تفتّق العقل الأميركي أخيراً على حجة جديدة لتبرير فرض المزيد من العقوبات المالية على حزب الله
تفتّق العقل الأميركي أخيراً على حجة جديدة لتبرير فرض المزيد من العقوبات المالية على حزب الله، تُختصر في ادعاء دعمه للنظام السوري، واتهامه بالإعداد لتنفيذ «هجمات إرهابية»، في حراك عكسته السفارة الأميركية تحذيراً للرعايا من التعرض لهجمات
صعدت الولايات المتحدة من سياستها الهادفة إلى تعزيز الصورة التي دأبت وسائل الإعلام الأميركية والغربية على نشرها بأن ما يجري في سوريا حرب يشنها نظام حكم علوي أقلوي مدعوم من إيران وحزب الله الشيعي ضد الشعب السوري. وأعلنت وزارة الخزانة (المالية) الأميركية أمس فرض عقوبات على حزب الله لدعمه الحكومة السورية، واتهمته بأنه يؤدي دوراً مركزياً في العنف المستمر الذي قالت إن نظام الرئيس الأسد يوقعه على السوريين.
وقالت الوزارة، في بيان، إنها صنّفت حزب الله كياناً يخضع للعقوبات تبعاً للأمر التنفيذي 13582 الصادر في 17 آب عام 2011 الذي يستهدف الحكومة السورية وداعميها، مدعية أن «حزب الله قام بتقديم المشورة والدعم اللوجستي لجهود الحكومة السورية التي لا ترحم في قتالها ضد المعارضة». وأضاف البيان إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو «المشرف على تلك الجهود في مساعدة النظام السوري في القمع العنيف للمدنيين السوريين، وقد قدم حزب الله التدريب مباشرة لموظفين سوريين حكوميين داخل سوريا وسهّل قيام إيران بتدريب قوات سورية على يد الذراع الإرهابية لإيران... قوات الحرس الثوري الإسلامي _ فيلق القدس. وقام حزب الله أيضاً بدور كبير في الجهود المبذولة لطرد قوات المعارضة السورية إلى خارج سوريا».
وفي سياق التعبئة المستمرة ضد حزب الله وإيران، قال وكيل وزارة المالية الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، مشترك مع منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين، إن «دعم حزب الله واسع النطاق للقمع العنيف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الشعب السوري، يظهر الطبيعة الحقيقية لتلك المنظمة الإرهابية ووجودها المزعزع للاستقرار في المنطقة». وأضاف إنه «بعد رحيل نظام الأسد، سيتذكر الشعب السوري والمجتمع الدولي أن حزب الله وظهيره إيران ساهما في قتل النظام لعدد لا يحصى من السوريين الأبرياء».
يذكر أن إدراج حزب الله وإيران مجدداً على قائمة الأمر التنفيذي 13582 لا يضيف شيئاً إلى قائمة العقوبات الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة عليهما، حيث إن حزب الله مدرج على قائمة وزارة الخارجية الأميركية لما يسمى المنظمات الإرهابية، كما أن إيران مدرجة على قائمة ما يدعى بالدول الراعية للإرهاب.
وقال بيان وزارة المالية الأميركية «إن إيران، وعلى مدى سنوات، تقدم التدريب والسلاح والمتفجرات لحزب الله، كما تقدم له أيضاً العون الدبلوماسي والسياسي والمالي والتنظيمي. إن استمرار التنسيق والتعاون بين قوات الحرس الثوري وقوات القدس وحزب الله قد ساعد النظام السوري في جهوده بأن يقمع بعنف المعارضة ضد حكم الأسد في سوريا ويسلط الضوء على الحملة السورية _ الإيرانية المشتركة في استخدام المصادر العسكرية والتابعين من الإرهابيين لإيقاع العنف والعذاب على الشعب السوري وحرمانه من التطلعات الديموقراطية المشروعة».
ويقضي الأمر التنفيذي 13582 بحجز جميع الممتلكات والمصالح والفوائد المملوكة للحكومة السورية ومن يدعمها والواقعة تحت طائلة السلطة القضائية الأميركية، ويحظر على المواطنين الأميركيين الانخراط في أي نشاط تجاري مع حزب الله أو في صفقات تجارية مع الحكومة السورية وداعميها، كما يقضي بتجميد أي أصول وموجودات للحكومة السورية ومن يدعمها تخضع للسلطة القضائية الأميركية.
أما دانيال بنجامين، فقد حذر بأن حزب الله ربما يكون يخطط لشن هجمات وشيكة في أوروبا وحول العالم. وقال «نعتقد أن حزب الله قد يشن هجمات في أوروبا أو سواها في أي وقت كان (...) ومن دون أي سابق إنذار»، مضيفاً إن «تقديراتنا هي أن حزب الله وإيران سيبقيان على نشاط إرهابي مكثف في المستقبل القريب».
وبحسب بنجامين، فإن حزب الله شرع في «تكثيف حملته الإرهابية» حول العالم. وأضاف إن الحزب «مهتم أيضاً بشن هجمات إرهابية في تايلاند، حيث تم إحباط هجوم على ما يبدو مطلع 2012». لكن المسؤول الأميركي أكد أنه ليس بحوزته أي معلومات تشير الى احتمال أن يكون حزب الله يخطط لشن هجمات على الأراضي الأميركية.
إلى ذلك، حذّرت أمس السفارة الأميركية رعاياها من خطر تعرضهم لـ«هجمات إرهابية». وأشارت مصادر سياسية الى أن التحذير الأميركي جاء في أعقاب زيارة السفيرة الأميركية مورا كونيللي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش، وفي أعقاب ما تردد عن تحذيرات وجهتها كونيللي حول احتمال علاقة حزب الله بعملية بلغاريا.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه