24-11-2024 11:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

القطيف تشيّع شهيدها.. وعلماؤها يدعون إلى تجنيب المنطقة التدهور الأمني

القطيف تشيّع شهيدها.. وعلماؤها يدعون إلى تجنيب المنطقة التدهور الأمني

شيّع الآلاف في مدينة القطيف مساء أمس جثمان الشهيد محمد الفلفل الذي سقط برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة احتجاجية يوم الأحد

أثناء تشييع الشهيد محمد الفلفل 

شيّع الآلاف في مدينة القطيف مساء أمس جثمان الشهيد محمد الفلفل الذي سقط برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة احتجاجية يوم الأحد. وانطلق موكب التشييع من مغتسل الدبابية وسط المدينة، حيث حمل آلاف المشيعين جثمان الشهيد الفلفل. وقتل الشهيد الفلفل برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة حاشدة خرجت احتجاجاً على اعتقال السلطات الشيخ نمر النمر مساء الأحد. وأظهرت صور لجثمان الشهيد الفلفل وهو على المغتسل، آثار الرصاصات التي اخترق بعضها رأسه وكتفه ورجليه.

وفي أجواء مشحونة اخترق موكب التشييع شارع الملك عبدالعزيز وسط المدينة، فيما ردد مشيعون شعارات سياسية مناوئة للسلطات. وخلا محيط موكب التشييع من أي تواجد ظاهر لقوات الأمن، وإلى جانب آلاف الرجال سار خلف موكب التشييع المئات من النساء. وزعمت مصادر أمنية رسمية بأن مقتل شابين أثناء تفريق مسيرة الأحد جاء نتيجة اطلاق نار من مصادر مجهولة. من جهته، قال مساعد المتحدث بإسم شرطة المنطقة الشرقية محمد الشهري أن السلطات تجري تحقيقاً في الحادثة للتعرف على الجناة وتقديمهم للعدالة، على حد تعبيره.

وكان تقرير لمركز العدالة لحقوق الانسان ذكر الشهر الماضي أن قوات مكافحة الشغب اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، وعلى بعض المواطنين في الطرق العامة وكان نتيجة ذلك إصابة 36 شخصاً إصابات بعضهم خطيرة. ومع سقوط الشهيدين الأخيرين الفلفل وأكبر الشاخوري يرتفع إلى تسعة عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأمن منذ نوفمبر الماضي.

وشهدت المنطقة منذ أوائل العام الماضي سلسلة مسيرات شعبية طالبت باطلاق سراح سجناء سياسيين غير محكومين منذ سنوات طويلة إلى جانب مطالبة الحكومة السعودية باصلاحات سياسية ورفع التمييز الطائفي. في سياق متصل، دعا عدد من علماء الدين والوجهاء في محافظة القطيف شرق السعودية في بيان الى تجنيب المنطقة التدهور الأمني، مطالبين الجميع بضبط النفس. وأكد البيان "ضرورة عدم انزلاق الأمور الى ما لا تحمد عقباه"، مشيراً الى "أهمية مواصلة لغة الحوار ونبذ العنف بجميع أشكاله". كما طالب القاضي الأسبق في المحكمة الجعفرية في القطيف الشيخ عبدالله الخنيزي السكان ب"تفادي أي تدهور أمني في المنطقة".

وناشد الخنيزي "الجميع ضبط النفس لعبور هذه المرحلة الحرجة والخطرة بسلام". كما وجّهت شخصيات رسالة الى رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله الذي يزور المنطقة الشرقية يناشدونه فيها "منع تواجد المصفحات العسكرية في الشويكة بالقطيف وقرب الكلية التقنية، لأن تواجدها سبب البلاء وسقوط الشهداء قبل أشهر وقبل يومين ايضاً". وأضافت الشخصيات أن "القطيف كلها تقريباً هادئة، فلا تواجد للمصفحات العسكرية ما عدا حي الشويكة، مدخل القطيف من جهة الجنوب. فوجود المصفحات يشكل مصدر استفزاز وربما استغلال من قبل المندسين من أفراد القاعدة أو غيرهم لتوتير الأوضاع الأمنية".