التقرير الصحفي ليوم الخميس 12/7/2012
نصراللّه: عون حليف ثابت.. نصر الله مشيداً بعون: حلفنا مع التيار الوطني الحر ثابت
المحكـمـــة الدولـيـــة تســتـلـم حصــتـهـا.. الموازنــة تُعيــد للحكومــة «توازنـها»
التعويم الحكومي يمرّر التمويل بلا اعتراض.. "لقاء النعص" يوسع التنسيق الثلاثي في المجلس.. ميقاتي: نأمل في انتقاد موضوعي لا يجرح أو يمس بالوطن.. تسوية لملف "الداتا" بين الهيئة القضائية والأجهزة الأمنية
ميقاتي يعلّق الزيادات والنفقات على حبل الضرائب والواردات.. والمحكمة تسلّمت التمويل.. الراعي يربط الاغتيالات بالسلاح
الأسير يوسع اعتصامه ويجلب "خيم بلاستيكية" لتوسيع مقر الاعتصام.. الاتصالات والأنترنت والبريد الالكتروني باتت كارثة لبنان الأولى.. الحق على الوزير أو أوجيرو أو الشركات أو على المسؤولين الثلاثة معاً
مجلس الوزراء أقرّ الموازنة من دون ضرائب
أبرز المستجدات
الأخبار: نصراللّه: عون حليف ثابت.. نصر الله مشيداً بعون: حلفنا مع التيار الوطني الحر ثابت
استمرت الاتصالات بهدف احتواء الأزمة التي عصفت بفريق الأكثرية. وفيما أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن الحزب يعمل على حل الخلاف مع التيار الوطني الحر، لا يزال تكتل التغيير والإصلاح مصراً على فكّ اعتصام المياومين كمدخل لأي حل. تكثفت خلال الأيام الماضية الاتصالات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة التي عصفت بفريق الأكثرية الحكومية. وعلمت «الأخبار» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدّث خلال اجتماعات عقدها مع كوادر من الجسم التنظيمي للحزب عن الأزمة، لافتاً إلى أن الحزب يسعى إلى حلّ هذه الأزمة. وأكد نصر الله أن الحلف بين حزب الله والعماد ميشال عون هو «حلف ثابت ولا يمكن فكه». وتطرق نصر الله إلى مواقف الطرفين في كافة مراحل العلاقة بينهما خلال السنوات الستّ الماضية، مشيداً بدور عون وبمواقفه. وأكد ضرورة حل الخلاف الحالي، وتطوير العلاقة إلى مستويات أفضل. وفي الوقت عينه، أكد نصر الله ثبات التحالف بين حزب الله وحركة أمل، وضرورة الحفاظ عليه، وإيجاد الحلول لأيّ خلاف يطرأ بين أمل والتيار.
وفي السياق ذاته، علمت «الأخبار» أن مساعي حل الأزمة لم تتوقف، وأن حزب الله لا يجد أن هناك حاجة لأن يتوسط أحد الحلفاء المشتركين بينه وبين التيار الوطني الحر، وقد اعتذر الحزب من عدد من حلفائه الذين سعوا إلى التوسط مع عون. وقد عقدت لقاءات بين الطرفين، ولا تزال الاتصالات مستمرة. وبحسب مصادر مطلعة على أجواء الاتصالات، جرى التداول بشأن كافة البنود الخلافية، وتلك التي للطرفين ملاحظات بشأنها، بدءاً من مجلس الوزراء ومجلس النواب، وصولاً إلى التعيينات وقضية المياومين. وبحسب المصادر، أظهر حزب الله إيجابية تجاه ملاحظات التيار ومطالبه، وهو بدأ مشاورات مع الرئيس نبيه بري للتوصل إلى حل يناسب مختلف أطراف الأزمة.
في المقابل، علمت «الأخبار» من مصادر تكتل التغيير والإصلاح أن التكتل جدّد أمس اشتراطه أن يكون أي حل تقدمه الاتصالات الجارية مبنياً على أساس وقف اعتصام المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، وهو ما يصفه التكتل بـ«الاعتداء على المرفق العام». وفي الإطار ذاته، ذكرت مصادر أمنية أنها رصدت «بوادر تحرك لدى أهالي المنطقة المحيطة بمبنى مؤسسة كهرباء لبنان في بيروت، الذين يعبّرون عن استيائهم من الضرر اللاحق بمؤسساتهم، نتيجة التحركات المتتالية التي تشهدها منطقتهم».
- السفير طلال سلمان: تحية لانتصار المقاومة وقائدها
ليس مجازفة القول إن النصر الباهر الذي حققته المقاومة، معززة بحماية الشعب والجيش، في صدّها الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل ست سنوات، هو في ضمير الانتفاضات الشعبية التي تجتاح الأرض العربية، مشرقاً ومغرباً، فتسقط أنظمة الطغيان حاملة البشارة بالغد الأفضل. وبديهي التأكيد أن العدو الإسرائيلي لم يكن وحده من خاض تلك الحرب التي أرادها حاسمة وفاصلة، تنهي مبدأ المقاومة فضلاً عن مجاهديها بقيادتهم الباسلة وجمهورها العريض الممتد نشطاً وفاعلاً بين المحيط والخليج. كان العالم كله، تقريباً، وأهل النظام العربي بمجملهم، شركاء فعليين في الميدان، يساندون العدو الإسرائيلي ويعززون قدراته الهائلة (بشهادة وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس)، بهدف القضاء على فكرة المقاومة. بل يمكن القول إن تلك الحرب كانت جولة إضافية لاستكمال ما هدفت إليه معاهدة سايكس بيكو، وما قصده وعد بلفور، بمداه الأبعد، بحيث تصير إسرائيل «الدولة» ذات الهيمنة المطلقة، تفصل بين المشرق والمغرب و«ترعى» من حولها أنظمة طوائفية، معادية بطبيعتها الكيانية لطموحات «رعاياها» الوطنية ولحقوقهم في بلادهم التي تتحول إلى «محميات». ولقد كانت المقاومة طليعة شعبها يحضنها ويحصّنها ويحميها، بعدما حازت ثقته ودعمه وتقدير الأمة جميعاً، عبر جهادها المتواصل طيلة عقدين، تقريباً، وتطهّرها من الغرض كطلب السلطة أو السعي إليها، ومن الطاعون الطائفي وإيمانها العميق بقداسة الأرض، وأن الجهاد لتحريرها وحفظها من الإيمان. كانت الوحدة الوطنية شرطاً للنصر.. وهي تأكدت عبر التفاف الشعب الذي بادر أبناؤه إلى فتح بيوتهم والمدارس والأديرة والمؤسسات، في مختلف أرجاء لبنان، لاستقبال مئات الآلاف من المواطنين الذين اضطرتهم الغارات الإسرائيلية إلى ترك مدنهم وقراهم، في الجنوب كما في الضاحية الجنوبية وبعض بيروت وأنحاء الجبل والشمال والبقاع. لكن النصر باهظ التكاليف، خصوصاً أن أهل النظام العربي قد انحازوا ـ بأغلبيتهم ـ إلى صف العدو، مفترضين ـ عن حق ـ أن انتصار المقاومة في لبنان سيشكل تشجيعاً، بل تحريضاً، «لرعاياهم» ضد طغيانهم وانحرافاتهم وخيانتهم الأمانة. فالمقاومة الوطنية، في أساسها وجوهرها، هي حرب على الطائفية والمذهبية وسائر أسباب الشقاق والفتنة، بما هي نداء للتوحد ضد العدو الوطني والقومي (والديني؟). وتجربة المقاومة الفلسطينية ناطقة: ساندتها جماهير الشعب ونافقها الحكام الذين خافوا من زخمها الجماهيري، ثم التفوا فضيّقوا على قيادتها، وحاصروا مجاهديها، ودفعوها إلى «الخاصرة الرخوة» ـ لبنان، حيث تهددها خطر الانحراف نحو السلطة التي هي تسلط، وضربها السرطان الطائفي للنظام اللبناني فإذا هي «طرف» في صراع داخلي يستنزفها ويحرفها عن مسارها الأصلي. .. وهكذا جاءت الحرب الإسرائيلية فرصة لانكشاف مواقف أهل النظام العربي جميعاً: فشل الجيش الإسرائيلي في إحراز النصر، فتكفّل أهل النظام العربي بمحاصرة المقاومة وقيادتها بما هو أفعل من الدبابات والطائرات الأسرع من الصوت والصواريخ المدمرة: شنوا عليها الحرب الناعمة بالسلاح الطائفي ـ المذهبي الفتّاك. باشر أهل النظام العربي حربهم بمحاولة القضاء على النصر بإغراقه في المستنقع الطائفي، وتحويل المقاومة إلى ميليشيا مذهبية... وساعدتهم تل أبيب وواشنطن وبعض العواصم الغربية بمطاردة المجاهدين بحملات سياسية ـ إعلامية صاخبة تصورهم قتلة محترفين وتجار مخدرات ومزوّري عملة. وكان طبيعياً أن تشارك «القاعدة» في هذه الحملة... ثم أن تتوسع الحملة لتشمل عواصم عربية عدة فيوجّه نظام الطغيان في مصر إلى المقاومة تهمة الإعداد لانقلاب، عدته بضعة مجاهدين كانوا يحاولون إيصال قدر من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة. وعندما تحرك شعب البحرين مطالباً بحقوقه البسيطة في «المملكة» وجهت تهمة التحريض المذهبي إلى المقاومة. ثم تمددت الحملة لتشمل دول الخليج عموماً، وشنت أجهزة الإعلام في السعودية وما حولها حملات مسمومة على قائد المقاومة ومجاهديها، تجاوزت السباب المباشر إلى اتهامه بالجبن و«تعييره» بأنه يختبئ ولا يظهر على الناس، مع علم العالم أجمع أن الطيران الحربي الإسرائيلي يحوم فوق الضاحية على مدار الساعة، فإذا غاب حلت «البالونات» محله في رصد تنقلاته وضيوفه واتصالاته. كان ضرورياً لأهل النظام العربي أن يشوّهوا مبدأ المقاومة وأن يحقّروا أبطالها، ولو أدى الأمر إلى إشاعة مناخ الفتنة الطائفية والمذهبية، أو استدرج الاتهام لمنظميها بأنهم يخدمون العدو الإسرائيلي ومشاريع الهيمنة الأميركية، بداية وانتهاءً. ولقد شاركت الإدارة الأميركية بضراوة في هذه الحملة، فطاردت كل من تشتبه بأنهم قد يوالون المقاومة، ووجهت الاتهامات بتبييض العملة والاتجار بالمخدرات، ثم جاء الاتهام بأنهم «عصابات» ينظمون محاولات اغتيال لمسؤولين إسرائيليين في تايلاند وفي أميركا اللاتينية فضلاً عن بعض أنحاء أوروبا، وتم التضييق على الرعايا اللبـنانيين المشـتبه بتأييدهم المقاومة في أنحاء الجزيرة والخليـج... وصولاً إلى أفريقيا، وهم كانوا بين أوائل من وصل إليها وساهم في عمرانها. في هذا السياق توالت الاتهامات لقياديين في المقاومة بتنظيم الاغتيالات السياسية، وأخطرها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتسميم الجو الداخلي، وضرب ركائز الوحدة الوطنية، وتحويل المجاهدين إلى قتلة... لأصدقائهم وبعض أهم المساعدين ـ ومن موقع المسؤولية ـ للمقاومة في جهدها المبارك من أجل تحرير الأرض الوطنية. ودخلت «المحكمة الدولية» طرفاً على الخط، لإضفاء البُعد الدولي على هذه الحرب الشاملة، والتي لم يوفر فيها أي سلاح. في هذا السياق، وضمن هذا المناخ، حاولت إسرائيل الوصول إلى قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، واغتياله، حيث قضت ظروف الحصار القاسي بأن يكون. فالمطلوب، أولاً وأخيراً، تشويه صورة المقاومة ومجاهديها، وتحويلها إلى ميليشيا طائفية أو مذهبية، بحيث يتم إغراق مبدأ المقاومة في وحول الفتنة. وهذه الحرب التي تُشن بألسنة عربية وبأقلام عربية، لا فرق بين أن تكون مأجورة أو مأمورة أو مضللة، أقسى بما لا يقاس من الحرب الإسرائيلية... لأنها تشيع مناخ الفتنة والشقاق في طول الأرض العربية وعرضها. فأمر اليوم، الأميركي ـ الإسرائيلي، وضمنه أهل النظام العربي، القضاء على فكرة المقاومة... وأن تنصرف الشعوب العربية عن مطالبها في نيل حقوقها في أوطانها ومواجهة خصوم حاضرها وأعداء وجودها وحقها في غدها الأفضل، إلى فتن تحرق الأرض ومن عليها، فتحقق لإسرائيل النصر الذي عجزت عن إنجازه بكل قوتها الحربية الجبارة. في هذا اليوم الأغر، الذي فتح الصفحة الأولى للغد الأفضل، يقتضي الواجب أن نوجه تحية عطرة إلى قائد المجاهدين إلى النصر، حامي الوطن ووحدته، السيد حسن نصر الله. شكراً، لقد أعطيت هذه الأمة عيداً، بأن أعدت إليها الإيمان بقدراتها في سعيها إلى غدها الأفضل.. وكل عام وسماحتك وكل المجاهدين من أجل حقوقهم في أوطانهم بألف خير.
شواهد من حرب تموز
- الأخبار: عدوان تموز : قصص لا يمحـوها النسيان.. بقعة ضوء
قبل ست سنوات، وفي مثل هذا اليوم، كان اللبنانيون على موعد مع حرب مصيرية. 33 يوماً من العدوان، قابلتها 33 يوماً من الصمود والمقاومة. والنتيجة، فشل اسرائيل في تحقيق أيّ من الأهداف التي شنّت الحرب من أجلها. لكن الانتصار الذي حققته المقاومة وشعبها لم يأت من دون خسائر أليمة. كانت المجازر المتنقلة، من مروحين إلى صور والدوير وعيترون وصريفا والضاحية وبعلبك وغيرها، تحصد الأرواح بالعشرات، وتدمّر البيوت بطريقة منهجية ومدروسة لا تهدف إلا إلى تشريد الاهالي.خفّف الانتصار الذي انتهت إليه الحرب من آلامها، إلا أنه لم يزلها تماماً. اليوم، وبعد ست سنوات، يعترف الضحايا بأنهم غير قادرين على النسيان. حتى من عادوا إلى بيوتهم بعد إعادة إعمارها، يشعرون بعدم القدرة على التأقلم مع الواقع الجديد. لقد خسروا الأهل والجيران والاصدقاء، وكلّ المحيط الذي يجدون أنفسهم فيه اليوم يذكرهم بيوم مشؤوم، عبثاً يحاولون محوه من روزنامة حياتهم.على الرغم من ذلك، تبقى نقطة الضوء الوحيدة بالنسبة إليهم، أبطال المقاومة الذين رابطوا عند خطوط المواجهة الأمامية، وخاضوا مواجهات بطولية منعت الاسرائيليين من التقدّم جنوباً. الأخبار التي تستطلع في هذا الملف ما آلت إليه حياة عدد من الناجين من عدوان تموز، مدركة أنها تغيب عن العشرات غيرهم، تحتفي أيضاً بأحد أبطال المقاومة، صياد الميركافا، الشهيد علي صالح.
- السفير علي دربج: دروس الحــرب: إلـى «الجـبـهـات» الـداخـلـيـة در
«يخطئ من يفكر من الإسرائيليين في مواجهة مع «حزب الله» مثل المواجهات السابقة. هم أيضا يستخلصون الدروس. يتحصنون داخل الأرض. يدخلون المنطقة المبنية. يزيدون الأعداد. ينتشرون على مسافة أبعد».هذا التحذير أطلقه الكاتب الإسرائيلي في صحيفة «معاريف» عوفر شيلح بعد مرور ست سنوات على «حرب لبنان الثانية» (تموز 2006)، فالمعركة المقبلة «ستكون حاسمة من حيث الوقت». منذ اللحظات الأولى لانتهاء الحرب، انصرف الطرفان للإعداد للمنازلة التالية المصيرية. إسرائيل تريد استعادة هيبة الردع التي فقدتها في هذه الحرب، لذلك زادت وتيرة التدريبات والمناورات والقدرات التسليحية في أذرع قواتها البرية والجوية والبحرية. في المقابل، كان «حزب الله» يعمل وفق وعد أمينه العام السيد حسن نصرالله، لإحداث نقلة نوعية تدريباً وتسليحاً وتجهيزاً، في موازاة حرصه على زيادة كمية ونوعية ترسانة الحزب الصاروخية («زلزال» و«رعد» و«خيبر»)، إضافة إلى الصواريخ المضادة للدبابات المتطورة، معتمداً بذلك على استراتيجية الغموض البناء التي تشغل مخيلة الاسرائيليين وهواجسهم وتجعل المقاومة محتفظة بزمام المبادرة في آن معاً.وثمة إجماع لدى المستوى السياسي أن إسرائيل لم تتمكن برغم كل مناوراتها واستعدادتها وتطوير ترسانتها، من الوصول الى نقطة التحول التي تسمح لها بإنهاء خطر «حزب الله» على حدودها الشمالية، وأن لا أحد يستطيع منع الحزب من إطلاق الآلاف من القذائف والصواريخ المتوسطة المدى على المدن الإسرائيلية في حال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة.والملاحظ، أنه يوماً بعد يوم، يتزايد الهاجس الإسرائيلي من تراكم القوة لدى «حزب الله»، وهذا ما عبّر عنه قائد لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي البريغادير هرتسي هاليفي، خلال جولة على الحدود الشمالية في 7 تموز 2012، مشيراً الى ان «الجيش الإسرائيلي رصد خلال الأيام القليلة الماضية تحركات وتجهيزات عسكرية لعناصر من «حزب الله « على طول الحدود»، موضحاً ان «من بين المعلومات التي وصلت إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية ، أن عناصر الحزب قاموا بنصب منصات سرية لصواريخ «سكود» قصيرة المدى»، مضيفاً «هناك معلومات تؤكد وصول صواريخ مضادة للطيران، روسية وإيرانية الصنع إلى أيادي الحزب وأن عناصره تدربوا على استخدامها في سوريا وإيران.وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية مؤخراً أن «تقييمات القوات البحرية تقول إن «حزب الله» سيحاول مهاجمة سفن الشحن ضمن محيط 30 كيلومتراً حول إسرائيل، في محاولة منه لجعلها ترفض الإبحار هناك خلال أية حرب مقبلة».وحذر من التداعيات الاقتصادية على إسرائيل في حال نجاح الحزب بوقف السفن التجارية من الإبحار إلى ميناءي أشدود وحيفا»، مشيراً الى أن ‘الناس لا يستوعبون ما يعني أن 99 في المئة مما نستورده كبلد يأتي عن طريق البحر»، وأكدت الصحيفة أن «حزب الله» يمتلك ترسانة مهمّة من الصواريخ الصينية الموجّهة عبر الرادار بما في ذلك صواريخ «سي 802».
