12-11-2024 10:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 02-07-2012: سورية في دوامة المقترحات.. غير القابلة للتنفيذ

الصحافة اليوم 02-07-2012: سورية في دوامة المقترحات.. غير القابلة للتنفيذ

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وخاصة لجهة اجتماع جنيف وما نتج عنه من اتفاق بين القوى الكبرى..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وخاصة لجهة اجتماع جنيف وما نتج عنه من اتفاق بين القوى الكبرى..


السفير
مؤتمر جنيف يفتقد آلية تطبيق .. واجتماع المعارضة اليوم يرتد عليه
سوريا في دوامة المقترحات .. غير القابلة للتنفيذ

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "دخلت الازمة السورية في متاهة جديدة، بعد مؤتمر جنيف الذي أصدر وثيقة ملتبسة اختلف الاميركيون والروس في تفسيرها واتفق النظام السوري ومعارضوه على التشكيك فيها، ويبدو أنها لن تصمد طويلاً في ظل استعداد الجامعة العربية للانقلاب عليها عبر تنظيم أكبر حشد سوري معارض اليوم في القاهرة، يسبق مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر في باريس الجمعة المقبل، والذي يتوقع أن يشكل تعطيلاً إضافياً لفرص التسوية السياسية في سوريا.
وبدا أن مؤتمر جنيف لم يتمكن حتى من كبح جماح العنف الدموي في سوريا، لاسيما وانه لم يحدد آليات لضمان تنفيذ خطة المبعوث العربي والدولي كوفي انان التي يفترض ان تكون مقدمة لمبادئ الخطة الانتقالية في سوريا، التي أقرت بالإجماع وهي تتضمن تأليف حكومة انتقالية تضمّ معارضين وموالين للنظام، وتملك كامل الصلاحيات التنفيذية، وتؤسس لتعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة.
وقد انضمّت طهران التي غيبت عن المؤتمر إلى موقف روسيا والصين، عندما شددت امس على أن «أي قرار يفرض من الخارج من دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ومن دون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة».
إلـى ذلـك، وفـي أكـبـر تجـمـع للمعارضة السورية المشرذمة، يجتمع حوالى 200 معارض، في القاهرة لمدة يومين في محاولة لحل الخلافات بينهم والخروج من حلقة مفرغة، تدور المعارضة فيها منذ عام، بحثاً عن إطار جامع للعمل المشترك، وتصور للمرحلة المقبلة من خلال عهد وطني دستوري جديد. ومن المفترض أن تؤسس «وثيقة العهد الوطني» المطروحة للنقاش لإعلان دستوري، يعتمد مقدمة لدستور سوريا الثورية، يجنّب المعارضين الخلافات حول الطبيعة «العلمانية» او «العربية» للدولة السورية المقبلة.
وشددت «مجموعة الاتصال حول سوريا»، في بيانها الختامي في جنيف أمس الأول، على «وجوب تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية. وعلى الحكومة السورية أن تسمي محاوراً فعلياً عندما يطلب المبعوث الدولي (كوفي انان) ذلك، للعمل على تنفيذ خطة النقاط الست والخطة الانتقالية. ويمكن للحكومة الانتقالية أن تضمّ أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة، وسيتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الأطراف».
وأضاف البيان «من الممكن البدء بمراجعة للدستور، إضافة إلى إصلاحات قانونية. أما نتيجة المراجعة الدستورية فيجب أن تخضع لموافقة الشعب. وحالما يتم الانتهاء من المراجعة الدستورية، يجب الإعداد لانتخابات حرة ومفتوحة أمام كل الأحزاب». وشددت على ان «على المعارضة تدعيم تماسكها بهدف تسمية ممثلين فعليين للعمل على خطة النقاط الست والخطة الانتقالية».
وبالنظر إلى ما تضمنته ورقة العمل التي نشرها موقع الأمم المتحدة، حول بنود الاتفاق وطرائق تنفيذه، يمكن استنتاج ملاحظات، توحي باتفاق نظري لا يمكن الشروع بتطبيقه فعلياً إلا باشتراعه وفقاً للفصل السابع في مجلس الأمن، الذي يفتح الأزمة في سوريا على أبعاد أخرى غير محسوبة.
وقد تؤدي قرارات مؤتمر جنيف، إذا ما طبقت، إلى إعادة عقارب الساعة الى الوراء 15 شهراً، حيث كانت الحكومة السورية قد عدّلت الدستور وأجرت انتخابات تشريعية وألفت حكومة جديدة، أدخلت فيها معارضين. يُذكر أن الأسد كان أعلن رفضه أي قرارات تفرض على سوريا.
وأعلن أنان، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أنه يجب على الحكومة والمعارضة أن تتعاونا مع خطة إقامة حكومة انتقالية يأمل أن تحقق نتائج إيجابية في غضون عام، مؤكداً أن مستقبل الأسد «سيكون شأن السوريين».
وفي حين أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن اجتماع جنيف «يمهّد الطريق لمرحلة ما بعد الأسد»، شدّد نظيرها الروسي سيرغي لافروف على أن النقطة الرئيسية هي أن الاتفاق لم يحاول فرض عملية انتقال على سوريا، موضحاً أن الاتفاق لم يُشر ضمنياً إلى أنه يجب على الأسد أن يتنحّى. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي إن الخطة الانتقالية «لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا». 

«المجلس الوطني»
وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض، تعليقاً على بيان جنيف، «لقد أمل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركاً أكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد أن اتضح سلوكه الدموي».
وبعد أن أعرب المجلس، في بيانه، عن التقدير «لجهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب لأن تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحّي رأس النظام ومن تلطخت أيديهم بدماء السوريين»، رأى أن «إعلان جنيف بدا مفتقراً إلى آلية واضحة للعمل، وجدول زمني للتنفيذ، وترك النظام من دون مساءلة ما ينذر بسفك دماء عشرات الآلاف».
واعتبر البيان أنه «بات جلياً أن أي مبادرة لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة إلزام دولية ويتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام إنْ واصل القتل والإبادة». وأكد أن «أي مبادرة لا يمكن أن تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراساً لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته».

دمشق
ورفض النائب السوري خالد العبود الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية في جنيف، معتبراً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه وعملية اتخاذ القرار لا يعنيان السوريين. وقال لوكالة «رويترز» في دمشق إن الصراع لا يمكن حلّه إلا بين السوريين، وليس من خلال تدخل قوى خارجية، مضيفاً إن الشيء الوحيد الذي سيساعد السوريين هو صمودهم.
وعبر النائب عن حزب البعث فايز صايغ عن رضاه على اجتماع جنيف، معتبراً ان المشاركين فيه تركوا للشعب السوري تقرير مصيره وكيفية تشكيل حكومته. وقال، لوكالة «اسوشييتد برس»، إن «المؤتمر لم يناقش قضايا كانت تطالب بها الدول الغربية، مثل وضع الرئيس».
وفي طهران، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «حصلت توترات شديدة بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماع الخبراء، ولم يكن اجتماع جنيف ناجحاً، على غرار الاجتماعات السابقة، نظراً لغياب (الحكومة) السورية والدول التي تؤثر على الأحداث في ذلك البلد».
واعتبر ان «اي قرار يفرض من الخارج من دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ومن دون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة»، منضماً بذلك الى موقف روسيا والصين. وانتقد «تحرك بعض الدول الأجنبية التي ترسل أسلحة الى سوريا»، مؤكداً ان ذلك «يعرض الى الخطر ليس أمن سوريا فحسب، بل أمن الشرق الاوسط والعالم».

ميدانياً
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، «قتل 41 شخصاً في اعمال عنف واشتباكات في ريف دمشق ودير الزور ودرعا وحماه وادلب وحلب وحمص». وكان المرصد قال، في بيانات امس الاول، إنه قتل حوالى 120 شخصاً، بينهم 30 على الاقل اثناء استهداف موكب تشييع لأحد قتلى الاحتجاجات في زملكا بريف دمشق».


النهار
المعارضة السورية تتحفّظ عن اتفاق جنيف
وواشنطن تشكّك في قدرته على إنهاء النزاع

وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "غداة اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف والذي دعا الى حكومة وحدة وطنية انتقالية، اختلفت التفسيرت لها بين قائل انها ستكون من دون الرئيس بشار الاسد وقائل غير ذلك، تواصلت أعمال العنف لتوقع 41 قتيلا في مناطق سورية عدة وخصوصا في ريف دمشق وحمص وادلب ودرعا. واعلنت تركيا ان مقاتلاتها اقلعت في مواجهة مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية وذلك بعد أكثر من تسعة أيام من اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية. 
وجاء في بيان رسمي صادر عن "المجلس الوطني السوري": "لقد امل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد ان اتضح سلوكه الدموي". وبعدما اعرب عن التقدير لـ"جهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب الى ان تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحي رأس النظام ومن تلطخت ايديهم بدماء السوريين"، رأى ان "اعلان جنيف بدا مفتقرا الى آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ وترك النظام دون مساءلة مما ينذر بسفك دماء عشرات الالاف". واعتبر انه "بات جليا ان اي مبادرة لا يمكن ان تجد طريقها الى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة الزام دولية ويتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام ان واصل القتل والابادة". وأضاف إن "أي مبادرة لا يمكن أن تحوز رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراساً لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته". 
واليوم تبدأ المعارضة السورية اجتماعاً مهما في القاهرة بدعوة من جامعة الدول العربية من اجل توحيد رؤيتها للمرحلة المقبلة في سوريا.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف خصوصاً على ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية، كما أوضح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا "ملطخة أيديهم بالدماء".  

كلينتون
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريح لشبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون عن إعتقادها أن إبرام اتفاق جديد حول سوريا لا يضمن إنهاء الصراع الدائر هناك. وأشارت إلى أن لا ضمانات تؤكد أن الجهود الدولية المبذولة لتسوية الصراع الدائر في سوريا ستكلل بالنجاح، مشيرة إلى أن هذه الجهود قد تفشل فى نهاية الأمر في نزع فتيل الأزمة. بيد أنها أبدت تفاؤلها بالاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه اليوم خلال المؤتمر، معتبرة أن هذا الاتفاق من شأنه تمهيد الطريق لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد. 

تركيا
وفي أنقرة، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صحيفة "الوول ستريت جورنال" الاميركية التي نشرت ان المقاتلة التركية التي اسقطتها سوريا في 22 حزيران كانت في المجال الجوي السوري وليس في الاجواء الدولية كما أعلنت انقرة. وقال ان "الوول ستريت جورنال نشرت قبل يومين معلومات عن طائرتنا التي اسقطتها سوريا فيما كانت في الاجواء الدولية، مؤكدة انها أسقطت في سوريا". واضاف ان "هذه الصحيفة، ويا للاسف، نشرت معلومة غير دقيقة". وخلص الى ان الصحيفة الاميركية نشرت هذه التأكيدات لانها تمارس لعبة المعارضة في ذروة مرحلة انتخابية في الولايات المتحدة.
كذلك أعلن الجيش التركي ان مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات السبت، وان دوريات جوية تركية أرسلت الى الحدود. 
وأفاد انه ارسل اربع مقاتلات من طراز "ف 16" من قاعدتها في انجيرليك بعدما حلقت مروحيات سورية فوق منطقة تبعد نحو ستة كيلومترات من الحدود، قرب جنوب محافظة هاتاي التركية. وأضاف انه أرسل مقاتلتين اخريين من طراز "ف 16" من قاعدته في بتمان بعدما رصد مروحية سورية على مسافة غير بعيدة من الحدود قرب محافظة ماردين.


الأخبار
دمشق: اتفاق جنيف لا يعنينا

وحول اتفاق جنيف كتبت صحيفة الأخبار تقول "اتفقت القوى العالمية في اجتماع جنيف، أول من أمس، على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لكنّ المعنيين بالقضية، أي السوريين، خرجوا بتصريحات «تنسف» الاتفاق.
 فيما لم يصدر موقف رسمي صريح من دمشق للتعليق على الاتفاق الذي خرج بعد اجتماع جنيف أول من أمس، تكفّل مقرّبون من السلطة بإعلان موقف رافض للاتفاق. وقال عضو البرلمان السوري خالد العبود «إن الاتفاق الذي تم التوصل اليه، وعملية اتخاذ القرار، لا يعنيان السوريين». ولفت، في حديثه لوكالة «رويترز»، إلى أنّ الصراع «لا يمكن حله الا بين السوريين، لا من خلال تدخل قوى خارجية».
 بدورها، عنونت صحيفة «البعث» السورية «اجتماع مجموعة العمل ينتهي الى الفشل». وقالت الصحيفة «لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطاراً موسعاً لجلسات مجلس الامن، حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها». أما صحيفة «الوطن»، المقربة من السلطات، فأشارت الى أن البيان الختامي لاجتماع جنيف «خلا من أي إشارة الى سيناريوهات ليبية أو يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الأيام الاخيرة»، معتبرة أنّ ذلك «شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج».
 بالمقابل، قالت المتحدثة باسم «المجلس الوطني السوري» بسمة قضماني، أمس، إنّ البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن «بعض العناصر الايجابية»، رغم أنّ الخطة بمجملها «غامضة جداً». وأشارت الى «عنصرين ايجابيين»، «الاول هو أنّ البيان الختامي يشير الى أن المشاركين اتفقوا على القول إن عائلة (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يعد بإمكانها أن تحكم البلاد، وإنها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية». والنقطة الثانية الايجابية هي أن «هناك اتفاقاً على القول إن الانتقال يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الأسد».
 لكن الرئيس السابق للمجلس، عضو مكتبه التنفيذي، برهان غليون، قال إن المجلس سيصدر موقفاً رسمياً من الاتفاق، معتبراً ما حصل في جنيف «مهزلة». واعتبر غليون، في حديث لقناة «العربية»، أن تصريحات قضماني لا تمثل الموقف الرسمي للمجلس، قائلاً إن اتفاق جنيف «يشكل أسوأ موقف دولي يعلن حتى الان خلال محادثات حول سوريا».
 الرفض لم يقتصر على السوريين، بل امتد إلى الإيرانيين أيضاً. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، للتلفزيون الرسمي الإيراني، إنّه «حصلت توترات شديدة بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماع الخبراء، ولم يكن اجتماع جنيف ناجحاً، على غرار الاجتماعات السابقة، نظراً لغياب الحكومة السورية والدول التي تؤثر على الاحداث في ذلك البلد». واعتبر أن «أي قرار يفرض من الخارج بدون مشاركة الحكومة والشعب السوري وبدون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة».
 أما وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي فاعتبر، في بيان الأمس، أن لقاء جنيف حول سوريا يشكل «دليلاً واضحاً» على الرغبة في التوصل على المستوى الدولي الى حل سياسي للنزاع. وأشاد فسترفيلي بجهود كوفي أنان لوقف العنف في سوريا، وتمهيد الطرق أمام عملية انتقال سياسي. وقال وزير الخارجية الالماني إن «مخاطر تصعيد جديد للوضع في سوريا، وانتقال عدوى الازمة في المنطقة، تزايدت بشكل إضافي في الأيام الماضية».
 بدوره، أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، أول من أمس، أنّ الخطة الانتقالية لسوريا يجب أن تحظى بموافقة جميع الاطراف السوريين، من دون أن تفرض من الخارج. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، إن الخطة الانتقالية «لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين، وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. ولا يمكن لاشخاص من الخارج أن يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري».
 من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عقب انتهاء المؤتمر، أن الولايات المتحدة ستنقل خطة مؤتمر جنيف إلى مجلس الأمن الدولي. واعتبرت أن المؤتمر يمهّد لمرحلة ما بعد الأسد. وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أن حالة عدم الاستقرار سوف تنتقل إلى الدول المجاورة، «إذا لم نتمكن من السيطرة على الأزمة السورية». ولفتت كلينتون إلى أنه «طالما الرئيس السوري بشار الأسد يستمر في شنّ حروب على شعبه فعلى الأسرة الدولية زيادة الضغط على نظامه»، موضحةً أنّ «نظام الأسد يدرك أن أيامه باتت معدودة». وأضافت «إننا سنعمل أيضاً بسرعة في مجلس الأمن الدولي من أجل استصدار قرار يدعم خطة أنان، ويلزم النظام السوري بوقف الهجمات على المدنيين وبسحب قواته، ويجعله يدرك أن عواقب عدم امتثاله لذلك ستتضمن فرض عقوبات عليه».
 بدوره، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول من أمس، أن «السوريين أنفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية»، مؤكداً أن «هذا الأمر مشار اليه بوضوح في الوثيقة»، التي تم التوافق عليها. وأضاف «لقد تأكدنا من أن هذه الوثيقة لا تتضمن شروطاً مسبقة في بداية العملية الانتقالية في اطار حوار وطني واسع». وقال ايضاً «طبعاً، بالتأكيد، الرئيس بشار الاسد يرتكب عدداً هائلاً من الأخطاء، لكن الرئيس الاسد يقبل الآراء الاخرى. لست واثقاً بأن هذا الامر ينطبق على المعارضة».
 فيما، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنّ الحكومة الانتقالية السورية، التي جرى الاتفاق على تشكيلها في جنيف، «سيتم اختيار أعضائها بتوافق متبادل، ما يستبعد منها مرتكبي المجازر». وتابع فابيوس، أنه في هذه الظروف «لا مجال للشك في أن على الأسد مغادرة السلطة». وأضاف الوزير الفرنسي «لا يمكن لأحد أن يتصور للحظة أنّ الأسد سيكون في عداد هذه الحكومة، كما لا يمكن بالمقدار نفسه لأحد أن يتصور أن الاسد سيكون قادراً على تأمين أجواء محايدة»، كما هو وارد في الاتفاق. من جهته، اعتبر المبعوث الدولي كوفي أنان أن الحكومة يجب أن تضمّ أعضاءً في إدارة الأسد والمعارضة السورية، وأنها لا بد أن تدعو إلى إجراء انتخابات حرة. وقال أنان «نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق، يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات».


اللواء
٤١ قتيلاً في استمرار المواجهات والاقتحامات في المناطق الملتهبة في سوريا
اجتماع جنيف يُقرُّ وثيقة غامضة لا تدعو إلى تنحّي الأسد وتفسيرات متباينة لمضمونها

صحيفة اللواء كتبت تقول "تحفظت المعارضة السورية امس على البيان الصادر السبت عن مجموعة العمل حول سوريا في جنيف، بينما تحدثت الصحف السورية عن «احباط» المعارضة على اثر «فشل» الاجتماع كما قالت، وذلك في ظل تواصل العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد التي ادت الى مقتل ٤١ شخصا.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض عن انه كان يأمل من مؤتمر جنيف الدولي «تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري» واصفا ما توصل اليه هذا المؤتمر بأنه يفتقر الى «آلية واضحة للعمل». وجاء في بيان رسمي صادر عن المجلس غداة دعوة مؤتمر جنيف الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم ممثلين للمعارضة والنظام «لقد امل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد ان اتضح سلوكه الدموي».
وقبل صدور هذا الموقف الرسمي عن المجلس الوطني كانت المتحدثة باسمه بسمة قضماني اعتبرت ان البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن «بعض العناصر الايجابية» رغم ان الخطة بمجملها «غامضة جدا». واشارت الى «عنصرين ايجابيين»: «الاول هو ان البيان الختامي يشير الى ان المشاركين اتفقوا على القول ان عائلة (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يعد بإمكانها ان تحكم البلاد وانها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية». وتابعت: «النقطة الثانية الايجابية هي ان هناك اتفاقا على القول ان الانتقال يجب ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الاسد لان السوريين سبق ان عبروا عن رأيهم في هذا المجال». وقالت: «لكن يبقى هناك عناصر مهمة مبهمة جدا وغامضة جدا كما ان الخطة ملتبسة جدا لكي يمكن توقع تحرك فعلي وفوري». وأضافت: «نحن نعارض تماما فكرة ان وقف العنف يجب الا يكون شرطا مسبقا للعملية السياسية».
في المقابل، اعتبر برهان غليون في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك «ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدا امام جلاديه». وأوضح ان المجلس الوطني السوري سينشر بيانا رسميا حول اجتماع جنيف.
من جهتها، وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بأنه «حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي»، معتبرة ان الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية «لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين».
وفي غياب اي رد فعل رسمي من النظام، عنونت صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم «اجتماع مجموعة العمل ينتهي الى الفشل». وقالت الصحيفة: «لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارا موسعا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها». ورأت الصحيفة ان «حل الازمة السورية لن يكون الا سوريا بارادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام في ما وراء المحيطات ممن اوغلوا في التحريض على قتل السوريين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم». أما صحيفة «الوطن» المقرّبة من السلطات، فأشارت الى ان البيان الختامي لاجتماع جنيف «خلا من اي اشارة الى سيناريوهات ليبية او يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة» معتبرة ان ذلك «شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج».

ردود فعل
وفي المواقف، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنّ النص  يلمّح إلى ضرورة تنحي الأسد. وعندما سئل فابيوس عن السبب الذي يجعل روسيا والصين لديهما وجهة نظر مختلفة حول مستقبل الأسد أجاب: «حتى إذا قالا العكس فكون أن النص يقول على وجه الخصوص إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات يعني أنها لن يكون بها بشار الأسد... لأنها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم بشكل متبادل». وصرّح فابيوس لمحطة (تيه.اف 1) التلفزيونية: «لن توافق المعارضة أبدا عليه لذلك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد وإن أمره منته».
واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في بيان صدر امس ان لقاء جنيف حول سوريا يشكل «دليلا واضحا» على الرغبة في التوصل على المستوى الدولي الى حل سياسي للنزاع.
في المقابل، رأت ايران امس ان اجتماع جنيف «لم يكن ناجحا» خصوصا بسبب غياب طهران. وصرّح حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني الأحد للتلفزيون الرسمي: «حصلت توترات شديدة بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماع الخبراء ولم يكن اجتماع جنيف ناجحا على غرار الاجتماعات السابقة نظرا لغياب الحكومة السورية والدول التي تؤثر على الاحداث في ذلك البلد». وقال عبد اللهيان: «اي قرار يفرض من الخارج بدون مشاركة الحكومة والشعب السوري وبدون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة».

اجتماع جنيف
وكانت القوى الدولية اتفقت على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لإنهاء الصراع. وقال مبعوث السلام الدولي كوفي أنان بعد المحادثات التي اجريت في جنيف السبت: «إن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة ويتعين عليها ترتيب إجراء انتخابات حرة.الوقت ينفد. نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات».
ووصف محادثات جنيف بأنها محاولة أخيرة لوقف سفك الدماء المتزايد في سوريا لكنها اصطدمت بعقبات حيث تعارض روسيا -أقوى حليف للأسد - إصرارا عربيا وغربيا على ضرورة انسحاب الرئيس السوري من المشهد. وقال البيان الختامي: «إن الحكومة الانتقالية يجب تشكيلها على أساس التراضي بين الأطراف». وحقّقت روسيا انتصارا بحذف فقرة في مسودة سابقة قالت بشكل واضح إن خطة السلام يجب أن تستبعد من الحكومة أي شخص من شأن مشاركته أن تقوّض صدقية الحكومة الانتقالية وتلحق الضرر بالاستقرار والمصالحة.
وظهر التناقض بين مواقف الولايات المتحدة وروسيا بعد الاجتماع بشأن ما يعنيه الاتفاق بالنسبة للأسد الذي حكم سوريا 11 عاما منذ أن خلف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي كان موضع انتقاد على المستوى الدولي بسبب شدة قمعه للانتفاضة المناهضة لحكمه. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّه «سعيد» بنتيجة المحادثات. وأضاف بأنّ النقطة الرئيسية هي أن الاتفاق لم يحاول فرض عملية انتقال على سوريا. وقال لافروف بأنّ الاتفاق لم يشر ضمنيا إلى أنه يجب على الأسد أن يتنحى ولا توجد أي شروط مسبقة باستبعاد أي جماعة من حكومة الوحدة الوطنية المقترحة.
لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت بأنه الاتفاق سيرسل رسالة واضحة إلى الأسد بأن عليه ان يتنحى. وقالت للصحافيين: «سيتعين على الأسد أن يرحل. ما فعلناه هنا هو أننا قضينا على تصور أنه هو ومن تلطخت أياديهم بدماء السوريين يمكنهم البقاء في السلطة».
وعقد كوفي انان الاجتماع في مبنى الأمم المتحدة على شواطئ بحيرة جنيف في محاولة لإنقاذ خطة سلام تجاهلتها إلى حد كبير حكومة الأسد. وإذ حذّر في الافتتاح من أن الصراع في سوريا قد يفجر أزمة إقليمية ودولية، طرح الأمين العام السابق للأمم المتحدة والحاصل على جائزة نوبل للسلام في ختام الاجتماع السؤال عما إذا كان يمكن لمن تلطخت أياديهم بالدماء أن يكونوا جزءا من الحكومة الانتقالية. وقال: «يساورني شك في أن السوريين الذين حاربوا بقوة من أجل استقلالهم كي يتمكنوا من أن يحددوا كيف سيحكمون ومن سيحكمهم سيختارون أناسا أياديهم ملطخة بدمائهم لقيادتهم. لا يمكنني القول إنني سعيد حقا ولكنني راض عما توصلنا إليه اليوم».

الوضع الميداني
ميدانيا، تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق امس غداة يوم دام تخلله اقتحام الجيش مدينة دوما إثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، واستهداف موكب تشييع في زملكا اسفر عن مقتل وجرح العشرات، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل يوم أمس ٤١ شخصا وفق حصيلة جديدة ادلى بها المرصد السوري لحقوق الانسان.