تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها التطورات في سورية وخاصة انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب وتعيين بديل عنه وكذلك تفجير مقر التلفزيون في دمشق..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها التطورات في سورية وخاصة انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب وتعيين بديل عنه وكذلك تفجير مقر التلفزيون في دمشق..
السفير
تفجير يستهدف مقر التلفزيون في دمشق .. ومقتل 3 رهائن إيرانيين
سوريا: رئيس الحكومة يهجر النظام مع اكتمال عسكرة الصراع
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تلقى النظام السوري أمس، ضربة معنوية موجعة بانشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب الذي تسلّم منصبه في حزيران الماضي. خروج حجاب من السلطة ومن سوريا، جاء في توقيت تشتد فيه المواجهات الميدانية بين المعارضة المسلحة والسلطة خصوصا في حلب، وبعد أقل من شهر على تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق الذي أودى بحياة 4 من القادة الأمنيين للنظام السوري. وفيما تبذل المعارضة جهدها الأمني والسياسي والإعلامي لتشجيع أكبر عدد من الانشقاقات في الدوائر العليا للحكم بعد السقوط الفعلي لكل مسارات التسوية الدبلوماسية، سارعت القوى الغربية إلى قراءة انشقاق حجاب كمؤشر على انهيار «قبضة» النظام.
في المقابل، أعلن «الجيش الحر» أن 3 رهائن ايرانيين من أصل 48 قتلوا خلال قصف جوي للقوات الحكومية في دمشق، وهدد بقتل الرهائن المتبقين إذا لم يوقف الجيش هجومه، في حين تعتزم ايران استضافة اجتماع لدول من المنطقة وخارجها حول سوريا الخميس المقبل.
وأعلن المتحدث باسم حجاب محمد عطري من عمان انشقاق «الوزير الأول، عن النظام السوري» الذي اتهمه بارتكاب «جرائم ابادة» في حق الشعب السوري، و«انضمامه الى الثورة». وقال عطري ان حجاب الذي لجأ الى الاردن سيغادر الى قطر «خلال ايام»، مضيفا انه «سيخرج الى الاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه».
وذكر عضو المجلس الوطني السوري المعارض خالد زين العابدين ان وزيري الأوقاف والمالية وثلاثة ضباط في الجيش كانوا يرافقون حجاب لدى عبوره الحدود الى الاردن، لكن الوزيرين نفيا ذلك بعد اجتماع للحكومة التي ترأسها مؤقتا نائب حجاب السابق محمد غلاونجي.
وقالت مصادر رسمية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن حجاب أبلغ قبل افطار في منزل أخيه مساء الامس بقرار إقالته، ومن الاسباب أن «الرجل يعلن عن سياسات لا تستطيع الدولة تنفيذها» وفقا لذات المصدر. ولا يراود المصادر الشك في أن الرجل خطط منذ فترة طويلة لعملية الهروب، وأنه نقل أمواله خلسة وكل محيطه العائلي، في عملية استمرت طويلا ربما قبل إعلانه رئيسا للحكومة في شهر حزيران الماضي، وهي رواية أكدها ناشطون باسمه.
وفيما نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية دخول حجاب الأراضي الأردنية، قال مصدر مسؤول أردني إنه دخل الاردن ولكنه سيغادرها سريعا إلى قطر أو تركيا. في المقابل، قالت مصادر إعلامية إن حجاب هرب من سوريا عبر لبنان، حيث سيتوجه لاحقا إلى قطر أو السعودية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحافي «هذا دليل على أن قبضة (الرئيس السوري بشار) الأسد على السلطة تتفكك. القوة الدافعة مع المعارضة ومع الشعب السوري».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «فرنسا مقتنعة بان نظام بشار الاسد الى زوال. ان تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة». واضاف الوزير الفرنسي «علينا ان نواصل ممارسة ضغط شديد لكي يخلي هذا النظام المجرم مكانه ليفسح المجال امام قيام سوريا ديموقراطية متعددة».
واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان انشقاق حجاب هو مؤشر على «تآكل النظام من الداخل». وقال سيدا «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية». واضاف «نقول للجميع انها ساعة الحسم، لا بد من تحديد المواقف، هذا النظام لم يعد له الا القتل لغة يخاطب بها الشعب. هنا نتوجه بصورة خاصة للاخوة في الطائفة العلوية الكريمة والمسيحيين لنقول لهم ان سوريا المستقبل ستكون للجميع».
من جانب آخر، هدد المسلحون الذين اختطفوا الإيرانيين الـ48 بقتلهم إذا لم توقف القوات السورية النظامية هجومها عليهم في دمشق، مشيرين إلى مقتل 3 من الرهائن. وقال المتحدث باسم مجموعة «لواء البراء» معتصم الأحمد لوكالة «رويترز» إن «3 رهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي». وأضاف «سنقتل البقية إذا لم يوقف الجيش هجومه. لديهم ســاعة واحدة». واعلن مقتل عدد من المسلحين ايضا موضحا «خسائرنا اكــبر من خــسائرهم».
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران ستعقد اجتماعا وزاريا الخميس المقبل للدول التي لها «موقف واقعي» بشأن سوريا، مؤكدا أن 10 دول ستشارك في الاجتماع. ولم يكشف المسؤول الإيراني عن أسماء الدول التي ستشارك في الاجتماع. وذكرت وكالة «مهر» أنه سيتم عقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن سبل خروج سوريا من الوضع الراهن.
وأكد رئيس أركان القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي أن «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية الدماء التي سفكت في سوريا». وأضاف «ليس من الصواب أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على تحقيق الأهداف العدوانية لأميركا الشيطان الأكبر». وتابع «إذا وافقت هذه الدول على هذه القاعدة، فيجب أن تــدرك انه بعــد ســوريا سيأتي الــدور على تركيا وباقــي الدول».
وأشار فيروز آبادي إلى أن «أميركا تدفع كل يوم على أراضيها ثمن حربها العدوانية»، مضيفا «حذار من أن تقع تركيا والسعودية وقطر ضحية لنشر إرهاب القاعدة، وعلى هذا الأساس نوجه تحذيرا إلى أصدقائنا».
ويشارك الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أيضا في القمة الإسلامية الاستثنائية، التي دعت إليها السعودية، في مكة في 14 و15 آب الحالي، ومن المتوقع أن تركز على التطورات في سوريا والمنطقة.
من جهته، قال رئيس بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا انه يشعر بقلق جدي بشأن العنف المتصاعد في البلاد وخاصة الوضع في مدينة حلب المحاصرة. وقال الجنرال بابكر غاي الرئيس المؤقت لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا في بيان «اشعر بقلق بالغ بشأن العنف المستمر في سوريا وخاصة التدهور الكبير في حلب واثره على السكان المدنيين». واضاف «احث كل الاطراف على حماية المدنــيين واحــترام التزاماتــهم بمــوجب القانـــون الانساني الدولي.» وقال ان «المدنيين يجب الا يعــرضوا للقصف واستخــدام الاسلحــة الثقـيلة».
وفي حلب، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان إن اشتباكات عنيفة دارت في حيي الشعار ومساكن هنانو بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة. كما تعرض حي الصاخور لقصف عنيف من القوات النظامية». وقال ان اشتباكات سجلت ايضا في حيي صلاح الدين والحيدرية. واشار الى سقوط قتلى وجرحى وسماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات في حي صلاح الدين. كما تم القصف على حيي السكري والهلك استخدمت فيه المروحيات.
وقام نحو 15 قناصا و100 من عناصر القوات النظامية بالتسلل الى مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين، فيما سيطر «الجيش الحر» على موقع عسكري وصفه بـ«الاستراتيجي» شمالي شرقي المدينة.
وانفجرت عبوة ناسفة أمس، في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما أدى إلى وقوع 3 إصابات، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وأفاد التلفزيون أن «هجوماً بالمتفجرات» استهدف مكاتب الإدارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية. ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث.
