تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها نتائج انتخابات الرئاسة في مصر وفوز مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها نتائج انتخابات الرئاسة في مصر وفوز مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي..
السفير
ثورة مصر تحقق إنجازاً جديداً: مرسي رئيساً منتخباً
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "كرّست مصر، يوم أمس، نمطاً ديموقراطياً جديداً في العالم العربي، بعدما اختتمت بسلام أول انتخابات رئاسية تجرى بعد «ثورة 25 يناير»، وهي انتخابات اكتسبت طابعاً تاريخياً بجدارة، سواء من ناحية الشكل السلمي والهادئ والمنضبط باحكام القانون، أو لجهة النتائج وما تترتب عليه بالنسبة الى المستقبل الذي يلي تنحية الرئيس السابق حسني مبارك.
ولعلّ الوجه الديموقراطي المضيء في هذه الانتخابات قد تبدّى في مجموعة من الظواهر التي تكاد تجعل الانتخابات المصرية تقترب من ذلك النمط الذي تتميز به الانتخابات في الديموقراطيات الغربية، ومن بينها أنه لم يكن متاحاً للمصريين أن يعلموا بهوية رئيسهم الجديد سوى في اللحظة التي نطق بها رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالنتيجة النهائية، والتي أتت متقاربة جداً، بحيث ظلت ضمن مستوى 3.5 في المئة بين المرشح «الإخواني» الفائز محمد مرسي، ومنافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق.
والأهم في هذا المشهد الديموقراطي أن المرشح الخاسر، قد سارع بدوره إلى الاعتراف بانتصار غريمه، لا بل تقدم منه بالتهنئة، فيما كان مناصروه يكبتون مشاعر الغضب والحزن التي تبدّت على وجوههم لحظة إعلان النتيجة، وقد ساعد على ذلك أن مناصري «الإخوان» قد احتفلوا بانتصارهم من دون استفزاز الفريق الآخر، لتتلاشى بذلك المخاوف من انفلات أمني ظل كابوساً يؤرق المصريين طوال الأيام الأخيرة.
أما من حيث النتائج، فإن الانتخابات المصرية ترتدي طابعاً تاريخياً أيضاً، بعدما أتت إلى قصر العروبة بمرشح لا ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، في سابقة لم يعرفها تاريخ الجمهورية المصرية، والأهم أن الرئيس الجديد قد أتى من جماعة ظلت محظورة طوال العهود الماضية، قبل أن تتحول إلى جماعة محظوظة تحت شمس ثورة الخامس والعشرين من يناير.
إعلان النتيجة
كثيرة هي المرّات التي تحلق فيها المصريون حول شاشات التلفزيون لمتابعة أحداث مصيرية شهدتها مصر منذ انطلاق «ثورة 25 يناير»، لكن تحلقهم يوم أمس حول الشاشات انتظاراً لنتيجة جولة الإعادة الحاسمة لانتخابات الرئاسة كان الأكثر توتراً وقلقاً.
كثر عاشوا لحظات ترقب وانتظار، وكثر تسمّروا أمام شاشات التلفزيون للتأكد مما لديهم من معلومات بفوز أحد المرشحين. وبات المصريون ليلة إعلان نتيجة الانتخابات والقلق يعتصرهم، خاصة بعد تسرب الكثير من معلومات حول نجاح شفيق، وقد صاحب ذلك انتشار الجيش والشرطة على طول البلاد وعرضها، فيما كانت الماكينة الإعلامية كلها تحذر من خطر يحيق بالبلاد.
وفسر جمال عيد، الناشط الحقوقي مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في حديث إلى «السفير»، حالة الاحتقان والقلق التي عاشها المصريون ليلة إعلان النتيجة بأنها «جزء من استمرار اللعبة الاستخبارية، فقد أطلقوا ماكينات الشائعات بشكل مقصود للتلاعب بمحمد مرسي والحصول على أكبر قدر من التنازلات»، مؤكداً علم الجميع بفوز «مرسي»، هم يعلمون بأنه الفائز ولكن استخدموا هذه الحيل لإرباك الإخوان والشعب معهم للحصول على مكاسب».
ودقت الساعة الثالثة من عصر يوم أمس بتوقيت القاهرة، ليحبس المصريون أنفاسهم، ويترقبوا ظهور رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار فاروق سلطان. وأتى تأخر المؤتمر لأكثر من أربعين دقيقة، ليزيد من حيرة المصريين وقلقهم.
وعند الثالثة والأربعين دقيقة خرج سلطان، ليتلو مقدمة مطوّلة، ذكّرت المصريين بمقدمة رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت وقت محاكمة حسني مبارك. وبعـد أكثر من ثلثـي الساعة من تـلاوة بيانه، أعلن سلطان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، ليجنب مصر وأهلها دماء كانت متوقعة حال فوز الفريق أحمد شفيق، وصداماً كان وشيكاً بين شعب مصر وجيشها، ولتنطلق بعدها أفراح المصريين، ليس فرحاً بفوز مرسي، بل فرحاً بمصر وخسارة نظام مبارك للأبد ممثلا في الفريق شفيق.
وأعلن سلطان أن مرسي فاز بنسبة 51,73%. وأوضح أن إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية 50,958,794 ناخباً، وأن إجمالي عدد الناخبين الذي حضروا: 26,420,763، ما يعني أن نسبة المشاركة بلغت 51,85 في المئة. وأضاف أن إجمالي عدد الأصوات الصحيحة بلغ 25,577,511 صوتاً، فيم بلغ إجمالي عدد الأصوات الباطلة 843,252 صوتاً. وأشار إلى حصول مرسي على 13,280,131 صوتاً في مقابل 12,347,380 صوتاً لشفيق.
مرسي رئيساً
وما كاد سلطان يعلن النتيجة حتى تعالت الصيحات داخل مقر الهيئة العامة للاستعلامات، حيث عقد المؤتمر الصحافي للجنة الانتخابية. وبدت الأجواء داخل القاعة صورة مصغرة عن الاحتفالات الصاخبة التي شهدها ميدان التحرير وشوارع العديد من المدن المصرية.
وسارع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الحكومة كمال الجنزوري وشيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي الديار المصرية علي جمعة وقائمقام الكنيسة القبطية الارثوذكسية الأنبا باخوميوس إلى تهنئة مرسي.
وأعلنت «الإخوان المسلمين» في بيان مقتضب نشر على صفحتها في موقع «تويتر» أن مرسي استقال من كافة مهامه سواء في الجماعة أو في «حزب الحرية والعدالة» الذي يترأسه.
ومساءً، توجه الفريق أحمد شفيق بالتهنئة لمنافسه، لتنتهي بذلك العملية الانتخابية بسلام.
وفي خطاب بثه التلفزيون المصري، من أحد استوديوهاته في منطقة المقطم، تعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي بأن يكون «رئيساً لكل المصريين ووصف فوزه بأنه «لحظة تاريخية».
وتعهد مرسي بتحقيق أهداف كل من شاركوا في الثورة، مؤكداً أن «الثورة مستمرة حتى تتحقق كل أهدافها»، وأن «مصر الوطن ومصر الشعب في حاجة الآن إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته» المتمثلة في «الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهي الشعارات الأساسية للثورة والتي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة».
ودعا مرسي الشعب المصري إلى تعزيز الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد. وقال «إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعو الشعب المصري العظيم إلى تقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الأواصر بيننا وتقوية وحدتنا الوطنية الشاملة».
وبرغم الحديث عن الثورة وأهدافها، فإن خطاب مرسي، الذي اكثر فيه الرئيس المنتخب استحضار الآيات القرآنية وخطب الخلفاء الراشدين، قد أتى ناقصاً لجهة طمأنة المصريين القلقين إزاء تولي «الإخوان» هذا المنصب الحساس في الجمهورية المصرية، فقد خلا، ولو تلميحاً، إلى نقاط جوهرية، من بينها السياسة التي سينتهجها الرئيس المنتخب لإقامة شراكة فعلية بين مكوّنات المجتمع، والطريق الذي سيسلكه لحل الإشكاليات الدستورية القائمة في البلاد. كما أنه لم يتطرق إلى هواجس المصريين في الأمن والاقتصاد سوى عرضاً.
في المقابل، فقد سعى مرسي إلى طمأنة الجيش بأن قال إنه لن يسعى للقصاص من أحد سواء أكان في الجيش أو الشرطة أو أي مصري كان.
أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وفي ما بدا تطميناً لإسرائيل والغرب، قال مرسي إن مصر تحت قيادته ستحافظ على كافة المعاهدات والمواثيق الدولية وعلى الالتزامات والاتفاقيات، وعلى منظومة القيم المصرية والإنسانية، وعلى حقوق المرأة والطفل.
لكنه أكد على «أننا لن نسمح بالتدخل بالشأن الداخلي لأي دولة، كما لن نسمح بالتدخل بشؤوننا، وليعلم الجميع أن قرار مصر سيكون من داخلها، وبإرادة أبنائها».
مبادرات سياسية
ومع فوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، تبدو الساحة السياسية في مصر مقبلة على تحديات جديدة، لعل أبرزها طريقة تعامل الرئيس المنتخب مع باقي القوى السياسية، وشكل العلاقة بينه وبين المجلس العسكري الذي استعاد، بعد حل مجلس الشعب، وبموجب الإعلان الدستوري المكمّل، سلطة التشريع، كما منح نفسه صلاحيات سياسية واسعة منافسة لصلاحيات الرئيس.
وستكون المهمة الأشد دقة أمام الرئيس الجديد طمأنة باقي القوى السياسية والمجتمعية، وبشكل خاص الأقباط، وفي هذا الإطار يتم الحديث عن مبادرات عدة في هذا الإطار.
