ركزت الصحف اللبنانية اليوم على اطلاق الجيش السوري معركة حلب ضد المسلحين بشكل موسع وعلى مؤتمر طهران الدولي بشأن الأزمة السورية..
ركزت الصحف اللبنانية اليوم على اطلاق الجيش السوري معركة حلب ضد المسلحين بشكل موسع وعلى مؤتمر طهران الدولي بشأن الأزمة السورية..
السفير
صحيفة السفير تناولت مؤتمر طهران اليوم معتبة ان ايران سترسخ فيه مقاربتها بشان سورية دوليا.
طهـران ترسّـخ مقاربتـها السـوريـة دوليـاً اليـوم
تستضيف اليوم ايران اجتماعها الدولي الخاص حول سوريا. روسيا تشارك، ومعها 12 دولة أخرى لم يعرف منها بعد سوى روسيا. الاجتماع الذي تريده ايران لـ«نبذ العنف» والخروج من الأزمة بـ«الحوار الوطني»، يأتي على خلفية توتر «صريح» بين ايران وتركيا، ويسبق اجتماعاً موازياً لوزراء خارجية مجلس الأمن الذي تترأسه فرنسا في 30 آب الحالي.
تكثيف ايران لمستوى حضورها السياسي في الملف السوري، تزامن مع تصعيد واضح في المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في حلب، حيث تكمن الإشارة إلى بدء العملية الهجومية المرتقبة للقوات النظامية من حي صلاح الدين الذي شهد مواجهات طاحنة متواصلة.
وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي إن 12 أو 13 دولة من آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ستشارك في «الاجتماع التشاوري» اليوم في طهران حول سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية (ارنا).
وأكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ضرورة تسوية الخلافات القائمة في سوريا على أساس الحل السياسي السوري. وانتقد تدخل بعض دول المنطقة في النزاعات العسكرية في سوريا، مشيراً إلى أنه «كلما مر يوم على النزاعات العسكرية في سوريا، فإن الوضع يتعقد أكثر فأكثر والمستقبل يصبح أكثر غموضاً».
واعتبر الرئيس الإيراني أن اجتماع وزراء الخارجية في طهران واجتماع قادة دول منظمة التعاون الإسلامي في مكة خلال الأسبوع المقبل، يمثلان فرصة مناسبة لاعتماد الحلول السياسية والمحلية لحل الأزمة السورية بدلاً من النزاعات العسكرية.
وأضاف إن «كل من يساعد على تصعيد النزاعات في سوريا، ليس من حلفاء وأصدقاء الشعب السوري»، مشدداً على «ضرورة أن يعمل الجميع كي تجلس المعارضة والحكومة السورية معاً للتفاهم بخصوص إيجاد حل سياسي على أساس إقرار حقوق الشعب»، ومعتبراً أن «هذا الأمر لن يكون بعيد المنال لو اتحدت آراء دول المنطقة كافة». كذلك، أيّد نجاد سياسات باكستان المبدئية بخصوص قضايا سوريا.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان لها أنها ستشارك في اجتماع طهران. وقال البيان إن السفير الروسي لدى إيران سيمثل روسيا في هذا المؤتمر.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده حذرت إيران «على نحو صريح وودي» ضد إلقاء المسؤولية على أنقرة في أعمال العنف في سوريا. جاء تصريح داود أوغلو بعد يوم من محادثات أجراها مع نظيره الإيراني. ومضى يقول إنه بالرغم من أن التصريحات لم تصدر عن زعماء كبار في إيران، إلا أنها جاءت من أفراد يشغلون مناصب رسمية.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستنظم اجتماعاً وزارياً في مجلس الامن الدولي في 30 آب الحالي «خصوصاً لبحث الوضع الانساني في سوريا وفي الدول المجاورة». وصرح مساعد المتحدث باسم الوزارة فنسان فلورياني بانه «وعلى الرغم من الانقسامات السائدة في الاشهر الماضية، فإن مجلس الامن الدولي لا يسعه الوقوف ساكتاً امام المأساة التي تشهدها سوريا».
وشهد حي صلاح الدين في مدينة حلب معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ ثلاثة اسابيع بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي. وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها إعلان وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إحكام القوات النظامية «سيطرتها الكاملة» على الحي، افاد قائد ميداني في «الجيش السوري الحر» من صلاح الدين بأن المقاتلين المعارضين استعادوا بعد الظهر أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد.
وأوضح قائد كتيبة «نور الحق» النقيب واصل ايوب ان «الجيش الحر» «استعاد ثلاثة شوارع من اصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية». واشار الى ان الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرقي وجنوبي مدينة حلب. واضاف إن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيداً لتنظيفه» من الجيش النظامي.
وكان ضباط في «الجيش الحر» في منطقة حلب نفوا قبل ساعات منذ ذلك انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم أقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع، لكنها تسيطر «في مساحة تقل عن 15 في المئة من صلاح الدين» فقط.
في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق بأن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً ان «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس (اليوم) «. واشار الى ان الحي «يسقط بسرعة». وكشف أن «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غربي مدينة حلب تمهيداً للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة» التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.
وقال ناشطون من حلب «حدثت حرب شوارع. اوقعوا (مقاتلو المعارضة) خسائر فادحة في قوات الاسد التي انسحبت الآن. صلاح الدين تحت سيطرة الجيش السوري الحر». وأكد مقاتلون آخرون من المعارضة روايتهم.
النهار
صحيفة النهار تناولت التطورات السورية بشكل اساسي واشارت الى الموقف الاميركي بدرس كل الخيارات ازاء سورية.
حلب جائزة من يحسم معركة صلاح الدين
واشنطن تدرس "مختلف الخيارات" في سوريا
هاجمت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد معاقل للمعارضة في مدينة حلب أمس، في واحدة من اكبر هجماتها البرية منذ سيطرت قوات المعارضة المسلحة على اجزاء من كبرى المدن السورية قبل ثلاثة اسابيع. بيد ان التقارير تفاوتت عن السيطرة الميدانية على حي صلاح الدين البوابة الجنوبية للمدينة.
وبث التلفزيون السوري أن القوات الحكومية دخلت صلاح الدين وقتلت غالبية مقاتلي المعارضة هناك، كما دخلت أجزاء أخرى من المدينة في هجوم جديد. وأضاف أن عشرات "الإرهابيين" قتلوا في حي باب الحديد بوسط حلب قرب القلعة القديمة وباب النيرب في الجنوب الشرقي.
لكن ناطقاً باسم المعارضة المسلحة في صلاح الدين نفى تحقيق القوات النظامية السيطرة الكاملة. وقال: "القوات السورية تتمركز في جانب واحد من صلاح الدين، لكنها لم تدخل والاشتباكات مستمرة".
وافاد ناشطون ان قوات الحكومة السورية انسحبت من اجزاء من الحي بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة. وقال ناشط أوضح ان اسمه عمر عبر برنامج "سكايب" على الانترنت: "حدثت حرب شوارع. اوقعوا (مقاتلو المعارضة) خسائر فادحة في قوات الاسد التي انسحبت الآن. صلاح الدين تحت سيطرة الجيش السوري الحر".
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من 60 شخصا قتلوا في انحاء سوريا بينهم 15 مدنيا في حلب. وتعتبر السيطرة على حي صلاح الدين حيوية لإحكام السلطة على حلب.
وتلت هجمات الجيش في حلب حملة ناجحة لاستعادة أحياء سيطرت عليها المعارضة في دمشق بعد هجوم في 18 تموز أسفر عن مقتل أربعة من أقرب مساعدي الأسد بينهم صهره آصف شوكت. والاثنين تعرض الاسد لحرج شديد نتيجة انشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب بعد شهرين فقط من تعيينه. وامس اكد الاردن ان حجاب دخل اراضيه مع اسرته.
اقليمياً، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن بلاده حذرت إيران "بشكل صريح وودي" من القاء المسؤولية على أنقرة عن اراقة الدماء في سوريا. وأضاف بعد محادثات اجراها مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي أن "هذه التصريحات تنطوي على إمكان الإضرار بإيران ايضاً".
ودعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إلى حل سياسي في سوريا. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء "ارنا" أن "كل يوم تستمر فيه الاشتباكات العسكرية في هذا البلد يصير الموقف اكثر تعقيدا ويزداد المستقبل ظلمة".
* في واشنطن قال نائب مستشار الامن القومي الاميركي جون برينان ان تنظيم "القاعدة" يحاول استغلال النزاع في سوريا، لكن اقطاب المعارضة السورية أبدوا قلقهم من هذه المحاولات وقالوا انهم لن يسمحوا لهذا التنظيم باستغلال الوضع في سوريا، كما فعلوا في العراق والصومال واليمن. وأكد ان الولايات المتحدة تواصل دراسة مختلف الخيارات والخطط الطارئة التي يمكن ان تلجأ اليها في سوريا، قائلاً "لا اذكر ان الرئيس (باراك اوباما) قد قال ان أي خيار غير مطروح على الطاولة".
وشدد في كلمة القاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن على ضرورة تنحي الرئيس الاسد عن السلطة، مشيرا الى ان حكومته تدعم جهود المعارضة السورية لتحقيق هذا الهدف. وعن امكان تسليح واشنطن للمعارضة قال ان هناك اسلحة كثيرة في سوريا، و"نحن قلقون من العناصر المتطرفة... السلفيون من نوع القاعدة". بيد انه أضاف ان "الغالبية الساحقة من المعارضين السوريين ليست من نوع القاعدة" بل هم مواطنون يريدون السيطرة على حياتهم.
وعن امكان انشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، قال ان حكومته تدرس مختلف الاحتمالات والخيارات بدقة وتقوّم مضاعفاتها، من غير ان تستثني أياً منها.
البناء
صحيفة البناء بدورها تناولت "معركة تطهير حلب" واجتماع طهران.
معركة تطهير حلب تستعيد «صلاح الدين» ومقتل مئات المسلحين
دخلت الأوضاع في مدينة حلب وريفها مرحلة الحسم مع بدء القوات السورية عملية تطهير بعض أحيائها من سيطرة المجموعات المسلحة، وهو الأمر الذي سيفضي الى تغيير الكثير من المعادلات والحسابات، ليس فقط من جانب ما يسمى «المعارضة السورية» بل ايضا على مستوى كل الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي الذي بنى حساباته على اقامة منطقة عازلة في حلب وريفها تتمكن من خلالها المجموعات المسلحة من فتح الطرق امام دخول المسلحين ووصول التعزيزات العسكرية عبر الأراضي التركية.
واذا ما تمت العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري، وفق ما هو مخطط لها، فإن عملية تطهير بعض أحياء حلب من المسلحين لن تستغرق وقتا طويلا، ولن تتعدى بضعة ايام حسب مصادر عليمة، باستثناء بعض الأرياف القريبة من الحدود التركية التي قد تأخذ بعض الوقت.
وذكرت وكالة «سانا» ان القوات السورية تحكم سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين، بعد ان كبدت المجموعات الإرهابية المسلحة خسائر فادحة واوقعت في صفوفها عددا كبيرا من القتلى والجرحى.
ونقلت عن مصدر رسمي تأكيده انه تم القاء القبض على العشرات من الإرهابيين، بينما استسلم آخرون بعد القاء أسلحتهم، وانه تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.
واشارت قناة «الدنيا» الى ان من بين الإرهابيين الذين القي القبض عليهم في حي صلاح الدين مرتزقة من جنسيات غير سورية.
كما أفادت الاخبارية السورية ان الجيش السوري وصل الى ساحة حي صلاح الدين بعد تطهيرها من الإرهابيين. كذلك أكدت وكالة «رويترز» ان المسلحين غادروا بعض مناطق صلاح الدين.
