29-11-2024 07:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

الكيان الصهيوني يواصل قضم المقابر الإسلامية

الكيان الصهيوني يواصل قضم المقابر الإسلامية

يواصل الكيان الصهيوني انتهاك المقدسات الإسلامية وحرمات المسلمين أحياء وأمواتا، فبعد أن أقام جامعة على أنقاض قرية مهجرة، اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مقبرتين تاريخيتين داخل أراضي 48 وجرّفت الأضرحة

مقبرة الشيخ مونسيواصل الكيان الصهيوني انتهاك المقدسات الإسلامية وحرمات المسلمين أحياء وأمواتا، فبعد أن أقام جامعة على أنقاض قرية مهجرة، بات يتقضم أراضي مقبرتها وتنبش قبورها لشق وتوسيع الطرق، وسط تحركات شعبية لوقفها. وبموازاة اقتحام المسجد الأقصى وتحديد عدد المصلين فيه اليوم الجمعة، اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مقبرتين تاريخيتين داخل أراضي 48 وجرّفت الأضرحة رغم الاحتجاجات.


وأقدمت أمس ما تسمى بلدية "روش هعاين" ووزارة الإسكان الإسرائيلية على جرف ونبش عشرات القبور في مقبرة قرية مجدل صادق (قضاء يافا) المهّجرة عام 1948 بهدف شق شوارع وبناء آلاف الشقق السكنية على جماجم المسلمين، كما هو الحال في مقبرة طيرة الكرمل قضاء حيفا التي تتعرض لاعتداء مماثل.  ووصفت مؤسسة الأقصى ما تتعرض له مقبرة مجدل صادق بجريمة كبرى بحق المقبرة والأموات المدفونين فيها، مؤكدة أنها ستتصدى بكل الوسائل الشرعية لحماية المقبرة من "يد العبث والطمس".

يُشار إلى أن مجدل صادق قرية تاريخية عمرها مئات السنين، ويجاورها قلعة تاريخية من فترة المماليك. ولم تنج مقبرة القرية الفلسطينية المهجّرة الشيخ مونّس (قضاء يافا) من التدنيس والتدمير، بهدف بناء شقق سكنية للطلاب وبناء مركز تجاري وموقف للمراكب تابع لجامعة تل أبيب القائمة على أنقاض القرية. ونددت "الأقصى" بالاعتداء الجديد، وقالت إن مؤسسة الاحتلال الإسرائيلية لم تكتف بجريمة تدمير القرية وتهجير أهلها بل أقامت جامعة تل أبيب على أنقاضها مطلع ستينيات القرن الماضي ولم تلبث أن بدأت بقضم أراضي المقبرة. وتشير "الأقصى" في بيانها  اليوم إلى أن جامعة تل أبيب بنت مواقف للسيارات، وشقت الشوارع على حساب مقبرة الشيخ مونّس "قبل إقدامها على جريمتها الأخيرة بنبش القبور بخلاف الشرائع السماوية والقوانين الدولية".

التماس قضائي :
مقبرة قرية مجدل صادقومن المتوقع أن تبّت محكمة العدل العليا الأحد القادم بالالتماس الذي قدمته مؤسسة "الأقصى" منتصف الأسبوع لوقف العمل نهائيا داخل المقبرة وحمايتها من التدمير. بدوره يؤكد مسؤول ملف المقدسات في "مؤسسة الأقصى" عبد المجيد محمد اغبارية أن تطوير الجامعة على حساب المقبرة الإسلامية يعد انتهاكاً لحرمة الأموات، ومسّاً صارخاً بمشاعر الفلسطينيين والمسلمين في العالم. ويوضح  اغبارية أن "الأقصى" لن تقبل بأقل من وقف انتهاك حرمة المقبرة، لافتا إلى رفضها عرضا بنقل عظام الموتى لمكان آخر.

 

نضال شعبي :
وقد استنكرت الفعاليات السياسية داخل أراضي 48 مسلسل الاعتداءات على المقدسات، وتنادت من أجل التصدي لها شعبيا. وطالب رئيس محكمة الاستئناف الشرعية القاضي أحمد ناطور المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بمحاكمة المعتدين على المقبرتين وفقا لقانون الجنايات.
ويستذكر القاضي ناطور تعرض مقبرة الشيخ مونس لاعتداءات متكررة، ويوضح أن انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية بات في عرف جهات إسرائيلية رسمية أمرا مباحا وكأن أموات المسلمين لا حرمة لهم.


واستجوب أمس رئيس كتلة التجمع الوطني بالكنيست جمال زحالقة وزير التعليم الإسرائيلي حول مقبرة الشيخ مونس، وتساءل عما سيكون عليه موقفه لو نبشت قبور يهودية بأي مكان في العالم؟. وأوضح زحالقة في استجوابه أن إسرائيل لم تكتف بسرقة الشيخ مونّس، وتهجير أهلها وإقامة جامعة تل أبيب واستوديوهات التلفزيون التعليمي على أنقاضها، بل اعتدت على الموتى.
ويتابع أن هذا المشهد أوضح صورة عن طبيعة إسرائيل: مظهر جامعة "حضارية" فوق قرية مهجرة مغيّبة عن الوجود والوعي. وتساءل زحالقة: أي جامعة هذه التي تنبش القبور؟.

احتلال وتجويع :
وعن جريمة الطرد والتهجير، يكتب المؤرخ اليهودي المحاضر بجامعة تل أبيب بروفسور شلومو زاند بكتابه الصادر قبل شهرين "متى وكيف اخترعت أرض إسرائيل؟" أن أهلها كانوا قد هجروا رغم كونهم من المدنيين المسالمين في مطلع أبريل/نيسان 1948.ويشير زاند إلى أن أهالي الشيخ مونّس غادروا موطنهم مذعورين نحو طولكرم وقلقيلية، وسيطر المحتلون -وهم يقهقهون- على القرية.
يُشار إلى أن جامعة تل أبيب لم تكترث لنداء وجهه  قبل شهرين زاند وعشرات المحاضرين  والمثقفين اليهود بالتوقف عن طمس ذكرى القرية المهجرة منذ نكبة 1948، الشيخ مونّس، وتدمير مقبرتها.