إستشهادي آخر من قافلة الإستشهاديين الذين خطوا العز والنصر والفخر بمداد الدماء، الإستشهادي البطل أسعد برّو..
إستشهادي آخر من قافلة الإستشهاديين الذين خطوا العز والنصر والفخر بمداد الدماء، الإستشهادي البطل أسعد برّو..
نبذة عن حياته
ولد أسعد حسين برو فجر يوم الجمعة 26 شباط 1965 وترعرع في منطقة الأوزاعي في حضن عائلة مؤمنة هجرت بلدتها حدث بعلبك بسبب الوضع المعيشي.
على صغر سنه بدأ يتردد إلى مسجد الأوزاعي حيث توثقت عرى ايمانه واشتد ارتباطه بالله تعالى. وتبلورت شخصيته الاسلامية مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران حيث كان من اشد المتأثرين بأجواء هذه الثورة الميمونة وبشخصية الامام الخميني قدس سره. ترك الدراسة الجامعية وتوجه الى قم لتحصيل العلوم الدينية، ثم عاد بعد تسعة أشهر، للمشاركة في ميادين الجهاد ضد العدو الصهيوني، وقد كان الى جانب ذلك مربياً ومرشداً في مسجد الأوزاعي وساحات عديدة. تزوج الشهيد من هناء علي برو في 30/8/1986م ورزق منها بولدين هما فاطمة ومصطفى.
جهاده وشهادته
إجتاح العدو الصهيوني مناطق واسعة من لبنان عام 1982 وصولاً الى بيروت، وبدأت طلائع الشباب المجاهد تعد العدة للجهاد حيث كانت لها صولات وجولات اوجعت العدو. وفي هذه الاجواء تكونت مجموعة المجاهدين العشرة ومن بينهم الشهيد اسعد الذين عاهدوا الله على الجهاد حتى الشهادة، وانطلق الشهيد في ساحات الجهاد مع رفاقه ومجموعات المقاومين مسطرين ملاحم بطولية.
شارك الشهيد الشيخ اسعد في الإعداد لبعض العمليات الاستشهادية. وفي هذا الوقت كان يلح على القيادة بتنفيذ عملية استشهادية، فكانت خاتمة حياته الجهادية العملية الاستشهادية البطولية في القليعة ــ مرجعيون . فجر الثلاثاء 9/8/1989م جاء الأمر بالتنفيذ وهو اليوم الذي كان ينتظره الشهيد بشغف. فانطلق وأحد رفاقه بعد اعداد دقيق للعملية، إلى منطقة مرجعيون، مستقلاً سيارة "بيك آب" محملة متفجرات باتجاه قافلة عسكرية وأمنية. ومع اقتراب القافلة انطلق الشهيد بسيارته باتجاهها واصطدم بها محدثاً دماراً هائلاً تطايرت معه اشلاء الجنود مع حطام الآليات فأوقع عشرات القتلى والجرحى من العسكريين والأمنيين. احدثت العملية صدمة لدى قيادة الاحتلال لخرقها كل الاجراءات الامنية والعسكرية في المنطقة المحتلة.
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
{من مؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا}.
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء:
… يمضي تاسع عشرة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إلى سبيل ربه، فبعد محمد حسونة، مضى عاصي ومحمود وبعدها مضى المفتي وبعده مضى احمد ثم جواد وجعفر وحسن والآن دور التاسع ليرحل عنكم، فلقد قبلني الله إليه فله الحمد على هذه النعمة..
اكتب إليكم كلماتي هذه وأنتم تقاتلون أناساً امتلأوا حقداً في قلوبهم بعدما اتّبعوا الشيطان فأضلهم عن سبيل الله وأعماهم..
لقد كنت معكم في اليومين الماضيين من هذا القتال الذي أرادوا من خلاله خنق الحالة الإسلامية في هذا البلد، وتطويقها، ولكن الله ثبّتنا وأمدّنا بجنوده فنصرنا على كل المنافقون.
وأنني لأتحسّر لأنني لست معكم لأنني أحضر لعملي القادم وأنتم تعلمون أنني من طينة هؤلاء الثمانية لا أتقاعس ولا أجبن ولكن الظروف دائماً تكون أقسى مني، فليقبل عذري الجميع، وإنني أحبكم فرداً فرداً، ولقد كنت اكره أصحاب النفوس المريضة وإنني لا اعرفهم والله سيفضحهم!
… أوصيكم أن تبتعدوا عن اتباع الشهوات والتطلع إلى زينة الحياة الدنيا، فإن كنتم ترغبون في لقاء الله فحرّروا أنفسكم من الشهوات وحب الذات والأنا، وانطلقوا في رحاب الله والجهاد في سبيله على خط الولي الفقيه الجديد الذي سار على درب القائد الأعلى الإمام الخميني العظيم (قدس سره) الذي رسم لنا طريق الجهاد وعلمنا التحرك مطمئنين، لأنه قال: تحركوا بثقة وكونوا مطمئنين بأن مركز القدرة الذي هو الله تعالى قد أحاطكم بعنايته، فانطلقوا للعمل في سبيل الله على هذا الأساس، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مطمئنين.
… وطهروا أنفسكم من كل الأوهام الشيطانية التي يحيكها إبليس وجنوده من الجن والانس من شياطين هذا العصر وجنوده.
أرجو المسامحة من الجميع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..