التقرير الصحفي ليوم الاثنين 23/7/2012، وأبرز ما جاء فيه من أخبار محلية واقليمية
عناوين الصحف
- السفير:
عون يلاقي نصرالله.. ولا يهادن بري.. وباسيل يطرح "أسئلة انتخابية".. "حزب الله" و"التيار الحر": الحلف الاستراتيجي يتخفف من الطوباوية
- الأخبار:
خلاف الأكثريّة إلى الحلّ.. الأكثريّة تفتح الباب أمام حلّ لأزمتــها
- النهار:
أي أسرار يحملها الشاهد السوري هسام هسام إلى بيروت قريباً؟.. موظفو القطاع العام يُضربون الثلثاء والأربعاء ويتظاهرون ضد الحكومة
- المستقبل:
"وعد صادق " من هسام هسام حول اغتيال الحريري
- البلد:
حوار صعب لانقاذ حوار الثلاثاء
- اللواء:
الشمال السوري يقترب من الإنفصال .. وسوريا تتفكك.. معارك طاحنة في حلب .. وقطر لتكليف أنان إدارة نقل السلطة .. وإسرائيل تخشى الفوضى
- الديار:
خاطفو اللبنانيين في سوريا: سيبقون حتى رحيل الأسد
أبرز المستجدات
الأخبار: إسرائيل تخشى «موجة عمليات» لحزب الله في أوروبا
- الأخبار محمد بدير: تلقّفت إسرائيل تفجير بلغاريا لركوب موجة التخويف من حزب الله والتحريض عليه: من التحذير من «موجة ارهاب عالمية» يوشك الحزب وإيران على شنّها، الى التلميح الى «خطر» يتهدّد دورة الألعاب الأولمبية في لندنجددت تل أبيب اتهامها حزب الله وإيران بالوقوف وراء التفجير الانتحاري الذي استهدف إسرائيليين في بلغاريا، وسط خشية من أن تكون العملية مجرد بداية لموجة هجمات قد يكون الوفد الإسرائيلي إلى الألعاب الأولمبية في لندن أحد أهدافها المحتملة. ورأى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أن هناك «موجة عالمية يقف حزب الله في وسطها وبوحي إيراني لتعزيز الإرهاب بشكل عام وضد إسرائيل بشكل خاص»، مشيراً إلى «نجاحات غير مألوفة حققتها أجهزة الاستخبارات وتم إحباط عمليات طوال العام». وربط باراك بين هذه الموجة وبين الهجوم الذي قتل فيه خمسة إسرائيليين في بلغاريا قبل أيام، قائلاً «من الواضح أنه كان بتوجيه من حزب الله»، وأشار إلى مشاركة «شخص واحد أو أكثر سحنته ليست شرق أوسطية، وكل التفاصيل الأخرى لا تزال غير واضحة».وتعليقاً على تقارير صحيفة بريطانية تحدثت أمس عن مخاوف إسرائيلية من استهداف الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، قال باراك إن «هناك بالتأكيد يقظة استخبارية ترتبط بالأولمبياد، وإن أجهزة الأمن البريطانية تعمل بكامل جهدها وبمساعدة جهات استخبارية من كل العالم من أجل تقليص خطر حصول حادث في الأولمبياد». وأضاف: «يجب أن نكون مستعدين، ويقظين، فقد سبق أن حصلت أحداث وجميعنا نذكر ميونيخ».وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، أن حزب الله وإيران أعدا خطة تم بموجبها تقسيم العالم إلى مناطق مسؤولية بينهما، بحيث يكون كل منهما مسؤولاً عن تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية ضمن منطقته. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن «إسرائيل موجودة في ذروة موجة إرهاب عالمية، وهناك جهود ضخمة لمنع تنفيذ عمليات إضافية». ولفتت المصادر إلى «إحباط نحو 20 عملية خلال العام الأخير».من جهتها، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، تقريراً مطوّلاً قالت فيه إن إسرائيل مقتنعة بأن عملية بلغاريا ليست يتيمة، وإنما كانت نوعاً من التجربة، تمهيداً لسلسلة عمليات أخرى يعتزم كل من إيران وحزب الله تنفيذها، مستعيدَين بذلك نمط العمليات الكبيرة في أوروبا. ورجحت الصحيفة أن يكون الهدف الرئيسي المقبل هو دورة الألعاب الأولمبية في لندن «لأن عملية كهذه لن تكون مجرد عملية تهدف إلى إيلام إسرائيل التي تنوى إحياء ذكرى عملية ميونيخ التي وقعت قبل أربعين عاماً، بل أيضاً لضرب هيبة بريطانيا المكروهة من قبل قادة إيران». وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل قامت بإرسال طواقم من وحدة «نفيعوت» الخاصة بالتعقب الإلكتروني والتابعة للموساد إلى عدة عواصم أوروبية لتتبع عناصر «فيلق القدس» الإيراني التي تعمل وفق ادعاءات إسرائيل من داخل سفارات الجمهورية الإسلامية. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن إسرائيل شخصت الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، بوصفه «العدو الأكبر» الذي يقف وراء الهجمات الإيرانية في كل أرجاء العالم.إلا أن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، استبعد صحة ما أوردته الصحيفة البريطانية، داعياً إلى «الحفاظ على نوع من التوازن حتى لو كانت هناك محاولات لهجمات (معادية لإسرائيل) من إيران أو حزب الله في دول عديدة». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن غلعاد قوله «إن أجهزة الاستخبارات لا تعمل بهذه الطريقة، ونحن لا نرسل عشرات العناصر للبحث عن شبح». وأضاف: «نحن بحاجة الى مؤشر دقيق ومجموعة من المعلومات التي تم التأكد منها، وهذا عمل مجموعة كبيرة من الأشخاص»، مشيراً إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية ليس لديها «معلومات ملموسة» حول محاولة لشن هجوم خلال الألعاب الأولمبية التي ستجرى في لندن.من جهة أخرى، ذكرت وسائل الإعلام البلغارية، أمس، أن الانتحاري الذي فجر نفسه وسط الحافلة التي تقل إسرائيليين بالقرب من مطار بورغاس، تلقى مساعدة من شخص يحمل الجنسية الأميركية ويدعى دافيد جفسون. وبحسب التقارير البلغارية، فإن كاميرات المراقبة في مطار فارنا التقطت صوراً لجفسون في حزيران الماضي، إذ مكث عدة أيام في أحد فنادق المدينة قبل أيام من تنفيذ العملية، إلا أن الشرطة البلغارية التي عممت رسماً تشبيهياً له لم تتمكن من تقفي آثاره، بالرغم من تقديرها أنه لم يغادر البلاد.وفي الموازاة، تواصل الجهات البلغارية المختصة جهودها للتحقق من هوية الشاب الذي فجر نفسه في مطار بورغاس دون نجاح. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الشرطة البلغارية أرسلت عينات من الحمض النووي الخاص بالانتحاري إلى كل الدول التي تحتفظ ببنوك عن الحمض النووي، إلا أنها لم تعثر فيها على أي معطيات تفيد في تحديد هوية صاحب العينات. وتوصلت التحقيقات حتى الآن إلى معرفة أن الانتحاري له سحنة عربية، وطوله 182 سم، وكان يضع شعراً مستعاراً طويلاً.ورغم نشر بيان يحمل توقيع تنظيم «قاعدة الجهاد» يتبنى مسؤوليته عن العملية، إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية استبعدت، وفقاً لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، صحة هذا البيان.إلى ذلك، ذكرت صحيفة «جيروزالم بوست» أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيجرى مقابلات تلفزيونية مع شبكتى «فوكس» و«سي بي إس» الأميركيتين للتأكيد على علاقة إيران بعملية بلغاريا. وقالت الصحيفة إن هذ المقابلات تهدف إلى الإظهار للعالم أن إيران تتعامل بعنف دون امتلاكها أسلحة نووية، وعلى الجميع أن يتخيل ماذا ستفعل عند امتلاكها هذه الأسلحة المميتة.وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الويزر أفيغدور ليبرمان سيتوجه اليوم الى بروكسل في محاولة لإقناع الاتحاد الأوروبي بإدراج اسم حزب الله في لائحته للمنظمات الإرهابية، وتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات والمواقع الإسرائيلية واليهودية الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي.
- اللواء: تعزز القوات الاسرائيلية تجهيزاتها العسكرية والبحرية لمواجهة جيرانها في منطقة البحر الابيض المتوسط حتى قبل البدء باستغلال المخزون الهائل من الغاز الطبيعي الذي اكتشف قبالة سواحل الأرض المحتلة.
ويقول ضابط رفيع المستوى في البحرية الاسرائيلية طلب عدم الكشف عن اسمه «لسنا مستعدين حتى الان للقيام بهذه المهمة لان اسطولنا صمم منذ البداية للمعارك البحرية». وبحسب خارطة عسكرية فان المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بالكيان الصهيوني تمتد شمالا لتصل الى 129 كيلومترا قبالة راس الناقورة بالقرب من الحدود اللبنانية وفي الجنوب لتصل الى 204 كيلومترات قبالة عسقلان على الحدود الشمالية لقطاع غزة. وهي منطقة تبلغ مساحتها 44 الف كلم واكبر بمرتين من مساحة الكيان الصهوني. ومع استغلال حقلي «تامار» الذي سيبدأ في عام 2013 و«ليفاثيان» المرتقب في 2017 ستمتلك تل أبيب احتياطات غاز بحرية تقدر ب700 مليار متر مكعب مما يعني عقودا من موارد الطاقة وايرادات استثنائية بعشرات المليارات من الدولارات مما قد يشكل هدفا للضربات .
- السفير حسام مطر: كيف تستهدف أميركا حزب الله؟
ست سنوات على نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان والحرب التي حفرت عميقاً في الوعي السياسي - العسكري الإسرائيلي شكلت حافزاً لموجة من الدراسات والأبحاث العسكرية والإستراتيجية في تل أبيب وواشنطن، وكانت الخلاصة الأهم: لا يهزم حزب الله عسكرياً. من تلك الخلاصة تشكلت ملامح السياسة الجديدة: تغيير الملعب واللعبة والأدوات والقواعد. إنها سياسة الدمج بين القوة الناعمة والصلبة أو ما يحلو لجوزيف ناي تسميته «بالقوة الذكية»، وإن كانت عبارة ناي تلك غير موفقة تماماً فالأصح أنها «إستراتيجية ذكية»، أو كما عاد وأطلق عليه ناي «الإستراتيجية الليبرالية ـ الواقعية». إذاً هي ست سنوات من حرب جديدة، خلاصة تجارب ودراسات وأبحاث، مجبولة بالدم والهزائم والاستنزاف الاميركي - الإسرائيلي في العراق وأفغانستان ولبنان.
خيار القوة الناعمة: استهداف الحاضنة البشرية
القوة الناعمة ـ بحسب منظريها - من شأنها ترميم شرعية الولايات المتحدة في المنطقة وتحد من النزف الاميركي في الموارد والقدرات، وتفتح مسارات جديدة للتأثير والنفوذ، وهو ما يتيح لواشنطن إعادة إنتاج هيمنتها بما يتلاءم مع بنية القوة في الشرق الاوسط. لقد كان انطونيو غرامشي مدركاً ذلك منذ العام 1925 بقوله «إن إحدى العقبات الرئيسية أمام التغيير هي أن القوى المهيمنة تعيد إنتاج ايديولوجية الهيمنة». تستند فكرة القوة الناعمة إلى تغيير الأفكار والقيم والمعايير والتفضيلات لدى المستهدف بما يسمح لقوة الهيمنة بإعادة إنتاج هوية ومصالح المستهدف بالشكل الذي يلائمها. إذاً هي قوة لا تستند الى القهر والزجر بل الى ثلاث «وسائل تعاونية»: الجذب والإقناع وتحديد الاجندات (جوزيف ناي ـ كتاب مستقبل القوة، 2011).