حذر الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من أن فشل اجتماع مجموعة العمل حول سورية المزمع عقد اليوم السبت 30 حزيران/يونيو سيدفع دوامة العنف إلى نقطة اللاعودة
بعد تأخير ساعتين بسبب مشاورات تمهيدية، افتتح اليوم السبت 30 حزيران/ يونيو في جنيف اجتماع مجموعة العمل حول سورية.
وفي كلمة الافتتاح أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان
أن المجموعة الدولية ستتحمل جزءا من المسؤولية عن القتلى الذين يسقطون في سورية إذا بقيت منقسمة حول المسألة السورية.
وقال أنان إن السوريين "سيكونون أكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط نتيجة أعمال القتل، بل أيضا نتيجة عجزكم عن تجاوز انقساماتكم".
وقبل انطلاق الاجتماع الدولي كان أنان حذر من أن فشل اجتماع مجموعة العمل حول سورية سيدفع دوامة العنف إلى نقطة اللاعودة في سورية.
وفي حديث لصحيفة "لو تان" السويسرية قال أنان: "إذا ... كان جميع المشاركين في الاجتماع مستعدين للتحرك تبعاً لما يقتضيه الظرف، نستطيع ... وقف هذه الموجة من العنف وسلوك طريق السلام".
وإذا ما فشلت المفاوضات التي يشارك فيها للمرة الاولى وزراء خارجية البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن "ستستمر هذه الدوامة المشؤومة ويمكن أن تبلغ نقطة اللاعودة في القريب العاجل"، كما أضاف.
وأوضح أنه "آن الاوان لجميع الذين يمارسون تأثيرا على الأطراف ولجميع الذين يتحملون مسؤولية حيال السلم والأمن الدوليين التصرف بايجابية من أجل السلام".
وفي وقت سابق حدد أنان أن أهداف مجموعة الاتصال من أجل سورية تتمثل بـ "تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و 2043بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله".
وأشار أنان إلى أن ما يحصل "نزاع بين السوريين، وعلى السوريين إيجاد حل له"، مضيفاً: " لكن سيكون من السذاجة الاعتقاد انهم يستطيعون وحدهم اليوم وقف العنف والبدء بعملية سياسية حقيقية".
جنيف تستضيف اليوم الاجتماع حول سورية
إلى ذلك، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "فرص جيدة جدا" لاحراز ِتقدمٍ في تسوية الازمة السورية خلال اجتماع جنيف اليوم.
وقال لافروف اثر محادثات اجراها مع نظيرتِه الاميركية ِهيلاري كلينتون في سان بطرسبورغ انه واثقٌ بامكانية ِايجادِ قَاسَم ٍمشترك ٍ، لافتاً الى توافق ٍبين موسكو وواشنطن على ان يقرر َ"السوريون بانفسهم" مستقبلَ بلادهم.
وأضاف لافروف قائلا ًانه توافقَ مع كلينتون على ايجاد ِمساحات ِتفاهم تستند ُالى وجوب ِتشجيع الجانب السوري على الحوار الوطني، لكنه حذر من أن محاولةَ فرض ِنتيجة ِمُسْبقة ِعلى عملية ِالتحول ِالسياسي في سوريا ستكون لها نتائجُ عكسية.
من جهته أكد"احمد فوزي" المتحدث باسم الموفد الدولي الى سوريا "كوفي انان" عقد مؤتمر جنيف اليوم ، مشيراً ان الى المشاورات التحضيرية تتواصل على مستوى وزاري.
وفي رسالةٍ لها الى مؤتمر ِجنيف ، اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية ان حلَّ الازمة السورية لا يمكن ان يكون عسكرياً او امنياً بل سياسياً،واعتبر رئيس ادارة الدول العربية والافريقية في الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان ، اعتبر انه لا يمكنُ فرض ُوصفات خارجية على سورية تتضمن ُحلاً عسكرياً ، مشيراً الى ان هناك اطرافاً مشاركةً ًفي جنيف لديها مخططاتٌ لافشال خطة كوفي أنان.
واضافة الى روسيا، الولايات المتحدة، الصين، فرنسا وبريطانيا، الامينان العامان للامم المتحدة والجامعة العربية، العراق، قطر والكويت - في اطار المهام الدورية التي تتولاها حاليا في الجامعة العربية، تشارك تركيا والاتحاد الاوروبي في اجتماع جنيف.
وقد واجه هذا الاجتماع مخاضا عسيرا بعد تحفظات عدة اثارت مرارا شكوكا حيال انعقاده، اذ ارتفعت حدة المعارضة بين الغربيين والروس حول تشكيل حكومة انتقالية والاليات التطبيقية لهذه الخطة.
واعتبرت الخارجية الروسية في بيان ان قرار منظمي مؤتمر جنيف عدم دعوة "بلدان مهمة مثل ايران والسعودية وجيران مباشرين لسوريا، كلبنان والاردن، اضافة الى منظمة التعاون الاسلامي" ليس "القرار الامثل".
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، عقدت لجنة تحضيرية من موظفين رفيعي المستوى يمثلون جميع المشاركين في الاجتماع، سلسلة لقاءات طوال نهار الجمعة في جنيف. وقد انهت اللجنة اعمالها بعد الظهر، في مؤشر الى ان اطالة امد المحادثات لم يكن ضروريا.
لندن تشكك في التوصل إلى اتفاق بشأن مرحلة انتقالية في سورية بسبب معارضة الصين وروسيا
هذا وشكك وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل افتتاح اجتماع مجموعة العمل حول سورية في جنيف، في امكانية التوصل الى اتفاق على مرحلة انتقالية في سورية بسبب معارضة الصين وروسيا.
ولدى وصوله إلى مقر الامم المتحدة في جنيف للمشاركة في الاجتماع الدولي، قال هيغ للصحافيين "لم نتوصل إلى اتفاق مسبق مع روسيا والصين، وذلك يبقى صعباً للغاية. ولا أعلم إن كان هذا الامر ممكنا".
وتتمثل أحدى نقاط الخلاف في مسالة تشكيل حكومة انتقالية، وقال وزير الخارجية البريطاني إن البلدان الأوروبية والبلدان العربية والولايات المتحدة متفقة على العملية الانتقالية.
وأضاف الوزير البريطاني ان "مستقبلا مستقرا لسوريا يتضمن تنحي (الرئيس السوري بشار الاسد) عن الحكم". وقال هيغ محذرا "لا جدوى من توقيع اتفاق بلا قيمة او اتفاق لا يؤدي الى تقدم في الوضع.
وكانت روسيا قد عبرت عن رفضها إزاء اي اقتراح يدعو إلى تنجي الرئيس الأسد عن الحكم.
تأخير إفتتاح اجتماع جنيف
وفي وقت سابق من اليوم، ذكرت المتحدثة باسم الامم المتحدة ان الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال حول سورية المقرر عقده في جنيف سيبدأ أعماله متأخراً ساعة عن موعده ليمدد إلى بعد الظهر، إلا أنه جرى تأخيره ساعتين بسبب مشاروات تمهيدية حسبما ذكرت الوكالة الفرنسية.
وكان من المقرر أن يبدأ الاجتماع في تمام الساعة العاشرة، لكن تم تأخيره ساعة واحدة لينطلق في الساعة الحادية عشر.
ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن: الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وكل من العراق والكويبت وقطر بالإضافة إلى الأمينان العامان للأمم المتحدة بان كي مون ولجامعة الدول العربية نبيل العربي، بمشاركة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون.