نقل موفد صحيفة لـ "إندبندنت" إلى حلب "كيم سينغوبتا" صورة مأسوية لوضع المسلحين هناك وبحسب المراسل ، فإن نصف دزينة فقط من الدبابات شاركت في اقتحام حي صلاح الدين.
نقل موفد صحيفة الـ "إندبندنت" إلى حلب "كيم سينغوبتا" صورة مأسوية لوضع المسلحين هناك ،وقال المراسل ، في تقرير حمل عنوان "مئات المقاتلين المتمردين يغادرون حلب بعد قصف لا هوادة فيه من قبل النظام"، إنهم قضوا ساعات من أسوأ من رأوه حتى الآن ، الأمر الذي دفعهم إلى الفرار مذعورين ، ليس من حي "صلاح الدين" إلى الأحياء الأخرى فقط، ولكن خارج مدينة حلب.
وقال المراسل في تقرير نشرته الصحيفة إن " فرارهم بالمئات من حي صلاح الدين إلى خارج حلب ، بدأ بمجموعات صغيرة بعد ليلتين من الارتباك والتشوش وعدم النوم تسبب فيهما قصف قاس من الأرض والجو ، حيث أصيبوا بالذعر من أن تكون قوات النظام قد تمكنت من محاصرتهم". وقال المراسل "إن المتمردين تخلوا عن الخطوط الدفاعية الأمامية الأكثر أهمية بالنسبة لهم من الناحية الاستراتيجية ، والتي كانوا يسيطرون عليها خلال الـ12 يوما الماضية ، كما أنهم تخلوا عن معظم حي سيف الدولة المجاور. فقد كان القصف الذي تعرضوا له هو أسوأ ما واجهوه حتى الآن". وبحسب المراسل ، فإن نصف دزينة فقط من الدبابات شاركت في اقتحام حي صلاح الدين ، حيث أخذت لها رأس جسر للمدرعات ناقلات الجنود ، وعند الثالثة من صباح (يوم الخميس) فوجئ المسلحون وهم يرون الدبابات على مقربهم منهم ، ما دفعهم إلى الفرار. ونقل المراسل عن أحد زعماء المجموعات الإسلامية المقاتلة قوله" أسوأ اللحظات التي عشناها كانت حين رأينا الدبابات تتقدم إلينا. لقد قاتلنا من شارع إلى آخر، ودمرنا الكثير منها خلال الأسبوعين الماضيين ، لكن بعد ذلك كان علينا أن نترك مواقعنا وإلا لكنا قتلنا جميعا، فقد كان هناك الكثير منها ( الدبابات)".
طبعا لم يكن هناك الكثير منها ، بل مجرد خمس دبابات فقط، كما يؤكد المراسل. ولكن ما لم يفهمه هذا القائد ، هو أن هذه الدبابات من طراز تي 72 و 80 ، التي لا تؤثر فيها القواذف المضادة للدروع.. فقد روى بعضهم أنهم أطلقوا 12 قذيفة على دبابة واحدة ، ولكن لم تؤثر فيها ، فقد كانت تتذرر وتنصهر دون أن تحدث ولو خدشا بسيطا فيها . وهذا أمر طبيعي، فتدريعها يتراوح ما بين 22 و 28 سم من خلطة فولاذية خاصة ، فضلا عن نظام من "الحجرات الهوائية" التي لا تزال تعتبر في الغرب أحد ألغاز تدريع هذا النوع من المدرعات.
مراسل الصحيفة البريطانية وصف استيلاء الجيش على صلاح الدين بأنه" اختراق يعني أن الجيش حطم خط الدفاع الأكثر أهمية ( بالنسبة للمقاتلين) ، وهو ما سيسمح له باستقدام تعزيزات إضافية من منطقة الحمدانية التي يسيطر عليها من أجل وصل الحي مع المناطق الأخرى التي تخضع لسيطرته ، لاسيما قلعة حلب والمطار".
وبحسب المراسل، فإن "خسارة المسلحين لحي صلاح الدين وخط الدفاع الثاني في المدينة (منطقة باب الحديد)، وفرار المقاتلين الذين هم من خارج حلب وأفضل من في صفوفهم ، يشكل نذير سوء للمعارضة ، لأن ذلك سيمكن النظام من التقدم سريعا للسيطرة على المدينة بالكامل، ولأن القرى التي جاؤوا منها( ريف حلب ) غير محمية " ، فضلا عن تمكن النظام من استحضار تعزيزات أخرى. وهنا يلفت المراسل الانتباه إلى أكاذيب المعارضة ، حيث أشار إلى أن النظام استحضر عشرة آلاف عسكري لمعركة حلب، وليس عشرين ألفا كما روجوا على مدى الأيام الماضية. وبخصوص ما زعمته قناة "الجزيرة" عصر يوم أمس ، ومعها عدد من وكالات الأنباء نقلا "رامي عبد الرحمن" ، المرجع الحقوقي الأعلى ل "هيئة التنسيق الوطني" في الداخل, بخصوص " شن المعارضة هجوما معاكسا عصر يوم أمس على حي صلاح الدين واستعادته من قبضة الجيش"، قال المراسل إنه جال في المنطقة فلم يجد أي أثر للمسلحين سوى بعضهم من الفارين الذين يبحثون عبثا عن وسيلة نقل يهربون بها ، فلم يجدوا!
ويضيف المراسل إن المجموعة الإسلامية "جبهة النصرة" ، التي عرفت ببرودة علاقاتها مع المنظمات الإسلامية المسلحة الأخرى، والتي سبق لها أن صرحت بأن جيش الأسد سيهزم بسرعة فيما لو توفر مزيد من "الجهاديين"، كان مسلحوها أول الفارين من حي صلاح الدين ، وقد أصيبت إحدى سياراتها البيك ـ آب إصابة مباشرة من طائرة هيلوكبتر مجرد أن خرجت من الحي ، وكانت تحمل في صندوقها ثلاث جثث لمسلحين من عناصرها قتلوا قبل ذلك. وقال أحد المسلحين الهاربين للمراسل " كانوا طوال الوقت يتبجحون بتجربتهم في العراق وأفغانستان ، لاسيما في صنع العبوات الناسفة ، ولكن في النهاية ..لا شيء من ذلك!"