إلى ذلك، قرر لبنان عدم المشاركة في مؤتمر دعت إليه طهران الخميس المقبل لدعم الشعب السوري ووضع حد للعنف، وذلك على قاعدة «النأي بالنفس» المعتمدة.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين بأنها «مفيدة وبناءة وقيمة للغاية». وقال في لقاء مساء أمس مع الإعلاميين في حديقة السفارة الإيرانية في اليرزة «إن طريق الحل للأزمة السورية هو طريق واحد لا غير، هو طريق سوري، ولو مورست هذه الضغوط الهائلة التي تمارس على سوريا على أية دولة إقليمية أخرى لما استطاعت الصمود أسبوعاً واحداً». وسأل: «كيف لدول لم تعرف الديموقراطية في عهدها أن تبدي حرصاً على الديموقراطية في سوريا، لذلك الطريق للحل هو الحوار ومن ثم الانتخابات».
النهار
حجاب من رئاسة الوزراء إلى "الثورة"
واشنطن: دليل على فقدان الأسد السيطرة
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "ضربت دائرة الانشقاقات اعلى الهرم في النظام السوري أمس مع انضمام رئيس الوزراء رياض حجاب الى المعارضة، فبات ارفع مسؤول يتخلى عن نظام الرئيس بشار الاسد بعد شهرين فقط من تعيينه في هذا المنصب. ويشكل انشقاق حجاب ضربة رمزية للنظام الذي كان تعرض في 18 تموز الماضي لخسارة اربعة من قادته الامنيين في تفجير مبنى الامن القومي في دمشق وانشقاق الكثير من الضباط بينهم العميد في الحرس الرئاسي مناف طلاس الذي كان يعتبر من المقربين من الاسد.
ورحبت المعارضة السورية بخطوة حجاب وقالت ان هذه "بداية النهاية" لحكم الاسد. واعتبرت واشنطن ان "نظام الاسد ينهار من الداخل"، وانه فقد السيطرة على البلاد وان "ايامه معدودة".
وقبل ان يذاع خبر انشقاق حجاب، بث التلفزيون السوري الرسمي ان الاسد اقال حجاب من منصبه وكلف نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية عمر غلاونجي رئاسة الحكومة موقتاً. وعقدت الحكومة لاحقاً جلسة طارئة. ونفى وزير الاعلام عمران الزعبي ما رددته المعارضة السورية عن انشقاق وزراء آخرين في الحكومة كما قال "المجلس الوطني السوري" وقلل اهمية اقدام حجاب على هذه الخطوة، مؤكداً ان سوريا هي "دولة مؤسسات".
وتضاربت المعلومات عن الجهة التي لجأ اليها حجاب، إذ قال مصدر اردني اول الامر انه موجود في الاردن، وهو ما ايدته المعارضة السورية، إلا أن عمان نفت رسمياً لاحقاً ان يكون رئيس الوزراء المنشق قد دخل الاراضي الاردنية.
وقال حجاب في بيان تلاه ناطق باسمه عبر قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية: "أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب واعلن انضمامي الى صفوف ثورة الحرية والكرامة واعلن اني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة". ولاحقاً أعلن الناطق أن حجاب سيتوجه إلى قطر.
وافاد القائد البارز في "الجيش السوري الحر" في منطقة دمشق وريفها خالد الحبوس ان مقاتليه ساعدوا حجاب في الهروب من البلاد. وقال: "صباح اليوم ما بين الساعة الخامسة والنصف والسابعة والنصف صباحاً أمّنا خروجه من سوريا وتسلمه الجيش الاردني من الناحية الثانية"." ولم يدل بمزيد من التفاصيل، لكنه اضاف: "قريبا ستسمعون بعمليات اخرى". وتقع دمشق على مسافة 001 كيلومتر من الحدود.
واشنطن
ورأى الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني ان انشقاق حجاب يعزز حقيقة ان "نظام الاسد ينهار من الداخل، وأن الشعب السوري يؤمن بأن أيام الاسد معدودة". وقال: "لقد قلنا مرارا إننا نرى المزيد من الانشقاقات على المستويات البارزة، وهذا مؤشر أن الاسد يفقد سيطرته، وعندما يخفق في صون التماسك داخل الحلقة المحيطة به، فان هذا يعكس عدم قدرته على الاحتفاظ بأي أنصار له في أوساط الشعب السوري الا اذا كانوا مهددين بالسلاح".
واعتبر ان "الزخم هو لمصلحة المعارضة والشعب السوري". وبعدما أكد ان الاسد لن يستطيع استعادة سيطرته على البلاد لأن الشعب السوري سيمنعه، "أسرع وسيلة لانهاء اراقة الدماء ومعاناة الشعب السوري هي في تنحي الاسد للسماح بعملية انتقال سلمي الى حكومة تلبي تطلعات الشعب السوري".
وسئل عن مكان وجود الاسد، فأجاب: "نراقب الوضع في سوريا عن كثب، ليست لدي معلومات محددة عن الاسد. ما أستطيع ان أقوله هو اننا نرى استنادا الى آخر التقارير، ازدياد الاضطرابات داخل قيادته، والمزيد من اليأس في جهوده لشن حرب على شعبه".
فابيوس
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف "هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه". وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان فابيوس "سيزور الاردن في 15 آب الى دول أخرى في المنطقة"، في اطار الاتصالات الجارية في شأن الوضع في سوريا.
العاهل الاردني
وصرح العاهل الاردني عبدالله الثاني أنه اذا تنحى الاسد، فان النظام المحيط به "غير قادر على ان يغير نفسه". وقال في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الاميركية للتلفزيون: "الساعة تدق على الانتقال السياسي، واذا لم نعثر على مخرج في نهاية السنة، فاننا سنشهد تصعيدا للعنف الطائفي، وأعتقد اننا سنرى حربا أهلية شاملة، وهذه الكارثة سوف تستمر سنوات". وأضاف: "يجب ألا نقلل قدرة النظام على الصمود فترة أطول من التوقعات".
الوضع الميداني
ميدانيا، دوى انفجار في مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية في دمشق، بينما واصلت قوات مدعومة بمقاتلات الهجوم على آخر معقل لمقاتلي المعارضة في حي ركن الدين بالعاصمة.
وسجلت ايضا أعمال عنف حول العاصمة، اذ قالت المعارضة المسلحة ان القصف الحكومي أسفر عن مقتل ثلاثة ايرانيين كانت المعارضة تحتجزهم. وهددت بقتل محتجزين آخرين اذا لم يوقف الجيش القصف.
وأعلن انشقاق حجاب وقت تتأهب القوات الحكومية لهجوم بري لاخراج مقاتلي المعارضة من حلب المركز التجاري لسوريا.
وفي أحياء بحلب زارها مراسلو "رويترز" بدا مقاتلو المعاضة في حال انهاك ويعانون نقصا في الذخيرة بعد أيام من القصف المكثف لمواقعهم بالدبابات وبنيران الرشاشات الثقيلة من طائرات الهليكوبتر.
وبحسب ناشطين تسببت أعمال العنف في مختلف المناطق السورية بمقتل 137 شخصا هم 82 مدنيا و39 من أفراد قوات النظام و16 مقاتلا معارضا.
وأعلنت ايران أنها ستستضيف الخميس اجتماعا لدول عدة تنظر "بواقعية" الى الازمة السورية.
الأخبار
سوريا.. الغرب والمعارضة يرحّبان... والأسد يعيّن عمر غلاونجي رئيساً للوزراء
الانشقاق السياسي الأبرز: رياض حجاب إلى قطر
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن السوري وكتبت تقول "في أبرز انشقاق «سياسي» منذ بداية الأزمة السورية، أعلن رئيس الحكومة رياض حجاب انشقاقه عن النظام، ونيّته التوجه إلى قطر، فيما رأى وزير الإعلام عمران الزعبي أنّ الانشقاق «لا يؤثر في نهج الدولة السورية».
