هناك، يلتقون بالشيخ أبو حسين (غسّان عطيّة) الذي يُفترض أنّه يمثّل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. هنا، يخبره ناجي عطا الله بأن «مصر عبرت في 6 اكتوبر، ودافعت عن كرامة الشعب العربي كلّه، وضحّت بشباب
بعدما رأينا علم «الكتائب» في قلب غزة، وناجي يأكل القريدس في تل أبيب، ها هو يصل إلى لبنان ليتلقّفه رجال الحزب. على مسامعهم، سيلقي خطبة عصماء في مقاومة اسرائيل.
كتب باسم الحكيم في جريدة الأخبار اللبنانية :
بعد غياب عادل إمام ثلاثين عاماً عن الشاشة الصغيرة، كان طبيعياً أن يستقبل مسلسله الجديد «فرقة ناجي عطا الله» بالتهليل والترحيب، ويتم تسويقه إلى أكثر من عشر فضائيات داخل مصر والعالم العربي. غير أنّ المسلسل الكوميدي قوبل بانتقادات واسعة. إضافة إلى الأخطاء والهفوات العديدة التي شابت العمل مثل مشهد ظهور لافتة لحزب «الكتائب» اللبناني بينما يُفترض أنّ المشاهد تدور في غزة (صوّرت مشاهد غزة في لبنان)، اتهم «الزعيم» بالتطبيع مع إسرائيل (الأخبار 24/7/2012)، إذ يجسّد شخصية ناجي عطا الله الذي يعمل ملحقاً إداريّاً في سفارة مصر في تل أبيب، وتجمعه صداقات متينة بالاسرائيليين، قبل أن ينقلب عليهم بسبب تجميد حساباته المالية، ما يدفعه إلى التخطيط لسرقة أحد مصارف الدولة العبريّة.
وبعد نجاحه في مهمته، يضطر إلى دخول لبنان (الحلقة 14)، مخططاً للسفر منه إلى مصر. هنا، سيقع في شباك «حزب الله» الذي يعتقله مع فرقته ويطالب بمبادلته بأسرى لبنانيين وفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة! المضحك أنّ رجال المقاومة ينقلون ناجي والفريق إلى أحد مباني «حزب الله» في جنوب لبنان، وهو مبنى عادي لا يشبه مباني الحزب المحصّنة. هناك، يلتقون بالشيخ أبو حسين (غسّان عطيّة) الذي يُفترض أنّه يمثّل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. هنا، يخبره ناجي عطا الله بأن «مصر عبرت في 6 اكتوبر، ودافعت عن كرامة الشعب العربي كلّه، وضحّت بشباب زي الورد، ثم تتهمونها بأنّها باعت القضيّة». وينقل ناجي عطا الله لأبو حسين فرحة العرب وتضامنهم مع المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، «عندما فرضتم على الإسرائيليين الإقامة تحت الأرض «زي الفيران» طيلة تلك الفترة». لكنّه يذكّره أيضاً: «مصر حاربت على مدى 60 سنة، وحملت القضية «فوق دماغها»... هي الأم ومَن يشتم أمه يكون هو الخاسر».
هذا الكلام يلتقي مع كلام إمام نفسه قبل ثلاثة أعوام، حين شن هجوماً على نصر الله متهماً إياه بأنّه قلّل من أهميّة نصر أكتوبر 1973 وبأنّه يقيم دويلة داخل لبنان. لكنّ أبو حسين يجيبه في المسلسل بأنّ «مصر في قلوبنا، ولا أحد ينكر عليها ما قامت به»، وأنّ «الحزب يكمل مسيرة النضال، لتظل راية العرب والمسلمين مرفوعة»، ثم يكلّفه بعمليّة داخل الأراضي المحتلة، تتمثل في خطف ثمانية إسرائيليين، لتتم مبادلتهم بلبنانيين وفلسطينيين. الأكيد أنّ الشخصيّة تمثل نصر الله، لكنّ الحوار الدائر بين الشخصيتين سطحي، لا يُفهم مغزاه ولا جدواه في النصّ سوى الرغبة في إضافة بعض «المنكّهات» وتزويد العمل بجرعة من المغامرة، إضافة إلى مزايدات ومطالعة تاريخية مبتذلة في موضوع المقاومة. هكذا، جاءت عودة إمام إلى الدراما التلفزيونيّة مخيبة للآمال على مستوى النص والمضمون، فضلاً عن أخطاء فنية واضحة على مستوى الإضاءة والكادرات على الأقل.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه