اجمعت الصحف الصادرة في لبنان اليوم على ان ما اسماه المصريون "جمعة الرحيل" امس قد نجح

اجمعت الصحف الصادرة في لبنان اليوم تقريبا على ان ما اسماه المصريون "جمعة الرحيل" امس قد نجح في عدة نواح عبر الحشد غير المسبوق في مختلف الساحات وعبر توجيه  رسالة حاسمة للنظام من ثلاث عناوين: تخطي الخوف من البلطجية، احتشاد اعداد مليونية اكبر من اي حشد سابق، اصرار على موقف البقاء في الساحات حتى تنحي حسني مبارك..


واشارت الصحف الى تكثف البحث في المرحلة الانتقالية ودخول الولايات المتحدة على خط الاقتراحات التي من ضمنها تفويض مبارك لصلاحياته لنائب الرئيس او لحكومة انتقالية موسعة وفي الخيار الاخير تسلم الجيش البلد في هذه المرحلة..

وقالت صحيفة الاخبار ان جمعة الرحيل نجحت رغم أنها في اليوم الحادي عشر والنظام يتنازل بالتقسيط. اضافت :"النظام صامت. جمعة الرحيل نجح. ومبارك لم يتحرّك من مكانه، ولا قدّم أركان نظامه سوى طلب المزيد من التفاوض". واشارت الى ان  لجنة الحكماء عبرت اليوم الميدان وسط ترحيب بنجومها (خاصة عمار الشريعي الذي دافع عن الثورة في قناة دريم وفي قلب الحملة المضادة). ربما تبحث عن شرعية، أو تلوّح بها قبل أن تجلس مع عمر سليمان نائب الرئيس. كل منهما يبحث عن مخرج بعدما وصل الأمر إلى لعبة عضّ أصابع بين النظام والثورة التي تعيد المجتمع وقوّته إلى معادلة السلطة.
ورات ان النظام يريد أن يستوعب صدمة جمعة الغضب، وبدا مرتاحاً بعدما وصل إلى قرار: اتركوا التظاهرة آمنة. ميليشيات البلطجية تنتشر على بعض المحاور، لكن الأمن أكثر تشديداً من يوم وقعة الجمل (عندما هاجم خيالة وراكبو جمال المعتصمين في اليوم الثامن)..

السفير اشارت بدورها الى ازدياد اصرار الملايين امس على تنحي مبارك الفوري، وركزت على تعهدت بالبقاء في الشارع حتى تحقيق هذا المطلب بل وتنظيم تظاهرات مليونية جديدة ايام الاحد والثلاثاء والجمعة، في الوقت الذي بدأ البحث عن حل وسط ما بين الرحيل الفوري وبين التفويض الفوري للسلطة، والذي لا تزال دوائر النظام تسعى الى تفاديه حرصا على ماء وجه مبارك وعدم الإيحاء بأنه أذعن للشارع وخرج بضغط منه.
ولفتت الى انه من التظاهرة المليونية التي خرجت منها اكثر من لائحة للجنة الحكماء، وأكثر من صيغة للتعامل مع المرحلة المقبلة، تترقب القاهرة اليوم حوارا اختباريا بدأه امس نائب الرئيس عمر سليمان ودعا اليه وجوها من أحزاب المعارضة والمجتمع المدني،  ومجموعة من الشبان والشابات المحتجين، لترى ما اذا كان النظام بات مستعدا لاتخاذ الخطوة الملحة، وهي تخلي مبارك عن السلطة. وستبقى حركة الاخوان المسلمين خارج هذا الحوار الذي دعيت اليه ورفضت الدعوة في الوقت الحالي.

وذكرت السفير إن هناك شبه اجماع على ان هناك حاجة الى اتخاذ عدد من الخطوات العاجلة مثل نقل السلطة فورا من مبارك الى نائبه، والشروع في العملية الانتقالية من خلال حكومة تكنوقراط وجمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا وتشرف على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول المقبل، علما ان احد سيناريوهات الحوار مع نائب الرئيس ورئيس الوزراء احمد شفيق، هو ان يعلن الرجلان في مستهل اللقاءات مع الجميع انهما يملكان تفويضا من مبارك، وهو ما رفضه المدعوون لأنه تفويض بالحوار وليس بالسلطة.