وقال رئيس «حزب الوسط» الإسلامي المعتدل أبو العلا ماضي، الذي سبق أن طرح مبادرة للتوافق بين «الإخوان» والمجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى، في حديث إلى «السفير»، إن «ثمة خطراً شديداً كان ينتظر مصر لو فاز شفيق، وما أراه من فرحة هي لسقوط شفيق أكثر منه لفوز مرسي»، معتبراً أن النتيجة «جنبت دماء جديدة» وأن «الثورة أصبح عندها أمل أن تستكمل أهدافها».
وأعرب أبو العلا ماضي عن أمله في ألا يحدث صراع بين مرسي والمجلس العسكري، مشدداً على «أننا سنسعى وآخرين لتجنب هذا الصراع».
وأعرب ماضي عن قناعته في أن مرسي سيفي بما وعد به خلال حملته الانتخابية. وأضاف «اجتمعت أنا والدكتور مرسي و(المرشحين الرئاسيين) حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وكانت إجاباته واضحة بأنه سيكون رئيساً لكل المصريين».
بدوره، قال الناشط الحقوقي البارز نجاد البرعي، في حديث إلى «السفير» إنه «من السابق لأوانه أن نحكم على الدكتور مرسي»، مضيفاً «نحن أمام حقيقة واحدة أننا أمام رئيس منتخب».
وأضاف أن «هناك مواجهة مرتقبة لا محالة بين الإخوان والعسكر، فقد يقرر مرسي فجأة أن يجتمع مع البرلمان ويقسم اليمين أمامه، ووقتها لا نعلم ماذا سيكون رد العسكر».
وقالت عضو مجلس الشعب المنحل مارغريت عازر لـ«السفير»، «لا نريد تعميق فقدان الثقة، ولا نريد أن نزيد من حالة الارتباك، ولن نفترض سوء النية من البداية، وننتظر أن يفي الدكتور مرسي بما وعد به وقت الانتخابات»، رافضة في الوقت ذاته الدعوات لإلغاء الإعلان الدستوري وقرار حل البرلمان. وأوضحت «نحن دولة قانون، والثورة قامت من أجل إعلاء القانون، فلا بد من احترامه وتعميقه لدى الناس».
بدوره، أكد مدير الحملة الانتخابية لمرسي، ياسر علي أن «الاعتصام مستمر حتى تنفذ طلبات الميدان... وسوف نناقش مع جميع القوى السياسية كل القرارات التي صدرت منذ 14 حزيران، من حكم المحكمة الدستورية والإعلان الدستوري والضبطية القضائية.
من جهته، قال مدير مركز الدراسات المستقبلية والاستراتيجية لـ«السفير»: «لطالما نفى المجلس العسكري أن يكون له مرشح، وها هو يفي بما وعد، وآن للناس أن تصدقه، ولا تلتفت للشائعات بأن الضغط هو من أجبر العسكر على ذلك». ورأى سليمان أن الفترة المقبلة ستشهد «تفاهمات بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكري لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية»، معرباً في الوقت ذاته عن سعادته بفوز مرشح الإخوان.
النهار
ميدان التحرير يطوي صفحة ثورة 1952
الإسلامي مرسي أول رئيس مدني لمصر
وتناولت صحيفة النهار نتائج الانتخابات المصرية وكتبت تقول "بعد 84 عاماً على تأسيس جماعة "الاخوان المسلمين" التي حظرت طويلاً في كل العهود، وصل إسلامي إلى رئاسة مصر. وبعد 60 عاماً على" ثورة 23 يوليو" 1952 للضباط الأحرار على النظام الملكي والتي جعلت عسكريين يتوالون على المنصب الأول في الدولة، بلغ مدني قمة الهرم السياسي. وبعد 16 شهراً على "ثورة 25 يناير"، ها هو محمد مرسي رئيساً، في بداية تاريخية لمرحلة جديدة معالمها غير معروفة تماماً. هو رئيس حصل على 51٫73 في المئة من الأصوات في بلاد منقسمة على نفسها، ولا تزال للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الكلمة الفصل فيها.
مد يد المصالحة إلى "الجميع"، مؤكداً أنه "رئيس لكل المصريين". وإذا كان لم يشر إلى الحكومة المقبلة، فإنه أبرز أهمية الوحدة الوطنية ودور "المسلمين والمسيحيين" في مواجهة "الفتن والمؤامرات" وتعزيز "التماسك الاجتماعي". وتعهد "إبهار العالم بنهضة مصرية"، واعداً مواطنيه بالتنمية بعدما عانوا طويلاً "المرض والجوع والظلم والقهر والتهميش وتزوير الإرادة".
وفي الموقف الأهم في السياسة الخارجية، قال إن مصر ستحترم المعاهدات والمواثيق الدولية، في إشارة إلى اسرائيل، ذلك أن بلاده تحمل "رسالة سلام إلى العالم".
وإذ حرص مرسي، الذي هنأه منافسه أحمد شفيق، على الإشادة بالجيش، خاطب مواطنيه قائلاً إنهم "مصدر السلطة في هذه الملحمة والمنظومة العظيمة التي تمر بمصرنا العظيمة إلى الغد الأفضل" وأكد أن "الثورة مستمرة حتى تتحقق كل أهدافها". وقد يوحي ذلك باصطدام مبكر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخصوصاً إذا أصر، كما أفادت حملته، على تأدية اليمين أمام مجلس الشعب المنحل.
لكن مراقبين لاحظوا أن خطابه الذي أكثر فيه من الاستشهاد بآيات قرآنية لم يكن هجومياً، وأنه كان متأثراً، وربما غير مرتاح، إذ لم يبتسم وكرر بعض العبارات.
أما جماعة "الاخوان المسلمين" التي ينتمي إليها، فكان موقفها أكثر وضوحا. إذ أفادت أن مرسي تخلى عن مناصبه فيها، وقررت مواصلة الاعتصام في ميدان التحرير، إذ "ليس من حق المجلس العسكري ان يغتصب السلطة التنفيذية من الرئيس، والسلطة التشريعية من مجلس الشعب، وسلطة الجمعية التأسيسية لوضع الدستور".
وفي أبرز المواقف الدولية، أشادت إيران بـ"الصحوة الاسلامية" وأبدت اسرائيل رغبة في مواصلة التعاون مع مصر، وأشاد البيت الأبيض بـ"انتقال مصر إلى الديموقراطية".
واعتبر "المجلس الوطني السوري" المعارض أن انتخاب مرسي "واحد من أعظم ثمار الربيع العربي، ومبعث أمل كبير للشعب السوري الثائر الذي لا يشك لحظة في أن انتخابكم يعني وقوف مصر بثقلها الشعبي وقيمتها التاريخية ووزنها السياسي المستعاد، سنداً للشعب السوري الذي يواجه حرب ابادة ظالمة".
الأخبار
مصر.. الرئيس الجديد يستقيل من «الإخوان»... ومرشد الجماعة يبايعه
مرسي رئيساً: الثورة مستمرّة
كما تناوت صحيفة الأخبار فوز محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر وكتبت تقول "بعد أيام من الانتظار، تأكد فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، محمد مرسي، برئاسة مصر، لتتربع الجماعة على زعامة أكبر دولة عربية، ما سيكون له انعكاسات على المحيط العربي.
فقد المصريون أعصابهم أمس أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، لإعلان فوز مرشح حزب الحرية والعدالة، محمد مرسي، صاحب الـ61 عاماً، أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير، بل كأول رئيس مدني يتولى المنصب الرفيع في التاريخ المصري الحديث، قبل أن يبدأ آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير وعدد من الميادين بالمحافظات المختلفة، الاحتفال بفوز مرسي، وخسارة آخر رئيس وزراء لنظام المخلوع مبارك الفريق أحمد شفيق.
وفي خطابه الأول للشعب المصري، اعلن مرسي ان «الثورة مستمرة حتى تتحقق كل اهدافها». واكد ان «مصر الوطن ومصر الشعب في حاجة الان الى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته» المتمثلة في «الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وهي الشعارات الاساسية للثورة والتي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة، الثورة مستمرة حتى تتحقق كل اهدافها».
وشدد مرسي على انه سيكون «رئيسا لكل المصريين» بلا تمييز، مشيداً بتضحيات الشهداء وبدور الجيش والقضاء في الثورة والانتقال الديموقراطي في البلاد. وقال «انني اليوم رئيس لكل المصريين دون ادنى تمييز» مشيدا بـ «الدماء الزكية لشهدائنا» التي اتاحت هذه «اللحظة التاريخية» وكذلك بدور المؤسسة العسكرية والجيش في حماية الثورة والانتقال الديموقراطي. كما تعهد مرسي بـ «المحافظة على المعاهدات والمواثيق الدولية»، مؤكداً أنه أتى بـ «رسالة سلام».
وكان إعلان فوز مرسي بالرئاسة، جاء بعد مؤتمر صحافي، استمر قرابة الساعة، أعلن فيه المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، حصول مرسي على قرابة ١٣ مليوناً و٢٠٠ ألف صوت بنسبة 51.73 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة، بينما حصل المرشح الخاسر احمد شفيق آخر رئيس وزراء في نظام حسني مبارك المخلوع، على 12347380 صوتاً بنسبة 48.27 في المئة من عدد اصوات الناخبين. ودافعت اللجنة العليا للانتخابات عن نفسها خلال مؤتمرها الصحافي، من التهم التي وجهت إليها نتيجة تأخرها في إعلان النتائج النهائية لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، ولا سيما تلك التهم التي وجهت إليها بتزوير أصوات الناخبين لصالح الفريق الخاسر أحمد شفيق.
ومن المقرر حسب الإعلان الدستوري المكمل، الذي أصدره المجلس العسكري مؤخراً، أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، ويتسلم مهام عمله فعلياً في 30 حزيران الجاري، ليكون مرسي خامس رئيس للبلاد بعد ثورة «23 يوليو»، التي أنهت النظام الملكي، وجاءت بمحمد نجيب ثم جمال عبدالناصر، ومن بعدهما محمد انور السادات، والمخلوع حسني مبارك، قبل أن يصل كرسي قصر العروبة لمرسي، ليكون أول رئيس مدني يحكم البلاد كون باقي الرؤساء كانوا بخلفية عسكرية.
بدورها، عقدت اللجنة الانتخابية للمرشح الفائز محمد مرسي مؤتمراً صحافياً شكرت فيه الجيش والقضاء والشرطة، والقوى والأطياف السياسية، التي ساندت مرشحهم خلال جولة الإعادة، ووقفت دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة 25 يناير. وأكد المنسق العام للحملة، أحمد عبد العاطي، أن «دماء الشهداء لم تذهب هدراً، ولن نهدأ حتى تكون مصر في أعلى مكانة، وسنعمل على نهضتها، وستتشابك أيدينا مع كل القوى والجماعات والأحزاب من أجل لم الشمل، والعمل على رفعة الوطن».
التصريح الآخر كان للأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمود حسين، بتأكيده أن علاقة مرسي بالجماعة وحزبها الحرية والعدالة انتهت فعلياً بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن سبق وتعهدت الجماعة باستقالة مرسي منها في حال فوزه، فيما أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين، محمد بديع، أن مرسي بات في حل من البيعة التي أعلنها له، معلنا هو مبايعته مرسي رئيساً لمصر.
وبينما كانت اللجنة العليا للانتخابات تعلن النتائج، كان الآلاف في ميدان التحرير يتابعون المؤتمر الصحافي. وفور الإعلان عن مرسي رئيساً للبلاد، بدأت الأفراح في الميدان. ونزل الآلاف من المصريين من بيوتهم إلى ميدان التحرير للمشاركة في الاحتفالات. وهتف المتظاهرون في الميدان وغيره من الميادين «إفرحي يا أم الشهيد»، و«مرسي ...مرسي». كما رددوا «يا شفيق قول الحق، مرسي رئيسك ولا لأ»، «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، و«عاش الشعب المصري عاش دم الشهدا مرحشي بلاش».
كذلك بدأت تهاني الشخصيات العامة والرسمية تتوالى عقب فوز مرسي. وكان رئيس المجلس العسكري الحاكم، المشير محمد حسين طنطاوي، أول من هنأ مرسي بفوزه في الانتخابات. كذلك هنأ رئيس الحكومة كمال الجنزوري، مرسي بالمنصب الجديد. من جهته، قال رئيس حزب المصريين الأحرار، أحمد سعيد، «لو أحسست أن مرسي سيكون رئيساً لكل المصريين سأكون داعماً له، ولن أكون من المعارضين، ولكن إذا كان أسلوب حكمه كما كان يحدث في مجلس الشعب من أعضاء الحرية والعدالة على أساس»المغالبة»، بالتأكيد سأكون من المعارضين له ولأسلوب حكمه». وأضاف «ينتظر مرسي العديد من المشكلات، التي ينبغي لنا جميعاً أن نبدأ بحلها». ومضى يقول «ما يشلغني الآن هو عملنا في الشارع من أجل توحدنا لحل مشكلات مصر». أما رئيس حزب «غد الثورة»، أيمن نور، فكتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «نعترف بالنتيجة ونتقدم بالتهنئة للدكتور محمد مرسى ونطالبه بسرعة تنفيذ ما سبق أن وعد به وليبدأ بمصالحة وطنية واسعة».
في المقابل، استقبل أنصار المرشح الخاسر، أحمد شفيق خبر فوز مرسي، بحالة من الوجوم والحزن. وسادت تلك الحالة على وجوه أنصار شفيق، الذين كانوا متواجدين منذ أول من أمس، أمام النصب التذكاري للجندى المجهول، في مدينة نصر. وفي أعقاب اعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز مرسي، غادر عدد من المتظاهرين موقع التظاهرة، فيما تجمع عدد آخر من أنصار المرشح الخاسر في ميدان مصطفى محمود بالجيزة، وهتفوا «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«بعتنا ليه يا مشير».
وتنتظر القوى السياسية، التي أعلنت تضامنها ودعمها لمرشح الإخوان المسلمين، الخطوات التي ستتخذها الجماعة، بعد أن شاركت الجماعة في اعتصام ميدان التحرير، احتجاجاً على حل البرلمان، وضد الاعلان الدستوري المكمل، الذي أصدره العسكر بهدف تكبيل صلاحيات الرئيس الجديد. ورغم التأكيدات التي خرجت من حملة محمد مرسي، أو قيادات جماعة الاخوان المسلمين، على أن اعتصامهم في ميدان التحرير لتحقيق المطالب السابقة سيستمر ولن يتأثر الاعتصام بإعلان فوز مرسي رئيسا للبلاد، فإن القوى السياسة الأخرى ترى أن الحكم على مرسي بعد الفوز سيكون حسب الأفعال لا الأقوال.
اللواء
محمد مرسي رئيساً: خطاب إخواني.. وإلتزام بالمعاهدات
وكتبت صحيفة اللواء تقول "أصبح الإخواني محمد مرسي أول رئيس لجمهورية مصر الثانية نتيجة ثورة ٢٥ يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ونظامه، بعد أن أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أمس تفوقه على غريمه الفريق أحمد شفيق بنسبة ١،٧ بالمائة وبفارق تجاوز الـ ٨٨٠ ألف صوت، مؤذنة لميدان التحرير بالانفجار فرحًا وتكبيرا وتهليلا للرئيس الجديد الذي خاطب الأمة مساءً بكلمة صدّرها بتحية الثورة والثوار والجيش والشرطة والقضاء، وتعهّد فيها بالحفاظ على معاهدة السلام مع الإسرائيليين (كامب ديفيد) والالتزامات الدولية مع التحذير من التدخل في شؤون مصر الداخلية أو التطاول على أمنها الوطني مهددا بجاهزية القوات المسلحة المصرية لصدّ أي عدوان أو نية عدوان محتمل، وبدا الرئيس القادم من التيار الديني حريصا على طمأنة الأقباط فكرر في خطبته التشديد على وحدة مصر الوطنية والتصدي لمخططات الفتنة بين أبنائها، وبعد الخطاب التاريخي تلقى الرئيس المنتخب رسالة تهنئة هدّأت الشارع من جانب منافسه الخاسر أحمد شفيق تمنى له فيها «التوفيق فى المهمة الصعبة» التي كُلف بها والتي تبدو طريقها متعثرة بحبال السلطة العسكرية التي استبقت كل هذه التطورات بإعلان دستوري مكمل قيّد سلطات رئاسة الجمهورية لا سيما في ظل انحلال مجلس الشعب ما ينذر بمواجهة قريبة ربما مع المجلس العسكري.
ومساء ألقى الرئيس الجديد أول خطاب له إلى الأمة، فاستهله بتحية الثوار ودماء ثورة يناير واعدا بأنها لن تذهب هدرا ومعتبرا أنه «لولا تضحياتكم (الثوار) لما كنت أول رئيس منتخب بإرادة المصريين الحرة». ووجه مرسي تحية «خالصة» إلى القوات المسلحة والشرطة حيثما كانوا، وأكّد محبته لهم وحرصه على مؤسستهم. ولم يغفل مرسي القضاة فأكد احترامه لهم وشدد على أن يبقى القضاء سلطة ثالثة مستقلة عن السلطة التنفيذية والتشريعية.
وحرص مرسي على تأكيد أنه رئيس لكل المصريين فقال:»أقول للجميع... في هذا اليوم المشهود إنني اليوم باختياركم... رئيس لكل المصريين أينما وجدوا في الداخل والخارج... المسلمين والمسيحيين الرجال والنساء... الكبار والصغار». وحث شرائح الوطن على الوحدة قائلا « نحن بحاجة إلى تجميع الصفوف من أجل العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية». واقتبس مرسي من كلام الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال» لقد وليت عليكم ولست بخيركم» وتابع «وإني سأبذل بكل جهدي للوفاء بالالتزامات والتعهدات التي قطعتها لكم».
وقال إن للمصريين جميعا حقوقا وإن عليهم جميعا واجبات «وأما أنا فليس لي حقوق وإنما علي واجبات فأعينوني ما أقمت العدل والحق وما أطعت الله فيكم فإن لم أفعل ولم ألتزم بما تعهدت لكم به فلا طاعة لي عليكم». وشدد مرسي على نبذ التخوين فشدد على أنه « لا مجال للتخوين في ما بيننا» واعتبر أن «الوحدة الوطنية هي السبيل للانطلاق نحو مشروع شامل لنهضة مصرية حقيقية». وقال مرسي متابعا «إنا كمصريين مسلمين ومسيحيين دعاة حضارة وبناء.. وسنواجه معا الفتن والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدتنا الوطنية».
وبعد رسالات الداخل هذه وجّه مرسي خطابه للخارج فتعهد بالعمل « جاهدا للحفاظ على أمن مصر القومي في كل أبعاده العربية والأفريقية والإقليمة والدولية». وحرص الرئيس الإخواني على طمأنة الخارج بالقول «سنحافظ على المعاهدات و المواثيق الدولية وعلى الالتزامات المصرية مع دول العالم كله».
وتابع مرسي «سنؤسس إن شاء الله لعلاقات متوازنة بيننا وبين كل دول العالم تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع المتساوية المتكافئة بين كل الأطراف ولن نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة كما لن نسمح بأي تدخل في شؤوننا ونحافظ بذلك على السيادة الوطنية وحدود الدولة المصرية». وشدد مرسي على استقلال مصر بقرارها عبر القول «ليعلم الجميع أن قرار مصر من داخلها».
وجمع الرئيس الجديد بين اللين والشدة فقال إن «مصر مع دعوتها للسلام مع العالم كله إلا أنها قادرة بأهلها وشعبها وقواتها المسلحة وتاريخها العظيم على أن تدافع عن نفسها وأن تمنع أي عدوان عليها أو أبنائها أينما وجدوا في العالم». وختم مرسي بالتعهد بعدم خيانة الله والشعب فقال « إنني لن أخون الله ولن أعصيه في وطني... أضع نصب عيني قول الله (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)».
ومساءً هنأت واشنطن مرسي على فوزه ودعته إلى الحفاظ على السلام فقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان إنه «من الضروري ان تواصل الحكومة الجديدة العمل على استمرار دور مصر كركيزة للسلام والامن والاستقرار في المنطقة» فيما دعت اسرائيل الرئيس المصري الجديد للتعاون.
المستقبل
مرسي: سنحافظ على المعاهدات الدولية والثورة مستمرة حتى تحقيق الأهداف
"الإخوان" على رأس أكبر دولة عربية
صحيفة المستقبل بدورها كتبت تقول "حسم القضاء المصري أمس نتيجة الانتخابات الرئاسية معلناً فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بنسبة 51,73% على منافسه احمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك. وبذلك تكون "الإخوان" تولت السلطة الأعلى في أكبر دولة عربية.
وفي اول خطاب له بعد اعلان فوزه بالرئاسة، تعهد مرسي الحفاظ على "الاتفاقيات المصرية مع (دول) العالم" كما تعهد بأن يحافظ على استقلال القضاء والسلطتين التشريعية والتنفيذية، داعياً الشعب المصري الى تقوية الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، وذلك على غرار ما كانت طالبته به واشنطن وباريس من تعزيز للوحدة الوطنية وتمسك بالقيم العالمية واحترام لحقوق الأقليات.
وقال مرسي الذي أعلن استقالته من كل مناصبه الحزبية "انني في هذه اللحظة التاريخية ادعو الشعب المصري العظيم الى تقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الاواصر بيننا وتقوية وحدتنا الوطنية الشاملة"، وأضاف: "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية المبرمة معنا.. لقد جئنا برسالة سلام الى العالم.. سنؤسس لعلاقات متوازنة بيننا وبين كل القوى العالمية على اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مشيراً في المقابل الى ان "الثورة مستمرة حتى تتحقق كل اهدافها".
اذاً، أعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان فوز مرسي، مرشح حزب "الحرية والعدالة"، وقال سلطان في مؤتمر صحافي: "الفائز في الانتخابات الرئاسية (..) هو محمد مرسي عيسى العياط".
وبلغت نسبة الاقبال في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 حزيران 51,8% وشارك فيها 26 مليونا 420 الفا و763 ناخبا من اجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ 50 مليونا و958 الفا و794 ناخبا، فيما بلغت نسبة المشاركة 46 بالمئة في الدور الاول.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين أعلنت عبر حسابها باللغة الانجليزية على موقع "تويتر" امس استقالة محمد مرسي من جميع مناصبه في الجماعة وحزب "الحرية والعدالة".
وأكد الناطق باسم حملته ياسر علي، أن الرئيس الجديد سيحلف اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب لأنه الجهة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب.
كما قال مسؤول آخر في الجماعة إن تظاهرات الاحتجاج على قرار حل البرلمان والاعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري ستستمر حتى بعد فوز مرسي في الرئاسة، فيما طالبه مفتي الديار المصرية علي جمعة بالعمل على "توحيد صفوف المصريين والبدء بمصالحة وطنية شاملة".
وبعيد اعلان النتائج رسميا، هنأ رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي مرسي بفوزه، كما هنأه رئيس الوزراء كمال الجنزوري.
وفور اعلان فوز مرسي انفجرت الفرحة في ميدان التحرير حيث احتشدت عشرات الالاف من انصاره في انتظار اعلان النتيجة رسميا واخذوا يرقصون في حلقات ويهتفون ويكبرون احتفالا بالفوز واطلقوا الالعاب النارية ابتهاجا.
في المقابل، سادت حالة من الوجوم ومشاعر الخيبة بين انصار احمد شفيق الذي كرر في الايام الاخيرة انه هو الفائز بناء على ما لديه من ارقام. ولم يخفِ العديد من انصاره الذين كانوا متجمعين في مدينة نصر حزنهم ووضع عدد منهم ايديهم على رؤوسهم علامة على الحزن للنتيجة. ورفض مسؤول حملة شفيق احمد بركة التعليق على النتيجة.
ورغم ان الرئيس المنتخب سيترأس السلطة التنفيذية وسيعين رئيس الوزراء والوزراء بموجب الاعلان الدستوري الصادر في 30 اذار2011، الا ان هامش المناورة المتاح لمرسي لن يكون كبيرا بعد ان اصدر المجلس العسكري اعلانا دستوريا مكملا الاحد الماضي، منح نفسه بموجبه صلاحيات واسعة، كما استعاد سلطة التشريع بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا في 14 حزيران الجاري حل مجلس الشعب.
