"البطل لم يعد هو من يصنع التاريخ، بل أصبحت الشعوب هي من تصنع التاريخ وتدير التحولات"، هذه خلاصة الحراك العربي أو ما إصطلح على تسميته "الربيع العربي"

"البطل لم يعد هو من يصنع التاريخ، بل أصبحت الشعوب هي من تصنع التاريخ وتدير التحولات"، هذه خلاصة الحراك العربي أو ما إصطلح على تسميته "الربيع العربي" بحسب رأي مستشار شيخ الأزهر ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية الدكتور محمد كمال الدين إمام، الذي كان لفريق موقع قناة المنار معه دردشة سريعة على هامش مؤتمر "تحديات الديمقراطية في العالم العربي" الذي نظمه مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية.

يرفض الدكتور محمد كمال الدين إمام وصف قرار حل مجلس الشعب المصري بالسياسي، مصوباً  بأنه قرار قضائي ذو بُعد سياسي. ويشرح بأن العيب لا يكمن في القضاء المصري بل في رجل السياسة الذي يتدخل ويمارس الضغوطات، موضحاً بأن قانون مجلس الشعب المقر من قبل المجلس العسكري كان مفخخاً من الأساس، كونه احتوى على نصوص قابلة للابطال إذا ما عُرضت أمام أي محكمة. ويجد إمام أن المجلس العسكري تعمد إقرار قانون مجلس الشعب على هذا النحو ليتمكن من حله أمام المحكمة الدستورية إذا لم يستجب المجلس لمطالبه.

وحول ما يدور من حديث عن وجود تفاهمات بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكري على حل ثلث البرلمان بدلاً من كله، أو لإيجاد صيغة توافقية كان من شانها تأخير إعلان  نتائج الانتخابات الرئاسية وأفضت لإسناد الدفاع للحاكم العسكري المشير محمد حسين طنطاوي، يؤكد إمام عدم دقة وصحة ما يُتداول. وبالإستناد إلى معلومات مؤكدة بحسب تعبيره، يشير مستشار شيخ الأزهر أن الاتفاق يجري ما بين الطرفين على أمور سياسية لا صيغة للمحاصصة وتقاسم الحكم.

وفي التفاهم على حل ثلث البرلمان، يوضح إمام أن التفاهم هنا هو على تفسير حكم المحكمة الدستورية، الذي لم ينص أصلاً على حل البرلمان كونه لا يجوز أن يصدر هكذا قرار من القضاء بل إن المحكمة مهتمها أن تقول إن كان القانون دستورياً أم لا، مشيراً أن قرار حل البرلمان بيد الرئيس أو المجلس العسكري.

أما اليوم وبعد تسلم مرسي مقاليد الرئاسية، يرى إمام أن القرار بات بيد الفقهاء الدستوريين الذين يقع على عاتقهم تفسير قرار المحكمة.

وعمّا إذا ما كان العسكري قد مارس ديكتاتورية في حكمه لمصر على مدار عام بعد رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011، يتجنب الدكتور محمد كمال الدين إمام استخدام مصطلح "ديكتاتورية" قائلاً إن العسكري استخدم الطريقة التي يعرفها مع المتظاهرين أو غيرهم.