بدعوة من وزارة الثقافة اللبنانية والمستشارية الثقافية الإسلامية الايرانية في بيروت والمؤسسات الثقافية في مدينة أصفهان في ايران افتتح "الأسبوع الثقافي الايراني"، أمس الإثنين في قصر "الأونيسكو".
بدعوة من وزارة الثقافة اللبنانية والمستشارية الثقافية الإسلامية الايرانية في بيروت والمؤسسات الثقافية في مدينة أصفهان في ايران افتتح "الأسبوع الثقافي الايراني"، أمس الإثنين في قصر "الأونيسكو".
وحضر حفل الافتتاح ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي النائب علي بزي، وزير الثقافة غابي ليون، وزير الثقافة والإرشاد الإيراني الدكتور محمد حسيني، السفير الايراني الدكتور غضنفر ركن أبادي،ممثل الرئيس الدكتور سليم الحص الدكتور حيان حيدر،وحشد من الفاعليات الإجتماعية وثقافية والسياسية.
البداية كانت مع القرآن الكريم وتلاوة للقارئ الإيراني مسعود ميدستي،وبعدها النشيدين اللبناني والايراني،وقدم للإحتفال الإعلامي علي قصير ومن ثم ألقى مسؤول المستشارية الثقافية الايرانية في لبنان الدكتور حسين آغا علي زاده كلمة ترحيبية قال فيها: "وشكر الجميع على الحضور لا سيما وزير الثقافة اللبناني واعتبر ان هذا الأسبوع الثقافي يقام للمرة الأولى، بالتعاون بين البلدين، وهو يشكل علاقة الابداع والفكر بين بلدينا، وهو عنوان من عناوين اللقاء الحضاري في العلاقة بين البلدين".
وعرض آغا ل"برنامج الأسبوع الثقافي من فنون وموسيقى ولوحات ونماذج حية من المنجزات الابداعية في ايران".
ليون : إيران اليوم تنشر ما لديها إبداعا في بيروت
بدوره قال ليون "ليس غريبا على بيروت أم الشرائع والمنفتحة على الحضارات والفنون والثقافات ان تفتح قلبها لإستضافة هذه التظاهرة الثقافية المهمة،لاننا كوطن وشعب تعلمنا وتربينا على أسس التعددية الثقافية، فبين لبنان وإيران الكثير والكثير، حضارات كثيرة مرت هنا، وتركت بصمات، ومن بينها الثقافة الفارسية التي تكتنزها ايران والتي اغتنت بالحضارة بالاسلام،واننا تواعدنا مع الوزير حسيني على أن نحقق سويا أسبوعا ثقافيا قريبا في طهران، وإننا نتمنى تحقيق هذا الهدف،لننشر ما لدينا من ثقافة وفنون إذ لطالما أعطى لبنان بسخاء، وخصوصا على صعيد مقاومة العدو الاسرئيلي، وها هي إيران اليوم تنشر ما لديها إبداعا في بيروت وبهكذا تكتمل عناصر التكامل بأبهى حللها ونحن في شوق لنرى المنتوج الثقافي في بيروت" .
حسيني : الثقافة تدفع الأمة نحو السمو
من جهته، شكر وزير الثقافة والارشاد في ايران "كل من ساهم في إقامة هذا الأسبوع الثقافي الإيراني في بيروت"، لافتا إلى "العلاقة الثقافية بين لبنان وايران"، وقال "يكفي ان نستذكر جذور جبل عامل في إيران لنفهم واحدا من ابعاد هذه العلاقات ادبيا وعلميا ولغويا وثقافيا ".
ودعا الحسيني إلى "إعلاء صوت الثقافة على ضجيج تضارب المصالح العصبيات المقيتة والاستهانة بالقيم الانسانية وانتهاك الكرامات"، مضيفا"ان الثقافة تعلو على المظاهر السلبية في العلاقات بين البلدان والشعوب فكلما تجمعت غيوم سوداء في هذه العلاقات نتجه إلى الثقافة القادرة أن تملأ القلوب بالجمال والنور والمعرفة والمثل العليا وليست الثقافة في منظومتنا الحضارية ترفا ولهوا بل هي مشروع تحريك الجماعة البشرية نحو الإبداع الحضاري في جميع المجالات ،والثقافة مزيج فكري وعاطفي ونفسي يحرك الناس نحو هدف معين،وهي مهمة جدا في دفع الأمة نحو السمو".
وأشار إلى أن "الثقافة لعبت دورها في تثبيت حيوية الأمة عبر المجموعات البشرية"، مؤكدا "أنها لا يمكن أن تنفصل عن جذور الأمة، وكل فصل عن هذه الجذور انما هو مسخ لهوية الأمة".
وأضاف:"إن الثقافة لو أحسنا تدعيمها، فإنها لن تستحوذ على قلوب شبابنا وحسب بل على قلوب شباب البشرية في كل زمان ومكان، فثقافتنا مشتركة مهما حاول البعض تجزئتها قوميا، وقد لعب العرب والايرانيون دورا في اعلاء شأن الثقافة في المنطقة وهم يتحملون المسؤولية في إحيائها لتستعيد دورها في الإبداع الحضاري".
وأضاف " إن الكم الكبير من الكتب اللبنانية المترجمة إلى اللغة الفارسية والعدد الكبير من الرسائل الجامعية المتربطة بلبنان في الجامعات الإيرانية يدل على التواصل الأدبي بين البلدين فمن هنا لا نعجب إذا عرفنا أن السيد الإمام الخامنئي ترجم في بدايات حياته الثقافية كتاب "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران ،فضلا عن ترجمات أدباءو شعراء كثر كما ان ما ترجمه اللبنانيون من الأدب الفارسي إلى العربية يدل على حضور هذا الأدب في لبنان"،وتابع"يمكننا الاستفادة من خلال هذا الثراء الثقافي ، ويمكننا مواجهة محاولات طمس ثقافة أمتنا وهويتها.
ومن بعدها قدم الوزيران ليون وحسيني والسفير ابادي جائزة تكريم إلى الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور طريف الخالدي، والجائزة هي عبارة عن مسكوكات ذهبية إيرانية بقيمة 20 ألف دولار.
الخالدي : ما أحوجنا اليوم لاستلام فكره الحر في زمن انغلق هذا الفكر على نفسه
بدوره تحدث الدكتور طريف الخالدي عن كتابه وعنوانه "الجاحظ الإنسانوي الاسلامي"، وقال: "ما أحوجنا اليوم لاستلام فكره الحر في زمن انغلق هذا الفكر على نفسه، ولم يعد يأبه الا بالمعاملات الضيقة، ولا عجب أن ينال كتابنا الاعجاب والتقدير من وزارة الثقافة الايرانية،وشكر وزير الثقافة على هذه اللفتة الكريمة من أمة كريمة، وهي اليوم مصدر عزتنا في وجه الاعداء ومحط آمالنا في نهضة مشرقة".
وفي الختام قدمت فرقة "عروج الروح للموسيقى" وصلة موسيقية وغنائية وبعدها قص ليون وحسيني شريط المعرض وجال الحضور على المعرض،ويستمر المعرض لغاية مساء الجمعة المقبل في 6 تموز/يوليو.
تصوير : حسن علوه -زهرة حريصة -اليسار عمرو
