تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وخاصة الردود الدولية على ما جرى في قرية التريمسة في ريف حماه..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وخاصة الردود الدولية على ما جرى في قرية التريمسة في ريف حماه..
السفير
المعارضة ترفع إلى 305 عدد القتلى بينهم «عشرات المسلحين»
التريمسة: تجاذب غربي ـ روسي .. وروايات متضاربة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تحول قتلى قرية التريمسة في ريف حماه أمس، إلى عنوان جديد للاستقطاب الدولي بين الغرب وحلفائه العرب من جهة، وبين روسيا من جهة اخرى، في ظل المشاورات الجارية في نيويورك حول مشروع قرار جديد من مجلس الأمن الدولي. وفيما أدانت موسكو «الجريمة» داعية إلى فتح تحقيق، وموجهة أصابع الاتهام إلى «قوى تسعى لزرع بذور الحقد الطائفي»، دعت فرنسا مجلس الأمن إلى «تحمل مسؤولياته»، واتهمت أميركا النظام بالقتل «المتعمد للمدنيين».
إلا أن تفاصيل ما جرى أمس الاول في التريمسة بقيت معلقة بين روايات متباينة، اجتمعت بالرغم من ذلك، على وجود عدد كبير من المسلحين بين القتلى، في منطقة تشهد مواجهات عسكرية منذ فترة.
وأعرب المبعوث الدولي والعربي كوفي انان عن «صدمته وروعه» للتقارير حول التريمسة. وتحدث عن «معارك عنيفة وعدد كبير من الضحايا واستخدام مؤكد لأسلحة ثقيلة مثل المدفعية والدبابات والمروحيات». وقال انان في رسالة إلى مجلس الأمن «مما يدعو للأسى .. لدينا الآن دليل قاتم آخر على استمرار الاستهانة بقرارات المجلس»، مشيراً إلى أنه حث المجلس يوم الأربعاء الماضي على أن يبعث برسالة مفادها أن عدم الامتثال ستكون له عواقب.
من جهتها، عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «غضبها الشديد» بشأن تقارير عن هجوم للحكومة السورية في منطقة حماة وحثت مجلس الأمن الدولي على أن يوضح لدمشق أنه ستكون هناك عواقب. وقالت كلينتون إن الروايات بشأن هجوم الحكومة على قرية التريمسة تقدم «دليلاً قاطعاً على أن النظام قتل مدنيين أبرياء عمداً».
وأضافت كلينتون في بيان «ندعو لوقف فوري لإطلاق النار داخل حماه وحولها للسماح لبعثة المراقبة الدولية بدخول التريمسة. سيتم تحديد ومحاسبة مرتكبي تلك الفظائع».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي ان «هذه الجريمة الجديدة، اذا تأكدت تظهر مرة اخرى هروب قاتل الى الأمام يقوم به نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد ويظهر ضرورة القيام بتحرك قوي في مجلس الامن الدولي». وقال «بالطبع على بشار الأسد الرحيل لكي يمكن بدء انتقال سياسي».
وقال فاليرو إن «تشديد الحزم ينبغي ان يمر من الآن فصاعداً عبر التهديد بعقوبات من مجلس
الأمن...حان الوقت ليتحمل الكل مسؤولياته، فرنسا تتحمل مسؤولياتها». ورفضت روسيا أمس الاول، مشروع قرار في مجلس الامن الدولي قدمه الغربيون وينص على فرض عقوبات على الحكومة ان لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المعارضة.
وأشار فاليرو الى ان «المباحثات تتواصل اليوم (الجمعة) حول هذا النص والذي نرغب في ان ينال تأييد غالبية كبرى من اعضاء مجلس الامن».
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاتشيفيتش في بيان «ندين بشدة هذه الجريمة الدامية». وأضاف إن روسيا «تشدد» على ضرورة إجراء تحقيق في هذه المجزرة وتعرب عن «تضامنها الصادق» مع الشعب السوري. وتابع المتحدث قائلا «ليس لدينا ادنى شك في ان (المجزرة تصب) في مصلحة قوى لا تسعى الى السلام، لكنها تسعى الى زرع بذور الحقد الطائفي والحرب الأهلية على الارض السورية، وتستخف بمآسي ومعاناة الشعب السوري». كما جدد المتحدث دعوة موسكو «لكل اطراف النزاع» الى «وقف فوري لإطلاق النار».
