29-11-2024 05:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

«الغـالبـون 2».. باكورةً تختزن الكثير من الايجابيات

«الغـالبـون 2».. باكورةً تختزن الكثير من الايجابيات

نقل سيرة المقاومة إلى الشاشة الصغيرة، خطوة صعبة إن لم نقل خطيرة، لجهة القدرة على بناء سيناريو يأخذ بعين الاعتبار التجارب كافة في هذا الحقل، ويعطي كل ذي فضل فضله

باسم مغنية في لقطة من مسلسل الغالبون 2في مسلسل «الغالبون» ما يمسّ مناطق حارّة من الذاكرة. فمن الصعب التأريخ لمسيرة مقاومة عمرها عقود، في بلد كلبنان. إذ أنَّ زمن المقاومة لم ينته بعد. كما أنّ العمل المقاوم بارتباطاته وحساسية عمله، ما زال يثير نقاشاً مفتوحاً على أكثر من صعيد، منذ ما قبل غزو 82 مروراً بما تلاه، وصولاً إلى اللحظة الحاضرة. لهذا فإنّ نقل سيرة المقاومة إلى الشاشة الصغيرة، خطوة صعبة إن لم نقل خطيرة، لجهة القدرة على بناء سيناريو يأخذ بعين الاعتبار التجارب كافة في هذا الحقل، ويعطي كل ذي فضل فضله. ومن البديهي في هذا السياق، أن يكون الجزء الأول من «الغالبون» (للمخرج السوري باسل خياط)، والذي تناول سيرة المقاومة بين 1982 و1985، إشكاليّاً أكثر من الجزء الثاني.

إذ أنّ التشكيلات المقاومة في الحقبة التي غطّاها الجزء الأوّل، لم تكن محصورة بفصيل أو فصيلين من الأحزاب فقط. وهذا ما دفع جهات عديدة إلى انتقاد الصبغة الإسلامية الصرف للمقاومة، كما أظهرها المسلسل العام الماضي. هذه الإشكاليّة تكاد تنتفي في الجزء الثاني الذي كتبه فتح الله عمر، وأخرجه رضوان شاهين. إذ تغيّرت ظروف العمل المقاوم بعد الانسحاب وانحسار الفصائل المتنوّعة في فصيل إسلامي رئيسي. لكنّ هذا الجزء لم يسلم من الانتقادات لبعض مفاصله التاريخيّة. وجاء من طرف «منظمة الصليب الأحمر الدولي» التي اعترضت على تناول دورها في الحلقة 12 من الجزء الثاني، لجهة اعتباره «مسّاً بحيادية المنظمة الدولية العريقة ودورها».


الغالبون في الجزء الثانييعرض الجزء الثاني من «الغالبون» بشكل أساسي لتطور أداء العمل المقاوم بين العامين 1985 و1992، بموازاة تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الصهيوني على أهالي الجنوب. تتطور شخصية أبو حسين (أحمد الزين) في هذا الجزء، لينخرط بحساسية أكبر في علاقته مع المقاومين. يصير بيته في قرية جرجوع المطلة على موقع سجد، محطة للمقاومين. ويبرز ياسر الموسوي ابن السيد عباس الموسوي في هذا الجزء بدور أبيه الذي كان يشغل منصب مسؤول منطقة الجنوب في الحقبة التي يتناولها المسلسل. وبحسب المنتجين فإنّ تصوير الجزء الثاني (إنتاج تلفزيون «المنار»، و«مركز بيروت الدولي») استغرق 5 أشهر، ودارت رحاه في أكثر من بلدة ومنطقة جنوبية، مع استخدام كاميرا عسكريّة في بعض المشاهد.

ويشارك في هذا الجزء 235 فناناً منهم أحمد الزين، ووفاء شرارة، وطوني عيسى، ويوسف حداد، وطلال الجردي، وبيار داغر، مجدي مشموشي، وإلسا زغيب، وآلان الزغبي، وانجو ريحان، وبديع ابو شقرا، وسعد حمدان، وباسم مغنية، وفيفيان أنطونيوس، وندى بو فرحات، وبولين حداد، وليليان نمري، ومازن معضّم، وشربل زيادة، ورضوان حمزة، وألين لحود، وعصام بريدي.


في النتيجة، لا يمكن اعتبار الجزء الثاني من «الغالبون» تأريخاً خالصاً لسيرة المقاومة، بل باكورةً تختزن الكثير من الايجابيات في هذا المجال، إن لجهة نقل جزء من تجارب وحيوات المقاومين بتفاصيلها وحياة أهالي قرى الجنوب إلى الشاشة الصغيرة، أو لجهة تحفيز المنتجين على خوض غمار هذا النوع من الدراما التلفزيونية الذي يضع القضايا ذات الحساسية الوطنية على محك التشريح والنقاش الجدي والرصين.


 «الغالبون 2»؛ تأليف فتح الله عمر، إخراج رضوان شاهين؛ يعرض على شاشة «المنار» عند الساعة 21:30

حسن نصور 

 موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه