الى طاولة المحادثات والحوار الوطني، لكي نساهم جميعاً في حقن دماء السوريين وفي وقف هذا الخطر الذي يهدد المنطقة والعالم». من جهة أخرى، قال المقداد «نحن لدينا ثقة بما تقوم به القيادة الروسية، وحريصون على أن تنجح القيادة السورية في تحقيق ما تصبو إليه».
وقالت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في افتتاح الجلسة العشرين لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف «على الحكومة السورية أن تتوقف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية لان مثل هذه الافعال تشكل جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب اخرى ممكنة». وأضافت بيلاي «علينا ان نبذل كل الجهود للتأكد من محاسبة منفذي الهجمات ومن بينهم الذين هاجموا مراقبي الامم المتحدة في سوريا».
السلاح الروسي
وقالت وكالة «انترفاكس» الروسية إن موسكو تستعد لإرسال مشاة بحرية إلى سوريا في حالة وجود حاجة لحماية أفراد منشأتها البحرية في ميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط ونقل معدات منه. ونقلت وكالة «انترفاكس» تقريرها عن مسؤول لم تذكر اسمه في قيادة البحرية. ورفضت البحرية ووزارة الدفاع الروسية التعليق على الفور.
وذكرت الوكالة الروسية ان سفينتي إنزال كبيرتين تستعدان للتحرك الى سوريا وعلى متنهما أفراد من مشاة البحرية. ونقلت الوكالة عن الضابط الذي لم تكشف عن اسمه قوله انه سيكون بمقدور السفينتين وطاقميهما وقوات مشاة البحرية «حماية المواطنين الروس وإخراج الممتلكات من المنشأة اللوجستية» في طرطوس إذا اقتضت الحاجة.
من جانبها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن المدير العام لشركة الأسلحة الروسية الكبرى «روسوبورون اكسبورت» اناتولي ايسايكين قوله إن الشركة تنقل أنظمة صاروخية دفاعية متقدمة إلى سوريا، يمكن استخدامها لإسقاط طائرات أو إغراق سفن إذا قررت أميركا أو دول أخرى محاولة التدخل العسكري في سوريا.
وقال ايسايكين «هذا ليس تهديدا، لكن أيا كان الذي يخطط للهجوم، فعليه ان يفكر بذلك». وأوضح أن الصواريخ المعنية هـي «بانتسـير ـ اس 1»، وهي منظومة صاروخية بتوجيه راداري ونظام مدفعي قادر على ضرب الطائرات عند ارتفاع أعلى من ذلك المتخذ في حالات القصف، وصواريخ «بوك ـ ام 2» المضادة للطائرات، وصواريخ أرض ـ بحر من طراز «باستيون». كما أعلن ايسايكين أن سوريا قد أنفقت حوالي 500 مليون دولار سنويا خلال الاعوام الأخيرة، على شراء أسلحة «روسوبورون اسكبورت»، ما يصل إلى نسبة 5 في المئة من أعمال الشركة الروسية.
وتواصلت أعمال العنف في سوريا حيث يقصف الجيش قصفا عنيفا حمص المحاصرة ويحاول اقتحام بلدة طفس في درعا، إضافة إلى سقوط 40 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار «المرصد» الى سقوط مقاتلين معارضين للنظام، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة القصير في ريف حمص.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان مئات من «الارهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين «الارهابيين» والجيش النظامي. وقالت الصحيفة شبه الرسمية ان الاهالي سمعوا «الارهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سموه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة الى ان الهجوم كان يفترض أن يبدأ قبل عشرة أيام، «قبل أن يفاجأوا برد مزلزل من الاجهزة الحكومية».
النهار
أوباما وبوتين توصّلا إلى "نقاط مشتركة"
ودعوا إلى "وقف فوري للعنف" في سوريا
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "دعا الرئيسان الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين عقب اجتماع ثنائي على هامش قمة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك أمس، الى "وقف فوري لكل اعمال العنف" في سوريا، وحضا على البحث عن حل سياسي للازمة التي مضى عليها اكثر من 16 شهراً.
وجاء في بيان اميركي – روسي مشترك عقب الاجتماع: "اتفقنا التعاون على المستويين الثنائي والدولي لحل النزاعات الاقليمية. ومن اجل وقف سفك الدماء في سوريا، ندعو الى وقف فوري لكل اعمال العنف، ونعبر عن دعمنا الكامل لجهود المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، بما في ذلك التحرك قدما في شأن الانتقال السياسي الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي يطبقه السوريون في اطار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة اراضيها. نحن متحدون في ايماننا بأنه يجب ان تتوافر الفرصة للشعب السوري ليقرر مستقبله بشكل مستقل وديموقراطي".
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد الاجتماع الذي استغرق ساعتين، صرح أوباما: "اتفقنا على الحاجة الى وقف العنف، وعلى وجوب ايجاد عملية سياسية لمنع حرب أهلية والاحداث المروعة التي شهدناها خلال الاسابيع الاخيرة، وتعهدنا العمل مع لاعبين آخرين، بمن فيهم كوفي انان وجميع الاطراف المعنيين، في محاولة لايجاد حل لهذه المشكلة".
أما بوتين فقال: "من وجهة نظري، توصلنا الى نقاط مشتركة في شأن هذه المسألة"، مشيراً الى انهما سيواصلان المحادثات في هذا المجال.
وفي نيويورك كشف ديبلوماسي دولي مطلع على الإتصالات التي يجريها أنان لـ"النهار" أن المبعوث الخاص "بات مقتنعاً" بأن القيادة الروسية "لم تعد متمسكة" ببقاء الأسد في الحكم شرطاً للموافقة على عملية انتقالية تضع حداً للأزمة السورية.
وقال إن "ثمة كلاماً جدياً يحكى الآن خلف الكواليس مع الأميركيين والروس والايرانيين والسعوديين والأتراك وغيرهم في شأن السبل التي يمكن اتباعها لاطفاء الحريق في سوريا"، محذراً من أنه "إذا فلت الزمام وأخفقنا في وضع حد لما يجري، فإن الوضع قد يتعدى حرباً أهلية في سوريا الى صراع اقليمي بالغ الخطورة". وأوضح الى أن المؤتمر الدولي "سيضع خطة عمل مهمة للغاية يمكن أن تسمى خريطة طريق" لإخراج سوريا من أزمتها. وإذ توقع "رفع مستوى الضغوط الى الحدود القصوى الممكنة لتحميل الأطراف مسؤولية ما يحصل"، أكد أن "أنان بات مقتنعاً بأن القيادة الروسية لم تعد متمسكة ببقاء الأسد في الحكم شرطاً للحل. الروس وافقوا على تنحي بشار، ولن يعلنوا ذلك، ولا يريدون استخدام تعابير استفزازية مثل تغيير النظام وما شابه ذلك"، مضيفاً أن "أنان يوافق الروس على أن القرار في شأن الرئيس السوري يتخذه الشعب السوري في اطار عملية تغيير سياسية سلمية، لا من طريق العنف".
الى ذلك، يستمع مجلس الأمن بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك في جلسة مغلقة الى احاطة من قائد مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا "أنسميس" الميجر جنرال روبرت مود عن عمل المراقبين والظروف التي أدت الى وقف نشاطاتهم، في ظل "تدهور مستمر ووضع حرج على الأرض" قبل 30 يوماً من انتهاء التفويض الممنوح لـ"أنسميس" في 21 تموز المقبل".
ولم يستبعد المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت "سحب" مراقبي "أنسميس" قبل انتهاء هذا التفويض.
الاخبار
سوريا: العملية العسكرية الكبرى
المواجهات اشتعلت على أكثر من جبهة وأقمار اصطناعية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن السوري وكتبت تقول "احتدمت خلال اليومين الماضيين الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في عدد من مناطق ريف دمشق، وسط عمليات قصف مركزة تقوم بها قوات النظام لعدد من المدن والقرى المحاصرة في المنطقة
بدأت العملية العسكرية الكبرى فاشتعلت سوريا. انطلقت العمليات الأمنية في معظم المناطق السورية. التاسعة من مساء السبت كانت بمثابة الساعة الصفر لقوات النظام السوري، بالتزامن مع إعلان مراقبي الامم المتحدة تعليق مهمتهم في سوريا بسبب «التصعيد في أعمال العنف». افتُتحت المواجهات في ريف الشام حيث تتحصّن قوى المعارضة المسلّحة، لكنها لم تلبث أن توسعت لتطاول معظم المناطق السورية من الحدود إلى الحدود. بداية دخلت قوات الأمن، معززة بقصف عنيف، معظم بلدات ريف الشام. فسقطت تباعاً معظم مناطق الغوطة الشرقية، زملكا وعربين وحمورية وسقبا ومسرابة.
وأشيعت معلومات عن سقوط حرستا والقابون وبرزة. وفي هذا المحور، تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على جزء كبير من دوما فوصلت منطقة الشيفونية حيث تدور مواجهات عنيفة، علماً بأن دوما تعدّ المعقل الرئيسي للمجموعات الإسلامية المتشددة.
إضافة إلى ذلك، فإن دوما تحوي مركزاً فيه مخارط تُصنّع فيها طلقات سلاح الكلاشنيكوف. وفي هذا السياق، أكّد شهود عيان لـ«الأخبار»، عبر اتصال بواسطة السكايب، أنّ القتلى بين عناصر المجموعات المسلّحة يسقطون بالعشرات. في موازاة ذلك، علمت «الأخبار» أن المواجهات اشتعلت على أكثر من جبهة. فقد شنّت هجمات متزامنة في حمص. وأشارت المعلومات إلى أن جميع بلدات حمص باتت محاصرة. وتتخوّف مصادر المعارضة السورية من تكتيك يقوم به النظام لحصر المسلّحين في منطقة الرستن تمهيداً للقضاء عليهم فيها. وفي الشق نفسه، تشير إلى أن القتلى يسقطون بالمئات، متحدثة عن «إبادة بدأها النظام السوري». وذكرت المصادر نفسها أن قوات النظام قامت بتصفية أفراد مجموعات رغم أنهم ألقوا سلاحهم.
في الجهة المقابلة، تدور منذ يومين معارك ضارية في محافظة إدلب بين قوات المعارضة المسلّحة وبين قوات النظام. وتتحدث مصادر من ساحة الميدان السوري أن كلا الطرفين يتكبدان خسائر كبيرة، لكنها تلفت إلى أن النظام تمكن من محاصرة عدد من المجموعات المسلّحة بشكل كامل. وفي سياق مواز، علمت «الأخبار» أن قوات النظام تمكنت من اكتشاف مستودع أسلحة ضخم في حلب يحتوي على سلاح نوعي.
في هذا الوقت، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، إنه في مدينة حمص «ما زال القصف مستمراً على حي الخالدية من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي». وأشار المصدر الى سقوط مقاتلين معارضين للنظام، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة القصير في ريف حمص. وأضاف أن ثلاثة قتلوا في مدينة الرستن في المحافظة ذاتها «التي تتعرض للقصف ومحاولة اقتحام». وقتل رقيب أول منشق في بلدة القصير خلال اشتباكات مع القوات النظامية.
وفي محافظة ريف دمشق تتعرض قرية هريرة لحملة واسعة من قبل القوات النظامية حيث تم قصف القرية واقتحامها بعدد كبير من المدرعات والجنود، بحسب المرصد. وقتل ستة في مدينة دوما في ريف دمشق، والتي تعرضت للقصف.
وفي محافظة درعا، أفاد المرصد عن مقتل مواطن في بلدة طفس إثر إطلاق نار وقصف من القوات النظامية السورية «التي اقتحمت البلدة». كذلك شهدت بلدة بصرى الشام ليلاً مقتل مواطن نتيجة القصف الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى. وفي محافظة حماة، قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف الذي تعرضت له بلدة قلعة المضيق بريف حماة عند منتصف ليل الأحد الاثنين، إضافة إلى مقتل مواطن من قرية لطمين.
وفي محافظة دير الزور، سمع صوت انفجار شديد في مدينة الزور، كما سمع صوت إطلاق رصاص في عدة مناطق بالمدينة وتنتشر الدبابات في محيط المراكز الأمنية في بعض الشوارع، بحسب المرصد. كذلك قتل ثلاثة مواطنين إثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية في مدينة دير الزور «منهم قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، إضافة الى أربعة آخرين إثر انفجار في بلدة موحسن بينهم «قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بحسب المرصد.
وتتعرض بلدات عندان وبيانون والأتارب بريف حلب لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الريف، بحسب المرصد.
وفي محافظة اللاذقية، أفاد المرصد السوري عن تعرض بلدات عدة في جبل الأكراد لقصف «استمر أكثر من سبع ساعات».
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أمس أن مئات من «الإرهابيين المدجّجين بالسلاح» قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين «الإرهابيين» وبين الجيش النظامي. وقالت الصحيفة شبه الرسمية إن «المعارك لا تزال مستمرة بين الجيش العربي السوري وإرهابيين سوّلت لهم أنفسهم محاولة دخول دمشق»، مشيرة إلى «مقتل مئات الإرهابيين وجرح عدد كبير واعتقال عدد آخر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية».
ونقلت الصحيفة عن الأهالي قولهم إنهم سمعوا «الإرهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سمّوه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة إلى أن الهجوم كان يفترض أن يبدأ قبل عشرة أيام، «قبل أن يفاجأوا بردّ مزلزل من الأجهزة الحكومية». وكشفت صحيفة «ديلي ستار صندي» الأحد أن أقماراً صناعية بريطانية وأميركية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة السورية من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وقالت الصحيفة «إن المعلومات ساعدت قوات المعارضة (...) في إطار عملية قرصنة جديدة كانت جزءاً من نظام منسّق على المستوى العالمي تم إنشاؤه لمراقبة الكتلة الشيوعية خلال الحرب الباردة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم «مركز قيادة الاتصالات الحكومية» ووكالة الأمن القومي الأميركية، يتحكمان في عملية القرصنة على تحركات القوات السورية بواسطة أقمار صناعية متطورة قادرة على التعرف إلى القادة والقوات من خلال الاتصالات. ونسبت إلى مصدر عسكري بريطاني وصفته بالبارز أن «مناقشات تجري حالياً بشأن إقامة منطقة حظر الطيران في سوريا على غرار المنطقة التي تم فرضها في العراق، لوقف الهجمات».
اللواء
مود يُطلِع مجلس الأمن اليوم على الوضع وبيلاي: النظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية
٦٠ قتيلاً بتصعيد للعنف بعد تعليق عمل المراقبين .. وروسيا تستعد لإرسال مشاة بحرية
وكتبت صحيفة اللواء تقول "كثّف الجيش السوري قصفه للأحياء في مدينة حمص يوم أمس ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٦٠ شخصا وإصابة المئات بعد ساعات من تعليق مراقبي الأمم المتحدة مهمتهم، في حين اتهم مجلس حقوق الانسان القوات السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في قمعها للمعارضة، كما جدّدت فرنسا مطالبتها باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد
وقال المعارض أبو عماد لرويترز عبر الهاتف من حمص: «نحو 85 بالمئة من حمص يتعرض الآن لقصف أو اطلاق لقذائف مورتر ونيران أسلحة آلية ثقيلة». وأضاف: «عشرات المصابين لا يتلقون العلاج لأن كل المستشفيات أصبحت الآن تحت سيطرة الشبيحة» في اشارة إلى الميليشات الموالية للأسد، لافتا إلى أنّ «القتلى هم المحظوظون». وقال ناشط آخر من المعارضة يدعى محمد الحمصي: «منذ توقف عمل المراقبين أمس نشهد تصعيدا واضحا».
وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة امس الاول بأنّ العنف المتزايد دفع مراقبيه إلى تعليق مهمتهم المتمثلة في الاشراف على وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في ١٢ نيسان لكنه يتعرض منذ ذلك الحين لانتهاكات على نطاق واسع.