من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره التونسي المنصف المرزوقي، الذي بدأ زيارة لمصر أمس، دعمهما للشعب السوري، مؤكدين رفضهما تدخلاً عسكرياً خارجياً ضد سوريا. وقال مرسي «نحن مع الشعب السوري في كفاحه، وكذلك ضد التدخل العسكري الأجنبي في سوريا. ويجب أن نتخذ خطوات لحقن دماء الشعب السوري»، الأمر الذي كرره المرزوقي قائلاً «نحن مع الشعب السوري في كفاحه وثورته وضد التدخل العسكري في الشأن السوري، وسنواصل الضغط من أجل حل سياسي للأزمة السورية»، محذراً من أن أي تدخل عسكري لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة.
الرواية
وحمّل «المجلس الوطني السوري» مسؤولية «المجزرة» للنظام السوري ولروسيا، التي اعتبر أنها أصبحت جزءاً من الأزمة في سوريا. وأفاد المجلس بأن عدد الذين سقطوا في التريمسة يصل إلى 305 قتلى ومئات الجرحى. وطالب سيدا مجلس الأمن بعقد اجتماع عاجل لحماية الشعب السوري، مشدداً على أن «حماية السوريين لا تحتاج إلى أي شرعية تستند إليها».
وأشار سيدا إلى أن «كوفي أنان بدأ يبتعد عن المهمة التي أوكلت إليه»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الروس لا يزالون متمسكين بموقفهم».
وفيما تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن سقوط 220 قتيلا في التريمسة، جاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «شهداء المجزرة سقطوا جراء القصف وخلال الاقتحام والعملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة التريمسة». وأشار في بيان صدر أمس الى «توثيق أسماء اكثر من 100 مواطن سقطوا خلال القصف والعمليات العسكرية والاشتباكات في بلدة التريمسة في ريف حماه، بينهم العشرات من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة».
وقال بيان المرصد ان «بعض الشهداء قتل بالسلاح الابيض»، وإن «عشرات الشهداء أعدموا ميدانياً وبينهم مواطنون من قرى مجاورة» للتريمسة. وكان المرصد ذكر في وقت سابق ان 150 شخصاً قتلوا في «المجزرة» أمس الاول.
في المقابل، قال عضو في شبكة «شام» الإخبارية المعارضة يدعى جعفر إن «عدد الشهداء المدنيين لا يتجاوز سبعة بحسب التعداد الذي وصلنا حتى الآن»، مشيراً الى انهم قتلوا في القصف. وأضاف «بقية الشهداء من الجيش الحر». وروى جعفر أن «رتلا من الجيش النظامي كان متوجهاً الى ريف حماه، عندما ضربه الجيش الحر وأخذ غنائم». وأضاف ان الجيش النظامي «هاجم على الأثر الجيش الحر المتمركز في التريمسة بمساعدة القرى العلوية المجاورة، وصمد الجيش الحر قرابة ساعة، قبل ان يتمكن الجيش النظامي من السيطرة على التريمسة وقتل افراد من الجيش الحر». (تفاصيل ص 21)
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر إعلامي لم تسمه «إن قنوات الإعلام الدموي بالشراكة مع المجموعات الإرهابية المسلحة ارتكبت مجزرة بحق أهالي قرية التريمسة في ريف حماه في محاولة لتأليب الرأي العام ضد سوريا وشعبها واستجرار التدخل الخارجي عشية اجتماع لمجلس الأمن الدولي». وأضاف المصدر للوكالة ان «قنوات الإعلام الدموي استنفرت أدواتها من مجلس اسطنبول للمتاجرة بدماء السوريين الأبرياء الذين قضوا بنيران المجموعات الارهابية المسلحة في القرية». لكن مصدراً عسكرياً سورياً عاد وأعلن حسبما نقلت وكالة «سانا» الرسمية، ان القوات المسلحة السورية قتلت «عددا كبيرا من الارهابيين» في التريمسة حيث نفذت «عملية نوعية» لم تؤد الى وقوع ضحايا بين المدنيين.
ولم تتمكن بعثة المراقبين الدوليين من الوصول إلى القرية أمس، لكنها أشارت إلى أنها راقبت عمليات عسكرية كثيفة في المنطقة، تقودها القوات الجوية السورية، باستخدام صواريخ ومروحيات وأسلحة ثقيلة أخرى.
إلى ذلك، خرج المتظاهرون الى الشوارع في «جمعة إسقاط أنان، خادم سوريا وإيران» في محافظات دمشق وريفها وإدلب وحماه ودير الزور وحلب ودرعا. وقتل 25 مدنياً و24 جندياً نظامياً و26 مقاتلاً معارضاً في اشتباكات وعمليات قصف وإطلاق نار في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب «المرصد».
النهار
مجزرة التريمسة تُغضب الغرب وتصدم أنان
سوريا تنقل سراً بعض أسلحتها الكيميائية
وتناولت صحيفة النهار مجزرة التريمسة وكتبت تقول "أثارت المجزرة التي ارتكبتها القوات النظامية في قرية التريمسة بريف حماه الخميس وذهب ضحيتها اكثر من 200 مدني ومقاتل من المعارضة غضباً غربياً، فدعت الولايات المتحدة الى رد دولي منسق، وقال المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الذي أعرب عن صدمته، ان المجزرة انتهاك لالتزامات الحكومة السورية حيال خطته ذات النقاط الست و"استخفاف" بالقرارات الدولية. ودعت المعارضة السورية مجلس الامن الى تحرك عاجل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. واعتبرت جماعة "الاخوان المسلمين" ان الرئيس بشار الاسد ليس وحده المسؤول عن المجزرة وانما انان والروس والايرانيون". وقال "مجلس قيادة الثورة في حماه" إن ما حدث في التريمسة حالة تطهير عرقي.
وقال ناشطون سوريون ان بين القتلى عشرات من مقاتلي "الجيش السوري الحر" الذين كانوا يدافعون عن القرية فضلاً عن مدنيين. أما الجيش السوري، فجاء في بيان له ان القتلى كافة من مقاتلي المعارضة وان ليس بينهم مدنيون. وافاد تقرير لبعثة المراقبة الدولية التي لم تتمكن من الوصول الى المكان ان هؤلاء سقطوا في معركة هي امتداد لعملية تشنها القوات الجوية في المنطقة الممتدة بين خان سيخون وصوران، وان العمليات كانت لا تزال مستمرة. ودعت روسيا الى التحقيق في المجزرة وقالت ان المستفيد منها هم الاطراف الذين يريدون تأجيج الصراع الطائفي في سوريا. (راجع العرب والعالم)
وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن غضبها الشديد من تقارير عن هجوم للحكومة السورية في منطقة حماه وحضت مجلس الأمن على أن يوضح لدمشق أنه ستكون هناك عواقب. وقالت إن الروايات عن هجوم الحكومة على التريمسة تقدم "دليلاً قاطعاً على أن النظام قتل مدنيين أبرياء عمداً". وأضافت: "ندعو لوقف فوري للنار داخل حماه وحولها للسماح لبعثة المراقبة الدولية بدخول التريمسة...سيتم تحديد مرتكبي تلك الفظائع ومحاسبتهم".
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بالمجزرة قائلاً :"أندد بأشد العبارات الممكنة بهذا التصعيد الصارخ للعنف... وأدعو الى تنفيذ قرارات مجلس الامن والى ممارسة المسؤولية المشتركة من خلال اتخاذ عمل جماعي ضروري بموجب ميثاق الامم المتحدة". واعتبر ان المجزرة "تلقي بظلال خطيرة من الشك" على التزام الأسد خطة انان للسلام.
وحض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا والصين على تغيير موقفيهما من الأزمة السورية ودعم تحرك الأمم المتحدة نحو فرض عقوبات أشد على حكومة الأسد.
وفي بروكسيل، عبرت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين آشتون عن "عميق صدمتها من المعلومات عن هذا القتل الوحشي لما لا يقل عن 200 رجل وامرأة وطفل في بلدة التريمسة بمنطقة حماه".
وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بالمجزرة، ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرارات سريعة تحت الفصل السابع لوضع حد للمأساة التي يعانيها الشعب السوري.
نقل الاسلحة الكيميائية
على صعيد آخر، قال مسؤولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سراً على ما يبدو بعض الأسلحة الكيميائية من مواقع التخزين من غير ان يتضح ما إذا كانت هذه العملية هي مجرد إجراء أمني احتياطي وسط فوضى الصراع هناك أم انه اجراء ذو مغزى.
