23-11-2024 03:17 AM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا قال بوتين لنتنياهو في الموضوع السوري؟

ماذا قال بوتين لنتنياهو في الموضوع السوري؟

"قوة الأسد تفرض وجوده روسيا ودوليا.."

في مداخلة عبر برنامج "في الأجواء" الذي يقدمه الصحافي الفرنسي "إيف كالفي" على القناة الخامسة الفرنسية وفي جواب على سؤال حول زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى "إسرائيل"، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية  "أيغال بالمور" أن بوتين تحدث عن مصالح روسية في سورية، وان روسيا غير مستعدة للتخلي عن مصالحها ووجودها في سوريا، ليس هناك دعم روسي لشخص الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا، نقل الناطق باسم الخارجية الإسرائيلي عن لسان بوتين، لكن روسيا تريد الحفاظ على النظام السوري الحالي وطالما لم تجد موسكو شخصية تثق بها وجديرة بإدارة سوريا والحفاظ على مصالحها هناك فهي لن تتخلى عن بشار الأسد وسوف تلعب كل الأوراق للدفاع عنه، مضيفا أن روسيا لا تريد تركيا في سوريا بينما الأتراك مستعجلين ليحلو مكان إيران في دمشق، لكنهم (الأتراك) لن يدخلوا في مغامرة عسكرية في سورية، ختم الناطق باسم الخارجية الإسرائيلي مداخلته..

هذه المعادلة هي أساس اللعبة الدولية والمحلية في سوريا، فالضغوط الغربية والخليجية انتقلت من المطالبة بإسقاط النظام السوري إلى المطالبة فقط بتنحي الرئيس، وموسكو التي ترفض هذا المنطق مباشرة أحيانا وبطرق غير مباشرة أحيانا أخرى، كالقول أن الشعب السوري هو من يحدد من سيحكمه او هو من يحدد مصير رئيسه، موسكو هنا تتعامل مع واقع سوري لا يمكنها تغييره عنوة أو بالفرض لأن نفوذها في دمشق لا يصل إلى حد خضوع الرئيس والدائرة المحيطة به لمطلب تنحيه، بينما القضية السورية أعادتها إلى الواجهة عالميا والى نفوذ افتقدته طيلة ربع قرن تقريبا.

الكل يخطب ود موسكو بدأ من باراك اوباما مرورا بالفرنسي والألماني والبريطاني فضلا عن الخليجي، وكل هذا النفوذ الدولي أتى بفعل الأزمة السورية، لم تدفع موسكو روبل واحد ولم تطلق رصاصة واحدة ولم ترسل جنديا واحدا إلى ساحة معركة بل أتاها هذا النفوذ أولا وأخيرا بفعل تماسك نظام حليفها بشار الأسد في سوريا ولو كان النظام ضعيفا لما ترك الغرب لموسكو فرصة التحرك وأعاد في سوريا ما فعله في ليبيا دون أن تتمكن موسكو من فعل أي شيء. في هذا الموضوع نقلت لي جهة سورية معارضة عن مسؤول فرنسي التقته أن الروس عندما تحدثوا مع الرئيس بشار الأسد حول مشروع الجامعة العربية القاضي بتطبيق النموذج اليمني في سوريا كان جوابه صارما وقويا لا نموذج يمني في سوريا ولا احد في العالم يفرض علي ما لا اريده.

إذن هي معادلة قوة الرئيس السوري وقدرته على البقاء قويا ومتماسكا ويحظى بتأييد شريحة واسعة من السوريين فضلا عن الجيش والسلك الدبلوماسي في بلاده هذه المعادلة هي التي تبقيه الرقم الصعب الذي لا يمكن لحليفه الروسي أن يساوم عليها لسبب بسيط أن طلب موسكو ما لا قدرة لها على الحصول عليه من الأسد ورفض الأسد لذلك سوف يجعل روسيا تخسر بلحظات قليلة كل النفوذ والاهتمام الدولي الذي حصلت عليه بلحظات قليلة وبرفع اليد الرافضة في مجلس الأمن. ليست روسيا في وارد الضغط لاستقالة الأسد ولا هي قادرة على إجباره على التنحي وليس لديها غيره حليفا موثوقا من قبلها يحمي وجودها ومصالحها في سوريا.

وهناك أيضا المعادلة الإيرانية أيضا والتي يستند إليها النظام السوري تحديدا في الموضوع الروسي فموسكو التي تعرف النفوذ الإيراني لدى حكام دمشق تريد إيران شريكا بأي حل بينما طهران تضغط على موسكو لتبقى على موقفها بدعم  النظام والرئيس الذي يبقى صمام الأمان للحفاظ على هذا النظام. الرئيس السوري استبق اجتماع جنيف، وأعلن رفض أي حل غير سوري للأزمة السورية وعبر وسيلة إعلام إيرانية بالتحديد.

وهذه المعادلة الإيرانية التي تريد تركيا إنهاءها في دمشق تجد في روسيا القلقة من النفوذ التركي في أسيا السوفيتية سابقا حليفا لها، فالروس العائدون بنفوذ كنسي ارثوذكسي ملحوظ يحملون ألف عام من صراع المصالح مع تركيا منذ سقوط القسطنطينية الأرثوذكسية تحديدا واليونان وقبرص الأرثوذكس ألد أعداء أنقرة في المنطقة وموسكو ترى أن تركيا تمارس عليها حربا عدوانية وعملية حصار اقتصادي عبر توقيعها مع الغرب على اتفاقية خط أنابيب "نابوكو" لنقل الغاز الطبيعي من تركمنستان والدول المطلة على بحر قزوين إلى تركيا ثم إلى النمسا عبر بلغاريا والمجر وسوف يتجنب الخط المرور في الأراضي الروسية ويسعى الغرب عبره للتخفيف من اعتماده على الغاز الروسي. روسيا تدخلت مع تركمنستان التي تراجعت عن الاتفاق فتم توقيع الاتفاق مع أذربيجان المحاذية لإيران وهنا أتى توافق المصالح الروسية الإيرانية في تعارض تام مع تركيا بدا من الغاز مرورا بالدرع لصاروخي وانتهاء بسوريا التي أسقطت طائرة الفانتوم التركية بمدفع رشاش يجري التحكم به عبر رادار روسي من طراز "بانتسير 51" متطور جدا حسب مراجع فرنسية خبيرة.

لقراءة النص باللغة الانكليزية إضغط هنا

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه