قالت الأستاذة السعودية مضاوي الرشيد إن استراتيجيات السعودية بالقمع في البحرين والاحتواء في اليمن والدعم الواضح في سورية تهدف الى السيطرة على الوضع السياسي
قالت الأستاذة السعودية في الأنثروبولوجيا الدينية في جامعة "كينغز كولدج" في لندن مضاوي الرشيد إن استراتيجيات السعودية بالقمع في البحرين والاحتواء في اليمن والدعم الواضح في سورية تهدف الى السيطرة على الوضع السياسي، بشكل يضمن عدم تهديد نظامها داخليا لصرف رياح التغيير عن داخلها.
وفي مقال لها بعنوان "السعودية ومثلث الثورات" نُشر على موقع العوامية، كتبت الرشيد إن الحراك في العالم العربي شهد نجاح لـ "الثورات" عندما تصاعد التدخل الدولي مستشهدة بما جرى في ليبيا، مشيرة إلى أن إحتواءاً لثورات أخرى جرى جرى في البحرين واليمن.
وتابعت الكاتبة ان الثورات الأخرى التي تلت تونس مصر "اتسمت بكثير من العنف والتخبط والتدخل الخارجي العالمي او الاقليمي بمباركة قوى محلية اقليمية فترنحت وتأجلت، بل اجهض بعضها اما بالتدخل العسكري المباشر او بالمناورة تحت شعار مبادرات عالمية واقليمية، اما لانها اعتبرت غير قادرة بسلميتها الاولى ان تقوض النظام المتمكن عسكريا والقابل لقمعها، او لانها شكلت خطرا حقيقيا على دول الجوار التي نذرت نفسها لقتلها وهي في مهدها."
وأضافت الرشيد ان السعودية مارست تدخلاً سافراً في "ثورات "ثلاث، فقمعت الحراك في البحرين بشكل مباشر وإحتوت الوضع في اليمن، واتجه لتدعم "الثورة السورية"بقوة مادياً ومعنوياً.. "ليس لأنها تعيش نشوة تغيير ديمقراطي فريد، بل لأن السعودية تحولت في علاقتها مع النظام السوري الى العداوة مؤخراً، بسبب علاقة هذا الاخير الحميمة مع ايران".
وختمت مقالها: من "الصعب على النظام السعودي ان يوقف عجلة التغيير مهما استعرض عضلاته خارجي، لأن القوى التي اطاحت بالانظمة العربية القمعية وان كانت لا تزال ضعيفة في السعودية الا انها تزداد تبلورا في الداخل السعودي نفسه وهي تتعلم دروسا في الحراك مجانية". وأردفت "وإن انشغل الداخل السعودي بمراقبة الثورات العربية الملتهبة إلا أنه سيعود يوما الى التفكير بوضعه الداخلي، الذي يبقى نشازاً سياسياً فريداً من نوعه في منطقة تغلي بالطموحات السياسية".