حنا: كل متر ثمنه جندي إسرائيلي
ويؤكد الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس حنا، أن «الطرفين استفادا من الحرب، ويستعدان للسيناريو الأسوأ. فمن جهة، ستشن إسرائيل حرباً على كل لبنان وليس على «حزب الله» فقط. وهي ستشمل حملة جوية مركزة وعمليات إنزال خاصة جوية وبحرية في عمق تواجد الحزب كالجنوب والضاحية والبقاع والهرمل»، مضيفاً «في الوقت نفسه، ستخوض إسرائيل حرباً الكترونية معقدة، لضرب شبكة الاتصالات الرسمية التابعة للدولة اللبنانية، فضلا عن شبكة «حزب الله» خصوصاً بعد النجاح الذي حققه الحزب بالمحافظة عليها في تموز 2006 والتواصل مع القيادات الميدانية». وأشار الى أن «إسرائيل ستفعّل بالتوازي مع ذلك منظومات التجسس لديها، أي العملاء». يقول حنا إن إسرائيل لم تستطع خلال حرب تموز أن تنقل المعركة الى ارض الخصم، وهي غير قادرة اليوم على الجزم بحتمية تحقيق النصر على «حزب الله» في أي مواجهة مقبلة، فضلا عن عجزها عن تحديد سقف زمني لا يتعدى مدة حرب تموز.في المقابل، يرى حنا انه على «حزب الله» أن يغير تكتيكه واستراتيجيته اللذين استخدمهما في «حرب لبنان الثانية» لأنهما أصحبا معروفين عند الإسرائيلي، لافتاً الانتباه الى أن «الحزب يريد إطالة المعركة لإنزال خسائر فادحة بإسرائيل على صعيد الأرواح (مقابل كل متر يسقط جندي اسرائيلي). مقابل ذلك، سيجهد العدو الى تقصير مدة الحرب وتفادي الخسائر البشرية قدر الإمكان». ويوضح حنا ان الأهداف النوعية التي تكلم عنها السيد نصرالله «قد تكون إما الكنيست أو مفاعل ديمونا النووي أو مصافي النفط الإسرائيلية».ويجزم حنا ان «وقف إطلاق الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى أي ما بين 30 و70 كلم يتطلب احتلال الأرض اللبنانية وإسرائيل تستطيع شرط أن تكون قادرة على تحمل الكلفة الباهظة».ويشدد حنا على ان الدخول الى جنوب لبنان من قبل إسرائيل يحتم عليها عدة امور:
1- تدمير المنطقة.
2- إنهاء تمركز «حزب الله» وبناه التحتية.
3- عدم السماح بعودة الأهالي الى المنطقة.
وفقاً للسيد نصرالله، فإن المقاومة اخدت العبر والدروس وأدخلتها في منظوتها القتالية، ويقول العميد الياس حنا إنه حتى تتوفر إستراتيجية مضادة لدى «حزب الله» عليه أن يتمتع بالآتي:اولاً: مواصلة القصف الصاروخي للجبهة الداخلية الاسرائيلية. ثانياً: عدم السماح لإسرائيل باحتلال المنطقة الواقعة ما بين «الخط الازرق» ونهر الليطاني. وهذا يعتمد على إطالة الحرب قدر الإمكان وفرض معادلة جديدة عنوانها «الوقت مقابل المساحة» أي كسب الوقت للدفاع عن المنطقة والتخلي عنها تدريجياً. ثالثا: حماية شبكة الاتصالات للمحافظة على مبدأ «القيادة والسيطرة»، إضافة الى حماية الخطوط اللوجستية والعمق الاستراتيجي للمقاومة، أي العمق اللبناني. رابعا: اعتماد مبدأ الدفاع عن العمق أي تكثيف الانتشار شمال الليطاني.
سكرية: القوات البرية ستباد
من جهته، يقول النائب الوليد سكرية، إنه على إسرائيل أن تفكر كثيراً قبل دخولها الى جنوب لبنان مجدداً، مشيراً الى انه «يمكن ان تباد قواتها البرية قبل وصولها الى هدفها».يضيف سكرية: «إسرائيل أدركت أن الحرب لا تحسم بالطائرات، بل بالتوغل البري، وعلى قواتها أن تقاتل في كل قطعة وشبر وقرية ومدينة لبنانية». ويشير الى أن «إسرائيل تعيش منذ وجودها عقدة الخسائر البشرية، وكلما تقدمت في العمق اللبناني، كلما زادت خسائرها حتى تصل الى حد تصبح فيها عاجزة عن إكمال مهامها».ويعتبر أن «دخول إسرائيل الى لبنان لا ينهي الحرب. فهي ستواجه مأزقاً حقيقياً، من جهة، لا تقاتل جيشاً نظامياً بل إنساناً، ومن جهة ثانية، ثبت أن الطائرات لا تحسم المعركة ولا تحمي العمق الإسرائيلي».ويقول سكرية إن «إسرائيل كثفت تدريباتها ومناوراتها لقواتها النظامية ولقوات الاحتياط من أجل رفع الكفاءة القتالية لمواجهة «حزب الله» بأساليب «حرب العصابات»، محذراً من ان «سوريا استفادت من حرب تموز، وأضحى بإمكانها مواجهة إسرائيل بأسلوب المقاومة، أي حرب العصابات. فالجيش الإسرائيلي سيخوض هذه المرة حرباً على جبهة شمالية من سوريا ولبنان». ويؤكد سكرية «انه لو كانت إسرائيل قادرة على خوض الحرب لفعلت ذلك، موضحاً ان «الجبهة الداخلية الاسرائيلية ستكون عرضة لخراب كبير». ويختم «ستنقل اسرائيل القسم الأكبر من سكانها الى الضفة الغربية للاحتماء بالفلسطينيين».
- السفير زاهي وهبي: فـي ذكـرى عـدوان تمـوز .. «ويـك إنـد» جنـوبـي فـي حمـى السـلاح!
يذهب الجنوبي الى جنوبه كما يذهب الشمالي الى شماله والبقاعي الى بقاعه والجبلي الى جبله. يذهب في عطلة نهاية الأسبوع هرباً من ضغط العمل (اذا توفر)، من عجقة بيروت، من نشرات الأخبار وتصريحات السياسيين التافهة. يذهب ليرتاح قليلاً، يستمتع بالنسيم العليل وأشعة الشمس الشقراء والسماء الزرقاء الشاهدة الأبدية على عذابات أهل الأرض. ثمة ينابيع وعيون ماء وأنهار ومدنٌ ودساكر وقرى مشجرة بالشهداء، ثمة زقزقة عصافير وفراشات ملونة وكائنات أليفة وأناس يحبون الحياة يعيشونها كل على طريقته. ثمة أفراح وأتراح وحفلات زفاف ومآتم، أهازيج وزغاريد وحلقات دبكة، هناك مآذن كثيرة وأجراس كنائس وخلوات، وكذلك مجالس عزاء وذكرى أحبة رحلوا قبل الأوان، هناك «الشادور» و«البكيني». باختصار هناك الحياة بكل سحرها ودهشتها وتنوعها. يجلس الجنوبي على شاطئ البحر، أو على ضفاف النهر، أو على شرفة البيت. يأخذ نفساً عميقاً، يتنهد ويقول - بالاذن من ناظم حكمت - حقاً «الحياة جميلة يا صاحبي». فجأة تهدر طائرات حربية مقاتلة في الأجواء. لا ليست طائرات جيشنا الوطني. للأسف ممنوع عليه امتلاك مثل هذه الوسائل المتطورة. إنه سلاح الجو الاسرائيلي يخترق أجواء لبنان مصحوباً بجدار الصوت يفتح في جدران الذاكرة ثقوباً على حياة لم تكن أبداً جميلة بفعل هذه «الجارة» القسرية منذ 64 والمسماة «اسرائيل». لا يملك الجنوبي الاّ أن يتذكر. أن يستعيد شريطاً من الوقائع المؤلمة على مدار عمر كامل، بل أعمار أجيال متعاقبة. يتذكر الاحتلال والتدمير والتهجير والأسر والاعتقال، وقبل كل ذلك آلاف الشهداء الذين سقطوا في اجتياحات ومجازر عمّت المدن والقرى ووصلت ذات صيف الى العاصمة بيروت. أكثر تلك المجازر حدث قبل أن تقوم مقاومة وقبل أن يمتلك الجنوبي سلاحاً وقبل أن يحلم باقتناء المدافع والصواريخ. كان الجنوبيون يُذبحون (وهم بالمناسبة شيعة وسنة ومسيحيون ودروز)، فيما بقية البلاد (قبيل اندلاع الحرب الاهلية) تسهر وترقص على مختلف أنواع الايقاعات، ولم يكن الجنوبي يزعل أو يحسد أولئك الساهرين الجاهلين أو المتجاهلين دمه ومأساته. فهو مثلهم يُحب الحياة ويدفع في سبيلها الغالي والرخيص. جلّ ما كان يريده الجنوبي بندقية شرعية تدافع عنه وترد الأذى عن أطفاله. لكن «يا عيب الشوم، المدفع عشّش فيه البوم» كما صرخ شوشو (حسن علاء الدين) ذات يوم. كان ممنوعاً على الجيش اللبناني القتال أسوة بمعظم الجيوش العربية التي وُجدت لتحرس أنظمة لا أوطاناً. تغير الجيش اللبناني وتغيرت عقيدته القتالية وقدم الشهداء على مذبح الواجب، لكن الحظر لم يتغير. ما زال ممنوعاً عليه التزود بما يؤهله لمواجهة آلة عسكرية فتّاكة مثل التي يملكها «جيش الدفاع الاسرائيلي». قد يختلف الجنوبي مع «حزب الله» على قضايا كثيرة، ايديولوجية وفكرية واجتماعية وحياتية، لكنه لا يختلف مع أو على مقاومته التي لا يطمع «الخصوم» سوى بقطع رأسها. لم يجد الجنوبي مناصاً من المقاومة. فعل كما يفعل أي شعب في الدنيا حين يتعرض للعدوان والاحتلال وانضم اليه لبنانيون من مختلف المناطق والانتماءات. يوم كانت المقاومة فلسطينية الطابع بوجود منظمة التحرير في لبنان لم يسأل الجنوبي عن جنسيتها ودينها وعقيدتها. أحتضنها بأشفار العيون وبذل في سبيلها الغالي والرخيص. ويوم ارتدت ثوباً يسارياً علمانياً، فعل الأمر نفسه ورفع الاعلام الحمراء على اسنة المآذن، وحين صارت اسلامية العنوان، لم يغير موقفه المبدئي. في الجنوب الذي يظنه البعض غابة صواريخ، حفلات سهر وسمر ونجوى كرم وعاصي الحلاني وأيمن زبيب ومطاعم ومنتزهات وحياة طبيعية لولا هدير العدوان. الجنوبي يُحب الحياة لا الموت، الفرح لا الزعل، الضحكة لا الدمعة، زغاريد الزفاف لا أهازيج المآتم (حتى هيفاء وهبي جنوبية). لكن ماذا يفعل اذا كان وحده (ومَن يفهمه ويسانده) الذي تذكّره الطائرات الاسرائيلية صباحاً ومساءً بأنها بالمرصاد لأحلامه وأمانيه؟. ماذا يفعل اذا كان وحده مَن يُعمر بيتاً وهو يضع احتمال تدميره في اي لحظة. صحيح ثمة من يُعوض ويعيد الاعمار، ثمة مَن يبني بيتاً أو مدرسةً أو جسراً، لكن مَن يعيد ترميم الذكريات، مَن يعوض شجرة رافقته كأخت كبرى منذ الولادة حتى اقتلاعها بصواريخ العدوان، مَن يُعيد ألبوم صور عتيقة احترق وسط الركام، وقبل كل هذا مَن يرد الأحبة وفلذات الأكباد الذي سقطوا قبل أعمارهم المقصوفة بأحدث أنواع الأسلحة الأميركية -الاسرائيلية؟ مَن ومَن ومَن؟ لو كان عشرات آلاف الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب حتى بات ترابه مجبولاً بالدم أكثر من مياه السماء، في أي بلد آخر، لأقيمت على شرفهم الأنصاب والمجسمات وسُميت بأسمائهم الشوارع والساحات. لكن، بكل أسى ولوعة، الوطن منقسم على نفسه وأبنائه، وبعضه لا يشعر بوجع بعضه الآخر (هذا ينطبق على الجميع كي نكون منصفين). أكثر ما يؤلم الجنوبي أن بعض أخوته - عساهم ليسوا كأخوة يوسف - يريد نزع سلاحه الذي حرّر أرضه وردع عنه العدوان وكبح بعضاً من جموح اسرائيل للقتل والاحتلال. يريد مناقشة النتائج لا الأسباب. يصمّ الآذان عن سماع كل الوقائع التاريخية التي أدت الى قيام المقاومة. ينسى الاجتياحات والمجازر والذل والهوان اللذين عشناهما على أيدي محتل لا يقيم وزناً لكرامة انسان، بل ان البعض يصل الى حد قطع الطريق على أبناء الجنوب في ذهابهم وايابهم بين الجنوب وبيروت، وأين؟ في صيدا التي تعبدت طرقها بالتضحيات وقدمت الشهداء والأسرى (جمال حبّال، نزيه قبرصلي، محرم العارفي والمئات سواهم) كي تظل بوابة المقاومة وعاصمة الجنوب المتصلة بمحيطها اتصال الروح بالجسد. لنعترف: ثمة أخطاء حصلت، بل خطايا. وهي متبادلة على طريقة ستة وستة مكرر، لا أحد بريئاً ولا أحد معصوماً، وينبغي أخلاقياً وانسانياً ووطنياً مراجعة النفس والذات والقيام بما يسميه الماركسيون نقداً ذاتياً كي تستقيم المسيرة ويغلب الطبع على التطبع. والمراجعة مطلوبة من الجميع وليست وقفاً على جهة من دون أخرى. فبيروت مهما بلغت غصتها ومرارتها وعتبها فستبقى عاصمة المقاومة المنتصرة على الاحتلال، وكذلك صيدا بوابة الجنوب وعاصمته وحبل سرّته مع بقية البلاد بإجماع أهلها الذين لم يبخلوا يوماً بالدماء. يفهم الجنوبي هواجس أخوته في الوطن، ويدرك جيداً حجم الحملات الكبرى والملايين التي تُدفع لتصوير سلاح مقاومته خارجاً على الشرعية والقانون. فيغدو هذا السلاح مسؤولاً عن كل شاردة وواردة من عمليات تهريب المخدرات في كولومبيا الى انفجار قارورة غاز في أزقة الشياح. يفهم الجنوبي هواجس أخوته في الوطن ولا يمانع في أن يُقدّم حزب المقاومة أو «حزب السلاح» كما يسميه كيداً بعض خصومه الضمانات والتعهدات بأن المقاومة لا تقاتل ولن تقاتل الا العدو والمحتل ولن تقدم سلاحها خدمة لأي مشروع خارجي أياً كان عنوانه، ولا لغلبة فئة على أخرى ولا ـ خصوصاً ـ غلبة طائفة على أخرى ولن