هل يأتي يومٌ يشهد فيه العالم تهاوي إمبراطورية روبرت موردوخ؟ ربما يبدو السيناريو المذكور بعيداً عن الواقع، إلا أنّه لم يعد مستحيلاً
هل يأتي يومٌ يشهد فيه العالم تهاوي إمبراطورية روبرت موردوخ؟ ربما يبدو السيناريو المذكور بعيداً عن الواقع، إلا أنّه لم يعد مستحيلاً، بعد ما رشح عن قرب انشقاق شركته الضخمة «نيوز كوربورايشن»، لتضحي شركتين. وقد تناقلت الخبر الصحف الأميركية والبريطانيّة، أمس، ناقلةً رغبة أخطبوط الإعلام الأوسترالي بـ«تنظيم شركته»، في محاولة لإنقاذها. ويبدو موردوخ الآن أكثر انفتاحاً على تجزئة امبراطوريته، بعدما أبدى في السابق رفضه القاطع لأي خطوة من هذا النوع، حسبما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر من داخل فريق عمله.
ويعني انقسام الشركة تغيير هويّتها بشكل جذري. وهي هويّة عمل موردوخ على ترسيخها وحمايتها منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي. وسيجعل مشروع التجزئة من «نيوز كورب». جسمين منفصلين، يشمل الأول قنوات «فوكس» واستديوهاتها المخصصة للإنتاج السينمائي وكامل قطاع الترفيه التابع لها، أمّا الثاني فيشمل الصحف والمجلات والمطبوعات ودور النشر التابعة لـ«نيوز كورب»، والتي شكّلت نواة الإمبراطورية الإعلاميّة الضخمة عند تأسيسها.
ويأتي التحوّل المذكور ليتوّج سلسلة الانكسارات التي عصفت بممكلة موردوخ، بعد فضيحة التجسس على الهواتف في العام الماضي، وكشف خيوط الفساد المحيط بها، في تحقيق ليفيسون أمام القضاء البريطاني، وهو التحقيق الشهير الذي تقصّى مسؤوليات المتورطين في فضيحة القرصنة في كواليس «نيوز أوف ذا وورلد». فأقفلت الصحيفة التابعة لشركة موردوخ أبوابها في العام الماضي، في قضيّة هزّت الرأي العام البريطاني، بعد الكشف عن شبكة مصالح معقّدة ربطت العاملين في الصحيفة بسياسيين من الصفّ الأول، منهم رئيس الوزراء دايفد كاميرون.
وبحسب «ذا نيويورك تايمز»، تهدف نقاشات تجزئة «نيوز كورب.» إلى فصل قطاع الترفيه فيها عن قطاع النشر، خصوصاً أنّ قطاع الترفيه يدرّ على الشركة نسبة تقارب تسعين في المئة من أرباحها، في حين يواجه قطاع النشر صعوبات وعثرات.
في الخلاصة، فإنّ أي تحوّلات مرتقبة في الشركة، ستؤدي إلى تغييرات جديّة في سوق الإعلام الأميركي. كما أنّها ستعني تخلّي موردوخ التدريجي عن قطاع النشر، للتركيز على عالم الترفيه الأكثر درّاً للربح.