ونقلت السفير عن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان التفويض بالسلطة يجب ان يأتي قبل الحوار لا خلاله ولا في نهايته، وأشارته الى ان هناك نقاشا حول هذا التفويض وما اذا كان يجب ان يكون كاملا او جزئيا.
واللافت ان موسى اعتبر في حديثه للسفيران المرحلة الانتقالية قد بدأت بالفعل، وتمكنت الحشود المليونية من حماية مصر من الفراغ والفوضى، وأعادت الامور الى نصابها الصحيح، وقدمت صورة ناصعة عن مصر وشعبها.

بدورها صحيفة الحياة اشارت الى النجاح في الحشد الضخم ونقلت اجواء تفيد بالتوصل لحلول خلال ساعات. وقالت: المعتصمون بمختلف أطيافهم نجحوا في زيادة الحشد في ميدان التحرير الذي شهد تجمع مئات الآلاف للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك، فيما كانت تظاهرات أخرى تجوب باقي المحافظات. أما السلطات فتعاملت بهدوء مراهنة على ما يبدو على الأمل في حدوث انقسامات بين المحتجين أو انهاكهم بمرور الوقت.

كما تناولت "الحياة" مقترحات الحل مشيرة الى اقتراح طرحته «لجنة حكماء» أمس بتفويض الرئيس حسني مبارك سلطاته لنائبه عمر سليمان. وذكرت ان هذه اللجنة التي تضم مفكرين وشخصيات بارزة، توقعت التوصل إلى حل خلال ساعات، مشيرة إلى أن سليمان «أبدى قبولاً واستعداداً» لمناقشة الاقتراح الذي تضمن أيضاً تعهداً بألا تطرح جماعة «الإخوان المسلمين» مرشحاً للرئاسة.

لكن ناشطين في ميدان التحرير أكدوا لـ «الحياة» أن مطلب تنحية مبارك تماماً عن السلطة لا رجعة فيه. وانعكس ذلك الموقف على المشهد في الميدان عندما حاول المفكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد تلاوة بيان لجنة الحكماء من دون أن يتمكن من إكماله.

من جهتها صحيفة "اللواء" قالت ان  جمعة الرحيل مددت الى الاسبوع المقبل للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك في اليوم الحادي عشر للانتفاضة فيما تصاعدت الضغوط الدولية والاميركية خصوصاً على النظام المصري لنقل السلطة الى نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان عبر انشاء لجنة حكماء وضمان تظاهرات حرة واجراء اصلاحات ديموقراطية حقيقية.

الحكومة اللبنانية على "نار هادئة"
في الموضوع الحكومي اللبناني لبنان عكست الصحف اللبنانية تواصل المشاورات على نار هادئة حول الحصص وحول امكانية مشاركة 14 اذار. وقالت السفير ان لا عقدة درزية أو شيعية أو سنية تواجه التأليف الحكومي، وبالتالي، فإن العقدة المسيحية هي الأبرز.


وقالت مصادر كتائبية لـ«السفير» إن الجميل نقل إلى الرئيس المكلف جدية تعاطي قوى 14 آذار مع موضوع المشاركة في الحكومة، «لكن وفق الأسس التي سبق وتم إبلاغها للرئيس المكلف، سواء ما يتصل بالثوابت الوطنية وفي مقدمها المحكمة الدولية، أو ما يتصل بالبيان الوزاري الذي يفترض أن يكون مقبولا وشبيها، في الحد الأدنى، بالبيان الوزاري للحكومة السابقة، أو ما يتصل أيضا بحجم المشاركة وأقلها الثلث المعطل، الذي سبق وقبلناه في الحكومة السابقة، ولكن حتى الآن لم تسفر الاتصالات عن أية نتيجة إيجابية».

اما صحيفة اللواء فاعتبرت ان وقائع الاتصالات الجارية من اجل استطلاع هيئة الحكومة الجديدة ومادتها، تشير الى انكشاف فجوات آخذة بالتزايد بين الافرقاء المعنيين بولادة الحكومة.