خمسة أشهر مرّت سُمعِت خلالها آلاف المرات كلمة Top، وتمّ التصفيق بفرح عند نهاية تصوير كل مشهد. أكثر من 400 موقع تصوير حاول المخرج من خلالها إعادة تجسيد الوقائع في أماكن حدوثها، وأكثر من 300 ممثل
بدأ عرض الجزء الثاني من مسلسل "الغالبون" الذي لفت الأنظار بقوّة العام الماضي واستطاع الدخول في منافسة قوية مع مسلسلات عربية ضخمة. "الدليل" في جريدة النهار اللبنانية رافق تحضير هذا المسلسل وتصويره فزار أحد مواقع التصوير في الجنوب اللبناني، ثم شارك في حفلة تكريم أسرة المسلسل بعد انتهاء العمل فيه، وتحدّث إلى المخرج رضوان شاهين وإلى بعض الممثلين الذين التقاهم.
خمسة أشهر مرّت سُمعِت خلالها آلاف المرات كلمة Top، وتمّ التصفيق بفرح عند نهاية تصوير كل مشهد. أكثر من 400 موقع تصوير حاول المخرج من خلالها إعادة تجسيد الوقائع في أماكن حدوثها، وأكثر من 300 ممثل شاركوا في أداء حوادث حقيقية تشهد على حياة أهل "الجنوب الصامد والبقاع الواعد".
أيام التصوير شاهدنا ضخامة كبيرة في الإنتاج إذ بلغ عدد المشاركين في أحد المشاهد أكثر من مئة شخص، وليلة الحفلة شهدنا على الإلفة وعلى الإحترام الذي جمع بين فريق العمل، أمام الكاميرا وخلفها. صحيح أنّ أيام التصوير لم تخلُ من الضغوط، فالمشاهد كثيرة والكومبارس كبير والمخرج متطلّب والوقت قصير!. رضوان شاهين الذي يقدّم على الأقل مسلسلاً ضخماً كل عام منذ سنة 2002 هو مَن تولّى إخراج الجزء الثاني من "الغالبون". شاهين الذي نال جائزة التميز والابداع في الإخراج من مهرجان القاهرة عن مسلسل "باب الحديد" وكذلك جائزة التميز والإبداع في الإخراج عن مسلسل "لشو الحكي"، والجائزة الفضية في مهرجان تونس عن مسلسل "كوم الحجر"، والجائزة الذهبية في مهرجان تونس عن مسلسل "الحوت"، والجائزة الذهبية عن مسلسل "بوابة القدس" نبادره بالسؤال: هل تشعر بعد نهاية التصوير وبداية عرض المسلسل أنّ جائزة جديدة ستنالها عن "الغالبون 2"؟ يجيب أنّ مسألة نيله جائزة لا يتوقّع شيئاً حيالها، لكنّه في المقابل متأكّد أنّ المسلسل سيلفت انتباه المشاهدين وسيثير اهتمامهم، ولا يستبعد أن يثير مناقشة حوله لتشعّب موضوعاته وحساسيتها.
ويصف شاهين أنّ العمل في "الغالبون 2"، رغم كونه مرهقاً بسبب ضخامته، كان ممتعاً جداً وخصوصا أنّه من نوع المسلسلات التي يحب تناولها. هل وجد صعوبة في إخراج مسلسل يضمّ وقائع حصلت وشخصيات كانت موجودة أو حتّى لا تزال على قيد الحياة، أم تعامل معه كأي مسلسل آخر؟ "في الواقع أعيش هاجس أن يعلّق الناس على القشور ويقارنوا بين شكل الممثل وشكل الشخصية الأساسية بدلاً من التركيز على الأداء الذي يوصل جوهر الشخصية". بالحديث عن المقارنة نسأل شاهين إن كان فكّر في المقارنة التي قد يقوم بها المشاهدون بين إخراجه وإخراج باسل الخطيب الذي قدّم الجزء الأول، فيجيب أنّه يسعى في كل عملٍ جديد الى أن يتفوّق على عمله السابق وليس أن يتفوّق على عملٍ مخرج آخر. ويضيف: "هذا العمل يضم خطوطاً جديدة وخيوطاً درامية متجددة مع محافظته على روحية الجزء الأول، لكن يمكن استبدال عنوان "الغالبون 2" بعنوان "المنتصرون" مثلاً أو أي عنوان آخر فتجد نفسك أمام مسلسلٍ قائمٍ بحدّ ذاته وليس أمام جزءٍ ثانٍ هو امتداد للجزء السابق".
ركّز رضوان شاهين على الناحية الإنسانية بقدر تركيزه على قصص البطولات والعمليات العسكرية، "فالدراما إذا فقدت الحس الإنساني تسقط وتفرغ من محتواها، فأنا في النهاية لا أصوّر عملاً وثائقياً يركّز فقط على ما حصل بل أحاول أن أقدّم مقاربة فنية للواقع المعاش بشكلٍ يعطي الشعب المناضل حقّه وبطريقة تفي المقاومين تضحياتهم". تركيزه الكبير على التفاصيل لمسناه حين كنّا في موقع التصوير، لكن معه لمسنا أيضاً التعب الذي يعانيه طاقم العمل ومسؤولو الإنتاج، فمن تسبّب للآخر بالتعب أكثر، هو أم فريق الإنتاج؟ "التعب لا مهرب منه في أعمال مماثلة وهو يطول الجميع، لكن كان هناك نمطان مختلفان في العمل بين الفريق السوري والفريق اللبناني، ففي سوريا نعمل 12 ساعة في النهار، ويبدأ العد من لحظة بدأ تصوير المشهد الأول، أمّا هنا فيبدأ العَد منذ لحظة وصول الممثل، فإذا وصل الممثل عند السابعة صباحاً وأنا بدأت التصوير عند العاشرة يكون الفرق في التوقيت قد وصل إلى ثلاث ساعات منذ بدء النهار!". ويشدّد رضوان شاهين على أنّه كان يصبّ اهتمامه على مستوى النتيجة النهائية، مهما تكن الظروف، مفصحاً أنّه كان مستعداً لإلغاء كل مشهد لا ينفَّذ بالمستوى اللائق.
الممثل طوني عيسى الذي برز بشكل لافت في دور علي بلال يعتبر أنّ دوره في الجزء الثاني لن يقل أهمية عمّا شاهدناه في الجزء الأول. "الشخصية ستمرّ بمواقف صعبة وستتعرّض إلى أكثر من محاولة إغتيال، وعلي بلال سيواجه مشكلات خطيرة لن أكشفها الآن، بالإضافة إلى تركيز أكبر على حياته الخاصة بعد زواجه وبعدما صارت له إبنة".
هذا الدور الذي رسم طوني عيسى بطلاً في عيون المشاهدين، صغاراً وكباراً، وخصوصا عند الذين عاشوا المقاومة أو اختبروا المواجهة مع إسرائيل، هل يحمّله مسؤولية معينة؟ "بالطبع" يسارع إلى القول، "ولا أخفي عنك أنّ الإطار الذي وُضعت فيه جعلني أدرس بتأنٍ كل دورٍ يُعرَض عليّ لأنّ أي خطوة ناقصة قد تهدم كل النجاح الذي حققته حتّى الآن".
طلال الجردي الذي يُظهر سعادته في المشاركة في الجزء الثاني من "الغالبون" يشدّد على فكرةً لا ينفّك يكررها كلما سنحت الفرصة وهي راحته بالعمل مع المخرج رضوان شاهين. "من حسن حظّي أنني أشارك في هذا المسلسل في دور أساسي ومساحته كبيرة، ولا شكّ في أنّ هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام في عمل حجز له مكانة مرموقة عند المشاهدين منذ العام الفائت".
يوسف حداد أطل العام الفائت في دور اعتبره البعض أصغر من قدراته وموهبته، فهل يطل في هذا الجزء بدورٍ مساحته كبيرة؟ يجيب حداد: "في الواقع أشكر الذين اعتبروا أني أستحق مساحة أكبر، لكني أؤكّد أنّ مشاركتي في هذا المسلسل بالذات لم تكن مبنية على حجم الدور لأنّ مجرّد الظهور في "الغالبون" هو ربح لي، وأقول ذلك بعيداً من أي مجاملة". ويشرح حداد أنّ هذا المسلسل حرّك فيه إحساساً إنسانياً مميزاً وجعله يدرك حقيقة المقاومين الذين استشهدوا أو الذين لا يزالون على قيد الحياة، وهذا الأمر أهمّ بالنسبة إليه من كمية المشاهد التي لن يكون عددها كبيراً جداً في هذا الجزء أيضاً، مع العلم أنّ أهمية الدور الدرامية لن تكون بسيطة.
سعد حمدان يعبّر بدوره عن سعادته في المشاركة في "الغالبون" موضحاً أنّ تجربته كانت مميّزة وخصوصا أنّ أدوار "الأكشن" تتطلّب مهارات وتفاصيل قد لا يحتاج اليها الممثل في الأدوار الدرامية العادية. ويفصح حمدان عن مشاركته في دورات سريعة عن كيفية حمل السلاح وطريقة استعماله وكيف يتم الهجوم والاقتحام...
أنجو ريجان لا تخفي حماستها لمشاركتها في عملٍ "أثبت نجاحه بشكلٍ أو بآخر منذ جزئه الأول"، وخصوصا أنّها تظهر في شخصية دكتورة هيام التي تسير وفق خطٍّ مستقل. "أهمية هيدا الدور هو إنّو شخصية هيام جايي تقول شي... منّا مجرّد شخصية ممكن تمر بلا ما حدا يلاحظا بالمسلسل، والأهم إنها بتسلّط الضو على دور المرأة العاملة بالمجتمع".