29-11-2024 09:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

اللقاء مع الإمام الخامنئي حلم تحقق ومواقف ثورية لنساء من العالم

اللقاء مع الإمام الخامنئي حلم تحقق ومواقف ثورية لنساء من العالم

انصبت عيون النسوة المشاركات في مؤتمر "المرأة والصحوة الإسلامية"، واللواتي بلغ عددهن أكثر من ألف امرأة، على ذلك المقعد المتواضع المنتصب وسط القاعة، وقلوبهن تهفو إلى ذلك القادم، الذي وعدن بلقائه..

مئات النساء في حضرة الإمام القائدانصبت عيون النسوة المشاركات في مؤتمر "المرأة والصحوة الإسلامية"، واللواتي بلغ عددهن أكثر من ألف امرأة، على ذلك المقعد المتواضع المنتصب وسط القاعة، وقلوبهن تهفو إلى ذلك القادم، الذي وعدن بلقائه.. تسابقن للجلوس في المقدمة حرصا لرؤيته قريبا منهن، علّ عيونه تراهن ويتشرفن بمرأى محياه ..انتظرن ساعة كاملة حتى اكتمل الحضور المتنوع من نساء من مختلف بلدان العالم العربي والإسلامي والغربي، بعضهن كن متحفزات، والبعض الأخر لا يصدقن إنهن يجلسن هنا في هذه القاعة التي يطل فيها على العالم خطيبا مؤثرا وقائدا عظيما.. هي قاعة لا تختلف عن تلك القاعة الشهيرة في حسينية جماران، التي كان يخطب فيها السيد روح الله الخميني(قده)، بلونها الأزرق وسجادها البسيط ..وما أن اطل بهامته الشامخة ووجهه الذي يشرق نورا كالشمس، وبخطواته الهادئة حتى وقف الحضور جمعيا هاتفا "لبيك خامنئي".."لبيك خامنئي"..

الإمام الخامنئي يجلس على منصته الخاصة في القاعة وكنت أراهن يهتفن بحماس عال والدموع تترقرق في عيونهن وأخريات أصبتهن نوبة من البكاء ولم يهدأن حتى أشار لهن سماحة الإمام الخامنئي بالجلوس وهو يبتسم لهن ويوزع نظراته على الحضور يمنيا وشمالا. جلس الإمام وهدأت القاعة، هدوءا فرضه تواضع الإمام وهيبة شخصيته التي طغت على كل المشهد. ولكن هذا الهدوء كانت تقطعه شعارات إسلامية جامعة كانت ترددها النسوة المشاركات في المؤتمر، كلما أدلى الإمام الخامنئي بكلام معبر عن شعورهن وعن قضاياهن المشتركة.

 

كلمات نسائية ثورية في محضر الإمام :

الأسيرة المحررة هناء الشلبي تلقي كلمتها أمام الإمام الخامنئيفي بداية هذا اللقاء ألقت بعض النساء المشارکات في الملتقي الدولي للمرأة والصحوة الإسلامية من بلدان مختلفة کلمات طرحن فيها وجهات نظرهن وآراءهن، وهن السيدات: هنا محيي صابر الشلبي - أسيرة حرّة من فلسطين، الدکتورة نجلي محمد کامل - عضوة الهيئة العلمية في جامعة من مصر، هاجر عبد الکافي - دکتوراه حقوق  سجينة سياسية من تونس، حورية محمد أحمد - ناشطة سياسية و دينية من اليمن، انسجام عبد الزهرة جواد - ناشطة ثقافية و إعلامية من العراق، وجدان ميلاد - عضوة الهيئة العلمية في جامعة الزيتونية من ليبيا، والدة الشهيد علي الشيخ الحدث البحريني ذي الـ 14 ربيعاً، رضا آوا - ناشطة ثقافية من جمهورية آذربيجان، مجتهد زاده - زوجة أحد الدبلوماسيين الإيرانيين المختطفين في لبنان، بتول الموسوي - ابنة الشهيد السيد عباس الموسوي من لبنان. و قد أکدت المتحدثات في کلماتهن علي النقاط التالية: تأثير انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية علي الصحوة الإسلامية في المنطقة، الدور و المکانة البارزة للمرأة في النهضات الإسلامية بالمنطقة، ضرورة وحدة البلدان العربية و الإسلامية علي أساس الإسلام، أهمية تبادل التجارب و الآراء بين النساء المسلمات، مواجهة مؤامرة الغرب لتحريف الثقافة و الهوية الإسلامية، استلهام النساء الثائرات النموذج الصالح من حرکة الإمام الحسين (ع) و صبر السيدة زينب الکبري (ع).


أم الشهيد البحريني تتحدث مع الإمام الخامنئي بعدما ألقت كلمتهاوتفاجئ الحضور النسائي بتقدم والدة الشهيد علي الشيخ الحدث البحريني، ذي الـ 14 ربيعاً، من مقعد الإمام الخامنئي، حيث سارع الحرس الخاص بالإمام إلى تسهيل تقدمها منه وسط دهشة الجميع.. وهي بدورها تقدمت بخطوات واثقة ألقت عليه التحية والسلام ودار بينهما حديث قصير رأينا خلاله وجه الإمام يتبسم أكثر من مرة .. ثم بعد لحظات تسلمه والدة الشهيد ظرفاً وتغادر المنصة ..

 

 

بتول الموسوي : كلمتي أمام الإمام الخامئني تكريم لشخص سيد المقاومة
التقى موقع المنار، الذي كان موجودا خلال اللقاء، بابنة الأمين العام السابق لحزب الله سيد شهداء المقاومة الإسلامية بتول عباس الموسوي. وعن سر اختيارها لإلقاء كلمة أمام حضرة السيد الخامنئي(حفظه الله)، تقول "إنه رغم مرور عشرين عاما على استشهاد السيد عباس الموسوي، ما زال وهج قيادة هذا القائد حياً في النفوس، ويقدم له كل تقدير. لأن السيد عباس الموسوي شخصية فريدة من نوعها وهو لم يكن فقط أمينا عاما لحزب الله إنما هو رمز للمقاومة بشخصيته القيادة والقدوة في الوقت نفسه. هذه الشخصية من المستحيل أن تمحوها الأيام والسنون ما زال حيا، وهو شهيد والله سبحانه قال في كتابه الكريم"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". وهم أحياء بقلوب الناس وبقلوب من هم ضحوا لأجلهم ومن أجل أحياء كلمة لا إله إلا الله ومن اجل طرد العدو الصهيوني من أرضهم.. فشخصية من هذا النوع مخلدة في التاريخ والذاكرة الشعبية والحضارية".


صورة الشهيد السيد عباس الموسوي خلال عرض فيلم وثائقي في المؤتمروعن شعورها وهي تلقي كلمتها أمام السيد علي الخامنئي، لم تتمكن من الإجابة لأنها لم تكن قادرة على توصيف شعورها المفعم بالفخر والاعتزاز" لا أستطيع ان أصف لك.. وجه النور وجهه ومحياه .. وجهه يبهر فعلا ..أشكر الله على اعطائي هذه الفرصة الناردة التي وقفت فيها أمام قائد عظيم مثل الإمام الخامنئي وهو فعلا كما وصفه الإمام الخميني كالشمس التي تشرق .. فبالكاد تمكنت من الوقوف أمامه وأنا لا أصدق ذلك..".


