قلدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أمس المؤرخ الدكتور محمد محفل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي منحه السيد الرئيس بشار الأسد للدكتور محفل تقديراً لإنجازاته الهامة
قلدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أمس المؤرخ الدكتور محمد محفل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي منحه السيد الرئيس بشار الأسد للدكتور محفل تقديراً لإنجازاته الهامة في مجال دراسة تاريخ سورية وبلاد الشام وتبيان دورها في تشكل الحضارة الإنسانية جمعاء. وكان الرئيس الأسد أصدر مرسوما في الخامس من الشهر الجاري يقضي بمنح الدكتور محمد محفل عضو مجمع اللغة العربية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وذلك لإنجازاته الهامة.
وأكدت نائب رئيس الجمهورية في كلمة ألقتها بالمناسبة أن الأمم تصنع التاريخ بنضالها وعطائها وبما تقدم من وقائع وأحداث وإنجازات وإبداعات، يتشكل منها هذا التاريخ، وأن عمل المؤرخين في تدوين هذه الوقائع ومرتسماتها، وتحليلها، وفهم ترابطها ومداليلها وتشابكاتها، يعد إنجازاً كبيراً، تحتاجه الأمة والحضارة والبشرية جمعاء.
وأشارت الدكتورة العطار إلى أن تكريم الرئيس الأسد للدكتور محفل بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لإسهاماته الهامة، وريادته الطويلة، في إبراز حقائق التاريخ إلى النور هو تكريم لكل الذين عملوا ويعملون على جبهة الفكر وتقدير ورعاية لجميع المثقفين والمبدعين والباحثين الذين هم جديرون بمثل هذا التكريم.
وقالت " ان هؤلاء المؤرخين يضيئون بعملهم شموع المعرفة التي تتمثل العصور، فيكون منه نتاج علمي رائع، من خلاله ترتسم حياة الأقدمين كما المعاصرين.. صفحات تجسد آفاقاً إنسانية.. ذاهبة في أعماق الوجود الإنساني، بكافة ألوانه ومعطياته، وهي في النهاية ذلك التاريخ الغني الزاخر الذي يربط الأزل السحيق بالحاضر الراهن، نبوءةً بمستقبل نبنيه من رؤانا الباحثة عن الحقيقة في التاريخ البشري".
ونوهت الدكتورة العطار بالباحث والمؤرخ محفل باعتباره أحد الأعلام الرواد الذين وهبوا عمرهم للعمل على جبهة الفكر والدرس، وأغنوا بدراساتهم واستكشافاتهم مسيرة حضارية بهية وأمضى ردحاً من حياته باحثاً في طوايا الماضي البعيد، بالمفهوم الإنساني الشمولي، ليضيف إلى سفر هذه الحضارات المجيد، ما استخرجه من حقائق وصور وحكايا، للتعريف بالتراث الإنساني الحضاري الذي كانت سورية موطناً له على امتداد العصور.
وأشارت إلى دور الدكتور محفل وإسهامه في تأسيس لجنة كتابة التاريخ العربي، ومتابعة عملها، حرصاً على التعريف بتاريخ بلاد الشام، والوطن العربي، والنهوض بمسؤولية مجلة «دراسات تاريخية»، وفاءً لحق الوطن.
سيرة ذاتية:
ولد محمد محفل في حلب عام 1928 وحصل على الشهادة الثانوية عام 1949 وعلى إجازة في التاريخ عام 1953 وكان الأول بين الخريجين فأوفد عام 1954 إلى جامعة السوربون لتحضير الدكتوراه في التاريخ القديم وفي فرنسا درس العديد من اللغات ثم استكمل دراسته في جنيف حيث تعلم اللغة الألمانية ثم درس اللغات اليونانية والآرامية في جامعة عمان وساهم في تأسيس لجنة كتابة التاريخ العربي ثم درس في جامعة دمشق وقدم عدة مؤلفات أكاديمية لطلاب قسم التاريخ فيها كتاريخ الرومان والمدخل إلى اللغة اللاتينية ومن أعماله أيضاً تاريخ العمارة لطلاب هندسة العمارة وهذه المؤلفات ما زالت تدرس حتى يومنا هذا.
وترجم محفل كتبا ودراسات كثيرة يدور أغلبها حول الصهيونية وتعريتها كما ترجم كتبا تظهر دور العرب في نشر الحضارة العربية في الغرب وهو من دعاة إعادة النظر في كتابة التاريخ وقد ترأس مجلة دراسات تاريخية وانتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية عام 2008.