واعترف نائب ما يسمى قائد «الجيش السوري الحر» المدعو مالك الكردي بانسحاب بعض المجموعات من حي صلاح الدين الذي دخلته دبابات الجيش السوري.
الى ذلك، احبطت السلطات السورية محاولتي تسلل من الأراضي اللبنانية في إدلين والغيطة في ريف تل كلخ.
وفي سياق متصل، ارتكبت المجموعات المسلحة مجزرة جديدة في منتجع جندره في حمص ذهب ضحيتها العشرات من العاملين في المنتجع.
وفي الإطار ذاته، ذكرت قناة «العالم» ان هناك معلومات تشير الى ان «إسرائيل» تمول المسلحين في سورية.
وفي هذا السياق، رأت صحيفة «كراسنايا زفيردا» الروسية ان النزاع في سورية يقترب من الحسم، معتبرة ان معركة حلب هي التي ستحدد مصير هذا الصراع. وقالت: «اذا تمكن الجيش السوري من طرد الجماعات المسلحة المدعومة من الغرب، فسوف يبقى النظام ممسكا بزمام السلطة حتى اشعار آخر».
الأخبار
مؤتمر طهران اليوم تحضير لما بعد حلب
تقارب إيران الملف السوري هذه الأيام من زاويتين: الأولى داخلية، ميزتها الاطمئنان إلى سيطرة النظام وقدرته على حسم معركة حلب، التي تعتبرها مفصلية. والثانية خارجية عبر الضغط باتجاه تحصين سوريا من أي تدخل خارجي، وخاصة تركي بلغ حد التهديد بتجميد العلاقات التجارية مع أنقرة، وعبر تمهيد الأرضية لمفاوضات إقليمية دولية تتوقع طهران أن تنطلق بعد استعادة الرئيس بشار الأسد لسيطرته على ثاني أكبر مدينة في البلاد
إيران لا تزال على موقفها: حل الأزمة السورية لن يكون إلا سورياً، ومستنداً إلى حوار الأطراف المتصارعة. هدفها: إقناع العدد الأكبر من الدول بدعم هذا الخيار. حراك تريده موازياً لتجمع المتورطين في سفك الدماء في هذا البلد. الغاية الاستراتيجية من وراء ذلك تحضير الأجواء لمرحلة ما بعد «انتصار» النظام في حلب. وقتها، تعتقد طهران، أنه لن يكون هناك بديل من التفاوض بين الدول التي تقف إلى جانب هذا الطرف وذاك. تركيا وضعها حساس في هذا الإطار. دورها مؤثر بلا شك إن هي قررت التدخل ميدانياً في معركة حلب. وعليه، يبدو جلياً لماذا تشنجت الأجواء فجأة على خط أنقرة ــــ طهران التي توعدت بتجميد العلاقات التجارية البينية، في خطوة يُرجح أن تحذو بغداد حذوها.
وتفيد المعلومات الورادة من طهران بأن المؤتمر، الذي يُعقد اليوم تحت عنوان «الاجتماع التشاوري حول سوريا»، تحضّر له الجمهورية الإسلامية منذ نحو 15 يوماً، ويجري تحت إشراف وزارة الخارجية الإيرانية التي ركزت اتصالاتها على «الدول غير المتورطة مباشرة بالأزمة السورية، باستثناء تركيا التي وجهت لها دعوة». وتضيف إن «المدعوين الأساسيين هم الصين وروسيا والمبعوث الدولي السابق كوفي أنان. كانت النية في دعوة هذا الأخير وضعه تحت الأمر الواقع وإقناعه بالبقاء في منصبه، أو توديعه بما يليق به، لكنه قرر عدم الحضور، على ما يبدو بفعل الضغوط الكثيرة التي تعرض لها». وتشير إلى أن عدد الدول التي أكدت حضور مؤتمر اليوم يبلغ 20 دولة، تتقدمها روسيا والصين وتركيا وباكستان والهند وموريتانيا والجزائر والكويت وعمان والإمارات والعراق وتونس، لافتة إلى أن ثماني دول ستتمثل بوزراء خارجيتها، فيما البقية بمستويات أدنى.
ومعروف أن لبنان قرر عدم حضور المؤتمر انسجاماً مع سياسة النأي بالنفس التي يتبعها. وتفيد مصادر عراقية وثيقة الاطلاع بأن العراق سيتمثل بوفد رفيع المستوى، غير وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي «يمثل الوجه الأميركي في النظام العراقي». وتؤكد مصادر إيرانية معنية بهذا الملف أن المعلومات الموجودة بحوزة طهران تؤكد «ممارسة ضغوط هائلة على هذه الدول إما لمقاطعة المؤتمر، أو على الأقل تخفيض مستوى المشاركة فيه، كما حصل مع أنان الذي كان قد تعهد بالحضور».
أما الهدف الأساسي من المؤتمر، بحسب المصادر نفسها، فهو «جمع المعارضة والنظام السوريين إلى طاولة حوار بهدف التوصل إلى حل سوري للأزمة التي تعصف ببلاد الشام، وخاصة أننا (الإيرانيون) قد نجحنا في أن نأخذ تعهداً من عدد لا بأس به من قوى المعارضة بقبول الحوار»، مشيرة إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي أبلغ ذلك إلى الرئيس السوري بشار الأسد في خلال اللقاء بينهما، والذي حصل فيه جليلي على موافقة الأسد على أمر كهذا». وتتابع المصادر أن طهران «تريد من هذا المؤتمر أن يكون الرد المقابل على مؤتمر أعداء سوريا («أصدقاء سوريا») الذي يهدف إلى التسليح والتعنيف والتطييف. الأمل في إقناع العدد الأكبر من الدول بالتشجيع والمساهمة بحل سوري سوري».
وتكشف المصادر عن أن الإيرانيين «يعتقدون أن سوريا ستكسب معركة حلب قطعاً، وأنه بعد هذه المرحلة سيأتي دور التفاوض بين القوى التي أرادت تدمير الدولة السورية وإسقاط نظامها وبين الدول التي تريد إنجاح الحل السياسي وإيجاد مخرج سوري للأزمة»، مشيرة إلى أن مؤتمر اليوم «سيكون بمثابة تحضير للأرضية لمفاوضات كهذه». وتوضح «بدت لهجة هيلاري كلينتون جلية عندما أعربت عن مخاوفها من أن تتحول سوريا إلى مرتع لتنظيم القاعدة. هذا يعني أن الأميركيين، ورغم دعمهم للمسلحين، يحضّرون تحت الطاولة لما بعد حلب». والدليل على ذلك، بحسب هذه المصادر، «حضور تركيا والكويت وسلطنة عمان والإمارات وتونس مؤتمر طهران، على الرغم من أنها تنتمي إلى المعسكر المقابل. وهذا الأمر ليس سهلاً، أخذاً بالاعتبار أن حضورها، وخاصة الكويت وسلطنة عمان، سيكون على مستوى وزير أو وكيل وزارة. إنه أبرز مؤشر على تصدع الجبهة المقابلة، وعلى استعدادها للدخول في حوار ما أن ينجلي غبار معركة حلب».
ويُفترض أن يُفتتح مؤتمر اليوم بكلمة لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، تليها كلمات موفدي الدول المشاركة، في جلسة ستكون مفتوحة للإعلام، يتبعها جلسة مغلقة، فمؤتمر صحافي ومن ثم إفطار، يتوقع أن يشهد في نهايته لقاء مع مسؤول إيراني رفيع المستوى، ترجح التكهنات أنه قد يكون المرشد علي خامنئي.
جليلي: لن نقف مكتوفي الأيدي
ويأتي المؤتمر في ختام جولة إقليمية بالغة الأهمية قام بها جليلي على كل من لبنان وسوريا والعراق، أكد في خلالها وجهة نظر إيران في موضوع الحوار السوري ـــ السوري، وفي الوقت نفسه على أن دمشق جزء أساسي من محور المقاومة و«لن نقبل بكسر هذا المحور». وتفيد مصادر إيرانية مطلعة على كواليس هذه الجولة بأن «الأسد شكر جليلي على هذا الموقف الإيراني الحازم، وأكد له أن السوريين قادرون بقواهم الذاتية على كسر هجمة المعتدين وصد الحرب الكونية التي تُشن عليهم»، فرد جليلي بأن «هذا أمن قومي إيراني، بل أمن قومي إقليمي ودولي. وفي حال تطور الأمور، لن نقف مكتوفي الأيدي. سنمنع أي تدخل من خارج الحدود السورية. داخل الحدود، نحن واثقون من أنكم قادرون على السيطرة وتجاوز الأزمة».
واللافت في زيارة جليلي لسوريا كان اجتماعه بوزير الحوار الوطني علي حيدر، الذي ناقش معه تفاصيل مؤتمر طهران. صحيح أن حيدر سبق أن زار موسكو حيث بحث ملف الحوار السوري، لكنها المرة الأولى التي يذهب فيها مبعوث رفيع المستوى إلى دولة مؤثرة في الملف السوري ويناقش معه تفاصيل موضوع كهذا.
اللواء
النظام السوري يُطلق معركة حلب بهجوم واسع استهدف حي صلاح الدين
أطلق النظام السوري أمس حربه «الفاصلة» ضد الجيش السوري الحر في حلب حيث زج بدباباته المتطورة من طراز ت٨٢ وطائراته الحربية في الهجوم الذي استهدف حي صلاح الدين الذي يسيطر عليه الجيش الحر وبات رمزاً لقوة هذا الجيش في المدينة. غير انه ومع انقضاء الساعات الاولى للمعركة تكشفت عدم صحة ادعاءات النظام عن نجاح قواته بالسيطرة على الحي حيث تأكد ان الجيش الحر استوعب الهجوم واستطاع السيطرة مجدداً على الحي بعد ما الحق بالجيش النظامي خسائر فادحة تمثلت بتدمير ٥ دبابات واسقاط مقاتلة من طراز ميغ إضافة الى مئات القتلى والجرحى.
وفيما يشبه اعلان الانتصار في ختام اليوم الاول من المعركة التي اسمها النظام ب«أم المعارك» أعلن نشطاء سوريون إن الجيش النظامي انسحب من أجزاء من حي صلاح الدين بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجيش الحر، في حين قالت لجان التنسيق المحلية إن 122 شخصا قتلوا امس برصاص الأمن السوري معظمهم في حلب.
وقال ناشط بالمنطقة أن الجيش الحر كبد قوات النظام خسائر فادحة بعد حرب شوارع، مشيرا إلى أن هذه القوات انسحبت من حي صلاح الدين وهو تحت السيطرة الكاملة للجيش الحر.
جاء ذلك بعد أن أفاد مصدر أمني سوري بأن الجيش النظامي بدأ هجومه البري على حلب وأنه اقتحم حي صلاح الدين وبدأ في تمشيطه، وقتل عشرات ممن وصفهم بالإرهابيين.
غير أن الجيش الحر نفى سيطرة القوات النظامية على حي صلاح الدين، مشيرا إلى أن وحداته تسيطر على مطار حلب ومبنى الأمن السياسي في المدينة، وأنها أسقطت طائرة حربية ودمرت خمسا من دبابات النظام.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات ضارية جرت داخل حي صلاح الدين بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام التي اقتحمت الحي. وقال أبو فراس، وهو عضو في الجيش الحر، أن وحداتهم لم تنسحب وما زال الموقف لصالحها، مشيرا إلى أنهم فقط تركوا مبنى واحدا كان تحت سيطرتهم في حي صلاح الدين «لكننا لم نتراجع».