09-11-2024 04:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة ليوم 24-07-2012 :دمشق ترفض البيان العربي .. وجدل حول أسلحتها الكيميائية

الصحافة ليوم 24-07-2012 :دمشق ترفض البيان العربي .. وجدل حول أسلحتها الكيميائية

تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الثلاثاء التطورات في سوريا ورفضها لبيان الجامعة العربية وتأكيدها على أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية إلا في حال تعرضها لعدوان خارجي .

 

 

 
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الثلاثاء التطورات في سوريا ورفضها لبيان الجامعة العربية وتأكيدها على أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية إلا في حال تعرضها لعدوان خارجي .


السفير :
صحيفة السفير عنونت"بوتين يخشى حرباً أهلية لا تنتهي .. ولافروف يبلغ الفيصل ضرورة الالتزام بخطة أنان"و"دمشق ترفض البيان العربي .. وتثير جدلاً حول أسلحتها الكيميائية"  

صحيفة السفير وكتبت تقول"أكدت دمشق أمس، رفضها القاطع لبيان الجامعة العربية الذي دعا قبل يومين إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لمصلحة سلطة انتقالية، معتبرة أنه «تدخل سافر» في الشؤون السورية ووصفته بأنه «نفاق سياسي». وعلى صعيد الأسلحة الكيميائية التي كانت موضع تركيز الدول الغربية خلال الأيام الأخيرة، أكدت السلطات السورية أنها لن تستخدم أسلحتها تلك «إن وجدت»، إلا في حالة تعرضها لعدوان خارجي".
أما من الجانب الروسي، فحذر رئيس الكرملين فلاديمير بوتين من «حرب أهلية إلى ما لا نهاية» في سوريا، إذا تم «إسقاط» النظام «بشكل غير دستوري»، فيما أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيره السعودي سعود الفيصل، في الشأن السوري.
وفيما اتجه العراق نحو الاصطفاف مع الموقف السـوري من البيان العربي الصادر في الدوحة أمس الأول، أعربت القوى الغربية عن قلقها ورفضها لما اعتبرته تهديدا ضمنيا من دمشق باستخدام ترسانتها الكيميائية والجرثومية، وفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على سوريا.
وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس السوري بشار الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيميائية سيكون «خطأً مأساوياً» سيحاسب عليه.
وقال أوباما في خطاب ألقاه أمام مقاتلين قدامى في رينو (نيفادا، غرب) «بالنظر إلى مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام (السوري)، نسعى إلى إفهام الأسد وأوساطه أن العالم ينظر إليهم وأنه ينبغي محاسبتهم أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا ارتكبوا الخطأ المأساوي باستخدامها».
وأضاف «نعمل لمصلحة (مرحلة) انتقالية ليكون للسوريين مستقبل أفضل، حر من نظام الأسد».
مقدسي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان خلال مؤتمر صحافي إن دمشق تودّ «إعادة تأكيد موقف سوريا المتمثل بأن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سوريا، مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها ـ إن وجدت ـ فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداً إلا في حال تعرّضت البلاد لعدوان خارجي».
وقالت وزارة الخارجية، في بيان آخر، «تعقيباً على تعاطي بعض وسائل الإعلام السلبي مع مضمون بيان وزارة الخارجية وإخراجه المتعمد عن سياقه عبر تصويره على انه إعلان امتلاك لأسلحة غير تقليدية من قبل سوريا، وتجنباً لأي سوء فهم مقصود، نوضح أن الهدف من البيان الصحافي والمؤتمر الصحافي أساساً لم يكن للإعلان بل كان للردّ على حملة إعلامية مبرمجة تستهدف سوريا».
ووصف مقدسي اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة أمس الأول وتصريحاتهم «بالنفاق السياسي»، منتقداً «التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا»، وعملهم «على تأزيم الموقف»، مكرراً أن «الشعب هو صاحب القرار عبر صندوق الاقتراع والحوار الوطني».
وقال إن «بيان الجامعة العربية الذي يدعو إلى التنحي (الرئيس السوري بشار الأسد) وما إلى ذلك، وسلطة انتقالية، هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية». وأضاف «نأسف لانحدار الجامعة العربية إلى هذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي تجاه سوريا عوضاً عن مساعدتها».
روسيا
وأعلن بوتين في مؤتمر صحافي أعقب محادثاته مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي التي أجراها في مدينة سوتشي الروسية أن «تمديد بعثة المراقبين في سوريا يؤكد إمكانية إيجاد حل وسط على ساحة الأمم المتحدة». وقال بوتين إن «روسيا تعارض تطور الوضع في سوريا حسب السيناريو الدموي للحرب الأهلية التي يمكن ان تستمر لسنوات طويلة، كما هي الحال في أفغانستان».
وقال بوتين «نخشى انه اذا تم إسقاط القيادة الحالية للبلاد في شكل غير دستوري، فإن المعارضة والقيادة الحالية يمكن ان تتبادلا الادوار ببساطة». وأضاف «هؤلاء (المعارضون) سيتولون قيادة (البلاد) وأولئك (أنصار النظام) سيكونون في المعارضة».
وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف أكد خلال اتصال هاتفي بسعود الفيصل «ضرورة وقف العنف في سوريا في أقرب وقت، مهما كان مصدره، وفتح الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع القوى السورية». كما شدد لافروف على «وقوف موسكو مع الجهود المكثفة من أجل تنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان».
من جانبه أطلع الفيصل الوزير الروسي على نتائج الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس الاول، في العاصمة القطرية وعلى قراراته. وأكد لافروف أن روسيا «تبدي احتراما دائما لمواقف الجامعة العربية حول البنود الملحة للأجندة الإقليمية، وذلك لثقتها العميقة بأن هذه المنظمة الدولية الموقرة قادرة على اتخاذ قرارات متزنة وقابلة للتحقيق، مع الأخذ في الاعتبار آراء جميع أعضائها».
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في البيان إلى أن روسيا دعمت بقوة مبادرة الجامعة العربية التي أطلقتها في 2 تشرين الثاني الماضي للتسوية الديبلوماسية للأزمة السورية، كما ساعدت بتنفيذ الاتفاقات التي أسهمت في نشر بعثة المراقبين العرب في سوريا في كانون الأول الماضي. وأضافت الوزارة أن «المبادئ المشتركة التي وضعت في اللقاء الوزاري بين روسيا والجامعة العربية يوم 10 شباط الماضي في القاهرة أخذت بعين الاعتبار عند وضع خطة أنان».
واتفق لافروف والفيصل على مواصلة الاتصالات الروسية السعودية حول الملف السوري. أضاف البيان أن الطرفين «أكدا اهتمامهما بإجراء الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي في موسكو هذا العام».
وفي بغداد، قال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ان «هذه الدعوة ليست بالشيء المناسب في الوقت الحاضر لانها تعتبر تدخلا في سيادة دولة اخرى». وأضاف «هناك وسائل اخرى لتأمين الانتقال السلمي للسطة».
من جهته، قال قائد عراقي كبير على الحدود السورية العراقية ان رئيس وزراء العراق نوري المالكي امر مسؤولي الحدود العراقيين بالسماح بدخول اللاجئين السوريين.
أميركا وأوروبا
وردا على تصريحات مقدسي، قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان على السوريين «الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية»، واصفا هذا الاحتمال بأنه «غير مقبول». وأضاف ليتل «عندما يقوم مسؤولون سوريون بالتطرق امام الصحافيين الى الاسلحة الكيميائية فالامر يثير القلق» مضيفا «نعارض بشدة اي تفكير قد يصل الى تبرير استخدام هذه الاسلحة من قبل النظام السوري».
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين اثناء زيارة لبلغراد «سيكون امرا مدانا ان يفكر اي طرف في سوريا باستخدام اسلحة دمار شامل مثل الاسلحة الكيميائية». وأضاف «آمل بصدق ان يبقى المجتمع الدولي يقظا لكي لا يحصل اي شيء من هذا النوع». وأكد الامين العام ان ليس بوسعه «التحقق» مما اذا كانت سوريا تملك هذا النوع من الاسلحة لكنه عبر في الوقت نفسه عن «قلقه» لان سوريا ليست من اعضاء «المنظمة لحظر الاسلحة الكيميائية».
وأضاف بان «يتوجب على جميع الدول عدم استخدام اي اسلحة دمار شامل، أكانت موقعة ام لا على معاهدة او اتفاق». وأوضح بان كي مون ان الامم المتحدة تجري مشاورات «مكثفة مع الاطراف المعنيين وبالدرجة الاولى مع الجامعة العربية». وتابع قائلا «سأبحث هذا الموضوع مع (نبيل) العربي الامين العام للجامعة العربية».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «من غير المقبول القول انهم يستطيعون استخدام اسلحة كيميائية مهما كانت الظروف». وأضاف الوزير البريطاني في ختام اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل «ما يحصل في الواقع ان شعبهم يثور ضد دولة بوليسية دموية، هذا الامر لا علاقة له بعدوان من اي مكان في العالم».
وأكد نظيره الالماني غيدو فسترفيله ان «التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر وحشي»، لافتا الى ان هذا الامر يظهر الموقف «غير الانساني» لنظام بشار الاسد. ودعا فسترفيله في بيان «كل السلطات في سوريا الى المساهمة في شكل مسؤول في تأمين سلامة اي مخزون للاسلحة الكيميائية».
ونبّه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ان «هذه المنشآت تخضع لمراقبة خاصة جدا».
وفي موازاة وعود برفع مستوى المساعدات الانسانية، فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على النظام السوري.
وفي الاجمال باتت عقوبات الاتحاد الاوروبي تشمل 155 شخصا و52 شركة او ادارة سورية.
ميدانيات
وضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين لتتركز في القدم (جنوبي العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي مدينة حلب ذكر المرصد السوري ان «اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، لافتا الى ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة.

   
الأخبار :

صحيفة الاخبار عنونت"معركة حمص تحدّد وجهة الأزمة"

صحيفة الأخبار وكتبت تقول"منذ انضمام حمص، أكثر المناطق السورية تنوعاً مذهبياً، إلى الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تبدلت أحوال المدينة. طالت أشهر الأزمة وتشعبت معها العوامل. متظاهرون سلميون، مسلحون، قوات الأمن الجيش والشبيحة ومعارك مشتعلة لا تهدأ حوّلت بعض الأحياء إلى مجرد ركام. وفيما المعارك مستمرة، بات من شبه المؤكد أن معركة حمص ستحدد أي منحى سياسي ستذهب المقاربة الدولية للأزمة السورية، وأي مضمون اجتماعي سيأخذه الصراع داخل سوريا، وخصوصاً أن البعض يرى أنه بات يتوقف على مجرى الأمور في المدينة ضمان بقاء الأراضي السورية موحدة أو العكس يتحصن داخل حيّي الخالدية وأبو الدريب في مدينة حمص نحو خمسمئة مقاتل، وفي مقابلهما توجد أحياء يقطنها علويون. وترتفع بين هذه الأحياء خطوط تماس بات لها طابع مذهبي. منذ عدة أيام، تدير وزارة المصالحة الوطنية مفاوضات مع أهالي المقاتلين الخمسمئة، الذين ابتعدوا عن مسرح الاشتباكات في مدينتهم، وباتوا يقيمون كمهجرين في أماكن أكثر أماناً".

الدولة تطلب منهم إقناع أبنائهم داخل حيّي الخالدية والدريب بتسليم سلاحهم، مقابل ضمانة بألا تجري مساءلتهم أمنياً، لكن من غير المحتمل أن تؤدي هذه المحاولات إلى نتائج فورية. المسلحون داخل حمص يوجد بينهم «غرباء» من جنسيات عربية وآسيوية، وهؤلاء لديهم أسبابهم لإبقاء المواجهة مفتوحة. كذلك فإن موقع حمص في الأزمة السورية هو أبعد أثراً من مجرد التفاوض مع مسلحين لقاء ضمانات شخصية لهم. من وجهة نظر أميركية، فإن حمص، داخل الأزمة السورية، تشبه منطقة وسط بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في عام ١٩٧٥. فلقد قاد تدمير وسط بيروت التجاري خلال المشهد الأول من أحداث الحرب اللبنانية إلى تحديد وجهتها لسنوات طويلة قادمة، بوصفها حرباً طائفية، رسمت بين جزءي العاصمة الغربي المسلم والشرقي المسيحي تماساً طائفياً ملتهباً، محمياً من معادلات دولية وإقليمية.
واليوم ينظر إلى حمص بوصفها المدينة التي يؤدي القتال فيها إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والوطني السوري على أساس مذهبي. ثمة مؤشرات تؤكد أن هوية الأزمة السورية، لجهة ماهيتها الداخلية، يجري إنتاجها داخل ما يحدث وسيحدث في حمص. عدد المهجرين داخل سوريا يبلغ اليوم مليوني مهجر، نصفهم من حمص وحدها. وانقسمت هجرة أهالي حمص على نحو مذهبي. فالمهجرون السنّة من أبناء المدينة قصدوا مناطق حماة وحلب، والعلويون تراجعوا باتجاه اللاذقية ودمشق.
لا يزال حتى اللحظة هناك إمكان لتجنّب تدمير اللحمة الوطنية السورية انطلاقاً من مدينة حمص التي تعتبر الأكثر اختلاطاً طائفياً من جميع مدن سوريا، بعد دمشق، وربما قبلها لناحية الميزات الاجتماعية والسياسية المهمة التي يرمز إليها اختلاطها. ويتوقف على الكيفية التي سيعالج بها العصيان الأمني داخلها تحديد مستقبل وحدة الأراضي السورية، ومستقبل إمكانية إعادة شد لحمتها الاجتماعية الوطنية.

موقع حمص في الهجوم الكبير

في متن تقرير صادر عن مركز أميركي قريب من البنتاغون حول سوريا، يركز التقرير على فكرة أساسية، وهي أنه تبعاً لنتائج «الهجوم الكبير» _ حسب تسميته _ الذي يشنه الجيش السوري منذ حوالى ثلاثة أسابيع، يتوقف ضمان بقاء الأراضي السورية موحدة أو العكس. وبحسب التقرير، فإن من شأن نجاح الهجوم في السيطرة على كل الأراضي السورية، أن يؤكد مركزية نظام الرئيس السوري بشار الأسد على كل البلد. أما إذا فشل، فإن الجيش السوري النظامي سيضطر إلى التراجع والاحتشاد في مناطق الساحل السوري ودمشق، بهدف حماية سلطة النظام في تلك المنطقة، وسيعني هذا أن سوريا ستدخل واقعياً مرحلة التقسيم إلى جزءين؛ جزء يسيطر عليه النظام، وجزء آخر تسيطر عليه أطياف المعارضة المسلحة، وهو باقي الأراضي السورية.
وعلى هذا، فإن معركة حمص ضمن استراتيجية الهجوم الكبير، لها هدفان: الأول ضمان السيطرة على المدينة وريفها، لأن ذلك يمنح الجيش «زمام مبادرة الهجوم»، بحيث ينطلق منها باتجاه المحافظات المتفلتة الأخرى، وبينها حماة، والمحافظات المتاخمة للحدود التركية والأردنية وغيرها. ولكن ضمن هذه الخطة، توجد اعتبارات على صلة بالتحسب للوضع الاستراتيجي للنظام في حال فشل الهجوم. ولذلك يخوض النظام معركة حمص وفق سلة أهداف: كخطوة أولى، السيطرة على خط حمص الواصل بين اللاذقية ودمشق. وكخطوة تالية، يجري التمهل بالحسم داخل المدينة، أخذاً في الاعتبار أن رمزية المدينة كمساحة للاختلاط المذهبي، تجعل من طريقة معالجة العصيان فيها محل مؤشر على إمكانية استمرار التعايش الطائفي في سوريا مستقبلاً من عدمه. ولهذا فإن التعامل مع حيّي الخالدية وأبو الدريب يجري حالياً بأسلوب «جزرة» التفاوض التي تقدمها وزارة المصالحة، و«العصا» التي يرفعها الجيش. وتجدر الملاحظة، في هذا السياق، أن النظرة الروسية تشترك في الجوهر مع النظرة الأميركية، لجهة أن معركة حمص ستحدد في أي منحى سياسي ستذهب المقاربة الدولية للأزمة السورية، وأي مضمون اجتماعي سيأخذه الصراع داخل سوريا. فالروس يشبّهون حمص بغروزني عاصمة الشيشان التي دست فيها الاستخبارات الأميركية، في بدايات تسعينيات القرن الماضي، مجموعات إسلامية متطرفة قامت بضرب خط الأنبوب الروسي الذي يأخذ النفط إلى شواطئ البحر الاسود، ما قاد الروس عام ١٩٩٤ إلى شن حملة عسكرية على المدينة بهدف تدميرها وتصفية المسلحين الإسلاميين فيها، وتهجير بيئتهم الشعبية الحاضنة، وتأمين طريق مرور النفط الاستراتيجي. طريق حمص الواصل بين اللاذقية ودمشق، هو شيء من معنى غروزني، ليس فقط لأن حمص هي خزان لمليونين ونصف مليون متر مكعب من الغاز، بل لأن السيطرة عليها، وطريقة هذه السيطرة، يمثّلان «ضمانة» لئلا يؤدي فشل الهجوم الكبير إلى إسقاط النظام، أو أن يؤدي نجاحه إلى إعادة لحمة الأرض والشعب السوري انطلاقاً منها.
ويعتقد النظام أن شكل الحسم الذي يجب اتباعه داخل المدينة تحدده نتائج الهجوم الكبير، فنجاحه سيقود مهجريها إلى العودة إليها، ما يحمي وحدة النسيج المذهبي والطائفي في سوريا، أما فشله فسيؤدي الى جعل «الديموغرافيا الحمصانية» المهاجرة لمناطق خارج قبضة النظام، تشكل مصدر جذب لمن تبقى من سنّة حمص داخل المدينة. وهذا يقود إلى نوع من الفرز المذهبي الديموغرافي الحاد في سوريا، سيكون له أثره البغيض على استمرار وحدتها.

الامتداد اللبناني

ضمن قضية حسم الوضع العسكري داخل حمص المدينة، يوجد اعتبار آخر مهم، قوامه أن الميدان الفعلي لمعركة مدينة حمص يتجاوز مساحتها العقارية، ويمتد على مساحة مئة كيلومتر مربع، من المدينة إلى منطقتي بساتينها والوعر، وصولاً إلى بحيرة حمص وامتداداتها داخل أراضي وادي خالد اللبنانية. وثمة ميل لدى الجيش النظامي لإحكام السيطرة على منافذ تهريب السلاح والأغذية للمسلحين في هذا الميدان الواسع، ثم بعد ذلك إدارة الظهر للتعامل مع حيّي الخالدية والدريب.
ضمن هذه الاعتبارات الآنفة جميعها، تأتي معركتا «القصير» و«تل كلخ» على الحدود مع لبنان، التي يكتفي الجيش السوري في هذه المرحلة بحصارهما لتعطيل قدرتهما على أن تكونا نقطتي تجميع السلاح المهرب من لبنان يجري منهما تنسيق توزيعه على المجموعات المسلحة المنتشرة في منطقة حمص.
ويعترف تقرير للـ«سي آي إيه»، بأن لبنان يعتبر من بين كل دول الجوار لسوريا أهم قاعدة خلفية لدعم المعارضة السورية المسلحة، بالسلاح والمؤن، وذلك بسبب قرب مناطقه الحدودية من قواعد المسلحين، سواءً في حمص أو في ريف دمشق، حيث إن أبعد نقطة داخل لبنان عن مواقع المسلحين السوريين في حمص لا تتجاوز ٣٠ كيلومتراً. ويتحدث عن أن مسالك تهريب السلاح من لبنان إلى حمص خاصةً وريف دمشق تمر بالسكك النشطة الآتية: خط من عرسال الى حمص عبر سعدنايل، خط زحلة _ مجدل عنجر _ وادي العرائش إلى ريف دمشق، خط بيروت باتجاه زحلة.
ويقول التقرير إنه يوجد حلقة ضيقة تدير عملية تهريب السلاح عبر هذه الخطوط إلى سوريا، من ضمنها مسؤول لبناني كبير، كانت الاستخبارات الأردنية سرّبت إليه خلال العام الماضي معلومات عن أن الاستخبارات السورية تُعدّ لتصفيته.

الحدود اللبنانية - السورية

إن حسم معركة حمص _ المدينة المختلطة، مؤجل، في جزء من الأسباب الرئيسة، لما بعد إنهاء الوضع الداعم عسكرياً للمعارضة في القصير وتل كلخ وشمال لبنان. وعلى هذا، فمنذ وضع خطة الهجوم الكبير موضع التطبيق، أصبح للقتال في المناطق المحاذية للحدود السورية مع لبنان، ومن ضمنها بلدة القصير، مغزى استراتيجي، على صلة بتأمين خط اللاذقية _ دمشق. ولذلك جرى استبدال كتائب الهجانة السورية وحرس الحدود بقوات نظامية محترفة، وأعطيت إليها تعليمات مشددة بالرد الفوري على مصادر النيران والرد على الرصاصة المنطلقة من داخل الأراضي اللبنانية بكل أنواع الأسلحة. كذلك طلب منها تعقب المجموعات السورية المسلحة التي تقوم بأنشطة عسكرية، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية إلى داخل هذه الأراضي.
قبل أيام زار وفد من أبناء عكار مرجعاً رسمياً كبيراً، وناشده أن يتدخل الجيش اللبناني لحماية أبناء القضاء. اشتكى الوفد من أن مجموعات من الجيش السوري الحر تدخل في الليل القرى وتطلق النار منها باتجاه الجنود السوريين وراء الحدود، فيردّ هؤلاء على نحو مفرط العنف. ويخشى عقلاء عكار من أن استمرار هذه الحال قد يؤدي إلى تهجير أبناء منطقتهم. وهم يخشون أنه في ظل ظروف الانقسام اللبناني، قد لا يجدون حاضناً شعبياً لبنانياً جامعاً لاستضافتهم. ومنذ حوالى شهر تقريباً، نقل الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتراحاً من القيادة السورية بإنشاء لجنة عسكرية سورية _ لبنانية مشتركة، تنسق عمليات وقف التهريب على الحدود، وتمنع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لتنفيذ هجمات ضد الجيش السوري. كانت قيادة الجيش قد نظرت آنذاك إلى هذا الاقتراح بإيجابية، ولفترة غير قصيرة اتخذت إجراءات لإنجاز تشكيلها، ولكن توقف هذا المسار. اليوم تعود الحياة إلى هذا الاقتراح، ويقر مجلس الوزراء نشر الجيش اللبناني على الحدود الشمالية. نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، خلال زيارته الأخيرة للبنان، امتدح سياسة النأي بالنفس، وشدد على مطلب الاستقرار، ورأى أن نشر الجيش يخدم هذا الهدف المطلوب دولياً. ولوحظ أن بيرنز لم يغص في تفاصيل الوضع اللبناني، خلافاً لأسلوب جيفري فيلتمان. فهو اكتفى كعادته برسم المعادلات المطلوبة، التي لخصها بعبارة: دعم الاستقرار.

 
اللواء:

أما صحيفة اللواء فعنونت"دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيماوية إلا لمواجهة عدوان خارجي وواشطن تُحذِّر"

صحيفة اللواء وكتبت تقول" ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين أمس لتتركز في أحياء القدم وكفرسوسة بينما تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في حلب، حيث اعلنت المعارضة السيطرة على العديد من أحياء المدينة".
وفي حين اعلن الاتحاد الاوروبي حزمة جديدة من العقوبات التي قال بأنّها تضيق الخناق على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، تبادلت واشنطن واوروبا من جهة وسوريا التحذيرات بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية التي يمتلكها الجيش السوري.
وفي التطورات الميدانية لفت المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان العاصمة السورية تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بساتين حيي القدم وكفرسوسة.
وافادت لجان التنسيق المحلية بأنّ «اشتباكات عنيفة تدور في حي القدم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجيش الحر وجيش النظام».
ولفتت الهيئة العامة للثورة السورية الى ان اشتباكات حي القدم «تترافق مع قصف عشوائي عنيف من الدبابات على الحي».  وذكر ناشطون معارضون ومصدر قريب من السلطات ان الجيش السوري استعاد على ما يبدو السيطرة على القسم الاكبر من العاصمة بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى اسبوع. وقال الناشط عمر القابوني ان الجيش النظامي: «اعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق في حين ما زال عناصر الجيش الحر يتواجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر»، مشيرا الى استمرار الاشتباكات في حي القدم في جنوب العاصمة. وافاد المرصد بأنّ القوات النظامية في دمشق نفذت حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي في احياء المزة ونهر عيشة ومنطقة اللوان في حي كفرسوسة، ترافقت مع «عملية تنكيل بأصحاب المحال والمنازل المداهمة».
وقالت الناشطة لينا الشامي من حي المزة الذي اعلنت السلطات الاحد «تطهيره من فلول الارهابيين»، بأنّ «الجيش النظامي منتشر تماما في كل المناطق، لكن من الصعب القول انه يسيطر اذ يعاني من ضربات الجيش الحر بشكل يومي».
واوضحت ان الجيش الحر ينفذ عمليات على طريقة «اضرب واهرب» في كل احياء العاصمة تقريبا.
وقال احمد الميداني، وهو ناشط من حي الميدان القريب من وسط العاصمة الذي اعلنت السلطات استعادة السيطرة عليه الجمعة، ان معركة تحرير دمشق التي اعلنها الجيش الحر الاسبوع الماضي «مستمرة»، مشيرا الى استمرار الاشتباكات.
ووصف ابو عمر، المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها، ما يحصل في دمشق بأنه «حرب كر وفر»، مشيرا الى ان عناصر الجيش الحر «ينسحبون من مكان الى آخر» بين العملية والاخرى.
وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو يظهر اعدادا كبيرة من الجنود باسلحتهم وخوذاتهم يسيرون في منطقة قال المصور انها نهر عيشة، مشيرا الى انها السادسة صباحا وان الجنود «يستعدون لاقتحام نهر عيشة»، مضيفا موجها كلامه الى الجنود «ستكون مقبرتكم في الشام».
وأكد مصدر امني سوري ان «الجيش انهى سيطرته» على العاصمة، «الا انه يقوم الآن بحملات دهم، لا سيما في كفرسوسة  ومناطق اخرى لا يزال المسلحون المعارضون موجودين فيها».
وفي ريف دمشق، لفتت لجان التنسيق الى اقتحام بلدة الذيابية من قبل قوات النظام بالدبابات بعد قصفها، بينما شهدت منطقة السيدة زينب اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة على كازية وحجيرة البلد بالاضافة الى استهداف منطقة البساتين بالصواريخ.
حلب
وفي مدينة حلب شمالا ذكر المرصد السوري ان «اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، لافتا الى ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة.
وأعلن الجيش السوري الحر سيطرته على احياء كثيرة في حلب، مؤكدا أننا «نغنم أسلحتنا من معاركنا مع جيش النظام».وفي محافظة حمص، اشار المرصد الى تعرض مدينة الرستن للقصف من القوات النظامية «التي تحاول اقتحام المدينة»، مضيفا ان قصفا يطال ايضا مدينة حمص وتحديدا احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح واحياء حمص القديمة.
وافادت الهيئة العامة عن «تجدد القصف بشكل عنيف بالطيران المروحي وراجمات الصواريخ في تلبيسة»، مشيرة الى انه يتركز على حي المسجر الجنوبي ما ادى الى تهدم منازل عدة وتصاعد سحب الدخان في سماء المنطقة.وذكرت لجان التنسيق ان منطقة قلعة الحصن شهدت «قصفا مدفعيا عنيفا» على حارة التركمان من قرى قميري والمصيدة بالشيلكا والمدفعية الثقيلة، في ظل تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.
وفي محافظة ادلب، اشار المرصد الى تعرض مدينة معرة النعمان في الريف الى قصف عنيف، في حين تتعرض بلدة سرمدا للقصف من القوات النظامية المنتشرة في ساحة معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية.
كما اشار المرصد الى تعرض بلدات عدة في درعا للقصف، والى اشتباكات في مدينة درعا .
وفي القنيطرة افادت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في جباتا الخشب.
إعدامات ميدانية
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان القوات النظامية نفّذت «اعدامات ميدانية» في حق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأنّ «16 شخصا معظمهم لا يتجاوز من العمر 30 عاما، اعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية الاحد خلال مداهمات في المزة» في غرب العاصمة السورية.
وأضاف بأنّ سبعة آخرين اعدموا بالطريقة نفسها في حي برزة.
وبين القتلى اثنان «تم دهس رأسيهما بالآليات»، وواحد مصاب بطلق ناري في عينه. وأوضح عبد الرحمن ان ثلاثة من الضحايا وجدوا مقيدين، بينما تعرضت جثث اخرى للطعن.
الى ذلك، افاد المرصد في بيان بأنّه تم العثور صباحا على 15 جثة مجهولة الهوية في بساتين منطقة السلم في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق. ودعت منظمة العفو الدولية  الاطراف في سوريا الى تحييد المدنيين وجميع الذين لا يشاركون في المعارك بشكل مباشر.
وقالت المنظمة في بيان «من واجب القادة والمسؤولين تجنب جرائم الحرب، وفي حال حصلت وضع حد لهذه الجرائم التي يرتكبها الذين يأتمرون بأوامرهم (...) تحت طائلة تحميلهم كلهم المسؤولية القانونية عن ذلك».
مقدسي
 من جهة ثانية، اكد النظام السوري انه لن يستخدم الاسلحة الكيميائية الا في حال تعرضه لهجوم خارجي.
وقالت الخارجية السورية في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي امام الصحافيين، وأقرّ فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لأسلحة كيميائية «لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي».
إلا أنّ الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق.
وجاء فيه «ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها - ان وجدت - فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية».
وأكد مقدسي من جهة اخرى رفض بلاده لعرض جامعة الدول العربية حول تنحي الاسد عن السلطة مقابل «تأمين مخرج آمن له ولعائلته».
وقال بأنّ بيان الجامعة العربية «تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية. نأسف لانحدار الجامعة الى هذا المستوى اللااخلاقي (...). ونقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه».
تحذير أميركي وأوروبي
بالمقابل حذّرت الولايات المتحدة النظام السوري حتى «من التفكير ولو لثانية واحدة» باستخدام اسلحته الكيميائية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل بأنّ على السوريين «الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية»، واصفا هذا الاحتمال بأنّه «غير مقبول».
وأضاف ليتل: «عندما يقوم مسؤولون سوريون بالتطرق امام الصحافيين الى الاسلحة الكيميائية فالامر يثير القلق. نعارض بشدة اي تفكير قد يصل الى تبرير استخدام هذه الاسلحة من قبل النظام السوري».
وفيما اعرب الاتحاد الاوروبي عن «قلقه البالغ»،اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان تهديد دمشق باستخدام اسلحة كيميائية امر «غير مقبول».
وأكد نظيره الالماني غيدو فسترفيلي ان «التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر وحشي»، لافتا الى ان هذا الامر يظهر الموقف «غير الانساني» لنظام الاسد.
ونبّه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ان «هذه المنشات تخضع لمراقبة خاصة جدا».
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان وجود اسلحة كيميائية في اي منطقة نزاع يشكل «مصدر قلق». 
كما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان احتمال استخدام اسلحة كيميائية في سوريا سيكون «امرا مدانا». وأضاف بأنّ رئيس دائرة عمليات حفظ السلام الدبلوماسي الفرنسي ايرفيه لادسو والجنرال بابكر غايي كبير المستشارين العسكريين في الامم المتحدة «يتوجهان الى سوريا اليوم» للاطلاع على الوضع.
خطوات أميركية
في غضون ذلك، تعمل الادارة الاميركية بعيدا عن الاضواء لوقف شحنات الاسلحة والنفط من ايران الى سوريا سعيا منها لتسريع سقوط نظام الاسد، على ما افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين اميركيين.
وقال المسؤولون طالبين عدم ذكر اسمهم بأنّ الجهود الاميركية تهدف الى حمل العراق على اغلاق مجاله الجوي امام الرحلات المتوجهة من ايران الى سوريا والتي تشتبه اجهزة الاستخبارات الاميركية بانها تحمل اسلحة الى القوات النظامية السورية.
وبحسب الصحيفة، فإنّ واشنطن تحاولت منع السفن التي يشتبه بانها تنقل شحنات من الاسلحة والنفط لسوريا من عبور قناة السويس.
وأشارت الصحيفة الى ان احدى هذه السفن التي تدعى «الامين» وتنتظر حاليا اذنا لعبور القناة مملوكة من احد فروع شركة الجمهورية الاسلامية الايرانية للشحن.
ويجري مسؤولون اميركيون محادثات مع الحكومة المصرية سعيا لمنع عبور السفينة، متذرعين بانها لا تحظى بتامين دولي معترف به.
وتابعت الصحيفة ان الولايات المتحدة تنقل معلومات استخباراتية حول سوريا الى القوات التركية والاردنية التي تتعامل بشكل وثيق مع المقاتلين المعارضين.              
طوق أوروبي على الأسد
في غضون ذلك، قرّر الاتحاد الاوروبي تشديد الطوق مجددا على نظام الاسد مع فرض حزمة جديدة من العقوبات ومضاعفة مساعدته الانسانية للاجئين الذين يتدّفقون للخروج من الاراضي السورية.فقد وعد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل بتقديم «مساعدة اضافية بما فيها مالية لمساعدة البلدان المجاورة خصوصا لبنان والاردن على استقبال عدد متزايد من اللاجئين».
وأعلنت المفوضية الاوروبية انها ضاعفت مساعدتها العاجلة الى اللاجئين ما يرفع الى 63 مليون يورو مساعدتها الى السكان في داخل سوريا او اللاجئين الى بلدان الجوار.
لكن في موازاة ذلك فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على النظام السوري، فقد قرر الوزراء حزمة عقوبات هي الـ 17 في خلال 16 شهرا من النزاع.
وأضافوا 26 شخصا خصوصا من العسكريين وعناصر اجهزة الاستخبارات وثلاث شركات جديدة بينها شركة الطيران السورية الى اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي التي تمنع منح تأشيرات وتتضمن تجميد ارصدة.
وفي الإجمال باتت عقوبات الاتحاد الاوروبي تشمل 155 شخصا و52 شركة أو إدارة سورية.
وقد فرض الاتحاد الاوروبي ايضا حظرا نفطيا وحظرا على الاسلحة عزز الاثنين عبر فرض الرقابة الالزامية على السفن والطائرات التي يشتبه بانها تنقل اسلحة وعتادا يمكن ان تستخدم في عمليات القمع في سوريا.
واعتبر عدد كبير من الوزراء الاوروبيين ان سوريا بلغت منعطفا بعد التفجير الذي استهدف الاسبوع الماضي عددا من كبار المسؤولين الامنيين في دمشق، والمعارك التي بلغت العاصمة.
وقال وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية مايكل لينك «من الواضح جدا ان نظام الاسد فقد كل صدقية».
وأضاف: «بأنّه يصارع من اجل البقاء. فهو بالتأكيد قادر على ان يقتل اعدادا اضافية من الاشخاص، لكنه لن يستطيع بالتأكيد تحقيق الانتصار».
من جهة ثانية، اعلنت الرئاسة القبرصية للاتحاد الاوروبي والمفوضية الاوروبية عن ان الاتحاد الاوروبي مستعد لاجلاء رعاياه من سوريا عبر قبرص اذا دعت الحاجة، لكن الاولوية تبقى الان لتقديم مساعدة انسانية للسكان الذين يفرون من المعارك.