تشهر شعرة في وجه أي لبناني آخر الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. الأمر المفعول عند الجنوبي أن تقوم دولة. الجنوبي أكثر مَن يفهم معنى غياب الدولة وجسامة اندثارها وتحلّلها وتحررها من أي مسؤولية تجاه مواطنيها. الجنوبي أكثر مَن يريد الدولة القوية القادرة العادلة الساهرة على حدود الوطن وعلى أمان المواطنين وكرامتهم ورخائهم. لكن «وينية الدولة؟» كما يصرخ الممثل نعيم حلاوي في أحد البرامج التلفزيونية الساخرة. وهل تستطيع دولة حماية شعبها ما دامت (على سبيل المثال) غير قادرة على تأمين الكهرباء له أكثر من ساعتين في اليوم، أو على فتح طريق أسيرة بوصلة ضيعت الاتجاه واختلط عليها العدو (كما نتمنى لو يشارك فضيلة الشيخ أحمد الأسير في قطع الطريق على العدو الاسرائيلي الذي يهدد بالعودة بدلاً من قطعها على المُهدَّدين من اسرائيل ليل نهار)، وهي - الدولة - غارقة في الفساد من رأسها حتى أخمص مسؤول فيها (بمشاركة جميع الأخوة الأعداء، نعم الجميع)؟يفهم الجنوبي هواجس أخوته في الوطن، ويعرف في نهاية المطاف أن كل سلاح مآله كنف الشرعية الرسمية (لأن شرعيته الأخلاقية مُستمَدة من دماء الشهداء)، بل الأفضل له ولحملته كنف الشرعية كي لا يبقى أشبه بالايتام على موائد اللئام. لكنه يتمنى أيضاً على أخوته في الوطن أن يفهموا هواجسه ومخاوفه ومعاناته المستمرة منذ قيام الكيان الغاصب على أرض فلسطين حتى الآن، بل حتى الغد أيضاً. لا يمانع الجنوبي في أن يقوم «حزب الله» بمراجعة المرحلة السابقة بكل ايجابياتها وسلبياتها، بكل أفراحها وأتراحها، وأن يعيد قراءة علاقاته مع بقية مكوّنات الوطن اللبناني على ضوء التحولات والتغيرات الجارية في المنطقة، وأن يوازن في موقفه من القضية السورية بين عرفانه لنظام دعمه وآزر مقاومته وحق الشعب السوري أخلاقياً وانسانياً ووفق كل الشرائع والمعايير بالحرية والديموقراطية أسوّة بكل الشعوب العربية من المغرب الى البحرين. الانحياز للحرية يكون بالجملة لا بالمفرّق. لكن - الجنوبي - يأمل أيضاً أن يفعل الآخرون الأمر نفسه، ان يراجعوا أنفسهم ويفكوا رهانهم على دول لا تهتم الا بمصالحها الاستراتيجية ولا تقيم وزناً للشعوب والأوطان المعذبة. فهل من المستحيل أن يتلاقي صنّاع التحرير مع دعاة الحرية، وأن يطرح الطرفان على طاولة الحوار كل الهواجس والمخاوف والشكوك المتبادلة، ولا مانع من أن تغدو طاولة الحوار نواة لعقد اجتماعي جديد على قاعدة اتفاق الطائف، كي لا يقال ان ثمة نيات مبيتة للانقلاب عليه، بل لتنفيذه وتطبيقه على الوجه الصحيح بما يضمن التأسيس لدولة جامعة لكل أبنائها قادرة على حمايتهم، ليس من العدوان فحسب، بل من جرائم القتل والاغتيالات ومن الفوضى والفساد، ومن الأعاصير التي تضرب المنطقة من كل حدب وصوب، ولا يعرف أحد على ماذا تستقر صورتها وخرائطها. ليعترف كل منا بالآخر، ليتفهم كل منا هواجس الآخر، ليحترم كل منا شهداء الآخر ورموزه، ليبتعد كل منا عن لغة التخوين والتكفير، ولننصت معاً الى هدير الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي يملأ فضاءنا، والى تهديدات جنرالات الحرب الإسرائيليين تصمّ آذاننا. ولا يراهنن أحد على متغيرات الخارج والجوار. فلطالما كانوا وحدهم في الميدان (أعني المقاومين على اختلاف مراحلهم وطوائفهم ومذاهبهم وتياراتهم السياسية منذ الستينيات إلى يومنا هذا) وكانوا قادرين على إلحاق الهزيمة بالمحتل.نحن لبنانيون قبل أن نكون مسيحيين ومسلمين، قبل أن نكون سنّة وشيعة ودروزاً، قبل أن نكون جنوبيين وشماليين، قبل أن نكون 8 و14. فهل ينطلق حوارٌ حقيقي صادق لأجل لبنان، لا لتقطيع الوقت وانتظار كل طرف لتطورات ومستجدات تصب في مصلحته ومصلحة غلبته على الآخر. ألم نشبع استقواء بالخارج عل بعضنا البعض، والتجارب علمتنا أن الخارج لا يريد ولا يفهم سوى لغة مصالحه. منذ قيام لبنان ونحن على درب الجلجلة، فمتى تكون القيامة؟ فلتقم الدولة حقاً ولتنتف الحاجة الى كل ما هو خارجها سلماً وحرباً، ولتتنكب مسؤوليتها فعلاً لا قولاً، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، لتنتفي الحاجة ليس فقط للسلاح، بل لسكاكين المطبخ وشفرات الحلاقة. فلتقم الدولة الآن.
-السفير ادمون صعب: لـبـنـان الجـديـد
وبرغم اندحار العدو واعترافه بهزيمته أمام حفنة من المجاهدين المؤمنين الأبطال، فإن الحرب على المقاومة لم تتوقف، من جانب إسرائيل وحليفتها أميركا ووكلائها الإقليميين والمحليين.لم تتصور إدارة بوش أن الحرب التي شاءتها من أجل قيام شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل، ستنتهي بسقوط مشروعها، وتحول المقاومة قوة إقليمية ورقماً صعباً في المعادلة الدولية.وظهر للوجود، للمرة الأولى، لبنان جديد، هو لبنان القوي بإرادة شعبه وتصميمه على الدفاع عن أرضه وكرامته، الأمر الذي أزعج المنظومة المحلية التي طالما فاخرت بأن قوة لبنان في ضعفه، وأن هذا البلد الصغير ليس مصنوعاً للحروب، وأنه يفضّل الهزائم والانصياع على الانتصار والممانعة.بل هي المرة الأولى التي يقف فيها الجيش والشعب والمقاومة، في مواجهة أعتى القوى وأشدها تسليحاً وعتاداً. لقد غيّر هذا الثلاثي مجرى التاريخ في المنطقة. والمعركة السياسية المستمرة منذ ست سنوات هدفها واحد: القضاء على هذا المثلث الذي تقزّمت أمامه كل القوى المعادية للبنان الجديد، وتعرض الطرف المسيحي فيه، والذي كان الرافعة التي أزعجت أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد، الى «حروب كونية»، خرج منها هو الآخر منتصراً.وبينما المقاومة تزداد قوة وتسليحاً بالإيمان والعتاد، كان أخصامها يراهنون على محاصرتها لتجريدها من السلاح، سواء بمطالبات خارجية وباشتراكات داخلية للجلوس حول طاولة الحوار، او المشاركة في الانتخابات.ولما فشلوا في رهانهم، خصوصاً في طاولة الحوار، لجأوا إلى التسليح المضاد على قاعدة مذهبية، الأمر الذي أدخل لبنان في دائرة الخطر. وبدلا من أن تؤدي أحداث سوريا إلى تضامن وطني لحماية المقاومة، ولبنان تالياً، من الأخطار الخارجية، والإسرائيلية في الدرجة الأولى، راحت الأبواق المعادية تتوعد المقاومة بـ«مصير غامض» في حال سقوط النظام السوري، كأن المقاومة هي سلاح فحسب، بينما هي رجال أبطال نذروا أنفسهم للدفاع عن شعبهم وأرضهم، وحمايتهما بالمهج والارواح. وهذا ما جعل الانتصار على العدو أمراً محتماً، بل قدراً لا يُرد.اليوم، في ذكرى «حرب تموز»، يشعر المثلث الاستراتيجي، الجيش والشعب والمقاومة، بأنه أقوى مما كان، وخصوصاً التلاحم بين الجيش والمقاومة، والتكافل والتضامن بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، لمقاومة الفساد والمحسوبية وسرقة المال العام، وافقار البلد بإرهاقه بالديون الخارجية، برغم العواصف التي تعرض لها، وقد خرجا منها أقوى وأمنع من السابق.وفي جو الانقسام الداخلي الذي أخذ طابعاً مذهبياً في بعض الأوقات بين 8 و14 آذار، تبدو صورة الانقسام الحالية بين من يريد المقاومة، كقوة شريفة ترفع رأس لبنان، وبين من يريدها بدون روح، مجرّدة من السلاح، كما يريد لبنان مطأطئ الرأس مستسلماً للعدو الطامع بأرضه ومياهه ونفطه وغازه: مستوطنة، فاقدة الهوية والكرامة.وهذا ما لن يتحقق، ما دام في لبنان مقاومون مستعدون للاستشهاد.ان لبنان الجديد وُلد في تموز 2006، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
أخبار محلية متفرقة
- السفير: المحكـمـــة الدولـيـــة تســتـلـم حصــتـهـا.. الموازنــة تُعيــد للحكومــة «توازنـها»
أقرت الحكومة أمس مشروع قانون موازنة العام 2012، كما أحاله وزير المالية محمد الصفدي، من حيث الأرقام، مسحوبة منه كل الضرائب الجديدة، من زيادة ضريبة القيمة المضافة، إلى زيادة الضريبة على فوائد الودائع المصرفية، بما يخفف الضغط على المستهلك من جهة، والقطاع المصرفي والقطاعات الاقتصادية من جهة ثانية. وتُعتبر الخطوة بمثابة إنجاز مهم للحكومة، لعله جاء في الوقت المناسب لها، لإنعاشها ببعض جرعات «الأوكسيجين»، بعد مرحلة «الجفاف» التي عانت منها، في موازاة الحملات المستمرة التي تتعرض لها من قبل فريق 14 آذار. إنجاز آخر حققه الرئيس نجيب ميقاتي، بتنفيذ بند تمويل المحكمة الدولية عن العام 2012 بمبلغ قدره 26 مليون يورو، بموجب اعتماد خاص من رئاسة مجلس الوزراء، وبقرار من ضمن صلاحيات رئيس الحكومة، في تكرار لسيناريو التمويل السابق، ما استوجب سحب بند المحكمة من مشروع قانون الموازنة، تلافياً لبند خلافي يؤخر إقرارها. وفي سياق متصل، أعلنت المحكمة في بيان امس «أنها تسلمت مساهمة لبنان في ميزانية العام 2012 من الحكومة اللبنانية التي حولت صباح أمس مبلغا بقيمة 26927270 يورو، أي ما يعادل نسبة 49 بالمئة من ميزانية المحكمة». من جهة أخرى، لم تستجب غرفة الدرجة الأولى في المحكمة، برئاسة القاضي روبرت روث، للدفوع المقدمة من قبل محامي الدفاع ويطلبون فيها تعليق الإجراءات الغيابية، او اعادة النظر فيها. وأشارت المحكمة الى ان غرفة الدرجة الأولى ردّت الدفوع، حيث قال القضاة في قرارهم: «ان الغرفة لا تستطيع أن تجد أيّ وقائع أو حجج جديدة تظهر حصول خطأ في التعليل القانوني يستدعي إعادة النظر في قرارها المؤرخ في 1 شباط 2012 لتجنّب ظلم أيّ من المتهمين الأربعة». واستغربت أوساط قانونية متابعة لملف المحكمة ان يصدر روث قراره قبل القرار المنتظر خلال الأيام المقبلة، والذي سيفصل في قانونية او عدم قانونية إنشاء المحكمة، إلا اذا كان القرار المتخذ مقدمة للقرار حول شرعية المحكمة وقانونيتها. وفي موازاة تمويل المحكمة، قررت الحكومة وقف تمويل الخدمات الاستشفائية التي كانت تقدم للنازحين السوريين الموجودين في لبنان. وقالت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير»، انه ليس صحيحا ما يروجه البعض، حول ان تمويل المحكمة تم في مقابل وقف المساعدات الاستشفائية للنازحين، مشددة على ان الحكومة فصلت منذ البداية الموضوع الانساني لهؤلاء عن أي أمر آخر. وأوضحت الأوساط، ان ق?