طالب الرئيس الليبي معمر القذافي الأسرة الدولية بالتدخل لوقف غارات الائتلاف على قواته التي أرغمت الثوار على التراجع قبل سرت، بعد أن تقدمت داخل مصراتة.
طالب الرئيس الليبي معمر القذافي الأسرة الدولية بالتدخل لوقف غارات الائتلاف على قواته التي أرغمت الثوار على التراجع قبل سرت، بعد أن تقدمت داخل مصراتة. ويفترض أن تشارك أربعون دولة ومنظمة إقليمية في الاجتماع الأول لمجموعة الإتصال المكلفة بالإدارة السياسية للعملية الدولية، التي يتولى الحلف الأطلسي قيادتها العسكرية، بالإضافة الى التحضير لفترة "ما بعد القذافي".
وقال القذافي في رسالة وجهها الى الدول الأعضاء في "مجموعة الإتصال" قبيل بدء اجتماعها الأول في لندن، "أوقفوا عدوانكم الوحشي الظالم على ليبيا".وأضاف في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، "اتركوا ليبيا لليبيين، إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن ". وتابع القذافي" كيف تهاجمون من يقاتل القاعدة؟ أوقفوا هجومكم الوحشي الظالم على بلادنا المسألة الآن تولاها الإتحاد الإفريقي وليبيا تقبل كل ما يقرره الإتحاد الإفريقي".
في القابل، أعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الإنتقالي شمس الدين عبد الملا أن على المجتمعين في مؤتمر لندن أن يقرروا محاكمة الرئيس الليبي معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وفي السياق، أعلنت السفيرة الأميريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أن بلادها لا تستبعد تقديم مساعدة عسكرية للثوار الليبيين "لمساعدتهم الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي". وأضافت رايس أنه "على القذافي أن يتخذ قرار مغادرة السلطة، لكن ليس لدينا مؤشرات تدلّ على أنه مستعد للقيام بذلك". من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الغارات التي تشنها قوات التحالف على ليبيا ستستمر حتى يلبي القذافي شروط الأمم المتحدة ويوقف هجماته على المدنيين، حسب زعمها.
وأوقفت الغارات الجوية لقوات التحالف على أهداف عسكرية للقذافي، هجومه نحو بنغازي معقل المعارضة في شرق البلاد، ثم أتاحت للثوار التقدم سريعاً واستعادة السيطرة على عدد من البلدات والمحطات النفطية شرقاً. كما استهدفت الغارات مواقع مختلفة من البلاد خصوصاً في ضواحي طرابلس. وواصل الائتلاف، الذي يتولى الحلف الأطلسي قيادة عملياته العسكرية، ضرباته على مواقع للقوات الموالية في مزدة وغريان وصرمان وتاجوراء بالقرب من طرابلس.
وتمثل مزدة وغريان بحسب الثوار، القواعد الخلفية لقوات القذافي في هجماتها على مدن منطقة الجبل الغربي ومن بينها زنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما الثوار. كما قصف الائتلاف سبها، معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها الزعيم الليبي، "مما أوقع العديد من الضحايا".
وأكد متحدث باسم الجيش البريطاني أن غارة استهدفت "مخابئ للذخار تستخدم للقوات الحكومية التي تشن هجمات ضد مدنيين في شمال البلاد بما فيه مصراتة". ميدانياً، تراجع الثوار في شرق ليبيا أمام نيران قوات معمر القذافي وباتوا على بعد مئة كلم من سرت التي يريدون السيطرة عليها.
كما تقدمت القوات الموالية لنظام معمر القذافي مدعومة بقذائف دبابات داخل مصراتة (150 كلم شرق طرابلس) التي لا تزال قطاعات عدة فيها خاضعة لسيطرة الثوار.
وبرر الرئيس الأميركي باراك اوباما في كلمة متلفزة قراره التدخل عسكرياً في ليبيا مؤكداً أنه "منع وقوع مجزرة". وحذر أوباما من أن محاولة إطاحة معمر القذافي بالقوة قد تؤدي الى تكرار "أخطاء العراق". من جهة ثانية، أعلن ديبلوماسي في حلف شمال الأطلسي أن الحلف أرجأ تسلمه قيادة العمليات العسكرية حتي يوم الخميس.