للمعارضة السورية حصتها في الموقع الالكتروني لقناة المنار، إذ لا محرمات في قاموسنا إلا من خطابين كثيراً ما قد يجتمعا: الفتنة والعداء للمقاومة
للمعارضة السورية حصتها في الموقع الالكتروني لقناة المنار، إذ لا محرمات في قاموسنا إلا من خطابين كثيراً ما قد يجتمعا: الفتنة والعداء للمقاومة.
وبالعودة إلى المعارضة السورية وتعاطيها مع المقاومة فمنها من مايز ما بين المقاومة ومطالبه ورؤيته كمعارض سوري قد يجد أن النظام الحالي لا يلبي طموحاته، ومنها من ذهب إلى أقصى اليمين معلناً اصطفافه جنباً إلى جنب مع "إسرائيل" في خندق واحد ضد الممانعة والمقاومة وهذا ما قد لا يجد لخطابه محلاً ها هنا.. حيث مقاومة "إسرائيل" هي العنوان الأبرز.
الطيب تيزيني، أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق، محسوب على معارضة الداخل، في حديثه نقمة على الجو الأمني في سورية، وتأكيد على أن المقاومة خيار الشعب السوري بأكمله.. وتناقض يتضح شيئاً فشيئاً كلما غصت معه في التفاصيل ليصب نوعاً ما في صالح نظام ما ينفك ينتقده.
يحمّل تيزيني النظام السوري الحالي مسؤولية كل ما يجري في سورية من تدهور للأمن، ويشير في حديث خاص مع موقع قناة المنار الالكتروني إلى أن "الثورة السورية" ماضية حتى تحقيق النصر. وفي حين يؤكد في بداية حديثه أن المطلوب في سورية هو الإصلاح، يتضح في سياق حديث أن العين ليست على العملية الإصلاحية وأن المطلوب جعل المشكلة محصورة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ويشير الفيلسوف السوري إلى أن عملية الاصلاح كان عليها أن تجري في سورية قبل سنوات، مسجلاً لرئيس بلاده أنه كان سباقاً في طرح العملية الإصلاحية منذ مجيئه إلى الحكم عام 2000 إلى أن حوصر من قبل المحيطين به، على حد قوله. ويتابع بأن الرئيس بشار الأسد "طيب.. مشكلته في من حوله".
ولدى سؤالنا حول سبب تأكيد رموز في المعارضة السورية لا سيما من هم في الخارج ان أي بحث في حل سياسي مرفوض قبل رحيل الأسد، ومطالبة هؤلاء ومن ورائهم بنقل صلاحياته لنائبه فاروق الشرع أحد أبرز أركان النظام الحالي ، أصغى الدكتور تيزيني للسؤال وسكت لبرهة ليجيب باندفاع لأن الأسد حول نفسه لأن يكون المشكلة.
سورية لا تعيش ثورة بل مرحلة انتقالية
ويُسرّ المعارض السوري لموقع المنار أن السلطات السورية تواصلت معه قبل فترة عارضة عليه المشاركة في إعداد "مخرج سياسي للأزمة بعيداً عن العسكرة"، لينقطع التواصل بعد ذلك بين الجهتين.
وعما إذا كان ينطبق على ما يجري في سورية من عمليات عنف وقتل مدعومة من الخارج تسمية "الثورة"، يجيب أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق أن "ما يحدث ليس ثورة بكل ما للكلمة من معنى ولكنه مهيأ لأن يكون ثورة.. هو حالة انتقالية".
وفي إطار تحميل النظام مسؤولية ما يجري في سورية، يعتبر الطيب تيزيني أن النظام الحالي مسؤول عن كل الحوادث الأمنية، وأن "الظرف اليوم يتطلب من الدولة ان تقوم بواجباتها والا فلترحل".
كما يرفض أي حديث عن وجود لحرب أهلية في سورية، متفقاً بذلك مع تصريحات الخارجية السورية.
ولدى سؤالنا عن تجاوب المعارضة السورية مع دعوات الحوار مع النظام، أمام مشاهد الفوضى والدم ومن باب الحرص على وطن، كان جوابه: "فلنسأل من الذي بدأ بسفك الدم". وعن الخيارات البديلة للنظام الحالي، يأتي الجواب فضفاضاَ: "إلتئام الشعب من جديد".
التدخل الخارجي في الأزمة السورية له تبريره، كون "أي داخل لا يستقبل الخارج إلا إذا كان هشاً أو إذا كان هناك مطالب تستغل"، يقول تيزيني.
الشعب السوري هو المقاوم
وأكثر ما يستفز المعارض السوري هو الحديث عن حرب دولية مفتوحة على سورية بسبب مواقفها الممانعة والداعمة للمقاومة، معتبرأ ان الفضل لا يعود للنظام السوري في دعمه لقوى المقاومة في المنطقة بل للشعب السوري، مذكراً بأن الشعب هو فتح منازله للنازحين اللبنانيين إبان حرب تموز/يوليو 2006.
وعن مقارنة الاحتضان السوري لللبنانيين عام 2006، على اعتبار أنه احتضان شعبي مقرون برغبة من النظام، وإغلاق الحدود المصرية أمام الفلسطينيين إبان حرب غزة في أواخر العام 2008 رغم وجود تعاطف شعبي مصري مع المقاومين، يرفض المعارض السوري المقارنة متسائلاً: "ماذا فعل النظام السوري من أجل الجولان طيلة أربعين عاماً"؟
"ماذا فعل النظام السوري من أجل الجولان؟" سؤال طرحه تيزيني ويكرره آخرون ربما.. سيتوقف عنده موقع المنار مطولاً ليفرد له تقريراً خاصاً في وقت لاحق.
لقراءة النص باللغة الانكليزية إضغط هنا