وعن مشاركتها في المؤتمر، كونها ابنة عالم قام بدور كبير في زخم الصحوة الإسلامية في لبنان، سألناها كيف هو تقديرها لدور العلماء في تغذية هذه الصحوة، وبالتالي ما هو واجب النسوة تجاه هذا الاستحقاق؟.. أجابت بتول : "العلماء لهم دور كبير ومؤثر في دفع هذه الصحوة إلى الأمام فالله سبحانه وتعالى يتحدث عن هذا الدور في القرآن الكريم،  وبصفتنا نساء، كون المؤتمر باسم "المرأة والصحوة الإسلامية" نساهم بتكامل أنفسنا ونساهم ببث تجاربنا للأخرين عن المقاومة بلبنان وعن انتصاراتنا ويصبح هناك انفتاح على بقية البلدان العربية وغيرها نستفيد من بعضنا البعض. فكل دولة لها تجربتها الخاصة. فتجربتنا في لبنان فريدة من نوعها والعلماء يعملون على هذه المسألة لنشر التوعية والصحوة بين النساء، وهذا ما يدعو إليه الرسول (ص). واللافت في هذا المؤتمر أننا نتعرف على كل تجارب الشعوب الأخرى في الثورات، ونلاحظ كم نحن نجني من المعلومات حلو بعضنا البعض .. ودماء الشهداء لها تأثير كبير في احداث التغيير في مجتمعتاتنا بمصر كم سقط من الشهداء وفي العراق وفي البحرين. وفي كل بلد يسقط فيها الشهداء مؤكد سوف يكون النصر حليفهم خصوصا إذا النساء كن واعيات تماما.. يجب أن لا يكون هذا المؤتمر صوريا بل تطبيقي وعملي ويبقى هذا التواصل الموجود بعد المؤتمر مستمرا..".


الإمام الخامنئي: دور المراة في الصحوة الإسلامية فذ لا بديل له


الإمام الخامنئي يلقي كلمته في جمع غفير من النساء المشاركات في مؤتمر المراة والصحوة الإسلاميةأکد الإمام الخامنئي علي أن دور المرأة في حرکة الصحوة الإسلامية العظيمة دور فذ لا بديل له، وأشار إلي التجربة المبارکة لمشارکة المرأة الإيرانية في انتصار الثورة الإسلامية واستمرارها موضحاً: استمرار مشارکة المرأة في حرکة الصحوة الإسلامية المبارکة وتعزيزها و تنميتها ستحقق بلا شک انتصارات عديدة للشعوب المسلمة. اعتبر سماحته اجتماع النساء المسلمات المثقفات من 85 بلداً في العالم في الملتقي الدولي للمرأة والصحوة الإسلامية فرصة جد مهمة لتعرّف نساء العالم الإسلامي علي بعضهن أکثر، مضيفاً: اجعلن التعرف و التواصل الذي يحققه هذا الملتقي مقدمة لخلق حرکة مؤثرة و باقية في سياق إحياء هوية المرأة المسلمة و شخصيتها. و أشار إلي المساعي الغربية المعقدة و الشاملة التي بذلت علي مدي مائة عام من أجل إبعاد المرأة المسلمة عن هويتها الإسلامية مؤکداً: "جهود السيدات النخبة في العالم الإسلامي لإحياء هذه الهوية هي أکبر خدمة للأمة الإسلامية، لأن الشعور بالهوية والوعي والبصيرة لدي النساء المسلمات سيترک تأثيراً مذهلاً ومضاعفاً علي تيار الصحوة الإسلامية وعزة الأمة الإسلامية و کرامتها".


ورأى آية الله العظمي السيد الخامنئي نظرة الغرب للمرأة نظرة مهينة ملفتاً: في عمق ثقافتهم يعتبرون المرأة بضاعة و وسيلة لاستمتاع الرجل، و قد استخدموا کل أدواتها و إمکاناتهم لتحقيق هذا الهدف، لکنهم يمارسون التزوير في هذه النظرة المنحطة الناقصة المضللة و يطلقون عليها اسم الحرية، کما يطلقون علي جرائم مثل القتل و نهب الشعوب و سلب ثروات البلدان و تحريک الجيوش و فرض الحروب أسماء مخادعة نظير الحرية و حقوق الإنسان و الديمقراطية.
وأوضح الإمام الخامنئي أن نظرة الإسلام للمرأة تقف في النقطة المعاکسة لنظرة الغرب مؤکداً: يلقي الإسلام علي المرأة نظرة ملؤها العزة والکرامة و التنمية، ويري للمرأة هوية و شخصية مستقلة. واستشهد بالتجربة الناجحة لمشارکة النساء المثقفات الواعيات المتدينات الإيرانيات في شتي المجالات العلمية والسياسية والإدارية مضيفاً: "تکتسب المرأة في البيئة الإسلامية نمواً علمياً و شخصية سياسية مبدعة، و تقف في الصفوف الأمامية في أهم القضايا الاجتماعية، لکنها رغم کل هذا تبقي مرأة و تفخر بهذا الشيء. و عدّ سماحته انهيار العائلة في الغرب وزيادة أعداد الأبناء فاقدي الهوية من جملة نتائج نظرة الثقافة الغربية للمرأة مردفاً: "سوف يتلقي الغرب أشد الضربات من هذه الزاوية تحديداً، و سوف ينهار نتيجة السياقات التدريجية لظهور تبعات الأحداث الاجتماعية.

الفلسطينيات كان لهن حضور لافت في المؤتمروعدّ الإمام الخامنئي إيضاح دور المرأة في النظرة الإسلامية والتشديد عليها أهم مسؤوليات النساء النخبة والواعيات في العالم الإسلامي، و استشهد بالدور الأساسي للمرأة في التطورات الإيرانية خلال الأعوام الثلاثة والثلاثين الأخيرة مضيفاً: دور المرأة في التحولات الاجتماعية والثورات و حرکة الصحوة الإسلامية أيضاً دور حاسم، لأنه أين ما سجلت النساء مشارکة واعية في حرکة اجتماعية يمکن ضمان تقدم تلک الحرکة وانتصارها. وهذه الحقيقة تفرض استمرار وتعزيز مشارکة المرأة في تطورات مصر وليبيا والبحرين واليمن وسائر أنحاء العالم الإسلامي.


وقال سماحة آية الله العظمي السيد الخامنئي إن الصحوة الإسلامية حرکة عجيبة  منقطعة النظير مؤکداً: بوسع هذه الحرکة تغيير المسار الحالي للتاريخ شرطية معرفة الآفات التي تهددها بشکل صحيح، ومواجهة هذه الأخطار و الآفات. وحيّي سماحته ثورات الشعوب المسلمة في شمال أفريقيا و باقي مناطق الصحوة الإسلامية مضيفاً: المستکبرون وعلي رأسهم أمريکا والصهيونية، وقد باغتتهم هذه الحرکة العظيمة  أخذتهم علي حين غرة، يحاولون قصاري جهدهم احتواء هذه الحرکة ورکوب أمواجها. وأوضح سماحته أن تقليل محفزات الشعوب للاستمرار في التواجد في الساحة وإلهاء شرائح الشعب المختلفة في بلدان المنطقة بقضايا خادعة أو إثارة الخلافات بينهم، من جملة أساليب عالم الاستکبار لاحتواء الصحوة الإسلامية مؤکداً: إذا قاومت الشعوب المسلمة مقابل هذه المؤامرة، واستمرت في تواجدها في الساحة فإن انتصارها علي العالم الاستکباري أمر حتمي، لأن قوة سيوف کل المستکبرين کليلة ومعطوبة مقابل مشارکة الشعوب وتواجدها وإيمانها.


وأشار سماحة الإمام الخامنئي إلي حالات تقدم البلاد في المجالات المختلفة، و أضاف مخاطباً النساء المثقفات الواعيات من العالم الإسلامي: المرأة المسلمة الإيرانية اليوم تشارک في جميع ميادين التقدم بکل شموخ و عزة، و النساء المتعلمات و النخبة في هذا البلد من أکثر النساء الإيرانيات تديناً و ثورية، و الغرب يحاول بآلاف الوسائل الإعلامية و القصف الإخباري إظهار هذه الحقيقة بشکل آخر. و ذکّر الإمام الخامنئي بمساعي الغرب المخفقة لصرف الجمهورية الإسلامية عن دعم الشعب الفلسطيني مؤکداً: إننا نقف إلي جانب جميع إخواننا المسلمين بعيداً عن النقاشات التحريفية حول الشيعة و السنة. و أکد أن الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية واقفة بلطف من الله إلي جانب الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المستيقظة و الثائرة وکل الذي يجابهون أمريکا و الصهيونية، وتدافع عنهم، ولن تعير في هذا السبيل أهمية لأي أحد أو لأية قوة.