24-11-2024 03:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

ضياء أبو طعام في «خارج التغطية» من الميدان .. إلى الاستديو

ضياء أبو طعام في «خارج التغطية» من الميدان .. إلى الاستديو

يتناول أبو طعام في برنامجه، عبر شاشة «المنار»، قضايا لم تأخذ حقها الكافي في الإعلام أو غيّبت كلياً عن الضوء. و«بعد ستة أشهر على عرضه، حاز البرنامج مكانة متقدمة نسبياً بين برامج مرّ عليها زمن في المحطة

ضياء ابو طعام في استيدو بي بي سي ببلندناستطاع الزميل ضياء أبو طعام أن يتأقلم سريعاً عبر انتقاله من الميدان الذي عمل فيه محققا استقصائيا - إن في نشرات الأخبار أو في برامج منفصلة - الى الاستديو، عبر برنامجه الأسبوعي «خارج التغطية»، مستثمرا ما خبره في «الشارع». يتناول أبو طعام في برنامجه، عبر شاشة «المنار»، قضايا لم تأخذ حقها الكافي في الإعلام أو غيّبت كلياً عن الضوء. و«بعد ستة أشهر على عرضه، حاز البرنامج مكانة متقدمة نسبياً بين برامج مرّ عليها زمن في المحطة عينها». كما يقول أبو طعام لـ«السفير».


يعتبر أبو طعام أن انتقاء المواضيع ومعالجتها ليس أمرا صعبا، قياسا الى الخلفية التي استقاها من عالم التحقيقات الإخبارية، مع إمكانية استغلال بعض المناسبات والأحداث في البرنامج، كإلقاء الضوء مؤخراً على اختفاء الديبلوماسيين الإيرانيين، أو الانطلاق من مناسبة عيد ميلاد السيد عيسى المسيح للتكلم عن واقع المسيحيين في الشرق. ويتولى ابو طعام الإعداد والتقديم والإنتاج، بمساعدة فريق صغير يرصد أبرز الأحداث في كل الميادين بأسلوب «جريء وساخن وميداني وواقعي». ويقول إن مساحة الحرية المعطاة له من قبل القناة، تترجم عبر سقف عال من الجرأة في الأسئلة واختيار ضيوف قد يختلفون جذرياً مع الخط السياسي «للمنار».


ويلفت الى أن البرنامج يتوخى تثبيت «ذهنية تحقيقية» لا تختلف معه عن أي موضوع استقصائي، مع اعتماد تقنيات معينة وتطويع لغة الجسد في «مواجهته» للكاميرا. في محاولة للإجابة خلال أربعين دقيقة على تساؤلات قد لا تسعها دقائق محدودة في نشرة إخبارية، مع عرض سلسلة تحقيقات منفردة تبث تباعاً. مؤكداً أن الإعلام «الاستقصائي» اليوم يشكل العمود الفقري لكل وسيلة إعلامية كالصحيفة التي يجب أن تعتمد على التحقيق أساساً لها، وكذلك التلفاز والموقع الإلكتروني. ويشير الى تراجع في قراءة مقالات الرأي على أعمدة صفحات الصحف بحسب الإحصاءات الأخيرة. ويصف المهمة الاستقصائية في العالم العربي بالخجولة، مشيرا الى أنه «يتم الاكتفاء ببعض التغطيات الساخنة التي سرعان ما تنتهي، بخلاف التحقيق الذي يدوم طويلا ويقدم «حقائق مذهلة»، ويعتمد بالدرجة الأولى على توجيه الرأي العام عبر الاهتمام بقضايا تمسه. فهو في نهاية المطاف يصنع الحدث وليس الخبر».


لوغو برنامج خارج التغطية على شاشة المناروأبو طعام الذي نال جائزة أفضل «ريبورتاج صحافي» في العاصمة القطرية العام 2005، تبعتها جائزتان في بريطانيا والقاهرة عن أفضل تحقيق صحافي حول مكب «النورماندي» الذي فضح آنذاك المخالفات البيئية، يعتبر أن لبنان استطاع خلال السنوات الماضية أن يحجز مكانة متقدمة له في التحقيقات الاستقصائية عبر نيل بعض الصحافيين جوائز عدة من قبل جهات دولية، لافـتاً الى أن هذه الجــوائز تثبت صحة المعايير المهنية المستخدمة في التقارير، كما تعطي المراسل الميداني دفعاً في تحوله من صحافي مبتدئ الى محترف، يوظّف تجربته تدويناً في إصدار الكتب أو في تحقيقات مقبلة تسهل علاقاته مع المسؤولين، بناء على الرصيد الذي ناله من تجربته السابقة.


من جانب آخر، يقوم أبو طعام بمهمة التدريب الإعلامي حول المراسل الميداني في معاهد ومؤسسات عدة، منطلقاً من خبرته التي استقاها في المعاهد البريطانية وكبريات وكالات الأنباء العالمية. ويشبه التدريب بجسر عبور ما بين التعلم وساحة العمل، مع ضرورة الاستناد الى النظريات الإعلامية التي برأيه تحتاج اليوم الى إضافات وإعادة تعريف للإعلام نفسه في خضم الثورات العربية، وبروز مفهوم المراسل المواطن، وإمكانية أن يحل العالم الإلكتروني مكان باقي الوسائل الإعلامية.