ولد العلاّمة السيد عبد الله الأمين في 11 آذار 1937 بعد وفاة والده السيد عبد الحسين محمود الأمين بأربعة أشهر فلم يعرف أباه الذي كان شاعراً وأديباً ونجماً سياسياً لامعاً في زمنه.
ولد العلاّمة السيد عبد الله الأمين في 11 آذار 1937 بعد وفاة والده السيد عبد الحسين محمود الأمين بأربعة أشهر فلم يعرف أباه الذي كان شاعراً وأديباً ونجماً سياسياً لامعاً في زمنه.
وهذا اليتم كان له عظيم أثر في حياة الراحل، فقد عاش يتلمّس سيرة أبيه الفذ وملامح شخصيته أنّى وقعت حواسه ومداركه، إن مشافهة على ألسنة من عاشوه من الأقارب والأصدقاء وبعض أهالي "شقرا" و"ديركيفا" وغيرها، أو من خلال ما وُجد في بطون كتب تاريخ جبل عامل التي حفلت بذكر اسم السيد عبد الحسين محمود الأمين في شتى المناسبات السياسية خاصة في مؤتمرات الأعيان والزعماء التي كانت تعقد في المرحلة المفصلية التاريخية 1918 – 1920 مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وبداية الحكم الفرنسي للبنان.
وقد جمع العلاّمة الراحل السيد عبد الله الأمين شعر أبيه ونشره في كتابه "شقرا منارة جبل عامل" كما نشر لغيره من نتاج أدباء وشعراء "شقراء وعلمائها الأبرار". ولقد ظلّ الشوق "للأب الغائب" يتَّقد في القلب المرهف لابنه السيد عبد الله الذي بدا أن الشعور باليُتم لاحقه حتى وفاته، وما إن شبّ وكبر، حتى بات ابن أبيه عن حق وجدارة، ففي الأجواء "النجفية" حيث درس العلوم الدينية في العراق، تذوّق السيد عبد الله حلاوة الأدب وأجاد حِرفة الشعر وكانت له قصائد غرّة في مناسبات محلية بعضها نشر وبعضها لم ينشر فبقت على صفحات الورق وفي أقصوصات مطويّة في أدراج مكتبه. وهذه القصيدة وجدت بعد وفاته بأيام في العشرين من الشهر الماضي، وكانت في جيب جبّته الكريمة، قصيدة أسماها: "مناجاة لروح والدي" يودّع فيها الحياة بعد أن شعر بدنو أجله ويستعدّ لملاقاة وجه ربّه وملاقاة وجه أبيه الحبيب التي بقيت لوعة فقده حرقة أبديّة في وجدانه.
مناجاة لروح والدي
إني نظمت قريض الشعر يا أبتي كيما أناجيك هذا بعض ما أجدُ
لا أعلم الغيب هل ألقاك في نعم إلى جوار كريمٍ غافرٍ أفدُ
أو قل أراك غضيض الطرف منسرحا في جنة الله حيث الحور والولدُ
هذي يدي وفدت فأمدد إليّ يدا بيضاء تبهت من عادوا ومن جحدوا
فإنك الفارس المطعام من سغب والجمع يعلم والأقلام تتحدُ
وأنك الشاعر المرهوب جانبه في حومة الشعر لا يرقى له أحدُ
سل عنه شقرا ومن فيها وعاملةً تنبئك عنه وعن أعماله النجدُ
فذّ تمرس بالآفات وهو فتًى إذا تعقد أمر حلت العقدُ
إذا تجمع أهل الرأي كان له رأي ينيف على الآراء ينفردُ
يسعى إلى الخير في حلٍّ ومرتحل بالحبّ يزهو وبالإيمان يتّقدُ
كانت له من عتاق الخيل سابقة " زرقاء" تسعى إلى عليائه تخدُ
هذا هو الإرث إمّا رحت تذكره والمرء ذكراه لا مال ولا ولدُ
تلك السلالة أعلى الله سدرتها أئمة الحق أن قاموا وأن قعدوا
آت إليك بقلب والهٍ دنف شأن المحبين إذ بانوا وإذ بعدوا
وبصفته واحداً من علمائنا الأعلام في زمانه، ومن خلال القيام بدوره المعرفيّ والثقافي، ساهم العلاّمة الراحل السيِّد عبد الله السيِّد عبد الحسين محمود الأمين الحسيني(قده) (توفي عن عمر يناهز ال75 عاما في 15 ايار/مايو الفائت)، مساهمة لافتة في إحياء جانب تأسيسيّ وجوهريّ من تراث جبل عامل (جنوب لبنان) النهضوي العلمي والأدبي والثقافي. في سِفره الموسوعي الضخم الجليل والقيِّم، الذي أصدره في العام 2009 وفي طبعة موسَّعة وموثقة تحت عنوان: "منارة جبل عامل – بلدة شقراء" (عن دار المحجّة البيضاء – بيروت).
السيد عبد الله الأمين
السيد عبد الله السيد عبد الحسين محمود الأمين الحسيني. وُلِد في قرية ديركيفا – قضاء صور جنوب لبنان – جبل عامل عام 1937م. أتم دراسته الابتدائية في شقراء والمتوسطة والثانوية في جويا وصور (الكلية الجعفرية). ارتحل إلى النجف الأشرف لطلب العلم في أوائل عام 1961. عاد إلى وطنه في أوائل عام 1971. تخرّج من كلية الفقه في النجف الأشرف وحصل على إجازة منها في اللغة العربية والعلوم الإسلامية (بكالوريوس) عام 1388 هـ - 1968 م. درس على علماء الحوزة العلمية وأساتذتها أثناء وبعد تخرّجه من الكلية في النجف الأشرف. له عدة دراسات فقهية وإسلامية وأبحاث مخطوطة ومطبوعة. طبعت له رسالة في الأدب العربي – عرض وتلخيص لتاريخ الحركة الفكرية والأدبية في (شقراء) – صفحة من تاريخ الفكر العاملي. نشرت له مقالات علمية وأدبية ودينية في عدة مجلاّت عربية. له نشاطات اجتماعية وتربوية وعلمية وهو عضو إداري في جمعية علماء الدين العاملية. أسس في (شقراء) – مدرسة الزهراء – ازدهرت لمدة عشرين عاماً حتى مجيء الاحتلال الإسرائيلي قضى عليها سنة 1990 م. بنى في بلدته دير كيفا نادياً حسينياً ومستوصفاً ومكتبة عامة. له كتاب "منارة جبل عامل – بلدة شقراء" (ثلاثة أجزاء) توسعة وتوثيق – لرسالته الأدبية والعلمية التي قدمها لكلية الفقه – النجف الأشرف.