بعد أبرز انشقاق في الدائرة العسكرية السورية مع العميد مناف طلاس، انشقّ يوم أمس رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، فيما ساد الغموض محطته الأولى بعد نفي الأردن توجهه إليها، مع تأكيد أحد المتحدثين باسمه أنه ينوي الاستقرار في قطر، فيما ذكرت أنباء أنه قد يكون غادر عن طريق لبنان، على غرار ما فعل طلاس. وأعلن المتحدث باسم حجاب، محمد عطري، انشقاق رئيس الوزراء السوري، وتلا بياناً باسمه جاء فيه: «النظام قام بأقصى جرائم الإبادة ضد شعب أعزل خرق المطالبة في العيش الكريم الحر الذي يناله كل شعوب المنطقة. أعلن انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب، وأنا اليوم جندي من جنود المقاومة».
وأشار الى أن الترتيب تمّ مع «الجيش السوري الحر»، لكي يقوم بتأمين رياض حجاب إلى مكان آمن يعلن فيه انشقاقه ويقول ما يشاء بتأييد الثورة، «واليوم هو في مكان آمن وفي أيد أمينة هو وعائلته، وهناك 10 عوائل، منهم أشقاء رياض حجاب وأختاه وأولادهم، وصلوا إلى بر الأمان. وأوضح أنّه «عند حصول تفجير دمشق، كان حجاب في مسجد في المزة، وفوجئ بوجود عقيد يقول له نحن هنا لحمايتك». وأضاف عطري أنّ حجاب سيغادر الى قطر «خلال أيام لوجود الوكالات الإعلامية هناك»، لافتاً إلى أنّه «سيخرج إلى الإعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه».
وقبل إعلان حجاب انشقاقه، بثّ التلفزيون السوري مرسوماً جمهورياً بإعفاء رئيس الحكومة من مهماته، وتكليف المهندس عمر ابراهيم غلاونجي بمهمات رئيس مجلس الوزراء في سوريا إضافة إلى مهماته.
بدوره، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مجلس الوزراء السوري اجتمع، يوم أمس، برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر غلونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء. كذلك أكّد أن الاجتماع حضره جميع الوزراء، ونقل التلفزيون السوري تغطية للجلسة. وأكد الزعبي «أن سوريا دولة مؤسسات، وقيمة الأفراد فيها قيمة مضافة، والأصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وأن هروب الأشخاص من بلدهم مهما علت رتبهم أو مواقعهم لا يغيّر ولا يؤثر في نهج الدولة السورية». وأضاف «نحن لم نسمع من رئيس الوزراء السابق شيئاً، ولم يظهر على شاشة التلفزيون ولم يقل شيئاً حتى اللحظة»، مؤكداً أنّ سوريا لديها 23 مليون مواطن، وأكثرهم يمكن أن يكون مسؤولاً، وهذا لا يتعلق فقط بالشهادة الجامعية، بل بالحس بالمسؤولية والوعي الوطني والإرادة الوطنية والسياسية. ورأى أن الهروب وترك العمل بطريقة غير مشروعة بحد ذاته كمفهوم هو هروب من المسؤولية، وتعبير عن فجوة في الوعي السياسي والوطني، ومسؤولية صاحبها كائناً من يكون، وليست مسؤولية الدولة السورية أو الشعب السوري.
ويعتبر حجاب رجل النظام والبعثي الذي تسلق المناصب في هيكليات الحزب مستنداً إلى وفائه للنظام، وكان من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان يعوّل على دور يؤديه في المرحلة المقبلة لكونه من القيادات السنية البعثية. وينحدر حجاب من دير الزور، بدأ نشاطه الحزبي داخل الاتحاد الوطني للطلاب السوريين بين عامي 1989 و1998 وتخرّج في الجامعة حاملاً دكتوراه في الهندسة الزراعية. وبما أنه صنّف من بين الأوفياء للحزب، عيّن عام 2008 محافظاً للقنيطرة المجاورة لهضبة الجولان المحتلة، قبل أن يعيّن محافظاً للاذقية في شباط 2011.
في المقابل، رحّب «المجلس الوطني السوري»، في بيان، بـ«انشقاق حجاب وانضمامه الى صفوف الشعب السوري وثورته العظيمة»، معتبراً أنّ هذا الانشقاق «دليل على أن ما يرتكبه النظام المجرم تجاوز كل الحدود، ولم يعد بإمكان أي سوري السكوت عنه». ورأى المجلس أن نظام الرئيس السوري «يعيش ساعاته الأخيرة»، مضيفاً «لقد سقطت كل الحجج والمبررات للبقاء في سفينة النظام المجرم، وآن أوان الاختيار بين الانتماء الى سوريا وشعبها، وبين الانحياز الى عصابة القتل والإرهاب التي تنتظر ساعة الحساب والقصاص قريباَ».
بدورها، وصفت جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا موقف حجاب بأنّه «شجاع ويعبّر عن وطنية عالية وصدق انتماء الى الوطن والى الشعب». ودعت «كل رجال الدولة السورية في شتى مواقعهم الى المسارعة الى الانحياز الى شعبهم ودماء الأطفال في سوريا، الى مستقبل سوريا الواحدة ضد بشار الأسد والمجرمين من عصاباته». ورأت أن «البقاء في هياكل عصابات الأسد تحت أي عنوان لطخة عار في جبين كل من يقبل به».
إلى ذلك، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، توني فيتور، «أن المعلومات التي تفيد بأن عدة مسؤولين كبار في نظام الاسد، بينهم رئيس الحكومة رياض حجاب، قد انشقوا، هي إشارة جديدة على أن الاسد فقد السيطرة على سوريا». وأضاف «من البديهي القول إنّ هذه الانشقاقات تطاول اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية، وتكشف أنّ السوريين يعتقدون أن أيام الاسد باتت معدودة». وتابع فيتور «إن الطريقة الأسرع لوضع حدّ لحمام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة».
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الايطالي، جوليو تيرسي، انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب مؤشراً على أن عنف النظام السوري ضد شعبه يدفعه إلى طريق الانفجار الداخلي، آملاً أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد الآن عن السلطة تجنّباً للمزيد من معاناة الشعب. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله، إن انشقاق حجاب «يظهر العزلة المتنامية للأسد حتى إزاء معظم دائرته الضيقة»، ورأى أن التطورات الأخيرة تؤكد عدم إمكان تأجيل التحول السياسي في دمشق بقيادة سوريّة، بينما قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، في بيان، إن هذه «الأنباء تظهر مدى تآكل نظام الأسد». ولفت إلى أنّ «الأحداث تظهر كذلك ضرورة الإنهاء الفوري للعنف وإقامة حكومة انتقالية بدون الأسد».
اللواء
النظام يتداعى: إنشقاق رئيس الوزراء وتسريبات روسية حول صحة الأسد
حشود ومعارك في حلب ودمشق وحماه وحمص ومقتل 3 مخطوفين إيرانيين
صحيفة اللواء من جهتها كتبت تقول "تلقى النظام السوري ضربة سياسية داخلية قاسية من شأنها ان تعجل انهياره كما انها كشفت هشاشة تركيبته الآخذة في التداعي. ومما زاد في غموض الموقف تسريبات عبر الانترنت تحدثت عن مصرع الرئيس السوري بشار الاسد رغم النفي الرسمي لذلك.
وجاءت تلك التطورات الدراماتيكية فيما كان النظام منهمكاً بالاستعداد لما اسماه» المعركة الفاصلة» في حلب حاشداً معظم قواته حول المدينة.وفي الوقت نفسه، انفجرت عبوة ناسفة في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الرسمي السوري في دمشق، تسببت باضرار مادية وبعض الاصابات. كما جرى مساء امس تفكيك عبوة أخرى وضعت في المبنى .كما أُعلن مقتل ثلاثة من المختطفين الايرانيين بقصف للقوات النظامية في ريف دمشق.
ففي خطوة غير مسبوقة،اعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب امس انشقاقه وانضمامه الى «الثورة»، ليصبح بذلك اعلى مسؤول سياسي ينشق عن نظام الاسد منذ بدء الاضطرابات في البلاد قبل 17 شهرا.
وبعد اقل من شهرين على تعيينه، انشق حجاب ولجأ الى الاردن. وتلا متحدث باسمه من عمان، بيانا جاء فيه «اعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب وانضمامي لصفوف الثورة».
واكد عضو المجلس الوطني السوري خالد زين العابدين ان «رئيس الوزراء رياض حجاب وعائلته اضافة الى وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش عبروا الحدود الى الاردن ليل الاحد بالتنسيق مع الجيش السوري الحر».
وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت ان حجاب اقيل من منصبه.وقالت سانا انه تم تكليف النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الادارة المحلية المهندس عمر غلاونجي بتسيير اعمال الحكومة مؤقتا.
وقلل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي من اهمية انشقاق حجاب، مؤكدا انه لن يؤثر على سوريا لانها دولة مؤسسات لا افراد.
غير ان مراقبين اكدوا أن «خطوة انشقاق حجاب أقوى من اغتيال القادة الأمنيين في تفجير مبنى الأمن القومي قبل فترة».ولفتت إلى أن «لها بعدان الأول سياسي، حيث أن الأسد لن يتمكن من اختيار رئيس حكومة أصيل بسهولة، وهذا دليل على فقدان السيطرة، أما البعد الثاني فهو مذهبي، لأن هذا الانشقاق يمثل بداية تململ داخل الطائفة السنية التي يتعرض أهلها لقتل منهجي لا يمكن لأي كان من سيخلف حجاب أن يتحملها».
وفي تطور مثيرآخر افاد حساب على موقع تويتر ان الاسد قتل .وأرجع التعليق المنسوب لحساب لوزارة الداخلية الروسية معلوماته الى السفير الروسي في دمشق.
غير ان المتحدث باسم وزير الداخلية الروسي قال ان الوزير فلاديمير كولوكولتسيف لا يملك اي حساب خاص به على موقع تويتر وان حسابا مزورا باسمه اعلن موت الرئيس السوري .
ووصف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا انشقاق حجاب بانه مؤشر على «تآكل النظام من الداخل».
وفي اول تعليق على انشقاق حجاب قال البيت الأبيض إن انشقاق رئيس الوزراء السوري يظهر أن الأسد فقد تماسك دائرة المقربين منه ويجد صعوبة في الحفاظ على مؤيدين له بين الشعب السوري.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الانشقاق يكشف «هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل افقده غالبية داعميه». وأضاف ان «فرنسا مقتنعة بان نظام بشار الاسد الى زوال.
ميدانياً وفيما تستمر المعارك في حلب ذكرت صحيفة «الوطن»السورية ان «الجيش يستكمل طوقه حول حلب»، مؤكدة ان «الحسم خلال ساعات». ودارت اشتباكات عنيفة في بعض احياء حلب بحسب ما افاد المركز السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى سقوط ٢٠٠ قتيل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا امس.
وقال المرصد «تدور اشتباكات عنيفة في حيي الشعار ومساكن هنانو .كما يتعرض حي الصاخور لقصف عنيف من القوات النظامية».
وقال ان اشتباكات سجلت ايضا في حيي صلاح الدين والحيدرية.
في دمشق ورغم اعلان قوات النظام قبل يومين استعادة السيطرة الكاملة اثر اقتحامها حي التضامن في جنوب العاصمة تلت معارك ضارية استمرت اياما، وقعت اشتباكات في حي ركن الدين .
واتهم المجلس الوطني السوري القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» في بلدة حربنفسه في ريف حماه ، معتبرا انها تاتي في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.
في غضون ذلك اعلنت المجموعة التي تبنت عملية احتجاز 48 ايرانيا في سوريا مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق.
واعلنت «كتيبة البراء» ان قائد اللواء «النقيب عبد الناصر شمير يهدد بقتل الاسرى الذين ثبت تورطهم بانهم عناصر للحرس الثوري اذا استمر القصف».