التقرير الصحفي ليوم الأربعاء 15/8/2012 وأبرز ما جاء فيه
استثمار ملفّ سماحة: من يريد توريط السيّد؟
فابيوس في بيروت: رسائل إنسانية وسياسية .. الحـوار أسـير «كلمة سـر» الريـاض
لا إحضار للشاهد والأدلّة "بالصوت والصورة".. سليمان يردّ: العلاقة المضرّة بلبنان نوقفها.. ادعاء الدفاع على ريفي والحسن استهدف منع تسريب محتمل للأدلة.. 14 آذار تسلّم رئيس الجمهورية مذكرة قبل بتّ الموقف من الحوار
«الديار» تنشر وقائع نقل ميشال سماحة من منزله إلى فرع المعلومات: تمت معاملة سماحة بطريقة بربرية وكاد يموت ولم يحصل على طبيب .. بقي ليلتين في الظلام ولم يسمحوا له بكوب ماء فهل أصبح لبنان غابة بوليسية؟
سليمان يرد على فرنجية: من يصف الرجال بأنهم لغير لبنان ليس برجل.. من كلف الأمن العام القبض على المخبر السري؟
14 آذار تتجه للمشاركة بالحوار غداً و«الرتب والرواتب» على الطاولة بخلاف مع هيئة التنسيق
سليمان رد على ال "لا رجال" والمملوك يريد "الشاهد الملك"
أبرز المستجدات
- السفير ملاك عقيل: سيرة تاريخية لتطور العلاقة بين المؤسسة العسكرية و«المقاومة الإسلامية».. الجيش اللبناني ـ «حزب الله» ثنائية «تحمي سلم لبنان الهش... وحدوده»
في مكان ما، يصحّ الحديث عن تبادل للأدوار. لم تعد المسألة أن «حزب الله»، ببطاقته المقاومة، في عين العاصفة والجيش الى يمينه. اليوم انقلبت الآلية. تغلي الصالونات بأحاديث لا تنتهي عن «مؤامرة» تستهدف المؤسسة العسكرية، خاصة في ضوء تراكم الأحداث الأمنية شمالا. ليس غريبا أن يقف «حزب الله» الى جانب الجيش ضد مؤامرة تساوي بالنسبة إليه إعادة إنتاج مشروع الحرب الاهلية في العام 1975 والتي كانت شراراتها الأولى ضرب الجيش، ولذلك لن تكون محاولة قسمة الجيش سوى أحد وجوه عملة قديمة ممنوعة من الصرف اليوم. «الضاحية الجنوبية» صاحبة مصلحة أساسية في التصدي «ومقاومة» العدو الخفي ـ المعروف الذي يحاول تكريس معادلة «سلاح الشمال... مقابل سلاح الجنوب». هي المعادلة التي تسعى المؤسسة العسكرية لمنع تكريسها على ارض الواقع. في اليرزة (مقر قيادة الجيش) الثوابت واضحة: «السلاح جنوبا هو سلاح مقاوم. وجوده لا يبرّر «تفريخ» سلاح مضاد له».وبكل الوسائل المتاحة، يسعى الجيش لضبط الارض في الشمال والبقاع والعاصمة وتجنّب الاصطدام القاتل مع اطراف مسلّحة «تعشعش» بين منازل المدنيين. الحِكمة، السرّية والرويّة «ثالوث اليرزة» في مواجهة بقع لبنانية حدودية تغلي فوق النار الســـورية. «مذهبة» الصراع، وأن يكون مفتوحا على المجهول، والتصويب مباشرة على الجيش ووضعه في قفص الاتهام والانحياز، كل ذلك وضع «حزب الله» في موقع الحريص على عدم سقوط قواعد اللعبة.وفي مواجهة حملات التشكيك بولاء بعض ضباط الجيش وقائده رفع السيد حسن نصرالله من مستوى تحذيراته من التحريض الطائفي والمذهبي، محذّرا من «أن الشك بالجيش يؤدي الى حرب أهلية»، ومشددا على أن آخر ضمانة لحماية السلم الأهلي هو الجيش اللبناني. «الضاحية» اليوم، وبرغم كل مشاهد الاصطدام مع المؤسسة العسكرية سابقا، هي المدافع الاول عن الجيش.
حزب الله موجود شمالا بحلفائه
الجيش لا يريد ان يقف متفرّجا على مشروع استهداف سوريا من لبنان. اعتراض باخرة «لطف الله 2» المدجّجة بالسلاح نموذجا، إضافة الى كشف العشرات من عمليات تهريب السلاح. كل ذلك، جعل الجيش يُصنَّف في خانة «الطرف» برأي الفريق، الذي يقف على المقلب الآخر من المواجهة. خيارات «الضاحية»، في المقابل، واضحة. «حزب الله» داعم إستراتيجي للمعركة الحالية التي تستهدف «دور الجيش» والنيل من سوريا انطلاقا من الاراضي اللبنانية.وفق المنطق العسكري، طرابلس وعكار بعيدتان جغرافيا عن منطقة عمليات «حزب الله» في الجنوب. الحديث عن وجود منظّم للحزب في «عاصمة السنّة» يحتاج الى تدقيق، لكن المؤكد ان «الضاحية» ممثلة شمالا ببعض «حلفائها المسلحين». اذا «حزب الله» بعيد في الجغرافيا وليس في الحسابات، طالما أن خصمه يحمل سلاح العداء لسوريا وايران. «الضاحية»، كما يبدو، قررت منذ البداية إطفاء كافة محركاتها وعدم الانجرار الى فخ المواجهة واللعبة الغرائزية. «سيناريو» خروج شاكر برجاوي من الطريق الجديدة، بغطاء مشترك من الجيش و«حزب الله»، نموذجا. حتى أن «اسلوب» الحزب في التعاطي مع ملف المخطوفين الأحد عشر في سوريا اوحى بقدرة عالية على ضبط النفس.
«حزب الله» ـ الجيش: من التخوين الى الثقة
بالعودة الى الوراء، رسم مسار الاحداث منذ ما قبل بيان انطلاقة «حزب الله» في حسينية الشياح في شباط 1985، خطا تصاعديا في سجل العلاقة بينه وبين الجيش، نقلها من مرحلة العدائية والتخوين والريبة المتبادلة الى مصاف «التنسيق والتكامل والتناغم».تعدّدت محطات المواجهة العسكرية. تستنفر «المقاومة الاسلامية» عشية اتفاق 17 ايار 1983. تجري اعتصامات شعبية في الجنوب وبيروت. وبعد انطلاق مسيرة من مسجد الامام الرضا في بئر العبد، يتصدى الجيش للمتظاهرين ويسقط الشهيد محمد نجدي. خطيب المنبر آنذاك كان المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله «المرشد الروحي» لـ حزب الله» في تلك الحقبة. هي المواجهة التي اسّست لخروج الجيش من الضاحية، وانتقال «حزب الله» من السر الى العلن، من تحت الارض الى فوق الارض. خرجت «أمل» من «الضاحية» وآل النفوذ الى «حزب الله». كانت شخصية «حزب الله» تتبلور لبنانيا، خاصة مع خروج صبحي الطفيلي من الأمانة العامة للحزب، في ما كانت العلاقات السورية الايرانية ترخي بثقلها على اعادة ترتيب البيت الشيعي الداخلي مع وصول السيّد عباس الموسوي الى سدّة الأمانة العامة، وتطبيق ما يسمى اتفاق «فاروق الشرع ـ علي اكبر ولايتي» (وزيرا خارجية سوريا وايران آنذاك). النقلة النوعية في مسار هذه العلاقة تمثلت في وصول اميل لحود الى قيادة الجيش، وبدء «عهد» السيد حسن نصرالله في قيادة الحزب وانخراط الحزب للمرة الاولى في العمل السياسي من خلال مشاركته في الانتخابات النيابية (1992)ودخوله الندوة البرلمانية.
مقاومة تتقدم... ومقاومة تندثر
هنا فقط بدأ الحزب يتعاطى مع الدولة من موقعه الجديد كأحد مكوّناتها، فيما كانت المقاومة في الجنوب تنحصر تدريجا بـ«حزب الله» كمرجعية اساسية لها، بعدما تراجع دور باقي «المقاومات» الى حد الاندثار. اول امتحان عملي نوعي للطرفين ترجم من خلال وقوف قائد الجيش اميل لحود بوجه «الترويكا» في تموز 1993 بعدما اتخذ مجلس الوزراء، بناء على اقتراح الرئيس رفيق الحريري، وبموافقة ضمنية من باقي أركان «الترويكا» قرارا بنشر الجيش في «منطقة الطوارئ» اثر حرب «تصفية الحساب». قال الرؤساء الثلاثة إن القرار اتخذ بالتنسيق مع السوريين. صعد لحود المرتاب الى سوريا وعاد بمعلومة مؤكدة مفادها ان التنسيق وصل الى عتبة باب عبد الحليم خدام (نائب الرئيس آنذاك) وبأن الرئيس الراحل حافظ الاسد لم يكن مطلعا على الموضوع. تمّ الاكتفاء يومها بتمركز الجيش في بئر السلاسل، وأُسقِطَ برأي «حزب الله» العرض الاسرائيلي لحكومة الحريري القاضي بهدنة لستة اشهر يقوم خلالها الجيش اللبناني بمنع المقاومة من شن اي عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي.عمليا، شكّل هذا المشهد يومذاك اول حبّة من عنقود «التفاعل الايجابي» بين الجيش والحزب الذي بقي صامدا حتى اللحظة بالرغم من مشاهد الصدام «الميداني» الذي ظلّل في فترات متباعدة مسار «التكامل» بين الشرعية وحامل السلاح المقاوم.
معادلة الجيش والشعب والمقاومة
من اميل لحود الى ميشال سليمان ثم جان قهوجي شكّلت «الأرض»... حقل تجارب لمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، الى أن تكرّست رسميا في البيانات الوزراية بعد العام 2005. هو الترابط الثنائي الذي حافظ على «حديديته» بغض النظر عن «مشروع» القيادة السياسية الحاكمة طوال عهود حكومات رفيق الحريري وصولا الى حكومتي فؤاد السنيورة وسعد الحريري. بعد شهرين من وقوف لحود بالمرصاد لمن كان يحاول، برأي كثيرين، زجّ الجيش في صراع مع «حزب الله» وفي حمأة «اتفاق اوسلو»، أتت حادثة جسر المطار في ايلول 1993 حين سقط عشرة عناصر من «حزب الله» بنيران الجيش خلال تظاهرة نظمها ضد توقيع اتفاق «غزة اولا» بين ياسر عرفات والإسرائيليين. السيدّ نصرالله، الذي كان لا يزال يافعا عمرا وتجربة، «حيّد الجيش كمؤسسة عن صراعه مع بعض أهل السلطة السياسية ممن كانوا يضمرون الشر للمقاومة في تلك الفترة». تكرّ سبحة الصدام بين الجيش و«حزب الله» من دون أن «يخرج العقلاء من ثيابهم». ليل مار مخايل الدامي في 27 كانون الثاني 2007 يوقع ستة قتلى وعدد من الجرحى إثر خروج تظاهرة لشبان اعتراضا على الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، يدخل قناصون على الخط، ويقع شبان الضاحية برصاص الشرعية. يسبق هذا المشهد أحداث حي السلّم الدامية التي بدت فيها بقعة من الضاحية بحكم «الخارجة عن القانون». يقفل المشهد على وقوع النقيب الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا شهيدا برصاص خاطئ للمقاومة في آب 2008.