وقالت مصادر بالمعارضة بأنّ قوات الاسد صعّدت ايضا استخدام المدفعية الثقيلة في المناطق الواقعة على اطراف دمشق والتي كانت في طليعة الانتفاضة ضد حكم بشار ووالده الراحل حافظ الأسد المستمر منذ 42 عاما. وأضافت المصادر بأنّ قوات الحرس الجمهوري هاجمت ضاحية دوما بدمشق بالدبابات والصواريخ ما أدى الى قتل ستة اشخاص واصابة 75 في هجوم استهدف اعادة السيطرة على المنطقة. وقال ناشط بأنّ اسمه محمد عبر الهاتف من دوما بأنّ «عدة دبابات تقدمت في شارع شكري القوتلي .. ويحاول الجيش السوري الحر صدها».
وفي دمشق، قتل مواطن على ايدي القوات النظامية المتمركزة على حاجز اللوان اثناء ذهابه الى عمله صباحا، وأشار المصدر الى وفاة شاب من حي جوبر تحت التعذيب بعد اسبوع من اعتقاله. ولفت عبد الرحمن الى ان بعض مناطق العاصمة السورية المحاذية للريف الدمشقي مثل بساتين المزة واطراف كفرسوسة والحجر الاسود والقابون «فيها وجود شبه دائم للثوار».
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية الصادرة امس ان مئات من «الارهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية اثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين «الارهابيين» وبين الجيش النظامي. ويأتي هذا الاعلان بعد اسابيع من اشتباكات محتدمة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في عدد من مناطق ريف دمشق، وعمليات قصف مركزة تقوم بها قوات النظام لعدد من المدن والقرى المحاصرة في المنطقة.
وقالت الصحيفة شبه الرسمية بأنّ الاهالي سمعوا «الارهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سموه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة الى ان الهجوم كان يفترض ان يبدأ قبل عشرة ايام، «قبل ان يفاجأوا برد مزلزل من الاجهزة الحكومية». وقال عضو لجان التنسيق في الزبداني في ريف دمشق فارس محمد ان الجيش السوري «يفرض حصارا خانقا على منطقتي قدسيا والهامة في الريف»، موضحا ان القصف بدأ «إثر خروج تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة قدسيا».
وفي محافظة درعا (جنوب) افاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين في بلدة طفس اثر طلاق نار وقصف من القوات النظامية السورية «التي اقتحمت البلدة». وافاد لؤي رشدان الناطق باسم «الجيش السوري الحر - كتيبة عباد الرحمن» الموجودة في طفس من قلب المدينة المحاصرة بأنّ قوات النظام «لم تستطع السيطرة على المدينة بل اقتحمت المدخل الجنوبي فقط حيث تقوم بعمليات مداهمة». وشدّد على أنّ «كتيبة الجيش الحر مستمرة في المقاومة»، لافتا الى «دخول شبان من مجموعات اخرى من الجيش الحر قادمين من درعا وداعل بكامل عتادهم الحربي من اجل الذود في الدفاع عن المدينة».
كما شهدت بلدة بصرى الشام ليل امس مقتل مواطن نتيجة القصف الذي استمر حتى ساعات الفجر الاولى، فيما قضى طفل متأثر بجراح أُصيب بها إثر انفجار قذيفة امام المسجد الجمعة.
وفي محافظة حماه قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف الذي تعرضت له بلدة قلعة المضيق عند منتصف ليل الاحد الاثنين، اضافة الى مقتل مواطن من قرية لطمين. وفي محافظة دير الزور، قتل ثلاثة مواطنين اثر اطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية في مدينة دير الزور «منهم قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بالاضافة الى اربعة اثر انفجار في بلدة موحسن بينهم «قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بحسب المرصد.
وفي مدينة حلب، قتلت امرأة صباح امس اثر اطلاق نار في المدينة من مسلحين مجهولين، بحسب المرصد الذي اشار الى وفاة شاب تحت التعذيب من حي مساكن هنانو بعد شهر من اعتقاله.وتتعرض بلدات عندان وبيانون والاتارب بريف حلب لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الريف، بحسب المرصد.
وفي محافظة اللاذقية، أفاد المرصد السوري عن تعرض بلدات عدة في جبل الاكراد لقصف «استمر اكثر من سبع ساعات». وقتل مواطنان، احدهما طالب جامعي، والثاني من قرية بابنا في ريف اللاذقية «إثر إطلاق نار عليهما من مسلحين تابعين للنظام».
وفي ريف إدلب، قتل مواطن برصاص عشوائي من حاجز امن في معرة النعمان وتوفي اخر جراء اطلاق نار من احد الحواجز القريبة من كفر عويد. وسقط ما لا يقل عن 19 عنصرا من القوات النظامية اثر اشتباكات بعد منتصف ليل امس في محافظات دير الزور ودمشق ودرعا.
مود ومجلس الأمن
ومن المقرر ان يطلع الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة مجلس الامن الدولي اليوم على اعمال العنف في سوريا. وأوقفت البعثة عملياتها في الآونة الاخيرة بسبب مخاوف امنية وقال مود امس بأنّه يشعر بالقلق على المدنيين المحاصرين في مدينة حمص الواقعة بوسط البلاد. وأضاف في بيان: «المحاولات التي جرت في حمص خلال الاسبوع المنصرم لابعاد المدنيين عن خط اطلاق النار لم تكلل بالنجاح، وهذا يتطلب ارادة من جانبي (الصراع) لاحترام وحماية حياة المواطنين السوريين».
وفي باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس عن ان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا سيتحدث الى مجلس الامن الدولي اليوم. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو للصحافيين ان الجنرال مود «سيتحدث في مجلس الامن الدولي الثلاثاء بعد تعليق مهمة المراقبين، وبعد هذه الاحاطة، سندرس مع شركائنا في مجلس الامن النتائج التي يجب استخلاصها». وأضاف: «في مواجهة القمع المستمر للنظام وخصوصا في مدينة حمص التي تقصفها القوات المسلحة السورية حاليا، اصبح من الضروري الآن اكثر من اي وقت مضى منح قوة الزامية لخطة انان بوضعها تحت الفصل السابع في مجلس الامن الدولي».
وقال مارك ليال غرانت سفير بريطانيا في الامم المتحدة للصحافيين: «أعتقد بأنّنا نرغب بالاستماع من الجنرال مود عن افكاره بشان مستقبل البعثة». وأضاف: «اعتقد ان العديد من اعضاء المجلس، بمن فيهم نحن، سيتساءلون الآن عن مستقبل البعثة وبالتالي مستقبل خطة انان بالنظر الى التطورات الميدانية الاخيرة». وأضاف: «ليس من المفاجئ ان تكون بعثة المراقبين قد اتخذت قرارا بالتعليق المؤقت لاعمالها في سوريا».
وردا على سؤال حول امكانية قطع مهمة البعثة قبل اوانها، قال غرانت: «اعتقد ان علينا ان نراجع ذلك في ضوء ما حدث، ولذلك فاني لا استبعد ذلك نهائيا». وقال دبلوماسي من بلد آخر عضو في مجلس الامن طلب عدم الكشف عن هويته «توجد بالطبع العديد من الاسئلة التي يتم طرحها الان حول هذه البعثة».
روسيا تستعد
وفي دلالة على مخاوف روسيا من تصاعد الصراع في سوريا نقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مصدر بالبحرية الروسية لم تذكر اسمه قوله: ان موسكو تستعد لارسال قوات من مشاة البحرية إلى سوريا اذا دعت الضرورة لحماية أفرادها ونقل معداتها وعتادها من قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء: إن روسيا تستعد لارسال مشاة بحرية إلى سوريا في حالة وجود حاجة لحماية أفراد منشأتها البحرية في ميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط ونقل معدات منها.
ونقلت وكالة انترفاكس تقريرها عن مسؤول لم تذكر اسمه في قيادة البحرية. ورفضت البحرية ووزارة الدفاع الروسية التعليق على الفور. وذكرت انترفاكس ان سفينتي انزال كبيرتين تستعدان للتحرك الى سوريا اذا اقتضت الضرورة وعلى متنهما أفراد من مشاة البحرية. ونقلت الوكالة عن الضابط الذي لم تكشف عن اسمه قوله انه سيكون بمقدور السفينتين وطاقميهما وقوات مشاة البحرية «حماية المواطنين الروس وإخراج الممتلكات من المنشأة اللوجستية» في طرطوس إذا اقتضت الحاجة.