التقرير الصحفي ليوم الأربعاء 11/7/2012، وأبرز ما جاء فيه من اخبار محلية واقليمية
شروط عونيّة للحلّ... عون: لا كلام مع أمل وحزب الله في ظل «احتلال مرفق عام »
نحو موازنة متخففة من «الدهون الضرائبية».. قهوجي: سنقفل الثغرات الحدودية
حجب "داتا" الاتصالات هل يهدّد الحوار؟.. واشنطن: نظام الأسد يستهزئ بسيادة لبنان.. كتلة المستقبل: قرار مجلس الوزراء يسهل عمل المجرمين وهو المؤامرة بعينها.. "المنار": خطة الجيش لمحاصرة المسلحين ومنع إطلاق النار من لبنان الى سوريا
عكار تنتظر بدء انتشار الجيش وحرب يحمّل الحكومة مسؤولية حجب "الداتا" كاملة وأي اغتيالات تحصل.. موازنة بلا زيادات وخدمات.. وبلا محكمة
المستقبل وحرب يحمّلان الحكومة مسؤولية التباطؤ بتسليم «الداتا».. مناقشة الموازنة تقف عند عتبة تمويل المحكمة!.. واشنطن وباريس تدينان القصف السوري لقرى الشمال اللبناني
الداتا تصبح المشكلة الأكبر في البلاد وخطراً على الأمن / أوكسجين يحيي مجلس الوزراء والمحكمة الدولية لها
جلسات مفتوحة لمجلس الوزراء والعقدة في ال"داتا"
أبرز المستجدات
- السفير كلير شكر: رئيس «التقدمي» ما له وما عليه من الشركاء «الاضطراريين».. والحلفاء «الحقيقيين».. جنبلاط يريد لنصرالله الخروج من رهانيه على الأسد.. وعون
جلس أحد أصدقاء وليد جنبلاط يراقب تعبيرات عينيه قبل ايام قليلة. اهتمام فوق العادة بأحداث مصر ولا سيما تنصيب محمد مرسي رئيساً. ترقب للحدث السوري. اهتمام بما يجري من أحداث في السويداء. تداعيات إسقاط الطائرة وهل نحن أمام تبلور مشروع حلف وارسو جديد في المنطقة... والأهم «حفلة الجنون المسيحي» الجديدة.
أن يعلن ميشال عون ثورته على «التفاهم». أن تصدر انتقادات سياسية حادة لـ«حزب الله». أن لا يرحم «الجنرال» نبيه بري من صلياته السياسية. كلها تصب في الخانة التي يشتهيها زعيم الغالبية الدرزية.لعلها واحدة من أبرز الملاحظات التي لطالما كررها جنبلاط أمام السيد حسن نصرالله قبل أن «يشح» موسم اللقاءات، أنه لا يستطيع أن يبرر لـ«حزب الله» ولأمينه العام هذا «التدليل» الاستثنائي لـ«الجنرال» على حساب توازنات سياسية وطائفية أخرى. أين الشريك السني للحزب وحركة «امل». أين الشريك الدرزي لميشال عون؟ أين الشريك الشيعي لتيار «المستقبل»؟بالنسبة الى «البيك» الجنبلاطي، ليست السياسة الا عبارة عن مجموعة توازنات، لا يمكن معها أن تكون هناك مبادئ وتفاهمات ثابتة. كل شيء متحرك تبعاً للظروف والمصالح. يسري الأمر نفسه، على مقاربة جنبلاط لطريقة تعامل «حزب الله» مع الحدث السوري. في لبنان يضحي «حزب الله» بعلاقته بأطياف لبنانية وازنة «لصالح من لا يعطى إليه»، أي ميشال عون، وفي سوريا، يضحي «حزب الله» وأمينه العام بعلاقته بكل الشعب السوري، «لصالح زمرة لا بل عصابة»....ومثلما يسأل جنبلاط عون عن شريكيه السني، يوجه السؤال نفسه الى بشار الأسد سائلا «أين الشريك السني الحقيقي الذي لا يمكن من دونه ان يكون هناك استقرار في سوريا». قبل نحو عام تقريباً، كانت زيارة جنبلاط الأخيرة الى دمشق. في تلك الجلسة أفرغ ما في جعبته من «نصائح» للقيادة السورية، اعتقد أنها قد تقطع الطريق أمام تطورات دراماتيكية محسوبة بنظره، وتخرج الساحة السورية من حلبة التجاذب الدولي، وأقفل الباب... مؤخراً، استعاد «البيك» مع غازي العريضي شريط ذلك اللقاء. ذكّره وزير الأشغال أنه مضى نحو 400 يوم على الحوار الثنائي الأخير، وشحن ذاكرة «أبو تيمور» ببعض الومضات والتفاصيل التي غابت عن ذهنه.لم يتعلّم اللبنانيون من درس تجاربهم المريرة، ليتجنّبوا المستنقع السوري. طرفا النزاع الداخلي تعاملا مع الحدث السوري على أنه عابر وسريع، وفق تصنيف «الجنبلاطيين». كلاهما أخطأ في التوصيف وفي المقاربات. فاعتقدت «قوى 14 آذار» أنّ انهيار النظام السوري سيكون كومض البرق، ومن بعده يمكن البناء في الداخل اللبناني. أما «قوى 8 آّذار»، فقد تعاملت مع حراك الشارع السوري على أنّه «شربة ماي» يسهل هضمها، والتأسيس عليها. وإذ بالطرفين يصطدمان بعامل الوقت الذي يمرّ بطيئاً ويجرّ معه «فيروس» التوتر الأمني الذي لا يرحم أحداً لا في سوريا ولا في لبنان.سنة كاملة من «الانحياز الجنبلاطي» لـ«صوت الشارع السوري»، بقيت حدّاً فاصلاً بينه وبين شركائه على طاولة نجيب ميقاتي «المأزومة» بفعل علاقات مكوناته، وليس لسبب آخر. على الحدود الشمالية، دوزن الجنبلاطيون خلافاتهم مع الجالسين معهم على مائدة السلطة التنفيذية. يختلفون معهم إلى حدّ الخصومة في الملف السوري، ثم يعودون إلى صفوف تفاهمهم الموضعي في السرايا الحكومية. ساعات من التجاذبات بين القوى الحكومية حول كل شيء تقريباً. لا بد من مسكنات سواء بتسويات جانبية لمشاريع محددة أو بالدعوة الرئاسية للحوار التي جعلت الجالسين على الطاولة شركاء في القرار.. ولو من بعيد.من الشمال الملتهب، بنيران قطع الطرق والاطارات المشتعلة والحملة غير المسبوقة ضد المؤسسة العسكرية، وصولاً إلى أزقة العاصمة التي صارت تحتاج الى نشرة طقس يومية، من نوع «طريق المطار سالكة وآمنة»، مروراً بالبقاع المتحرك في رماله «الشرقية» وصيدا الواقعة في أسر «الأسير»... مشاهد أعادت للحوار اللبناني - اللبناني مكانته.دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان كانت أكثر من مطلب شكلي لصورة تذكارية، وفق ما يراه «الاشتراكيون». الحوار حاجة ماسة لا يمكن القفز فوقها مهما علا حاجز الخلافات.إذا «لا يمكن لأي فريق أن يختبئ خلف «إصبع المقاطعة»، أو «حجة» عدم الاعتراف بشرعية الآخر. قدر اللبنانيين أن يتعايشوا مع بعضهم البعض، بمعزل عن منسوب التباينات التي تبعد بين قادتهم. وكما لبت «قوى 14 آذار» (باستثناء سمير جعجع) الدعوة الحوارية، من غير الجائز لـ«حزب الله» الرد السلبي على مبادرات «تيار المستقبل» «بمد اليد». بتقدير كليمنصو، فإن الحالة الحوارية يفترض أن تكون متواصلة، وغير موضعية، أو مرتبطة بانفجار محتمل، أو بكارثة متوقعة. لا بل من الضروري الإبقاء عليها في كل الظروف. ويكشف قياديون اشتراكيون مقربون من جنبلاط عن جولات طويلة من النقاش مع «حزب الله» حول كافة المواضيع: وضع الحكومة، الملف السوري، الاستراتيجية الدفاعية، أحداث طرابلس وغيرها من القضايا الحساسة.ينتقي جنبلاط مفرداته بعناية شديدة في هذه الأيام. يتجنّب تلك الاستفزازية، لا سيما منها العابرة للحدود، ويعود إلى ثوابت الحوار، إلى دروس الماضي الأليم. يستكين في هذه اللحظات، تاركاً الصورة لمضيف الحوار. يدخل صالة «22 تشرين» بهدوء لا يشبهه كثيراً. مسكون بمشاهد الحرب الأهلية، متمسك بخيط التواصل الرفيع، لعل وعسى...مع انطفاء الشمعة الرابعة من العهد السليماني، تسمع من «الجنبلاطيين» كلاماً لم يُقل على ألسنتهم بحق رئيس للجمهورية من قبل: أداء متوازن، احترام للموقع، مبادرات مشكورة، قدرة على الحراك في الملعب العربي، حيث يعجز «شركاؤه الدستوريون» عن التحرك، يجري اتصالاً بالرئيس السوري ويقول في العلن إن رسالة بشار الجعفري تتضمن مغالطات... كلها موضع تقدير من جانب «جبهة النضال الوطني».ويظن بعض الخبثاء، أنّه من مصلحة «الجنبلاطيين» دعم موقع رئيس الجمهورية كما مكانة رئيس الحكومة، على الطاولة التنفيذية، من باب محاصرة نفوذ الأغلبية الوزارية وفرض توازن جديد، مع العلم أن «الاشتراكيين» يؤكدون أن مصلحة الحكومة لتسيير عملها هي الدافع الرئيس في تحركهم، وهو ما حضّهم على تشجيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما رئيس مجلس النواب، على الجلوس وجهاً لوجه، في ضيافة الرئيس ميشال سليمان، لإطلاق عجلة الحكومة، في مشهد غاب طويلاً عن القصر الجمهوري، بسبب حذر سيده من القول إنه أعاد الاعتبار الى صيغة «الترويكا» غير الدستورية.يقدّم «الاشتراكيون» دليلاً إضافياً على حرصهم على بقاء هذه الحكومة حيّة ترزق، لا سيما في ظل انتفاء بديل قد يرثها، وهو غيابهم الكليّ عن تفاصيل المشاورات التي جرت بين أركان الحكومة، قبل التوصل إلى «تسوية الإنفاق»، ولم يجر إعلامهم بتفاصليها، أو استشارتهم ببعض مفاصلها، إلا بعد إنضاج الطبخة... وعلى الرغم من ذلك، باركوها، لكنهم لم يتفهموا مسببات إعاقة عمل الحكومة، وعرقلتها، وإذ بها اليوم تقوم بما كان بالإمكان الإقدام عليه منذ أشهر، مع العلم أنها الصيغة الدستورية ذاتها التي كان يشكو منها بعض مكونات الحكومة، وإذ بهم اليوم يتلطون خلفها للإنفاق.إذاً، «جبهة النضال الوطني» باقية في الحكومة الميقاتية طالما أنّ البديل ضائع، وستحاول الحفاظ على جسمها سليماً منتجاً، من دون أن تقفل الباب أمام تواصلها مع القوى الأخرى... وفي مقدمتها «تيار المستقبل».في تفنيد لشبكة علاقات المختارة مع القوى اللبنانية، يبدو التواصل مع «حزب الله» قائماً، على الرغم من البرودة الظاهرة في العلن، واللقاءات التي تحصل خلف عدسات الكاميرات تفوق تلك المصوّرة. جلسات مصارحة، يحرص خلالها الجنبلاطيون التأكيد على التزامهم بما جرى الاتفاق عليه يوم قرروا دخول «الجنّة الميقاتية».قانون الانتخابات النيابية واحد من النقاط الخلافية. «موقفنا معروف منه، لن نقبل بنظام الاقتراع النسبي، كما يقدّم على طاولة مجلس الورزاء، لا سيما أن المشجعين على تطبيقه يبغون تحقيق مصالحهم الانتخابية، فلماذا يحرّم علينا تحقيق مصالحنا؟». بتقدير هؤلاء قد يُحوّل مشروع القانون إلى مجلس النواب، حيث سيخضع لتصويت القوى المتباينة في مطالبها واعتباراتها، والتي قد ترمي الاقتراح في مهب الريح!لعل تلك الصورة المتشابكة هي التي تدفع «مريدي البيك» إلى تأجيل الحديث عن شبكة التحالفات الانتخابية، إلى مراحل لاحقة. لكن تجربة الجلوس إلى طاولة واحدة مع «التيار الوطني الحر» لم تحسّن في العلاقة بين المختارة والرابية، التي تفتقد إلى الكثير من التفاهمات، أولها الكيمياء المفقودة بين الرجلين، وثانيها عدم قدرة الفريقين على تكديس المتوافق عليه للتخفيف من «الحمولة الزائدة» للقضايا المختلف عليها، والتي تبدأ من اعتكاف «القيادة البرتقالية» عن استقبال القيادة الاشتراكية المنتخبة ولا تنتهي بالتباين في الأداء الوزاري، كما الأداء النيابي، وآخر نماذجه وقوف نواب «جبهة النضال» الى جانب كتلتي «التحرير والتنمية» و«المستقبل» في التصويت لقانون المياومين في مجلس النواب... التعيينات الإدارية ملف أيضاً مثير للجدل بالنسبة للاشتراكيين، إذ «ليس مقبولاً البصم بشكل أعمى على التعيينات المسيحية لصالح «تكتل التغيير والإصلاح»، وسيكون لنا كلمة في كل شاردة وواردة. قلنا «صحتين على قلبك»، ولكن لن نوقع شيكاً على بياض». وعليه يصبح الحديث عن تحالف انتخابي ضرباً من ضروب الخيال!مع «الفريق الأزرق» لقاءات مكثفة ومبرمجة، تبدأ من أعلى الهرم وتطال قاعدته. مع الرئيس فؤاد السنيورة، جلسات رسمية وغير رسمية، ومع النواب والكوادر الحزبية لقاءات مستمرة. كل العدّة صارت جاهزة للقاء «البيك» و«الشيخ»، الذي يفترض أن يكون تتويجاً لهذ المسار.قدما جنبلاط وطأتا أرض السعودية، حيث التقى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ولاحقاً للتعزية بولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز. اللقاء مع سعد الحريري لم يحصل، وفق تأكيد الاشتراكيين، على الرغم من الشائعات التي تحدثت عن جلسة بقيت بعيدة عن الأضواء.لا تبدو رزنامة «الجنبلاطيين» مستعجلة لتحديد هذا الموعد، «فلننتظر عودة الشيخ سعد.. وعندها لكل حادث حديث». يعني ذلك أن جنبلاط يشجع عودة الحريري، متقاطعاً في ذلك مع تشجيع مماثل من كل من ميشال سليمان وجيفري فيلتمان (قبل أن يتقاعد).وماذا عن العلاقة مع الرياض؟ لم تضع القيادة السعودية أمام المختارة أي شروط مسبقة أو لاحقة. صحيح أن العتب سبّب فترة من التباعد، لكن التوضيحات التي جرى تقديمها «كانت كفيلة بعودة مياه التواصل إلى مجاريها».
الأخبار: إسرائيل للبنان: نحن نهددكم... خافوا
- الأخبار يحيى دبوق: وتيرة التهديدات الاسرائيلية للبنان في الآونة الاخيرة قد تكون غير مسبوقة. تصبح تل أبيب على تهديد، وتنام عليه، وبين التهديد والتهديد، تهديد آخر. الغاية، كما يتبيّن، ان يفهم لبنان واللبنانيون، وحزب الله بطبيعة الحال، أن اسرائيل «دولة مجنونة»، ولن تبقي على «الاخضر واليابس»، إن قُيّد للمواجهة العسكرية ان تنشب بين الجانبين. ولسان حال اسرائيل هو الآتي: ما لا يتحقق بالقوة، نتيجة العجز أو الاثمان المؤلمة، علّه يتحقق بالتهديد وبالتلويح بـ«الجنون الاسرائيلي».الا ان السمة الجديدة في التهديدات الاسرائيلية في كونها موجهة ايضاً في هذه الفترة، فضلا عن حزب الله، الى الجيش اللبناني، اذ أكد ضباط رفيعو المستوى لصحيفة «جيروزاليم بوست» امس، انه «ستظهر في الحرب المقبلة مع حزب الله تحديات متشعبة، وخصوصا في ما يتعلق بالجيش اللبناني»، وبحسب احد الضباط الاسرائيليين، فإن «المواجهة مع جيش لبنان تقع في الاساس على عاتقه هو، فاذا أقدم جنوده على اطلاق النار، فسنرد عليه بكل ما اوتينا من قوة، اما اذا بقوا في مواقعهم ساكنين، فلن نهاجمهم».وأشارت مصادر عسكرية اسرائيلية لمراسل الصحيفة الى ان الجيش الاسرائيلي ينظر الى الوضع على الحدود مع لبنان بمستويين: ست سنوات هادئة ومتواصلة منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، في مقابل زيادة مطردة في القدرة الصاروخية غير المسبوقة لحزب الله، الى جانب قدرات قتالية متطورة لدى تشكيلات المشاة لديه، مشيرة الى ان «الجيش الاسرائيلي يهدف الى المحافظة على الهدوء، لكنه في الوقت نفسه متخوف من دوافع، معظمها خارجية، ويعتقد بأنها قد تشعل حربا بين اسرائيل ولبنان، وهي الحرب التي لا يريدها الطرفان».وكشفت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي جمع مراسلي الصحف المحلية والاجنبية، كي يرسل رسالة واضحة الى حزب الله، وتهدف الى ردعه وثنيه عن القيام بأي تحرك قد يتسبب في حرب بين الجانبين، وبحسب احد الضباط «لا ينبغي التعامل مع تهديدات الجيش الاسرائيلي بخفة».الرسالة التي حاولت اسرائيل ايصالها تتمثل تحديدا في الآتي: في الحرب المقبلة مع حزب الله، سيبادر الجيش (الاسرائيلي) الى العمل فوراً من الجو ومن البر في آن واحد، والهدف هو السيطرة على أكبر مساحة جغرافية ممكنة من الاراضي اللبنانية، لمنع اطلاق الصواريخ على الداخل الاسرائيلي، وبحسب الرسالة فإن القتال سيكون شديدا جدا داخل المناطق المأهولة. اما في مقدمة اهداف الرسالة الاسرائيلية، فهو التأكيد على ان «اسرائيل ستعمل على التأكيد لحزب الله وللعالمين العربي والاسلامي، أن يعرفوا جيداً من هو المنتصر».من جهتها، قالت الاذاعة العبرية، في تقرير بثته في الايام القليلة الماضية، ضمن حملة التهديدات الاخيرة، وأوردته ايضاً على موقعها على الانترنت، ان «اي مغامرة عسكرية قد يقدم عليها (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، ستكون لها انعكاسات كبيرة جدا على المنطقة بأسرها»، مشيرة في تقريرها الى ان «عدداً من الخبراء الاقتصاديين الرفيعي المستوى، وكبار المسؤولين السابقين في الاجهزة الامنية الاسرائيلية، على مختلف انواعها، يؤكدون أن «اي مواجهة جديدة بين حزب الله واسرائيل، قد تجلب على لبنان عواقب اقسى بكثير مما كان قد شهدها في اعقاب الحرب الاخيرة عام 2006».موقع news1 الاخباري العبري على الانترنت، وهو من المواقع الاخبارية الرئيسية في اسرائيل، أكد من جهته ان التهديدات وحدها لا يمكن ان تثني حزب الله او تردعه، بل يجب العمل على «انتاج اسلوب ردع جديد، يتمثل في افهام حزب الله بأن ما يواجهه هو دولة مجنونة» ، مشيرا الى ان «تقديم اسرائيل كدولة مجنونة، من شأنه ان يخلق ضغطا كبيرا على السكان في لبنان، وبدورهم يمارسون ضغطا متواصلا على حزب الله، كي لا يخطئ في تقييماته حيال اسرائيل» وردودها.وأكد الموقع ان «الجيش الاسرائيلي لن يقاتل في الحرب المقبلة حزب الله كلاعب غير دولة، بل ضد لبنان، كلاعب بمستوى دولة، ما يعني انه سيرد بقوة اكبر واكثر ايلاما قياسا بالردود التي استخدمها خلال الحرب الاخيرة في لبنان».بناءً على ذلك، اضاف الموقع، ان على اسرائيل ان تُفهم اعداءها مسبقا، أن اي إضرار بها، وبأي مستوى كان، سيؤدي الى مواجهة عنيفة، مركزة ومؤلمة للبنان، بمعنى ان تواصل اسرائيل تقديم صورة «الدولة المجنونة».
- الأخبار: حملة «متّحدون ضدّ إيران» تحرّض على مصارف لبنان
وصلت الأمور بجمعية «متحدون ضدّ إيران نووية» الأميركية (UANI) إلى حدّ طلب شطب لبنان من النظام المالي الأميركي، والدعوة إلى التخلّي عن سندات دينه في الأسواق الماليّة، وصولاً إلى إلغاء تصنيفه الائتماني. كلّ ذلك في إطار حملتها المستمرّة لتشويه سمعة القطاع المالي هنا، بناءً على مزاعم أنّه أداة لتبييض الأموال لإيران ولحزب الله.وفي بيان نشرته الجمعية أخيراً قالت إنّها تكشف للمرة الأولى نتائج «تحقيقات استمرت 3 أشهر»، مدّعية بنتيجتها الآتي: «هناك نظام تبييض أموال في لبنان مرعيّ رسمياً يُشارك فيه مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني تحت إدارة حزب الله وإيران وتأثيرهما، وهدفه غسل الأموال الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله ودعم سندات الدين اللبناني على نحو مصطنع وخادع».الكلام ليس جديداً وإن كُتب على نحو تشويقي أكثر، متضمناً ما زُعم أنّه نتائج تحقيقات وطلبات غريبة. فهو أوّلاً يأتي في سياق عام ظهر في تحقيقات صحف رائدة مثل «The New York Times» و«The Wall Street Journal» و«The Time». وثانياً، يعكس نزعة متطرّفة لدى هذه الجمعية ضدّ إيران وطموحاتها النووية.وتوضح مصادر في القطاع المصرفي أنّ المصارف اللبنانية تُعدّ للردّ بالطريقة القانونية المناسبة وبالدرجة التي تستحقها هذه الاتهامات والمزاعم التي تُساق من الجمعية غير الرسمية. «كلّ هذا الضجيج عبارة عن حملة إعلانية لتشويه سمعة المصارف اللبنانية، يجري في إطارها توثيق كلّ ما يصدر في الإعلام لاستعماله في شرعنة غير قانونية لحملة مشبوهة»، يقول أحد المصرفيين الكبار.ويوضح أنّ الرسالة التي بعثت بها الجمعية إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استُخدمت أيضاً لتبرير المضي قدماً في الحملة وإعلان ما يُزعم أنّه «تفاصيل التحقيقات الخاصة التي أجريت».ويرى مصرفي آخر أنّ «هذه الجمعية صهيونية الهوى، وهي تتمنّى أن يجري التعامل مع موادها إعلامياً، بل حتّى رفع دعوى عليها»، ويؤكّد أن «كلّ ما يجري تسويقه إعلامياً وتغرق في تفاصيله بعض وسائل الإعلام هو من دون أي طعمة».ولكن ما يدفع إلى البحث في هذا الموضوع والتعليق عليه هو ما ذكره التقرير الأخير الذي أصدرته الجمعية عن ضرورة الابتعاد عن سندات الدين اللبناني، على اعتبار أنّ كلّ من يحمل سند خزينة لبنانياً مشارك في عملية تبييض الأموال لمصلحة إيران وحزب الله.وأشار التقرير إلى أنّ أربعة صناديق استثمارية تجاوبت مع هذا الطلب وهي: «Erste-Sparinvest» و«Aktia» و«Eaton Vance» و«Ameriprise Financial».ولكن ما مدى ضخامة انعكاسات هذه الادّعاءات، وهي تظهر فعلياً في السوق المالية حيث يجري تداول السندات وفقاً لمستوى إغرائها؟يوضح عاملون في السوق المالية أنّ طلب الجمعية من الصناديق العالمية وقف التداول بالسندات اللبنانية لم يؤثّر على حركة السوق أبداً التي كانت تشهد ضعفاً ملحوظاً منذ فترة طويلة، بسبب الاضطرابات السياسية التي بدأت في شمال لبنان قبل أكثر من شهر. ويشير هؤلاء إلى أن أبرز ما في الأمر أن تصنيف السندات اللبنانية السيادية هو «B» (أي أدنى بكثير من درجة الاستثمار) ولم يتغيّر بعد، وبالتالي فإن الصناديق التي تحمل هذه السندات تعلم، من التصنيف، أي درجة مخاطر تأخذها على عاتقها حين تحمل هذه السندات، مع العلم بأنّ نسبة المخاطر التي تضعها وكالات التصنيف مبنية على مؤشّرات اقتصادية ومعطيات تردها من القطاع المصرفي.وتُعدّ المصارف اللبنانية أكبر حامل للسندات اللبنانية. فبحسب الإحصاءات التي أصدرتها جمعية مصارف لبنان، إن حصّة المصارف في الدين العام الإجمالي في نهاية عام 2011 تبلغ 54.7%، تليها حصّة مصرف لبنان الذي يحمل 30.1%، وهناك مقيمون آخرون بحصّة تبلغ 2.8%، أما حصّة غير المقيمين من هذا الدين فهي تبلغ 12.4%.ورغم أن الهدف من هذه الحملة هو «ضرب» السمعة اللبنانية، لن يكون لها أي تأثير يُذكر «إلا في حال قرّرت كل الصناديق التي تحمل سندات لبنانية أن تصفّي محافظها بسرعة فتضرب الأسعار»، يقول مدير شركة وساطة مالية في لبنان، مضيفاً: «ومن المستبعد أن يُقدم حاملو هذه السندات على عمليات من هذا النوع».ويضيف هذا الخبير المالي أن «المعلومات الواردة في تقارير هذه المنظمة قديمة جداً، وقد نشرت سابقاً». لكنّ مديراً آخر يؤكّد أنّ خلفية هذه الشركة ومجلس إدارتها ومحاميها تدلّ بسهولة على أهدافها وعلى قدرتها. فمن مستشاريها الأساسيين مائير داغان، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، «موساد».إلى ذلك، يطلب التقرير أيضاً من مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية الرئيسية (تلك المؤسسات التي تقوّم مدى استدامة المؤسسات والدول وديونها)، وهي «Moody›s» و«Standard & Poor›s» و«Fitch»، وقف تصنيفها للدين السيادي اللبناني وسبغه بـ«لا تصنيف» (No Rating) لدفع المستثمرين إلى الابتعاد عنه.ولكن ديون لبنان لا تزال مصنّفة، وفي الحقيقة أعلى من العتبة التي تفترضها المصاعب الأمنية والسياسية التي تمرّ بها البلاد.
حزب الله ينفي اتهامات «الخارجيّة»
من جهة أخرى، علّق حزب الله، في بيان أمس، على ما أعلنته «وزارة الخزانة الأميركية في اتهام الحزب بالعمل على تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات»، لافتاً إلى أن «هذا الاتهام افتراء محض، ويأتي في سياق الحملة الأميركية المشبوهة لتشويه صورة حزب الله عبر فبركات وادّعاءات باطلة جملة وتفصيلاً».
- السفير: نحو موازنة متخففة من «الدهون الضرائبية»..
توزعت الأنظار، أمس، بين متابعة مناقشات مجلس الوزراء حول مشروع الموازنة، للاطمئنان الى تخففه من «الدهون الضرائبية»، وبين رصد الوضع على الحدود الشمالية اللبنانية ـ السورية، غداة تكليف مجلس الوزراء الجيش بالانتشار على الخط الحدودي، الذي ظل عرضة لخروقات متفرقة من الضفتين.. وبينما كانت الجهود تتركز على ضبط الوضع في الشمال، أطل الشيخ أحمد الاسير من عاصمة الجنوب ليهدد بـ«قطع الطريق البحرية في مدينة صيدا لان مطالبنا بشأن إيجاد حلّ لمسألة السلاح غير الشرعي لم تأخذ حقّها»، مرجّحاً ان «يكون التصعيد قبل جلسة الحوار الوطني المقبلة»، فيما كان باعة الخضار في المدينة ينفذون تحركا ضد اعتصام الاسير. الى ذلك، درس مجلس الوزراء في جلسته، أمس، 30 مادة من مشروع قانون موازنة العام 2012 المؤلفة من 105 مواد، كما أحالها وزير المال محمد الصفدي في صيغتها الأخيرة، وذلك استناداً إلى أرقام موازنة العام 2011، مضافة إليها كلفة زيادات غلاء المعيشة للقطاع العام، المقدرة بحوالي 1700 مليار ليرة. وطرح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمويل الكلفة الإضافية من خلال زيادة الرسوم على بعض السلع، مثل التبغ وألعاب القمار والسيارات الفخمة التي تزيد أسعارها في بلد المنشأ عن 35 ألف دولار، وبعض الكماليات. وبدا التوجه واضحا لإقرار الموازنة في جلسة اليوم أو الغد على أبعد تقدير، ليصار بعدها إلى إحالتها إلى المجلس النيابي قبل نهاية تموز، تلافياً للوقوع في المخالفة، كما حصل بالنسبة لنفقات العام 2011، التي صرفت من دون وجود موازنة للعام المذكور. وعلم أن مشروع موازنة العام 2012 سيتضمن بعض التعديلات البسيطة، كونها تستند إلى سقف للعجز المقدر بحوالي 5650 مليار ليرة، وتستند إلى الإيرادات المقدرة بحوالي 15000 مليار ليرة (وهي إيرادات العام 2011) بحيث يكون إجمالي الإنفاق بحدود 21 ألف مليار ليرة. أي موازنة العام 2005 المقدرة بـ10 آلاف مليار ليرة مضافاً إليها مبلغ الـ10583 مليار ليرة الذي اقره مجلس النواب لتمويل احتياجات نفقات العام 2012 كسلفات خزينة. وتهدف هذه الأرقام إلى البقاء ضمن سقف عجز لا يتخطى 26,5 في المئة، بين موازنة وخزينة، وهو عجز لا يزيد عن 7,5 في المئة من الناتج المحلي، الأمر الذي تعتبره المؤسسات الدولية التي تراقب ديون لبنان «مقبولا». وقالت مصادر وزارية أن «سلسلة الرتب والرواتب» لن تدخل في أرقام الموازنة، على أن يتم احتساب كلفتها عند الانتهاء من دراسة السلسلة، ليصار بعدها إلى تحديد المصادر الجديدة لتمويل كلفتها لاحقاً، من خلال اعتماد ضرائب جديدة. أما أبرز التعديلات الجاري بحثها فتتعلق بسحب قوانين البرامج من مشروع الموازنة، لإحالتها بمشاريع قوانين منفردة لاحقاً، وهي تتعلق بتنفيذ المشاريع الطويلة والمتوسطة الأجل، وهذا ما يعتبره بعض الوزراء تسهيلاً لعملية إقرار الموازنة في مجلس الوزراء. وعلى الصعيد الضريبي، يجري البحث في أن تكون الموازنة خالية من التعديلات الضريبية، مع الاكتفاء بضريبة واحدة او أكثر لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، إما عبر تعديل الضريبة على القيمة المضافة برفعها من 10 إلى 15 في المئة على الكماليات، مع توسيع سلة السلع الاستهلاكية والغذائية المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة، والتي يجب ألا تزيد الضريبة عليها عن الـ10 في المئة المعمول بها حاليا،ً أو عبر زيادة ضريبة الفوائد المصرفية من 5 الى 7 في المئة. وعلق خبراء ماليون محايدون على مجريات جلسة مجلس الوزراء بطرح الملاحظات الآتية:
أولا، اذا أقرت الموازنة قبل نهاية تموز وأحيلت الى اللجان النيابية، فانها لن تقر في الهيئة العامة الا في نهاية العام الحالي، وهو الموعد الذي كان يفترض أن تناقش فيه اللجان موازنة 2013، وعندها يكون إقرار موازنة العام الحالي خارج الإطار الزمني المنطقي.
ثانيا، يطرح موضوع تغطية سلسلة الرتب والرواتب من خارج الموازنة، أسئلة حول دور المشرع، لا بل الغاء دور المجلس النيابي، ذلك أنه عندما ستحال السلسلة الى مجلس النواب ستكون مرفقة بسلة ضرائبية، الأمر الذي سيضع الناس بوجه الناس، بين مطالب بتصحيح أجر وبين رافض لزيادة الضريبة.
ثالثا، تكون الحكومة عبر الخطوة الآنفة الذكر، كمن يطلب موافقة المجلس النيابي على موازنة غير مكتملة، وهي عندما تحدد له استخدام الأموال ضمن خيارات محددة، تكون قد علقت دور المجلس عمليا.
رابعا، تضمنت المادة الخامسة من الموازنة، بندا يعطي الاذن للحكومة بالاستدانة، وهو عادة يكون مرتبطا بالعجز في الموازنة، لكن الحكومات السابقة، اخترعت اذن الاستدانة لتغطية العجز في تمويل الموازنة والخزينة في آن معا، وهو أمر غير مألوف في كل أنحاء العالم، طالما أن لا سقف ماليا محددا لتمويل الخزينة، بينما يكون هناك سقف لتمويل الموازنة، ويعني ذلك أنه بمجرد أخذ الإذن بالاستدانة يلغى كل مبدأ الموازنة.
خامسا، أين ذهبت الـ 300 مليار ليرة لبنانية التي كان قد تحدث عنها وزير المال لصالح التغطية الصحية الشاملة؟
سادسا، لماذا وافق وزراء الأكثرية على رصد موازنة مستقلة لمجلس الانماء والاعمار ضمن الانفاق الاستثماري، ولم ترصد ضمن موازنات الوزارات؟
سابعا، لماذا تجاهل وزراء «تكتل التغيير» اقتراحات وردت ضمن ورقة التوجهات حول موازنة 2011 والاجراءات الضريبية، وبينها فرض ضريبة على الفوائد المصرفية والعقارات الخ..
- الأخبار ميسم رزق: عزلة الحريريّة تحبط الجمهور: مسلّحو الشمال يمثّلوننا
يعزل تيار المستقبل نفسه عن محيطه الشعبي. ثمّة خللٌ ما في منظومته. في الوقت الذي تأسر فيه الأوضاع الأمنية والمادية زعيمه خارج البلاد، تتخبّط قاعدته وحيدة في بحر من الهواجس والخيبة.لا يكفي جمهور «المستقبل» أن يخرج إليه فؤاد السنيورة نائباً مشاكساً، وسياسياً محنكاً. لا تُجدي مؤتمراته نفعاً في شدّ العصب السنّي. تغرق بهية الحريري في بحر صيدا، فيما يصارع «المستقبليون» الأمواج السياسية منذ عام 2005. أن تكون اليوم «أزرق» يعني أن تتمزّق روحك بين صورة معتدلة ونفس متطرّفة. طبعاً، لم يعُد بالإمكان الوقوف موقف المتفرّج على «الشيخ» الذي سيصوم شهر رمضان على متن يخته بين موناكو وسردينيا، بعدما صار مقرّبون منه يجزمون بأنه لن يعود إلى لبنان في بداية شهر الصوم، فيما ستفطر الطائفة السنّية على موائد السياسة المتطرفة من الشمال إلى الجنوب.في أروقة التيار «الكثير من النقاش الحامي». اكتشف المنتسبون إليه خللاً واضحاً في كيفية التعامل مع القاعدة. هذه الأخيرة التي ما عادت تكتفي بالخطب، ولا التغريد، ولا التبريرات الأمنية التي تعزلها عن قائدها، وهي «في أمسّ الحاجة إليه». يقول هؤلاء إن «التواصل شبه مقطوع مع القيادات السياسية المتخبّطة». تمارس هذه القيادات مهماتها الرسمية. نواب ووزراء ببدلات وربطات عنق لا تنفع لكبح جماح هذه القاعدة المحتقنة منذ عام 2005، وفتحت شهيتها على السلاح والمعارك والتغيير، بعدما «خرج المارد السنّي من قمقعه، فيما نؤسر نحن داخل تيارنا».تقف ذاكرة هؤلاء عند 14 شباط 2005. لا تعود إلى الوراء، بل تتقدّم باتجاه الأحداث الأمنية والسياسية التي تلَت «الاغتيالات المتتالية لشخصيات من 14 شباط، احتلال وسط بيروت، 7 أيار واتفاق الدوحة، حكومة الوحدة الوطنية ومن بعدها تطيير سعد الحريري وصولاً إلى اليوم». شريط من الصور لا ينفك هؤلاء عن إعادته في حديثهم عن وضع الطائفة السنيّة. في المقابل «نُزجّ نحن في معارك دونكيشوتية، ومرحلة من خداع الذات والتخبّط الفكري».الأمان فكرة خرافية، لا يُمكن أن توفّرها السيارات المدرعة ولا القصور الأوروبية والعربية. باتت القاعدة شبه مقتنعة بالخسارة السياسية التي يُمنى بها التيار، في الوقت الذي «يأتي من يقطف ثمرة جهوده». أول تجليات هذه الخسارة هو «ظهور الشيخ أحمد الأسير في قلب صيدا». يعتقد العديد ممن في التيار بأن «محاصرة الرجل سياسياً وصيداوياً لن تقضي على ظاهرته». هو اليوم «لا يخسر، بل يؤسّس حالته في عقر دار الحريري والسنيورة معاً، ولن يقوى أحد على ردّه، والدليل أن حجم الدائرة الملتفة حوله تتسع يومياً، فتشفط من جمهورنا من يرى فيه رجلاً يمثّل طروحاته».وكالأسير هناك العديد من الترجمات التي تعيشها القاعدة نتيجة «العزلة الحريرية». تدور حول نفسها في حلقة مفرغة، مراقبة كل ما يحصل، ومتروكة «للقضاء والقدر»، فيما «تعمل كل الأطراف على شدّ أحزمتها تحسباً لأي تطوّر على الساحتين الداخلية والإقليمية». يدّعي بعض الكوادر في التيار معرفتهم بما يقوم به حزب الله «الذي طلب من مسؤوليه أن يعدّوا العدّة لمواجهات باتت قريبة». يرفض الكوادر الزرق الدخول في مواجهات مسلّحة، «لكننا لن نقف متفرجيّن إزاء أي اعتداء نتعرّض له». لا يخفون «النشوة التي يشعرون بها عند كل تحرّك شمالي يفرض مقولة السلاح بالسلاح». ضاقوا ذرعاً بـ«الطبقة البرجوازية التي اختارت العزف على أوتار الطائفية والمذهبية والتطرف، وسحبت نفسها بعدما حشرتنا في الزاوية».رغم الكلام الكثير «تنأى طبقتنا السياسية بنفسها عنّا منتظرة سقوط بشار الأسد»، يقول هؤلاء، فيما «تنتظر طائفة بكاملها الموت في السوق أو المقهى أو المسجد». لم يعودوا مقتنعين بأن «انهيار النظام في سوريا سينعكس إيجاباً على الوضع الداخلي».إذاً تنسلخ القاعدة يومياً عن ممثليها في ما «يعدّ الرئيس السنيورة العدّة لعودته إلى السلطة هو وفريقه، وكأن خصومنا سيصمتون عن هزيمتهم».في الواقع، باتت القاعدة الشعبية تطلق العنان للاحتقان المكبوت في داخلها. تخرج من صفة الاعتدال بطريقة غير إرادية. تنظر بإعجاب كبير، ولو سرّاً، إلى «خالد ضاهر المدعوم مادياً وسياسياً من قطر» أكثر من إعجابها «بطلّة الشيخ البهية، أو السنيورة ــــ البديل الذي يعكس شخصية رجل الدولة».الانفصال عن هذه الطبقة بات واقعاً. يبدو ذلك من «أول تداعيات الأزمة السياسية السورية التي ندفع بسببها اليوم ثمناً باهظاً»، خصوصاً أننا «تعلمنا من الانتفاضات العربية أن من الصعب التنبّؤ بمساراتها، فيما لم يتعلّم زعيمنا أن المواجهة لا تُدار من الخارج».
المستقبل: الداتا كشبكة حزب الله
استنكرت كتلة المستقبل في اجتماعها الأسبوعي «عدم خروج مجلس الوزراء بقرار واضح بتسليم حركة الاتصالات الخلوية بمكوناتها كافة على كامل الاراضي اللبنانية»، مشيرة الى أن ذلك «تمثل بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب حيث لم تكشف الأجهزة الامنية ملابسات الحادثة والسبب في ذلك يعود لحجب متقصّد للمعلومات».ورأت أن «حزب الله الذي اقتحم بيروت في السابع من أيار 2008 بحجة حماية شبكة اتصالاته، يحجب مع التيار الوطني الحر عن الدولة والشعب شبكة اتصالاتهم وأمنهم ويساهم في تعريض قيادات الرابع عشر من آذار للتصفية». وفي ما يتعلق بالجلسة الحكومية الأخيرة، رأت أن «القرار المتعلق بجريمة اغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب لجهة التوسع في التحقيق، يدل على جدية التوجه في معالجة هذه القضية».كذلك رأت في قرار نشر الجيش على الحدود الشمالية «خطوة مناسبة لحماية أهالي المنطقة من اعتداءات الجيش السوري وشبيحته». وكرّرت «استنكارها لاستمرار اختطاف لبنانيين في سوريا، وحثت السلطات التركية على بذل كل جهد لإطلاق سراحهم».
- السفير عماد مرمل:عندما يصبح الجيش مضطراً إلى حماية .. نفسه أولاً قهوجي ينتقد "الموتورين": الأمن بالحكمة لا بالتراضي
يواجه الجيش منذ العام 2005 ضغوطا متلاحقة، وضعته أمام اختبارات صعبة في وسط الشارع الذي انشطر بين ليلة وضحاها الى نصفين بعد نشوء فريقي 8 و14 آذار على ضفتيه، في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومن ثم خروج القوات السورية التي كانت تؤدي دور «ضابط الإيقاع» طيلة سنوات وجودها في لبنان.منذ ذلك الحين، سقط الـ«ستاتيكو» المحلي والاقليمي الذي سادت مفاعيله منذ العام 1992، فانكشف البلد مرة واحدة وتضاءل «الامن السياسي»، بل تلاشى كليا في بعض الاوقات، ليملئ الفراغ خطاب طائفي ومذهبي حاد، افرز «أجساما غريبة» ومشاعر ملتهبة كانت تجد متنفسا لها في الشارع.وسط هذا المناخ، كان المطلوب من الجيش ان يحمي نفسه أولا من عدوى الانقسامات الداخلية المستفحلة، ثم ان يحمي البلد من خطر الانهيار الكامل، ولعله نجح الى حد كبير في «التعايش» مع هذا التحدي آنذاك، حتى يكاد يصح القول انه أول من مارس سياسة «النأي بالنفس»، بعدما قرر ان ينظم الصراع، لا ان يخوض فيه، ما أتاح له ان يستحوذ على ثقة طرفيه، كما حصل يوم احتشد جمهورا 8 و14آذار في ساحتيهما، بحماية المؤسسة العسكرية التي تولت صون حق التظاهر والتعبير. «نجت» المؤسسة العسكرية يومها من «الاغتيال» الذي أودى بحياة العديد من الشخصيات، لتبقى هي بمثابة «الضمانة» الوحيدة لحد أدنى من «الدولة»، في زمن اشتد فيه الصراع على السلطة ومؤسساتها التي فقدت إحداها الشرعية الميثاقية (مجلس الوزراء)، وتعطل عمل الأخرى (مجلس النواب) فيما «حوصر» رئيس الجمهورية.. وحده الجيش ظل موضع إجماع في ذروة الانقسام. لاحقا، وخلال دورة «الفصول اللبنانية»، كاد الجيش ينزلق الى صدام مع فئات مختلفة، ولكنه في كل مرة كان يستدرك الامر ويستنقذ دوره، فيعود من التجربة باقل الخسائر الممكنة. ولعل الدليل الأكبر على تمكن الجيش من اكتساب الثقة فيه، حين انعدمت بين اللبنانيين، هو ان الرئيس التوافقي خرج في نهاية المطاف من صفوفه بعد فترة طويلة من الفراغ.حدث ذلك كله، قبل الزلزال الاقليمي الكبير الذي بلغ ذروته مع تفجر الوضع داخل سوريا، في موازاة ارتفاع منسوب الاحتقان المذهبي في لبنان الى معدلات غير مسبوقة. لقد كان على الجيش ان يعوّض مجددا عن النقص السياسي في المناعة الداخلية المكتسبة، من خلال حضوره على الارض، إلا ان مهمته بدت هذه المرة اصعب من أي وقت مضى، بعدما أدرج ضمن «بنك الاهداف» وصار، جسما وقائدا، في مرمى الاستهداف المباشر للنيران السياسية والمذهبية، في محاولة لتعطيل دوره.وفي حين، كلف مجلس الوزراء الجيش بالانتشار على الحدود مع سوريا للحد من انفلاتها، ومن تبادل الرسائل عبرها، يؤكد قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» ان البدء في تنفيذ خطة تفعيل الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية يحتاج الى بعض الوقت، بانتظار إنجاز عملية سحب بعض القوى العسكرية من أماكن تواجدها الحالي ونشرها على الحدود، مشيرا الى ان هناك حاجة للواء، أي ما يعادل ألفي عسكري، من أجل إحكام القبضة بشكل افضل على الخط الحدودي، علما ان قواتنا موجودة في أماكن التوتر، وما نريد ان نفعله هو تعزيز دورها.ويوضح ان الهدف من الخطة هو إقفال الثغرات التي يستخدمها المسلحون، قدر الامكان، لانه من الصعب جدا ضبط كل الحدود بشكل تام وكامل، ليس فقط في لبنان وإنما في كل دول العالم، وبالتالي فان الافتراض ان بالإمكان فرض السيطرة على كل متر من الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا ليس في محله، لاسباب موضوعية، لا علاقة لها بكفاءة الجيش وقدراته، علما ان الجيش السوري نفسه نشر آلافا من جنوده على الحدود، إلا انه لم يستطع ضبطها بالقدر الكافي.ويشدد قهوجي على ان الجيش يلبي عبر تعزيز تواجده في المناطق الحدودية نداء الناس الذين يرفضون أي وجود مسلح ويطلبون منا التدخل لضبط الامن، وبالتالي فان الغطاء الشعبي هو بالنسبة إلينا أهم من الغطاء السياسي.وإذ يشير الى ان الجيش تعرض لإطلاق نار على الحدود مع سوريا، يلفت الانتباه الى انه لم تُعرف هوية المسلحين، وقد قامت القوات العسكرية بالرد عليهم بالشكل المناسب وهذا ما سنكرره كلما تم استهداف جنودنا وضباطنا.ويتجنب قهوجي الذهاب بعيدا في التعليق على قول البعض بان دم الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه أغلى من دم قائد الجيش، لكن «تحفظه المدروس» لا يمنعه من إطلاق إشارات تحمل في «بطانتها» دلالات معبرة: هذا كلام عبثي بلا طعمة، يطلقه موتورون، والآن ليس وقت ان نرد، والاساس بالنسبة إلي هو الحفاظ على دم الابرياء بالدرجة الاولى. ويضيف في رسالة مبطنة لمن يعنيه الامر: أقول للبعض الموتور «كل شيء في وقته..».وينفى قهوجي بشدة ان يكون الجيش قد أخلى عكار مؤخراً على خلفية احداث الكويخات او خفف تواجده فيها او انكفأ عن بعض مراكزه فيها، مشيرا الى ان من يروج لذلك إما انه لا يرى جيدا وإما يتكلم عن أمنياته وأحلامه، في حين ان الواقع مغاير تماما. ويشدد على انه لم يتم سحب جندي واحد من المنطقة، فالجيش جزء من عكار، وعكار جزء منه، وبالتالي لم تتغير خريطة انتشار وحداتنا هناك، ولم نغادر أي موقع، ولم نعدل في مهماتنا على الارض.. كل ما حصل ان هناك حواجز متحركة تقام حينا وتُرفع حينا آخر، تبعا للمتطلبات الميدانية، ويبدو ان البعض أخطأ في القراءة والاستنتاج.ويؤكد قهوجي ان الجيش لن يترك عكار مهما جرى وأيا كانت الضغوط التي تُمارس عليه، بل أكثر من ذلك، نحن بصدد زيادة قواتنا في المنطقة، من أجل إعادة الاستقرار إليها، وإقفال الثغرات الامنية المفتوحة التي يشكو منها المواطنون.وإذا كان قهوجي لا يخفي انزعاجه من الحملات الظالمة التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية من حين الى آخر، إلا انه يؤكد في الوقت ذاته ان هذه الحملات لا تؤثر بتاتا على تمسك الجيش بدوره الوطني العابر للمناطق والطوائف، ونحن سنستمر في تحمل مسؤولياتنا حيال شعبنا، بمعزل عن الغبار الذي يثار هنا او هناك.ويشدد قهوجي على ان الجيش يرفض اعتماد مقولة الامن بالتراضي وهو لو كان يطبقها فعلا، لكانت المشكلات التي يواجهها اقل، مضيفا: لا أمن بالتراضي، ولكن ذلك لا يمنع ان يكون الامن بالحكمة، فنتفادى استخدام القوة حيث لا تفيد، ونستخدمها حيث نجد ذلك ضروريا، تبعا لطبيعة الحالة التي نواجهها. وعندما يُسأل عن رأيه في قرار مجلس الوزراء التوسع بالتحقيق في ملف مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه، يوحي قهوجي ان في فمه ماء، مكتفيا بإجابة مقتضبة: لا تعليق الآن..
- الأخبار روبيرعبد الله: عكار تعود إلى طبيعتها ولواء من الجيش إلى الحدود
بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في عكار بعدما نجحت الحكومة في إيجاد مخرج لمعالجة ذيول حادثة مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب من خلال التوسع بالتحقيق. وأزيلت أمس الإطارات المشتعلة والسواتر الترابية من مفارق كوشا والشيخ محمد ووادي الجاموس، ولم يبق إلا الخيمة الكبيرة عند المفرق المؤدي إلى بلدتي البيرة ومنجز.وعند الحدود الشمالية، بدأت القوى العسكرية انتشاراً خجولاً، بانتظار توجه لواء من الجيش للتمركز على الحدود. فيما شهد فجر الثلاثاء سقوط عدد كبير من القذائف في قرى وادي خالد والدبابية والنورا خلال تبادل إطلاق النار بين الجيش السوري ومسلحين، الأمر الذي أحدث ذعراً بين السكان، وأدى إلى نزوح بعضهم. ولم يحدث القصف أضراراً مباشرة، إلا أن اثنين من النازحين السوريين قتلا في حادث سير، وتوفي أحد أبناء النورا بسكتة قلبية.أهالي الوادي رحبوا بخطوة نشر الجيش، بخاصة غداة ليلة القصف التي بدا أنها رسالة الى القوى الحاضنة للمسلحين. وتلقى أهالي الوادي الخطوة بارتياح، لأن «الأمان بات هدفاً يفوق طلب الوظيفة» بحسب رئيس بلدية وادي خالد نور الدين العلي.خطوة نشر الجيش التي طال انتظارها يخشى البعض أن تكون شكلية، كما قال مختار الهيشة محمد الأحمد الذي تساءل عن سبب تأخر الجيش في ممارسة واجبه. «فهل ننتظر سقوط مئتي قتيل في وادي خالد حتى يتدخل الجيش أم نعود إلى الثمانينيات ونفرض أمناً ذاتياً؟»، مشيراً الى أنه أقام مع مجموعة من الشباب حاجزاً وسط الهيشة منتصف ليل الاثنين لاعتراض المسلحين.
- الأخبار هيام القصيفي: الحكم الذاتي شمالاً والكلمة ليست لـ«المستقبل»
يكاد الشمال يصبح منطقة حكم ذاتي. الأحداث الشمالية ترخي بثقلها على تيار «المستقبل» وعلى علاقته بالجيش، فيما حلقة التو?