أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم في جوبا أن على جنوب السودان والسودان القبول ب"تسويات" لحلّ الخلافات التي توتر العلاقات بينهما منذ تقسيم السودان
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم في جوبا أن على جنوب السودان والسودان القبول ب"تسويات" لحلّ الخلافات التي توتر العلاقات بينهما منذ تقسيم السودان.
وصرّحت كلينتون، أمام صحافيين بعد لقائها الرئيس سالفا كير ووزير خارجيته نيال دنغ نيال، "من الملح أن يبذل جنوب السودان والسودان اقصى الجهود وأن يتوصلا في أقرب فرصة الى اتفاقات حول كل المسائل العالقة"، مضيفةً أن مصيري البلدين المجاورين "مترابطان". ورأت وزيرة الخارجية الأميركية أنه "مع أن جنوب السودان والسودان باتا دولتين منفصلتين إلا أن مصيرهما مرتبط بشكل وثيق، ووعود الازدهار ترتكز الى افاق السلام".
ووصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تقوم بجولة في افريقيا اليوم الى جوبا، في زيارة قصيرة لدولة جنوب السودان. وستمضي كلينتون حوالى ثلاث ساعات في جوبا حيث ستلتقي الرئيس سلفا كير ووزير خارجية جنوب السودان نيال دينغ نيال، قبل أن تعود الى كمبالا حيث وصلت مساء أمس قادمة من السنغال. وقال مسؤول اميركي، في الطائرة التي اقلت وزيرة الخارجية من دكار الى كمبالا، إن كلينتون ستشدد بالتأكيد على "صداقتنا المتينة حيال جنوب السودان"، لكنها ستعبر لكير عن "قلقنا حيال مشاكل أساسية لم تحلّ بعد ولا تحقق تقدماً وتواصل التسبب في انقسام البلدين". وأضاف المسؤول "لا بد من أن يتقدم السودان وجنوب السودان في أسرع وقت ممكن لتسوية خلافاتهما، مما يتطلب التزام رئيسي البلدين وممارستهما لسلطتهما".
يُذكر أن الولايات المتحدة دعمت المتمردين في الجنوب خلال عقود الحرب الأهلية ضد النظام في الخرطوم. ومن بين المسائل الخلافية بين الشمال والجنوب ترسيم الحدود المشتركة ووضع المناطق المتنازع عليها وتقاسم الثروة النفطية التي كان يملكها السودان قبل التقسيم. ولم تؤد المحادثات الجارية في اديس ابابا برعاية الإتحاد الافريقي الى تحقيق أي تقدم ملحوظ حتى الآن في ما يخص حلّ هذه المشاكل.
وسبق أن أصدر مجلس الأمن قراراً في الثاني من أيار/مايو أمهل فيه الدولتين حتى يوم أمس لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات عليهما، لكن دبلوماسيين أعلنوا أنه أمام الدولتين مهلة إضافية لتسوية خلافاتهما. وتسيطر جوبا على ثلاثة أرباع احتياطي النفط في السودان قبل التقسيم، إلا أنها بحاجة لأنابيب النفط التي تمرّ عبر السودان لتصدير نفطها. وقد اوقفت جوبا انتاج النفط منذ كانون الثاني/يناير تعبيراً عن استيائها بسبب خلاف مع الخرطوم حول مبالغ حقوق العبور. وحرم وقف صادرات النفط هذه الدولة من القسم الأساسي من عائداتها وادّى الى تزايد التضخم كما أنه زاد من تدهور الوضع الاقتصادي السيء في الشمال.