وقفات عسكرية من 93 الى 2006
في ميزان السلبيات والايجابيات، يطغى رصيد «توحّد الدم» على رصيد الصدام. من حرب «تصفية الحساب» في العام 93، الى حرب العام 1996 (تفاهم نيسان)، واستشهاد نجل الامين العام لـ«حزب الله» هادي نصرالله في 13 ايلول 1997 خلال عملية ضد الجيش الاسرائيلي في جبل الرفيع في اقليم التفاح واستشهاد الملازم اول جواد عازار في الجيش اللبناني في اليوم نفسه في غارة اسرائيلية، وصولا الى التحرير في العام 2000 وحرب تموز 2006 ثم حادثة العديسة في آب 2010 حين تصدى الجيش اللبناني، بامكاناته المتواضعة، للاسرائيليين بعد ان عمدت قواتهم الى قطع شجرة سرو في الجانب اللبناني من الحدود، فيما كانت المقاومة قيد استنفار غير مسبوق منذ تموز 2006. في الموقع نفسه، رفعت بعد يومين على المواجهات أعلام لبنان وفلسطين وصورة ضخمة للسيد حسن نصرالله ذيّلت بعبارة «نحن نحب المفاجآت». مشهد العديسة هو النموذج المثالي الذي قد يرغب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتقديمه على طاولة الحوار عندما تطرح مسألة الإستراتيجية الدفاعية. عمليا حكمت معادلة الجيش و«حزب الله» في السنوات الماضية ثلاثة عوامل حاسمة: العامل الميداني حيث شكّل الجنوب مساحة مشتركة خصوصا بعد صدور القرار 1701، والعامل الإستراتيجي المتمثل بالغطاء السوري الإيراني، والعامل السياسي من خلال البيانات الوزارية التي «كرّست» معادلة الجيش والشعب والمقاومة. الثابت أن اتفاق الطائف وتلزيم سوريا بالملف اللبناني بعد «حرب تحرير الكويت»، ومن ثم وصول إميل لحود الى قيادة الجيش، اسّس ذلك كله لإعادة إنتاج عقيدة قتالية راسخة مع العدو. هو اصلا رئيس الجمهورية الوحيد الذي زاره السيد حسن نصرالله بعد التحرير. بين 2000 و2006 لم يدخل الجيش الى تخوم المناطق المحرّرة مكتفيا بالتمركز في نقطتي مهنية بنت جبيل وثكنة مرجعيون، ومبقيا على صيغة التنسيق مع الحزب من خلال القوة الامنية المشتركة. ثم أتى القرار 1701 ليفتح الجنوب على مصراعيه للشرعية ويُدخل الجيش للمرة الاولى منذ منتصف السبعينيات الى الحدود اللبنانية الاسرائيلية. يرى متابعون «أن الهدف كان وضع الجيش مجددا في وضعية نزاع مع «حزب الله». لكن أرضية التعاون التي كانت بنيت سابقا والمواءمة بين الجيش وقوة المقاومة الرادعة فوّتا الفرصة على اصحاب النوايا الخبيثة».
7 ايار 2008: تناغم غير معلن!
واذا كانت محطة السابع من أيار 2008، لم تخضع لتقييم جدي حتى الآن، خاصة لجهة التناغم غير المعلن بين الجيش و«حزب الله»، والتي دفع ثمنها أحد كبار ضباط الجيش آنذاك، فإن الاحداث الاخيرة دلّت على أن «الجيش والشعب والمقاومة» ليست تجنّيا او تنظيرا. واذا ما أزحنا جانبا «الشعب» الذي لا يطلب سوى الأمان والاستقرار، فإن «حزب الله» بدا «الكتف المريح» للمؤسسة العسكرية.اندلاع الازمة في سوريا ليس مزحة او مجرد تفصيل. هذا ما أيقنته قيادتا اليرزة و«الضاحية». قائد الجيش العماد جان قهوجي «المتشرّب» تجربة سلفيه في «التنسيق والتعاون» مع «حزب الله» ادار «غرفة عمليات» ما بعد اتفاق الدوحة و«الاعصار السوري» برتبة ممتاز، كما يقول متابعون. هي الثنائية الحتمية، برأي هؤلاء، «والتي قد تمنع لبنان من الغرق في أتون الحرب الاهلية». هو التجانس بين قوة تردع وقوة تحمي الدولة في الداخل وعلى الحدود.
- الأخبار هيام القصيفي: لهجة أميركية جديدة: فرصة لتطــويق حزب الله
تختلف اهتمامات الديبلوماسية الاوروبية عن الاميركية، في مقاربة الوضع الداخلي، الى حد أن التحذيرات الاميركية باتت اكثر وضوحا ومباشرة. على مدى الاسابيع القليلة الماضية، حفل برنامج عدد من المسؤولين بزيارات ديبلوماسية غربية ذات طابع سياسي وعسكري، كان قاسمها الوحيد اختبار مدى جهوزية الارض اللبنانية لتحمل تداعيات التطورات السورية. وظهر جلياً في كثير من اللقاءات التي تسربت خطوطها العريضة، ان ثمة عنواناً رئيسياً تركز في الاحاديث الاوروبية على ضرورة فصل لبنان عن المسار السوري، وابداء الحرص الديبلوماسي على منح لبنان حصانة اوروبية ودولية، لمنع انزلاقه نحو حافة الهاوية.وشدد أكثر من زائر على المسؤولين اللبنانيين بضرورة الاخذ في الحسبان امكان ان تطول الازمة السورية، الامر الذي يستدعي لملمة الوضع الداخلي وعدم انجراف اي طرف داخلي الى خرق الهدنة المضبوطة الايقاع على الساحة اللبنانية. وسأل الاوروبيون كثيراً عن تفاصيل داخلية من زاوية انعكاسها على بعثاتهم وعلى القوات الدولية العاملة في الجنوب، وابدوا اهتماما ايضاً بأوضاع النازحين السوريين، ومدى قدرة لبنان على استيعابهم، ولا سيما ان تقديرات غير رسمية تحدثت عن وصول نحو مئة الف نازح سوري الى لبنان. والفارق بين العدد الرسمي والعدد الذي تقدره مفوضية العليا للاجئين، هو ان كثيراً من العائلات الميسورة او المتوسطة الحال لم تسجل نفسها ولم تتجمع في اماكن وبقع تشرف عليها المفوضية، بل تملك شققها الخاصة، او توزعت (كما فعلت العائلات المسيحية في جبل لبنان) على مدى الاشهر الماضية عند اقاربها في لبنان.طرح الأوروبيون أسئلة ونالوا ايضاً عنها أجوبة مقنعة، حول عناصر ضبط الوضع الداخلي، رغم ما يطفو من حوادث امنية. والابرز في المقابل تطور الكلام الاميركي خلال الزيارات الرسمية الى لبنان، وصولا الى جملة مواقف نقلت في لقاءات عقدتها السفيرة الاميركية مورا كونيللي حول الوضع الداخلي.في تموز، زار لبنان كل من السناتور الاميركي جون ماكين، مع كل ما احدثته تصريحاته من لغط حول المنطقة العازلة والتوضيحات التي اعطيت حول قيام هذه المنطقة في تركيا. وتبعه نائب وزير الخارجية وليم بيرنز الذي لحظ بحسب بيان السفارة «سياسة النأي بالنفس اللبنانية وأعاد التأكيد على اهتمام الولايات المتحدة ببقاء لبنان منيعاً ضد أعمال العنف في سوريا». وفي اقل من أسبوع زار لبنان في مستهل الشهر الجاري كل من قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى الاميركية الجنرال كين توف وقائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الاميركية جون ميلر، اللذين بحثا في المساعدات العسكرية للجيش اللبناني. لم يلغ ميلر زيارته الى لبنان، التي تزامنت مع قطع اهالي المخطوفين الـ 11 في سوريا طريق المطار، ولم يطرح حتى اسئلة حول هذا الموضوع. بدا وكأن ما حدث لم يشكل عائقا لديه للمجيء الى بيروت. واهتم ميلر، كما الجنرال توف، بتزويد الجيش بالمساعدات اللازمة ولا سيما لضبط الحدود، وبدا الاهتمام الاميركي لافتا من خلال رسالة جوابية ايجابية في اقل من شهر على الطلب الذي تقدمت به قيادة الجيش من القيادة الاميركية المركزية، بشأن هذه المساعدات. تمحورت زيارات المسؤولين العسكريين الاميركيين حول الاستقرار في لبنان، وضرورة ضبط الحدود وأهمية تحييد لبنان عن الصراع السوري. وتركز الحرص العسكري الاميركي على الاستقرار بما يوازي همّ الديبلوماسيين الاميركيين والاوروبين خلال لقاءاتهم مسؤولين في الحكومة او اركان القوى السياسية، بضرورة ايلاء الجانب الانساني لقضية النازحين السوريين الاولوية، من دون التطرق الى البحث في اقامة مناطق عازلة او مخيمات سكنية.لكن، في الايام الاخيرة، برزت لهجة اميركية مختلفة عن الاجواء السابقة. اذ تدرجت من تقديم تطمينات وطرح اسئلة توضيحية الى اقتراحات مباشرة واعطاء اشارات سياسية توجيهية حول الوضع الداخلي. في جعبة الديبلوماسية الاميركية، بحسب سياسي لبنان، محاولة لعزل موضوع حزب الله عن التطور السوري، وايجاد الفرصة الملائمة لخلق ضغط داخلي متنام على الحزب والتضييق عليه في اكثر من ملف. والكلام الاميركي تمحور حول اربعة عناوين: أولاً، تكرار التلميح في اللقاءات السياسية إلى تورط حزب الله في عملية بلغاريا، والتلويح باستعداد اسرائيل للرد على الحزب ولبنان، في حال ثبوت تورطه. ثانياً، كلام مباشر وصريح حول عدم تراجع واشنطن عن الضغط على الاتحاد الاوروبي من اجل وضع «حزب الله» على لائحة المنظمات الارهابية. ثالثاً، بعد توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، اهتم الديبلوماسيون الاميركيون بمعرفة تفاصيل العملية، ومدى تورط دمشق فيها، وصولا الى طلب اتخاذ إجراءات حاسمة في حق السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، على خلفية نتائج التحقيقات القضائية، طارحين أسئلة عن الجدوى من بقائه في لبنان. رابعاً، ارتفعت لهجة التحذير الاميركية لرعايا الولايات المتحدة، وكذلك لعدد من القادة اللبنانيين حول المخاوف من عمليات اغتيال، (خارج اطار النفي الموضعي لما يتعلق بلقاء السفيرة الاميركية مورا كونيللي والعماد ميشال عون) وهو ما ترافق مع سلسلة تحذيرات امنية لهؤلاء بضرورة السفر او التزام اقصى درجات الحيطة.ويلفت سياسي مطلع الى ان تغير اللهجة الاميركية، لم يقتصر على الاطار الامني. بالنسبة الى الاميركيين ثمة فرصة سانحة اليوم لتطويق حزب الله وحلفائه، وهذا الامر بدأ يأخذ مداه في ايقاع متسارع وضمن اطار سياسي متكامل، يتبلور في السجال المتعدد الوجوه حول الحوار الداخلي وقانون الانتخاب واداء الحكومة. وجاءت قضية سماحة لتضيف الى المشهد جرعة اضافية لاستهداف الفريق الذي يمثله واصابة عصفورين بحجر واحد، سوريا والحزب وكل الفريق السياسي ا