«ليس السلاح ما صنع المقاومة، بل الإنسان فيها». هذا ما خرج به ضياء أبو طعام، بعد يوم أمضاه برفقة المقاومين، في مواقعهم السريّة، والمخفيّة عن العيون
«ليس السلاح ما صنع المقاومة، بل الإنسان فيها». هذا ما خرج به ضياء أبو طعام، بعد يوم أمضاه برفقة المقاومين، في مواقعهم السريّة، والمخفيّة عن العيون. في شريط وثائقي بعنوان «وهم صائمون»، تعرضه «المنار» عند العاشرة والنصف مساء غد، يصوّر يوميات صيام المقاومين على الجبهة، وخلف المدافع. ويعرض العمل جزءاً من حياة هؤلاء المقاتلين، (مع إخفاء الوجوه)، بكثير من الخفر وبصورة خالية من الاستعراض.
وكانت الفكرة الأساسية من الفيلم تمضية يوم كامل مع المقاومين في شهر رمضان، وفي موقع حقيقي، «لأننا تعوّدنا على رؤية المقاومة بأشكال مموّهة، ودائماً ما تكون مقرونة بالسلاح والصواريخ، لكن هناك جوانب أخرى لا يراها أحد عنهم، فحاولنا أن نعكس أشياء منها»، يقول أبو طعام. أمضى الصحافي مع المقاومين ساعات طويلة، بين تصوير وحديث وتأمّل. «حبكة الفيلم كلّها تقوم على تصوير المقاومين، والخروج بصورة لهم لم يرها أحد من قبل. وينقل الفيلم للمشاهد كيف ينامون وكيف يحضّرون إفطارهم وكيف يصلّون، وكيف يمضون الشهر الكريم على الجبهة، بعيداً عن عائلاتهم». وبحسب الفيلم، يبدأ يوم المقاومين في شهر الصوم فجراً، ثمّ ينهون مهامهم التي تحتاج إلى جهد كبير قبل الظهر، ليتابعوا مهام أخرى إلى آخر النهار، وأحياناً في الليل.. يحتفظون بنضارة وجوههم، ورغم ان إفطارهم يقوم على طعام بسيط جداً.
يخبرنا أبو طعام أنّ التحضيرات التي سبقت تصوير الفيلم، «تطلّبت الكثير من الوقت. لأننا كنا نحتاج للحصول على أذونات كثيرة، قبل التنفيذ». وأثناء التصوير، كان المكان مبهماً بالنسبة للفريق، ولم تتم معاينته من قبل، بل ارتكزت التحضيرات المسبقة على شرح شفهي قدّمه أحد عناصر المقاومة، رافقهم لاحقاً أثناء التصوير.
ويقول ضياء أبو طعام إنّ هذه التجربة جعلت «معنى المقاومة الحقيقي، يتجسّد تجسّداً في رأسي وقناعاتي. وقد تفاجأت كثيراً بما رأيته عن قرب، مع أني أعمل في قناة للمقاومة إلا أن معرفة المقاومين عن كثب تختلف كثيراً عن الرصد من بعيد». الهدف من فيلم «وهم صائمون» إذاً هو الدخول إلى مختبر المقاومة، والتعرّف إليها بشكلها العفوي.. سيكون المشاهد غداً أمام وثائقي يحكي كيف تنتج «المقاومة إنساناً وليس سلاحاً».
«وهم صائمون»؛ 10:30 مساء غد الأحد على شاشة «المنار»