ورأى بعض المحللين أن هذه الخطوة تخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل في الحفاظ على الأسلحة من حركة التمرد الآخذة في التوسع وحرمان خصوم سوريا في الغرب أي ذريعة للتدخل من أجل تأمين المواد الخطرة.
وتنفي الحكومة السورية تنفيذ هذه العملية التي وردت تقارير أولى عنها في صحيفة "الوول ستريت جورنال"، ولكن لا معلومات حاسمة عن المواد التي تشملها هذه العملية. وتفيد تقارير ان مخزون سوريا غير المعلن يشمل غاز الاعصاب (السارين) وغاز الخردل والسيانيد.
لكن التقارير تساهم في اعطاء انطباع عن تداعي سيطرة الحكومة على أجزاء من سوريا وتزيد على الارجح القلق الدولي مما يعتقد أنه أكبر مخزون من الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول اسرائيلي ان هذه التحركات تعكس مع ذلك محاولة من الأسد لاتخاذ "ترتيبات لضمان عدم وقوع الأسلحة في أيد غير مسؤولة". وأضاف: "هذا من شأنه أن يدعم الاعتقاد أن هذا الأمر يتم التعامل معه بطريقة مسؤولة حتى الان".
وفي واشنطن، أكد مسؤول في مجلس الأمن القومي ان الحكومة الاميركية تلقت تقارير عن عمليات نقل للأسلحة الكيميائية، لكنها غير متأكدة من الأسباب.
وقال مسؤول اميركي ثان إن عمليات النقل التي وردت تقارير في شأنها "جديدة نسبياً" لكنها ليست بالضرورة مخيفة جداً.
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل بأن "البنتاغون" يعتقد ان الأسد لا يزال يسيطر على الأسلحة الكيميائية، لكن الولايات المتحدة وشركاءها يراقبون عن كثب. وأضاف: "سنحذرهم طبعاً بقوة من أي نية لاستخدام تلك المخزونات. سيكون ذلك تجاوزا لخط أحمر خطير".
وقال محللون ان دمشق تشعر بالقلق من أن مجرد ظهور كونها لا تتمتع بالسيطرة بنسبة مئة في المئة على هذه المواد يمكن أن يؤدي الى عمل عسكري من الغرب لتأمين هذه المواقع ومنع وقوعها في أيدي متشددين اسلاميين.
وتتحدث تقارير وسائل الاعلام الغربية عن وجود المواقع المشتبه فيها في نحو ست مدن وبلدات بينها دمشق واللاذقية وحماه ومحيط حلب.
الأخبار
«المجزرة» تظلّل المواقف الدولية... والمناقشات مســتمرّة
وكتبت صحيفة الأخبار تقول "ظلّلت «مجزرة» التريمسة مواقف الدول الغربية، حيث حمّلت موسكو مسؤوليتها لـ«قوى تسعى الى زرع بذور الحقد الطائفي»، فيما رأى البيت الأبيض أنّ ما حدث «يزيل أي شك» في ضرورة تحرّك المجتمع الدولي.
اتهم المبعوث الدولي الى سوريا، كوفي أنان، الحكومة السورية «بالاستخفاف» بقرارات الامم المتحدة، بعد مجزرة التريمسة، التي قتل خلالها أكثر من 150 شخصاً. وأشار أنان، في رسالة بعثها إلى مجلس الأمن، إلى أنّ التقارير الجديدة بشأن مذبحة على يد القوات الحكومية في سوريا تُظهر تجاهل قرارات الأمم المتحدة، مما يجعل من الضروري توجيه رسالة بأن هذا ستكون له عواقب. وأعرب أنان عن «صدمته وروعه» من الأنباء عن «معارك كثيفة»، وعن سقوط عدد كبير من الضحايا في قرية التريمسة.
وقال أنان «من الملحّ جداً أن تتوقف أعمال العنف وهذه الفظاعات، ومن المهم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم الحكومات التي لها نفوذ بممارسته على نحو فعّال للتأكد من توقف العنف على الفور». وكرّر أنان القول إن استخدام الحكومة السورية للمدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر ضد قرية التريمسة ينتهك التزاماتها، بموجب خطة السلام التي وافقت عليها الأمم المتحدة.
من ناحيتها، وصفت الولايات المتحدة الأميركية مجزرة التريمسة في سوريا بأنها «كابوس»، وسط ازدياد الضغوط الغربية في اتجاه قرار دولي أشدّ وطأة على دمشق. وكتبت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة، سوزان رايس، على صفحتها عبر «تويتر» أن الوضع الميداني يجسّد «بطريقة مأسوية الحاجة لتدابير ملزمة في سوريا». وأضافت رايس، في «تغريدة» ثانية، أنّ «النظام السوري استخدم المدفعية والدبابات والمروحيات ضد رجاله ونسائه، وقام بتوجيه عصابات الشبيحة حاملين سكاكين على أطفاله».
من جانبه، أكد مساعد المتحدث باسم البيت الابيض، جون ايرنست، أنّ مجزرة التريمسة «تزيل أي شك» في ضرورة رؤية «المجتمع الدولي يتحرك بطريقة منسقة في الامم المتحدة». وأشار ايرنست، للصحافيين الموجودين على الطائرة التي أقلّت الرئيس باراك اوباما الى ولاية فرجينيا، حيث يشارك الرئيس في سلسلة لقاءات انتخابية، الى أن هذه المجزرة تصبّ في اتجاه تعزيز الدعم الدولي لزيادة الضغط على النظام السوري.
وفيما دانت روسيا «بشدة» مجزرة التريمسة، دعت الى تحقيق في هذه «الجريمة الدامية»، محمّلة المسؤولية الى «قوى تسعى الى زرع بذور الحقد الطائفي» في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية، الكسندر لوكاتشيفيتش، إن روسيا «تشدد» على ضرورة اجراء تحقيق في هذه المجزرة، وتعرب عن «تضامنها الصادق» مع الشعب السوري. وتابع المتحدث «ليس لدينا أدنى شك في أن المجزرة تصبّ في مصلحة قوى لا تسعى الى السلام، لكنها تسعى الى زرع بذور الحقد الطائفي، وحرب أهلية على الارض السورية، وتستخف بمآسي ومعاناة الشعب السوري»، كما جدد المتحدث دعوة موسكو «لكل اطراف النزاع» الى «وقف فوري لاطلاق النار».
وفي سياق آخر، قالت روسيا، أمس، إنها ستدعو مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان للعمل عن كثب مع المعارضة السورية، خلال محادثات تعقد في موسكو الاسبوع المقبل. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله، «كي نكون صادقين نحن لا نرى شركاءنا على استعداد للعمل مع المعارضة السورية، حيث يؤدي كوفي أنان دور الوسيط الرئيسي في هذه العملية». وأضاف «للأسف حتى الآن لا نرى أي نتائج عملية لاتصاله وفريقه بالمعارضة».
بدورها، رأت فرنسا أن مقتل 150 شخصاً في التريمسة، يشير الى «هروب الى الامام يقوم به النظام»، داعية مجدداً مجلس الامن الدولي الى «تحمل مسؤولياته». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو، خلال مؤتمر صحافي، إن «هذه المأساة تعكس كم يترتب على الحكومة السورية القيام بخطوة أولى في اتجاه وقف اعمال العنف».
وأضاف فاليرو إن «هذه الجريمة الجديدة، إذا تأكدت تظهر مرة أخرى هروب قاتل الى الامام، يقوم به نظام بشار الاسد، ويظهر ضرورة القيام بتحرك قوي في مجلس الامن الدولي». وقال «بالطبع على بشار الاسد الرحيل لكي يمكن بدء انتقال سياسي». ولفت إلى أن «تشديد الحزم ينبغي أن يمرّ من الآن فصاعداً عبر التهديد بعقوبات من مجلس الامن، حان الوقت ليتحمل الكل مسؤولياته، فرنسا تتحمل مسؤولياتها».
إلى ذلك، أنهى خبراء من الدول الأعضاء في مجلس الأمن جلسة مشاورات، صباح أمس، دون التوصل إلى نتيجة بشأن مشروع القرار الغربي الخاص بالأزمة السورية. ويوجّه المشروع الإدانة حصراً إلى الحكومة السورية على العنف، الذي يدور في البلاد. ويدين «أي» عنف يمكن أن يكون قد صدر عن المجموعات المسلحة. ويندرج المشروع، أيضاً، تحت البند 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أي يهدد بفرض عقوبات اقتصادية وأخرى دبلوماسية في حال عدم الامتثال. وبقيت الخلافات كبيرة بين الوفدين الروسي والصيني من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى. وتقرّر عقد جلسة مشاورات لاحقة على مستوى مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية، علماً بأن المندوب الروسي فيتالي تشوركين ليس في نيويورك حالياً، لكن شارك نيابة عنه نائبه الكسندر بانكين.
وقالت مصادر خاصة لـ«الأخبار» إن المشاورات لا تزال تظهر فارقاً شاسعاً بين الأطراف، «ويبدو أن الأميركيين والأوروبيين ما عادوا حريصين على التجديد لبعثة المراقبين الدوليين في دمشق رهاناً على حسم الأمور عسكرياً. فهم ينظرون إلى خطة أنان الأخيرة على أنها تُلقي بطوق نجاة لنظام الرئيس بشار الأسد، في وقت بات يعاني فيه صعوبات ميدانية كبيرة، بعد إنشاء منطقة عازلة في الشمال قرب الحدود التركية، منطقة يراهنون على توسعها بحيث تشمل مدينة حلب». وأكدت المصادر، أيضاً، أن «الجنرال روبرت مود بصدد تقديم استقالته شعوراً منه بأن مهمة المراقبين تتعرض للعرقلة من عدة جهات».
اللواء
«مجزرة التريمسة»: كلينتون تتهم النظام والمعارضة لحماية مجلس الأمن
تظاهرات صاخبة تطالب بإسقاط مهمة أنان .. وهولاند يحمل موسكو والصين مسؤولية «الفوضى والحرب»
من جهتها كتبت صحيفة اللواء تقول "أجمع المجتمع الدولي على إدانة مجزرة قرية التريمسة بالقرب من حماة التي ذهب ضحيتها أكثر من 220 شخصا،وانضمت روسيا الى هذه الإدانات مطالبة بتأليف لجنة تحقيق بعدما دخلت المجزرة بضغط قوي على مناقشات مجلس الأمن في وقت اعلنت بعثة المراقبين الدوليين انها منعت من دخول بلدة التريمسة ،وكالعادة تبادلت الحكومة والمعارضة المسلحة الاتهامات حوله المجزرة ، في حين خرج الاف السوريين بتظاهرات «جمعة اسقاط انان، خادم سوريا وايران» علي وقع استمرار العنف الذي حصد امس٧٥ قتيلا.
وقد عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن غضبها الشديد بشأن تقارير عن هجوم للحكومة السورية في منطقة حماة وحثت مجلس الأمن الدولي على أن يوضح لدمشق أنه ستكون هناك عواقب.
وقالت كلينتون إن الروايات بشأن هجوم الحكومة على قرية التريمسة تقدم «دليلا قاطعا على أن النظام قتل مدنيين أبرياء عمدا».
من جهته ،اتهم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الحكومة السورية «بالاستخفاف» بقرارات الامم المتحدة بعد مجزرة التريمسة .
واعتبر انان في مذكرة وجهها الى مجلس الامن الدولي انه بات «واجبا» على مجلس الامن ممارسة ضغوط لتطبيق خطته للسلام وان «يوجه رسالة الى الجميع يحذر فيها من عواقب بحال عدم تطبيق» هذه الخطة.
وفي رسالة مرفقة بالمذكرة، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون (اكرر بان كي مون) ان المجزرة الجديدة تمثل «تصعيدا فاضحا» في النزاع السوري.
واستأنفت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي امس محادثاتها حول مشروع قرار، في وجود نصين متعارضين، الاول تقدم به الغربيون ويهدد دمشق بعقوبات في حال لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والثاني روسي لا يتضمن اي اشارة الى عقوبات.
وكان رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا طالب مجلس الأمن بأن يجتمع على الفور لبحث وسائل حماية الشعب السوري من مجازر النظام في دمشق، وبإجراء تحقيق دولي في سلسلة المجازر السابقة والحاضرة واللاحقة التي تشهدها سوريا.
كما طلب من جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية للبحث في وسيلة تحمي الشعب السوري، «ولو تطلب ذلك إرسال قوات عربية» هناك.
ومن جهتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن «لاتخاذ كافة الإجراءات العاجلة في نطاق كل ما يتيحه ميثاق منظمة الأمم المتحدة من وسائل لوقف نزيف الدماء في سوريا وحماية الشعب السوري».
أما روسيا التي أدانت بدورها مجزرة التريمسة، فقالت إن هذه المجزرة تخدم مصالح من يرغبون في إشعال حرب طائفية في سوريا.
وأعرب نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عن أمله بأن «تجري الولايات المتحدة اتصالات مع جميع أطراف النزاع السوري على غرار ما تفعل روسيا للمساهمة في حل الأزمة».
وفي باريس ،حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا والصين، مشيرا الى ان «عدم القيام بأي تحرك تجاه سوريا سيجلب الفوضى والحرب»، مشددا على ان «الفوضى والحرب تعمان سوريا لاننا لم نتحرك».
دان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «الجريمة الشنعاء في التريمسة مشددا علي أن «مسؤوليتها تقع على عاتق الحكومة السورية . داعيا لاصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع .
وفي القاهرة ، اكد الرئيسان المصري محمد مرسي والتونسي المنصف المرزوقي ، دعمهما للشعب السوري ورفض تدخل عسكري خارجي . وكانت الحكومة والمعارضة المسلحة تبادلت الاتهامات بالمسؤولية عن المجزرة . وقال مجلس قيادة الثورة في حماة في بيان إن اكثر من 220 شخصا سقطوا في التريمسة. وأضاف أنهم لاقوا حتفهم بنيران الدبابات وطائرات الهليكوبتر والقصف المدفعي وخلال إعدامات بلا محاكمة. وأفادت تقارير للمعارضة بمقتل مقاتلين من الجيش السوري الحر في المعركة.
بالمقابل، قالت الرواية الحكومية السورية إن «الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت أمس الاول بعد مناشدات من الأهالي مع مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة التريمسة كانت تطلق النار بشكل عشوائي على أهالي البلدة».
وقد منعت السلطات السورية بعثة المراقبين الدوليين من دخول بلدة التريمسة المنكوبة، وقال المراقبون إن العمليات العسكرية لا تزال تجري في محيط البلدة ووثقوا سماع أكثر من مائة انفجار في المنطقة.
وكان رئيس البعثة الجنرال روبرت مود قال إنهم على استعداد لدخول التريمسة إذا كان هناك وقف للنيران ذو مصداقية.
وفي التطورات الميدانية اطلقت القوات النظامية النار على المتظاهرين في دمشق ومدينة حلب، شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى مقتل 75 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في البلاد. وخرج المتظاهرون الى الشوارع في «جمعة اسقاط انان، خادم سوريا وايران» في محافظات دمشق وريفها وادلب (شمال غرب) وحماة (وسط) ودير الزور (شرق) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب).
وقتل 25 مدنيا و24 جنديا نظاميا و26 مقاتلا معارضا امس في اشتباكات وعمليات قصف واطلاق نار في مناطق مختلفة من سوريا.
وبرز امس تجدد الاشتباكات في دمشق في منطقة القزاز وحي التضامن ومخيم اليرموك حيث قتل سبعة اشخاص، بينهم طفل. كما قتل شخص جراء سقوط قذائف هاون على مدينة الضمير في ريف دمشق.
وذكر الاعلام الرسمي السوري ان عبوة ناسفة انفجرت بعد الظهر في سيارة على الطريق الرئيسي لحي المزة في وسط العاصمة السورية اسفرت عن اضرار مادية.
وفي تطور بارز ،قال مسؤولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سرا فيما يبدو بعض الأسلحة الكيماوية من مواقع التخزين لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه العملية هي مجرد إجراء أمني احتياطي وسط فوضى الصراع هناك أم انه اجراء أكثر من هذا.
وفي واشنطن أكد مسؤول في الأمن القومي ان الحكومة الاميركية تلقت تقارير بشان عمليات نقل للأسلحة الكيماوية لكنها غير متأكدة من الأسباب.
وقال مسؤول بارز في الجيش السوري الحر المعارض قبل أسبوعين إن قوات الأسد بمساعدة من إيران تنقل الأسلحة الكيمياوية خارج موقع تل كارتل العسكري على بعد حوالي ١٤كلم الى الجنوب الغربي من مدينة حماة.