هدف المؤتمر إلى جمع أكبر عدد من المسلمات من مذاهب مختلفة، وثقافات حضارية متنوعة، ليشكلن حركة إسلامية واحدة تجمعهن معاً تحت عنوان "الصحوة الإسلامية" وتصبح معه إيران القطب الذي يستظل به المسلمون جمعيا
في فندق کان يعدّ من أکبر فنادق إيران وأهمها في زمن الشاه، وما يرمز اليه ذلک الحکم التسلطي، الذي کان يستقبل فيه أکبر زعماء العالم .. اليوم بعد مرور ثلاثة وثلاثين سنة علي الثورة الإسلامية، وفي دور ريادي مغاير استقبلت إيران شرائح نسائية من مختلف دول العالم (80دولة) يصل عددهن تقريبا إلي 1500 امرأة ينتمين إلي طبقات اجتماعية ومستويات علمية ومن فئات عمرية متنوعة، تجد الفتاه العشرينية إلي جانب الستنية يجلسان إلي جانب بعضهما البعض وکلتاهما من بلدين مختلفين أو حتى من مذهبين مختلفين يتعارفان ...هدف المؤتمر إلى جمع أكبر عدد من المسلمات من مذاهب مختلفة، وثقافات حضارية متنوعة، ليشكلن حركة إسلامية واحدة تجمعهن معاً تحت عنوان "الصحوة الإسلامية"، أي الإسلام الوحدوي الجامع، وتصبح معه إيران، الجمهورية الإسلامية، القطب الذي يستظل به المسلمون دوما تحت هذا الشعار.
وکيفما كنت أقلب نظري في الفندق أجد العشرات من النساء من جنسيات متعددة بلباس يتغاير من مجموعة إلي أخري قد يدلک لباس امراة ما عن بلدها وقد لا تتمکن أن تتکهن من أي بلد هي.. طهران احتضنت هؤلاء النسوة في المشاركة بأکبر مؤتمر دولي عقد عن المرأة وقضاياها في العالم "مؤتمر المرأة والصحوة الإسلاميه".
ونظم القيمون علي المؤتمر جولات للنساء المشارکات في المؤتمر في مدينتي اصفهان وطهران ومشهد وقم، شملت المواقع السياحية والدينية. جال "موقع المنار" بين المشارکات علّنا نسجل لانفسنا دورا يحکي عنه في سجل هذا المؤتمر الذي قدم لتغطيته المئات من الصحفيين من مختلف العالم.
من هند ومصر ..رؤية لإيران الحداثة والتطور
الهندية مليکة، امراة خمسينيه بشالها الأبيض، تتحدث بحماسة وهي تحمل ملفا تحضر أوراقها اسآلها اذا کانت تتکلم الانکليزية، فتجيب بحماسة الشباب، أسآلها لماذا هي في إيران، تقول "إن ايران بلد حضاري يتميز بالحداثة علي الطريقة الإسلامية ومؤتمرها حول المرأة والصحوة الإسلامية دلالة بالغة علي تقدم إيران في العالم ومحاولتها بقوه العلم والحضارة أن تثبت نفسها يوما بعد يوم عن مدي امکانية التطور الهائل الذي تسير عليه". وهي تعد إيران بلدا جميلا جدا وتدعو کل مستطاع لزيارتها ليکتشف حقيقة هذا البلد المضياف.
الشابة المصرية، القادمة من مصر، شادية محمود (30 سنه) تعبر عن فرحتها العارمة لزيارتها إيران لأول مرة وتقول بصراحة أنها اندهشت من الحضارة العمرانية والرقي المدني في التنظيم والإدارة وهي صورة مختلفة تماما لما يروّج عن إيران في الغرب. "لقد وجدتها رائعة للغاية..أن لم أشعر أنني ببلد غريب بل على الفور غمرني احساس مفعم بالأخوية تجاه الايرانيين الذين يبذلون جهدا کبيرا في تأمين راحتنا خلال المؤتمر" . ورأت ان المؤتمر بالنسبة إليها يعدّ فرصة للتعارف والتلاقي مع جنسيات أخري من النساء تحمل الهموم نفسها في عالمنا العربي والاسلامي.
من غزة المحاصرة.. الشلبي لن تنسى تهنئة السيد نصرالله
حتي نساء غزة المحاصرة تجدهن في المؤتمر، حضورهن فاعل وحيوي في "دردشة" مع مجموعة منهن تبين آنه الحضور الأول لهن إلي إيران. وايران غالية عليهن جدا نظرا لدعمها القوي والمؤثر في حرکة المقاومة الفلسطينية. إحدي الناشطات عبّرت عن آنه بمجرد دخولها أرض إيران شعرت بالألفة لا بالغربة بل "احسست أنها بلدي الثاني". "نحن لا تهمنا الصورة التي يصوّرها الغرب عن إيران ..لدينا رؤيتنا الخاصة. وأني فعلا وبجدية عالية أشعر أن إيران تعبّر عني کمسلمة".
المفاجآه التي لم نکن نتوقعها أن يکون بين هذه الناشطات الأسيرة هناء الشلبي التي رکّعت سلطات الاحتلال الصهيوني في المعتقل بالرضوخ لإطلاق سراحها غير المشروط بالاضراب عن الطعام لمده 48 يوما متتاليا. هناء تقول لموقع المنار إنها اليوم في أفضل حال من الناحية الصحية والنفسية. وتحمد الله الذي أنعم عليها بالحرية بعد مشوراها الصعب. وهي لا تري أن مشوراها مع المقاومة والنضال انتهى بعد الافراج عنها، بل بدأت من غزة المحاصرة نضالا جديدا. "آنا فرحت بزيارتي لإيران وهي أول مرة لأشارک في هذا المؤتمر عن المرأة رغماً عن الاحتلال الذي حاول منعي. .وإيران تثبت کل يوم أنها تکبر بدورها في المنطقة والعالم الإسلامي وأکنّ لهذا الشعب الکريم کل محبة واخوية ونفتخر بها لما لها من دعم ومساندة للشعب الفلسطيني.
بعد نهاية التسجيل آسرّت لي الأسيرة هناء الشلبي بفرح وغبطة " هل تعرفين من هو آول من هنآني بالسلامة عند خروجي من المعتقل؟.. أجبتها أنه لا فکرة لدي قالت بنبره فيها الافتخار إنه السيد حسن نصرالله، فقد وکّل أحد المسؤولين معه ليبلغني آنه فخور بي وبصبري ويشدّ من أزري.. هذا الموقف للسيد لن أنساه ما حييت".