القوة هنا ليست أمراً «تملكياً» أي تحدد فقط بما يحوزه طرف ما من موارد (كما في القوة الصلبة) بل هي «علاقة تبادلية» أي ليس لها قيمة ثابتة بل متغيرة بحسب الخصم المقابل وإطار الصراع وزمانه ومكانه ووسائله. وعليه وإن كان يمكن قياس القوة الصلبة من خلال المدخلات، فإن القوة الناعمة تقاس مبدئياً بالمخرجات ولذلك يحتل المستهدف أهمية وازنة في تحديد هذه القوة. فالقوة الناعمة لا يمكن قياس نتائجها إلا بناء على المعاني والأفكار التي كوّنها المستهدف بُعيد إخضاعه لتأثيرات هذه القوة. إن فعالية القوة الناعمة تتحدد غالباً بمدى ما تحققه من قبول وشرعية وانجذاب عند المستهدف.تمتاز الإستراتيجية المتبعة منذ حرب 2006 بخصائص عدة وأهمها: أنها متمحورة حول السكان، وليس العدو بذاته، أي تستهدف البيئة الحاضنة للمقاومة على مختلف مستوياتها المحلية - الوطنية. ما فوق الوطنية، ثانياً يغلب عليها الجهد المدني - السياسي. ثالثاً، هي مركبة على مستوى الأدوات والفاعلين، ورابعاً تعتمد على معالجة «جذور» حالة المقاومة وليس ظواهرها. إلا أن الخاصية الأولى هي الأبرز فمنذ 2006 نقل المحور الأميركي جهوده الى المستوى المجتمعي، أي الى مستوى القيم والافكار واللغة والخطاب والمفردات والهوية، لإعادة تشكيل كاملة لحالة «المقاومة» وإنتاج صورة جديدة لها. وبحسب الدليل الأميركي فإن عزل المقاومة شعبياً يتحقق عبر:
أ- قطع العلاقات المالية والايديولوجية وحالة الخوف بين المقاومة والسكان. أي أن الرؤية الأميركية تصنف العلاقة بين الطرفين بناء على دوافع ثلاثة: المنفعة الرضوخ والانتماء العقائدي. وعليه فالمطلوب هو برامج وسياسات تهدف الى تأمين جملة من الخدمات والمنافع سواء عبر أجهزة الدولة، أو عبر منظمات وأحزاب حليفة أو عبر برامج دعم وتوظيف خارجية حكومية وغير حكومية بما يحد من فعالية الدافع الاول ويخلق بديلاً اقتصاديا داخل البيئة الشيعية بالتحديد. يضاف الى ذلك السعي الى إضعاف البنية العقائدية والدينية في الوسط الشيعي، وأخيراً تشجيع حالة الرفض والتمرد على خيارات المقاومة السياسية تحت عناوين مختلفة.
ب - البحث عن خطوط التفسخ، أي حيث يكون تقاطع المصالح بين المقاومة وطرف مؤيد لها أو حليف هو الأضعف، ثم القيام بوضع إسفين في هذا الفسخ عبر استخدام أسلوب العصا والجزرة، وهذا ما تشجعه الولايات المتحدة من خلال استقطاب أو إخافة القوى الحليفة للمقاومة، لا سيما مع من تعتقد واشنطن ان علاقتهم بالمقاومة ظرفية أو هشة، وهو ما حاولته مع حركة أمل والتيار الوطني الحر وبعض القوى السنية، ويبدو من هذه الناحية أن نجاحها كان محصوراً الى حد كبير بالبيئة السنية لأسباب خاصة.
جدلية المقاومة والحكومة
تفترض الاستراتيجية الأميركية كما يظهر في الدليل المذكور، ان مواجهة المقاومة تقتضي تمتين سلطة الحكومة الشرعية، إذ إن نفوذ أحدهما مرتبط بالآخر، أي يتحركان آلياً بطريقة متعاكسة. إن كل جهد يعزز سلطة الحكومة يقضم من نفوذ المقاومة. بهذا المعنى تستند فعالية مكافحة التمرد/ المقاومة إلى تحقيق توازن دقيق بين بُعدين: بُعد «تدميري» لحركة التمرد/المقاومة وبُعد «بنائي» لحكومة شرعية وفعالة. ويستند قياس هذه الفعالية الى النقاط التالية:
- إذا أصبحت الحكومة تتمتع بالشرعية مع وجود مؤسسات فعالة على كل المستويات لتلبية حاجات السكان بما فيها من آليات لمواجهة المظالم التي كان يستغلها المتمردون/ المقاومة.
- إذا تم تهميش وعزل وفصل حركة التمرد/ المقاومة وقادتها عن السكان، وهذا يتم بصور مختلفة منها: إشاعة قيم وسلوكيات مختلفة عن عقيدة المقاومة الدينية والسياسية، شيطنة المقاومة بإظهارها ميليشيا مذهبية إجرامية غارقة في الفساد الداخلي ومتعطشة للعنف (حملة أحب الحياة)، الترويج لفكرة تبعيتها لجهات خارجية، إشاعة الشك حول صدقية قيادتها، وإبراز تناقض المصالح بينها وبين شرائح اجتماعية مختلفة.
- إذا تم حل أو إنهاء حال التعبئة أو دمج قوات المتمردين/المقاومة المسلحة بالبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدولة، وهو «للمصادفة» ما تطرحه بعض قوى 14 آذار في سياق الحديث عن حل «لمشكلة» سلاح المقاومة، كالفكرة القائلة بدمجه بالجيش اللبناني.
استفادت واشنطن من الفراغ السياسي - الأمني الذي تركه الانسحاب السوري من لبنان لبناء حالة محلية هدفها استنزاف المقاومة وعزلها. بما أن المطلوب هو إظهار الحزب كميليشيا مذهبية خارجة على الشرعية الوطنية كان لا بد من وضعها في حال صدام مع السلطات الشرعية، لذا كان فوز 14 آذار في الانتخابات ضرورياً، وهو ما كان، لا سيما بعد الانقلاب على التحالف الرباعي ولاحقاً خروج الوزراء الشيعة من الحكومة. طوال تلك الفترة الممتدة من 2005 اعتقدت واشنطن أن بإمكانها عزل المقاومة عن السلطة كلياً تمهيداً للصدام معها، وفي سبيل ذلك قدمت واشنطن دعماً مادياً ولوجيستياً بارزاً للقوات الأمنية اللبنانية، لا سيما قوى الأمن الداخلي. ولكن التركيبة اللبنانية وقوة المقاومة السياسية ومروحة تحالفاتها السياسية حالت دون إقصاء الحزب وعزله، وبقي الصدام مع الحزب في أغلبه من داخل الحكومة وليس من خارجها. وبالنتيجة تحولت سياسة واشنطن نحو إغراق الحزب في الفوضى الداخلية، ولا سيما في السنتين الأخيرتين، أي محاولة إغراقه في فوضى السلطة، بفراغها وفسادها.
المعرفة والتأثير في الإستراتيجية الأميركية
إن استراتيجية التأثير يجب ان:
أ- تخاطب الدوافع العقائدية، والاجتماعية، والثقافية والسياسية التي تؤثر أو تولد حساً بالمصلحة العامة والهوية المشتركة لدى السكان المستهدفين والولايات المتحدة. في هذا السياق نستذكر تكرار 14 آذار لعبارة «تقاطع المصالح مع الولايات المتحدة» كما في مسألة سلاح المقاومة، والموقف من سوريا وإيران، ورفض مساندة المقاومة الفلسطينية وكل ذلك بحجج ظاهرها السيادة والحرية والاستقلال.
ب- كما يجب أن تسعى استراتيجية التأثير الى تهميش أيديولوجية المتمردين بين السكان وكذلك الى كشف التوترات في الدوافع داخل حركة المتمردين، وهو ما يجري من خلال بث أخبار وشائعات عن دوافع مالية، وإجرامية، ومذهبية، وسلطوية لمراكز القرار في حزب الله.
في سبيل رفع فعالية التأثير من الأفضل أن تتولى جهات محلية توجيه الرسائل المطلوبة للتأثير على السكان (مسؤولين رسميين, قوى سياسية، إعلاميين)، كما أن هذه الرسائل يجب أن تكون بسيطة، قابلة للرسوخ في الذاكرة. وهذا يستلزم «تحليلاً تفصيلياً للجمهور» لكل جزء متمايز من السكان (شيعة، سنة، مسيحيين..) بالإضافة الى مقاييس موثوقة لقياس هذه الفعالية. فمثلاً في الخطاب الموجه للمسيحيين يتم التركيز على الرسائل التي تبرز تناقض سلاح المقاومة مع مفهوم الدولة والشرعية، مع السنّة التركيز على الهيمنة السياسية والمذهبية للمقاومة، مع الشيعة على الأعباء والمخاطر التي ينتجها سلوك الحزب على الشيعة ككل. يعتبر الإعلام بكل تنويعاته هو الوسيلة الأبرز في توجيه هذه الرسائل. ولكن من التحولات التي برز في السنوات الأخيرة، الاعتماد الأميركي على وسائل إعلام محلية، لإيصال الرسائل، وذلك لكونها أكثر قدرة على محاكاة الخصوصيات، ولا تثير الشبهة والريبة واكثر وصولاً للمشاهد وكذلك أقل كلفة من تشييد وسائل إعلام أميركية تبث باللغة العربية. فمؤسسة راند الأميركية مثلاً أوصت بـ«أن راديو «سوا» و«الحرة» جرى تصورهما كأدوات للحكومة الاميركية، ورغم كلفتهما العالية إلا أنهما لم يحققا نتائج في تشكيل مواقف ايجابية تجاه الولايات المتحدة. إننا نعتقد أن التمويل المبذول لإذاعة سوا وقناة الحرة من الافضل أن يوجه الى وسائل الاعلام المحلية والصحافيين المحليين المؤيدين للديموقراطية والتعددية». (بناء شبكات إسلامية معتدلة، 2007). وفي تسريبات «ويكيليكس» يشير السفير الأميركي في السعودية الى تأثير أحد البرامج الأميركية التي تبثها MBC على المجتمع السعودي والمرأة تحديداً. وفي السنوات الأخيرة يمكن ملاحظة الكم اللافت من المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية التي تكرس جهداً وموارد للتركيز على «حزب الله» وهي تتصف بتمويل سخي وتقنيات عالية وقدرة متقدمة للوصول الى الجمهور.وفي سياق «التأثير» ولكن من الجهة المقابلة يجب على استراتيجية مواجهة المقاومة - بحسب الدليل المذكور - أن «تمنع الخصم من جمع المعلومات وكذلك من استخدامها للتأثير على البيئة المعنية. ويجب ان تكون الرسائل الموجهة كردة فعل على رسائل الخصم سريعة لمنع رسائله من الرسوخ في ذهن السكان». لا يكاد ينهي الأمين العام لحزب الله خطاباً إلا وتتوالى الردود عليه خلال دقائق وعلى مدى أيام، والهدف التشويش على رسالة الخطاب ووضعها في متاهة الردود المتبادلة والصخب الإعلامي. في السياق ذاته يجري أحياناً التركيز على تفاصيل غير ذات أهمية رافقت ظهور السيد، مثلاً الضجة التي أثيرت حول وشم سيف ذي الفقار على معصم أحد مرافقي السيد نصر الله أثناء إطلالته العاشورائية المفاجئة على المنصة العام الماضي، حتى أن صحيفة «الشرق الأوسط» أفردت مقالاً خاصاً للحديث عن هذا الوشم وأثارته من زاوية مذهبية.سعت الإستراتيجية الأميركية تجاه حزب الله خلال السنوات الست الماضية الى أربع غايات أساسية: تقليص شرعية المقاومة، تعميق الانقسام الوطني حول دورها، عزلها على المستوى الخارجي، وتقييد خياراتها السياسية وقدرتها على المبادرة. هذه الغايات من شأنها عند حد معين أن تجعل من هزيمة المقاومة عسكرياً أمراً واقعياً كما يعتقد الأميركيون. في الخلاصة، بدل «اصطياد» حزب الله تسعى واشنطن الى تلويث المحيط الذي يسبح فيه، أي جعل الحزب «جسماً غريباً» داخل البيئة الوطنية والإقليمية بحيث تنبذه تلك البيئة التي يتحرك فيها ومنها، وحينها فقط تصبح فرضية القضاء عليه عسكرياً متاحة. وعليه، في المقابل هناك حاجة ملحة لاستراتيجية شاملة مقابلة وليس فقط جملة ردود فعل عشوائية، والأهم أن المواجهة وأكثر من أي وقت مضى ليست مسؤولية الحزب كمنظمة فقط، بل مسؤولية كل فرد وجماعة - مهما اختلف موقعها - وقفوا في 14 آب 2006 وقالوا بالبسمة والدمع: انتصرنا.
- الأخبار: هديّة المعارضة السوريّة إلى الحريري
نشر أمس على شبكة الإنترنت شريط فيديو تعلن فيه مجموعة، تقول إنها تنتمي الى مقاتلي المعارضة السورية، القبض في دمشق على الشاهد السوري في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هسام هسام، ووعدت بإرساله هدية إلى الرئيس سعد الحريري.وظهر هسام في الشريط جالساً على كرسي، وإلى جانبه رجل ملتح باللباس العسكري يقول إن «كتائب عملية اقتحام دمشق» ألقت القبض على هسام. وعرّف الأخير عن نفسه قائلاً: «هسام طاهر هسام، الشاهد في قضية المرحوم الشهيد رفيق الحريري، من مواليد 1975، وقد ألقي القبض عليّ (أول من) أمس من قبل شباب الجيش الحر». ويضيف هسام بعد سؤال من الرجل الملتحي «عندي معلومات عن اغتيال الحريري. أوصلوني الى بيروت وسأعطيكم مفاجآت كبيرة لا يمكن أن تحلموا بها». وينهي المسلح، الذي وقف وراءه أربعة رجال مسلحين، الشريط بالقول: «أوجّه رسالة الى الشيخ سعد الحريري باسمي وباسم ثوار دمشق وثوار سوريا، سنرسل إليك هدية من عندنا هي هسام هسام».
- الأخبار: خلاف الأكثريّة إلى الحلّ.. الأكثريّة تفتح الباب أمام حلّ لأزمتــها
لا يزال موعد جلسة الحوار على حاله، وكذلك موقف قوى 14 آذار من عدم المشاركة. وإذ اعتبرت أن اجتماع بعبدا بشأن «الداتا» لا يكفي للعدول عن قرارها، فيما برزت أمس مؤشرات على قرب توصل قوى الأكثرية إلى حل لأزمتها. للمرة الأولى منذ بداية الأزمة بين قوى الأكثرية، بدأت ملامح حلّ تظهر من خلال الاجتماعات المتلاحقة التي عقدت طوال الأسبوع الماضي. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» إن اللقاءات التي عقدها الوزير سليمان فرنجية، وغيره من الحلفاء المشتركين، مع الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، فتحت الباب أمام حل للأزمة، وخاصة أن ما نقله فرنجية عن الرجلين يظهر استعدادهما لحل المعضلة، إذ أكد الطرفان أنهما لا يريدان الاستمرار في الحالة الراهنة. وأكدت المصادر أن اتصالات فرنجية لم تدخل في تفاصيل الأزمة، بل تركتها للحل في الاجتماعات بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وعلمت «الأخبار» أن الوزير جبران باسيل التقى خلال الساعات الماضية رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، وأن الطرفين تداولا بنقاط الخلاف وسبل حلها. ولفتت مصادر متابعة لهذا اللقاء إلى أن الأجواء إيجابية، على عكس المرات الماضية، إذ خلص الطرفان إلى وجود «ملامح حل»، علماً بأنهما تداولا في ضرورة تضمين المخرج «وقف احتلال المرفق العام وأن يكون حل موضوع المياومين حسب قواعد التوظيف، من دون أي عشوائية». ولفتت المصادر إلى «اقتناع بعض الأفرقاء بأن اختيار «أرض المعركة» في منطقة الأشرفية وتفاقم الأمور على الأرض ساهم في فتح باب أمام الحل».على صعيد آخر، لم تظهر في الساعات الثماني والأربعين الماضية أي إشارات عن مصير جلسة الحوار الوطني المقررة غداً في قصر بعبدا، علماً بأن اجتماع بعبدا، أول من أمس، الذي بحث في موضوع تسليم «داتا» الاتصالات كاملة إلى الأجهزة الأمنية حرّك المياه الراكدة جزئياً. وقال مرجع أمني في المديرية الع?