كلما سطر الجنوب قافيته، وقف الشعر على حافة الماء ،وكلما حمل الماء صوت الجنوب، اصطك النهر وتزاحمت الاسماء، وصار الصنوبر وردة الصباحات الجميلة.
كلما سطر الجنوب قافيته، وقف الشعر على حافة الماء ،وكلما حمل الماء صوت الجنوب، اصطك النهر وتزاحمت الاسماء، وصار الصنوبر وردة الصباحات الجميلة.
في سياق مشروع تكريم الشعراء والأدباء في لبنان والذي تقوم به جمعية إبداع قامت أول من أمس الجمعة بتكريم الشاعر محمد عبد البديع الجواد في قريته قاقعية الصنوبر بدعوة من مدرسة نور الإيمان وبحضور حشد من الشعراء والمهتمين .
قدّم للحفل الشاعر خليل عاصي ، والبداية كانت مع النشيد الوطني ومن ثم كلمة مدرسة نور الإيمان ألقاها الأستاذ مهدي شعيب ورحب بالحضور وقال أنه "يشرفنا أن نستضيفكم في هذا الصرح الذي سيبقى مشعلا للثقافة والتربية".
ومن بعده كانت الكلمة للدكتور يحيي الشامي الذي نوّه بالشاعر المكرّم ولفت إلى ضرورة تفعيل العمل الثقافي في مجتمعنا .
ومن ثم ألقى نائب رئيس ملتقى الشعراء والأدباء اللبنانيين الشاعر محمد علوش كلمة اعتبر فيها أن"الملتقى يؤمن بالمحبة والإنفتاح والتواصل مع الجميع ،وهدفنا هو أن نلتقي دائما في سهل الأدب وحقول الشعر ،ونؤمن بعقيدة العُطر ليبقى عطر الكلام يسري في الأرض"، ومن ثم القى قصيدة في المناسبة .
ومن ثم ألقى فضيلة الشيخ الشاعر فضل مخدّر قصيدة عن الإنتصار في حرب تموز ،ومن بعده كان المنبر للشاعر عباس عياد وأحب أن يهدي الشاعر المكرم قصيدة للإمام المهدي(عج) .
كلمة إبداع القاها رئيسها الشاعر علي عباس وقال" ما كانت الشموع لتروي قصة الدموع لو لم يحمله هذا الكادح الى قصيدته كدحاً فملاقيه .. هنا في قاقعية الصنوبر .. انتظام البحر وذهول البساتين .. وصورٌ وسورٌ من عناب الميامين ".
وأضاف"يسر إبداع أن تحط رحالها مرة جديدة في اقليم الزهراني .. لتسكب قارورة الشعر في مساكب السمع والقلب والاماني .. ويسرها أن تُوْزع للشمس ..أن تسلتقي على كتف الشهر الأبهى إلى حين .. الشاعر المتضوع من بيوت الفقراء والشهداء في زمن الانتصارات والبطولات .. يغمرنا بشعره وحبه المكين .. لا نستسلم ، وليس الاستسلام من عاداتنا إنما ننقاد الى حرف جنوبي يحرس قافية جبل عامل من البحر الى النهر .. ومن إبتهالات الأسحار ألى فروض النهار ..
في قاقعية الصنوبر .. لم يكن الشاعر محمد عبد البديع الجواد هو الذي اتى بنا إلى هنا .. ولا دعوة ثانوية نور الإيمان .. وإن كانت الواحدة منهما تكفي! .. لكن ايها المرابطون على ثغور الساحل العاملي .. ما اتى بنا هذه الليلة هو ذاك العبق المرصع بالمهابة والقداسة .. فوق فوهات بنادق الثوار الذين أوقظوا الصبح على نفير صلاتهم ... ردحاً طويلاً من الكبرياء ومازال .. في قاقعية الصنوبر .. القصيدة فيها زينة كما السلاح .. والسلاح فيها زينة كما الرجال .. والرجال فيها زينة كما الحياة .. والحياة زينة كما لو أنك مولود هنا .. وخالص عطرك زهر الليمون ما بين والماء والماء .. وسبحان من جعل الماء حياة لكل حي".
وتابع "باسمي وباسم جمعية إبداع أنوه بالشموع التي أوقدها الشاعر محمد عبد البديع الجواد على اسطر دموعه الولهى ليصنع قصيدته نبرا مصفى على تراب الجنوب الاصفى ".
واردف قائلا"تقديرا لكل عاملي في هذا الساحل الساجد على تخوم الغيم والماء .. امنحه ميدالية الإبداع والتميّز .. على ان يبقى على صلاته وعشقه حتى يصيب من الحق ما طلب .. بوركتم .. وبوركت سهرتكم هذه في يوم ميلاد الامام الحجة المهدي (عج)".
بدوره مدير مدرسة الإيمان الأستاذ مهدي شعيب منح جمعية إبداع درع شكر وتقدير .
وفي الختام كانت الكلمة للشاعر محمد الجواد الذي شكر إبداع على الرعاية وشكر مدرسة نور الإيمان والحضور جميعا وأهداهم قصيدة زجلية ومن ثم قرأ قصائد عدة منها "ست البوراج " التي تحكي عن تدمير البارجة ساعر في حرب تموز 2006.
تصوير : حسن علّوه