واعلن المجلس العسكري قبل اعلان النتائج رسميا انه يعتزم تنظيم احتفال في 30 حزيران الجاري لتسليم السلطة الى الرئيس المنتخب.
ووضع اعلان النتائج الرسمية حدا لحالة من القلق تصاعدت خلال الايام الاخيرة خشية وقوع اعمال عنف في البلاد اذا لم يعلن فوز محمد مرسي خصوصا بعد ان اعتصم الالاف من انصار "الاخوان" والاحزاب السلفية في ميدان التحرير خلال الايام الاخيرة في انتظار النتائج الرسمية.
واكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية ان اللجنة "اهتمت" بشكل خاص بالشكاوي من منع ناخبين مسيحيين من الادلاء بأصواتهم في صعيد مصر لما لهذه الطعون اذا صحت من "تأثير على العملية الانتخابية برمتها" غير انه لم يثبت لديها صحة هذه الطعون.
وحبس المصريون انفاسهم وسادت اجواء من الترقب العاصمة المصرية قبل اعلان نتيجة الانتخابات حيث خلت شوارع العاصمة المزدحمة عادة من المارة واغلقت المحال التجارية والمدارس والبنوك ابوابها قبل الموعد المعتاد.
وانتشرت قوات اضافية من الجيش والشرطة في القاهرة في حين حلقت مروحيات للجيش في سمائها.
واكدت السلطات انها عززت الاجراءات الامنية ووضعت خططا لمواجهة اي اضطرابات قد تحدث بعد اعلان النتائج. وقامت قوات الامن بإغلاق الشارع الذي يطل على مجلس الوزراء، كما عززت قوات الامن المركزي من انتشارها في المكان.
وفي ردود الفعل الخارجية، هنأ البيت الأبيض محمد مرسي والشعب المصري على انتقالهما إلى الديموقراطية.
وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان: "من الضروري ان تواصل الحكومة الجديدة العمل على استمرار دور مصر كركيزة للسلام والامن والاستقرار في المنطقة"؛ في اشارة ضمنية الى رغبة واشنطن في استمرار التعاون بين مصر واسرائيل.
وأضاف: "نتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب محمد مرسي والحكومة التي سيشكلهاعلى أساس الاحترام المتبادل والنهوض بالعديد من تقاسم المصالح بين مصر والولايات المتحدة"، وأضاف: "نحن نعتقد أنه من المهم للرئيس المنتخب اتخاذ خطوات في هذا الوقت التاريخي لتعزيز الوحدة الوطنية بالوصول إلى جميع الأطراف والفئات المستهدفة في المشاورات حول تشكيل حكومة جديدة.. ونؤمن بأهمية تمسك الحكومة المصرية الجديدة بالقيم العالمية واحترام حقوق جميع المواطنين المصريين بما في ذلك النساء والأقليات الدينية مثل المسيحيين الأقباط..فملايين المصريين صوتوا في الانتخابات والرئيس المنتخب محمد مرسي والحكومة المصرية الجديدة لديهما الشرعية وعليهما مسؤولية تمثيل روح المواطنة المتنوعة والشجاعة".
أما الاتحاد الاوروبي فهنأ مرسي بفوزه الذي وصفه بـ"التاريخي" لمصر والمنطقة، وأبدت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون استعدادها "للعمل مع الرئيس مرسي" الذي دعته الى "مد اليد الى كل المجموعات السياسية والاجتماعية الاخرى"، كما جاء في بيان صدر عن مكتبها مساء امس.
وفي باريس، هنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، مرسي، وأكد في بيان صحافي وزعه الإليزيه امس، استعداد بلاده للتعاون مع الرئيس المنتخب، مشيدا بالشعب المصري الذي شارك بهدوء وعزم في العملية الانتخابية.
وأوضح أولاند أن فرنسا، التي يربطها بمصر تاريخ طويل وصداقة عميقة، ستقف جنبا إلى جنب مع المصريين "في لحظة حاسمة بالنسبة لمستقبلهم"، لتعزيز الوحدة الوطنية بالوصول إلى جميع الأطراف والفئات المستهدفة في المشاورات حول تشكيل حكومة جديدة.. ونؤمن بأهمية تمسك الحكومة المصرية الجديدة بالقيم العالمية واحترام حقوق جميع المواطنين المصريين بما في ذلك النساء والأقليات الدينية مثل المسيحيين الأقباط، وأضاف أن باريس ستدعم مصر في الهيئات الأوروبية والدولية "للتغلب على التحديات التي تواجهها اليوم, وخصوصا من الناحية الاقتصادية".
وتوجه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالتهنئة الى مرسي، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ليل أمس عن هيغ قوله إن إعلان فوز مرسي بمثابة لحظة تاريخية بالنسبة لمصر والمصريين.
وكذلك في ايران، هنأت وزارة الخارجية الايرانية المصريين بفوز المرشح الاسلامي محمد مرسي، وذكرت في بيان نقلته وكالة أنباء الطلبة: "الحركة الثورية للشعب المصري... في مراحلها النهائية للصحوة الاسلامية وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط".