ذهبت دراسة مسحية حديثة إلى أن الكثير من الناس يفقدون ساعات غالية من النوم العميق بسبب قضاء ساعة قبل النوم أمام وميض الأجهزة الإلكترونية وشاشة التلفزيون والهاتف المحمول والحاسوب

ذهبت دراسة مسحية حديثة إلى أن الكثير من الناس يفقدون ساعات غالية من النوم العميق بسبب قضاء ساعة قبل النوم أمام وميض الأجهزة الإلكترونية وشاشة التلفزيون والهاتف المحمول والحاسوب.في الحقيقة لم تثبت الدراسة على نحو مؤكد أن التعرض للضوء المتوهج قبل الذهاب للفراش يعوق النوم، إلا أن بعض الخبراء أوصوا بحظر للإلكترونيات قبل ساعة من الذهاب للفراش بتخفيض ضوء المصباح وتجنب تصفح بريدهم الإلكتروني في وقت متأخر من النوم.

وقالت أليسون هارفي، خبيرة النوم أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا: "الاستغراق في النوم لا يماثل غلق مفتاح الكهرباء.فنحن لا نضع رؤوسنا على الوسادة ونذهب في نوم عميق على الفور.بل إن الأمر يستغرق وقتاً لنحث عقلنا على النوم بإقناعه ببدء مرحلة الظلام".

وفي الدراسة المسحية التي أجريت أخيراً بأمريكا عن النوم، وتضمّنت عينة من 1508 أشخاص تتراوح أعمارهم من 13 و64 عاماً، ثبت أن غالبية الأمريكيين - 63% - لا يتمتعون بنوم كافٍ أثناء الليل على مدار الأسبوع. وأكد 95% من أفراد العينة أنهم يستخدمون أجهزة إلكترونية مثل التلفاز والحاسوب وألعاب الفيديو والهاتف الجوال في الساعة الأخيرة قبل النوم علي الأقل لعدة أيام بالأسبوع.

كما أثبتت الدراسة أن نحو ثلثي أفراد العينة الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و64 سنة يشاهدون التلفاز قبل النوم، ونحو نصف الأشخاص الأصغر سناً يفعلون الشيء نفسه. وليس مستغرباً أن من هم أقل من 30عاماً، يقضون الساعة الأخيرة من اليوم في تلقي وإرسال الرسائل الإلكترونية على جوالهم المحمول والحاسوب قبل الذهاب للنوم.

والمشكلة كما يراها الباحثون أن التعرض للضوء قبل النوم قد يشوّش على إيقاع الجسم ويحبط إفراز هرمون الميلاتونين الذي يحفز على النوم.

وتعلّق هارفي:"رغم أن الدراسة المسحية لم تثبت ذلك، إلا أنها ترى أن التعرض للضوء قبل النوم يظل مشكلة".

ويقول د.مات ترافيس بيانكي، أخصائي النوم بكلية طب هارفارد ببوسطن: "إن مشكلة التعرض للضوء قبل النوم أمر معقد، حيث يتفاوت تأثير أنواع الضوء المختلفة في ما يتعلق بتنشيط دوائر الجسم بنفس الطريقة، فمقدار قليل من الضوء مثل ذلك الذي ينبعث من شاشة التلفاز عن بعد قد يتسبب في بعض المشاكل للبعض".

ويتابع: "نحن نختلف في حساسيتنا للضوء، فبعض المرضى يعانون حساسية للضوء إذا ما تعرضوا لضوء مبهر في ساعة متأخرة من الليل بحيث لا تمكنهم من النوم. وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص يستغرقون في نوم عميق أمام التلفاز ومع إضاءة المصباح بلا مشكلة".

وتنصح هارفي قائلة:"حاول أن تلزم نفسك بموعد منتظم للاستيقاظ واجلس في ضوء شديد في الصباح وضوء خافت ليلاً.مارس التمارين البدنية بشكل منتظم والزم نفسك ببرنامج يومي تمارسه قبل نصف ساعة إلى ساعة قبل النوم".