وطالب عدد منهم موفاز بالتهديد بشكل واضح بالانسحاب من الحكومة في حال لم يتم تشريع قانون واضح في هذه المسألة، وتواصل اللجنة الخاصة لفحص تجنيد «الحرديم» بلورة توصيات جديدة تمهيداً لسن قانون جديد
اتسعت رقعة الخلاف بين رئيس حكومة العدو الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وشريكه الأبرز في الائتلاف الحكومي نائبه الأول زعيم حزب «كديما» شاؤول موفاز على خلفية اتهامات من أوساط الأخير بأن نتانياهو أجهض اللقاء الذي كان مقرراً أن يتم أمس في رام الله بين موفاز ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن). وأشار مقربون من موفاز إلى أن نتانياهو أعطى تعليماته لموفده إلى المفاوضات مع الفلسطينيين إسحق مولخو بأن يطلب من عباس عدم عقد اللقاء. وأعادوا سلوك نتانياهو إلى استيائه لموقف موفاز من التوصيات التي تبلورها لجنة خاصة في شأن تجنيد الشبان اليهود «الحرديم» في جيش الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على فرض عقوبات شخصية على كل من يرفض الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وكان نتانياهو التقى موفاز، الجمعة الماضي، في محاولة لإقناعه بتليين موقفه لتفادي أزمة ائتلافية مع الحزبين الدينيين شريكيه في الائتلاف «شاس» و»يهدوت هتوراه» وبالتنازل عن شرط فرض العقاب، إلا أن موفاز، الذي برر دخوله الائتلاف الحكومي قبل أكثر من شهر بوجوب تعديل القانون الذي يعفي الحرديم من الخدمة العسكرية، أصر على موقفه.
وبحسب أوساط موفاز حاول نتانياهو من خلال منع اللقاء بين موفاز وعباس مقايضة الموافقة على اللقاء بتليين موفاز موقفه من تجنيد الحرديم، وهو اتهام رفضته أوساط نتانياهو التي أشارت إلى أن الإلغاء نجم عن التظاهرات في رام الله ضد عقد الاجتماع، وهو ما أكده لصحيفة «هآرتس» العبرية المفاوض الفلسطيني الدكتور صائب عريقات. وتواصل اللجنة الخاصة لفحص تجنيد «الحرديم» بلورة توصيات جديدة تمهيداً لسن قانون جديد يلزم الأخيرين بالتجند مع بلوغهم الثامنة عشرة.
وكان موفاز عقد مساء السبت اجتماعاً لأعضاء حزبه المستائين بغالبيتهم من ضعف نفوذه في الحكومة على رغم أن «كديما» هو الحزب الأكبر فيها. وحذر النواب زعيم الحزب بأنه قد يختفي عن الساحة الحزبية في إسرائيل في حال لم ينجح موفاز في فرض رأيه بتشريع قانون يشمل الحرديم في الخدمة الإلزامية.
وطالب عدد منهم موفاز بالتهديد بشكل واضح بالانسحاب من الحكومة في حال لم يتم تشريع قانون واضح في هذه المسألة، معتبرين مثل هذا القانون «إنجازاً تاريخياً» سيمنح الحزب نقاطاً كثيرة في أوساط العلمانيين. ورد موفاز بأنه لن يتراجع في مسألة «تجنيد الجميع» وأنه «سيذهب إلى النهاية».
إلى ذلك تواصَل النقاش حول ما إذا كان على اللجنة أن تشمل في توصياتها التي سيتم تقديمها رسمياً هذا الأسبوع الشبان العرب طبقاً لمطالبة حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر في اللجنة قولها إن اللجنة بصدد إلزام الشبان العرب أيضاً مع بلوغهم الثامنة عشرة الالتحاق بالجيش أو بـ»خدمة مدنية»، مشيرةً إلى أن ليبرمان يريد من موقفه المتشدد من العرب رفع شعبية حزبه في أوساط اليمين المتطرف، علماً أنه كان أول من أرسى معادلة «لا مواطَنة من دون انتماء» التي حققت لحزبه عدداً من المقاعد البرلمانية في الانتخابات العامة الأخيرة.