هل أصبح لبنان غابة بوليسية مثلما كان عهد ستالين؟ «الديار» تنشر وقائع كيفية نقل ميشال سماحة من منزله في الجوار الى فرع المعلومات
هل أصبح لبنان غابة بوليسية مثلما كان عهد ستالين؟
«الديار» تنشر وقائع كيفية نقل ميشال سماحة من منزله في الجوار الى فرع المعلومات، وهذه هي التفاصيل:
بعد خلع باب المنزل في بلدة الجوار قرب الخنشارة، تم عصب عيني ميشال سماحة، وتم وضع رأسه بين المقعدين ونقله بإحدى سيارات المعلومات الى فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.
طلب الوزير ميشال سماحة إذنا للاتصال بالمحامي، فتم رفض الطلب، ووصل سماحة الى فرع المعلومات وتم إنزاله 3 طوابق تحت الارض ووضعه في زنزانة عرضها متران وبطول متر، وكان الحر شديدا جدا داخل الزنزانة، فطلب سماحة كوبا من الماء فتمت إجابته «بعد ان تعترف وتقول كل شيء»، ولم يعط الماء. ثم قال لهم «معي مرض سكري وإنني أشعر بدقات قلب سريعة»، فأجابوه «لا تكن جبانا وتخف على حياتك»، فقال لهم «إنني أقول لكم ما اشعر به صحياً»، فلم يردوا عليه.
بقي ميشال سماحة 3 ساعات في الزنزانة وهو يتصبب عرقا وقلبه يدق دقات سريعة ويقدر طبيب القلب ان الضغط عند ميشال سماحة هبط في تلك الفترة الى حد ضعيف.
بعد 3 ساعات، تم وضع ضوء قوي أمام عيني ميشال سماحة، كذلك تم استعمال اصوات مثيرة وضعت على أذني ميشال سماحة، فطلب منهم التوقف لأنه لم يعد يستطيع الاحتمال، فقالوا له «نحن في فرع المعلومات نفعل ما نريد ولدينا ورقة من المدعي العام التمييزي».
وبعد أخذ ورد، قالوا له «لديك خياران، إما ان تنهار صحتك نهائيا وإما ان تعترف بما نطلبه منك» فقال لهم «ما الذي علي أن اعترف به» فقيل له «كل ما قاله ميلاد كفوري عميل شعبة المعلومات». تدهورت في هذا الوقت صحة ميشال سماحة واصبح الوقت ما بعد منتصف الليل.
عند الثالثة فجرا، تم إيقاظ ميشال سماحة وهو جالس على كرسي بشكل مرعب وقالوا له «حان الوقت أن تعترف» أجابهم «أنا في وضع صحي صعب للغاية، وأنا لا اعرف ماذا قال ميلاد كفوري»، فقالوا له «نحن نقول لك ما قاله وانت تجيب بعد سماع إفادة كفوري وأنت ترددها».
كانت صحة سماحة تتدهور ورغم إصراره على طلب طبيب لم يأت فرع المعلومات بطبيب واحد لفحصه.
عند الرابعة بعد منتصف الليل، كانت صحة سماحة في حالة تدهور كبير، فقال لهم اعترف لكم بما تريدون لكن أزيلوا الضوء القوي عن عيني واوقفوا هدير الاصوات عن أذني. فأطفأوا الضوء وكانت الغرفة مظلمة باستثناء كاتب معه آلات تسجيل وتصوير وضوء ليكتب الملاحظات على الورقة.
تم تنفيذ ما اراده فرع المعلومات بعد ان تدهورت صحة ميشال سماحة الى اقصى حد، وقال لهم «خذوا مني كل ما تريدون من كلام لكن من المعيب عليكم ألا تأتوا بكفوري ليواجهني وتظهر الحقيقة»، فأجابه احدهم «اين انت من ميلاد كفوري، ميلاد كفوري اصبح في احد فنادق اوروبا وانت في ايدينا وتحت سيطرتنا فاعترف بما نطلبه منك».
كانت ذاكرة سماحة اصبحت ضعيفة جدا نتيجة هبوط ضغط الدم ولم يعد يتذكر أي شيء، وبات شبه غائب عن السمع وبعدما اخذوا ما يريدون من كلام واعترافات وتأييد لكلام كفوري تركوه لمدة ساعة ثم جاؤوا وسألوه اين العبوات، فأجابهم «لا اعرف»، ثم قالوا له إنك اعترفت بكل شيء، فقال انا ضائع تحت ضغط نفسي وصحتي في حالة صعبة للغاية ولا اتذكر شيئا.
في اليوم التالي، تم منع المحامين من مواجهة سماحة بإذن من القاضي واعادوا تنفيذ السيناريو الذي نفذوه في اليوم الاول مع سماحة الذي اصبح شبه ضائع وغائب عن الوعي وكان يشكو من دقات قلبه البطيئة ويشعر ان ضغط الدم ضعيف وبانحلال كبير، فقالوا له «انتهى السيناريو تقريبا وما عليك إلا ان تعيد ما قلته بالامس» فنفذ تحت الضغط وهو شبه غائب عن الوعي دون ان يكون هنالك اي طبيب او محام او واحد من اقربائه، وعندما تدهورت صحة سماحة بشكل مريع طلب كاهنا وقال اريد ان اعترف لدى الكاهن، فقالوا له : المجرم مثلك لا يحق له بكاهن، قال لهم انا مسيحي ويحق لي ان اطلب كاهنا، فتم رفض طلبه ومنع عنه.
ونال فرع المعلومات ما يريد، وكان هذا الفرع قد نفّذ تسهيل سفر العميل ميلاد كفوري الذي تحوّل الى شاهد ملك مثل محمد زهير الصديق.
بعدها، قام القسم التقني بفرع المعلومات بتصوير وترتيب الصور والتسجيلات كي لا تظهر نقاط ضعف فيها.
هذا هو البلد البوليسي، لبنان.
في كل انحاء العالم يتم توقيف شخص مع محام له.
في كل انحاء العالم يتم طلب طبيب ويحضر، وفي لبنان يمنع فرع المعلومات حضور الطبيب، ثم قالوا هذه هي اعترافات ميشال سماحة مطمئنين ان ميلاد كفوري لم يعد موجودا.
هل لبنان غابة بوليسية؟
هل تحوّل لبنان الى بلد يشبه أيام حكم ستالين؟
طبعا، فرع المعلومات سينفي، وليس هنالك من شاهد يستطيع تأكيد الرواية سوى ان ميشال سماحة بدأ يتذكر وتعود الذاكرة بالوعي الى ما حصل معه، ويخبر، والدمعة في عينيه، زوجته بعض الكلام ثم يسكت، ثم قال سماحة لزوجته، «أوصي لك بكل شيء انت والبنات وأنا حطموا صحتي واعصابي وبحاجة الى علاج كبير ولولا اني بريء لما كنت اتمالك نفسي واجبت المحامين وتكلمت معك، انا بحاجة الى مستشفى، انا بحاجة الى عناية صحية، انا بحاجة الى عناية نفسية، فقد قضيت ليلتين من اصعب ليالي العمر، وأنا بريء وشاهد الزور ميلاد كفوري اخرجه فرع المعلومات من لبنان ومنعوا عني مقابلته واجبروني على الاعترافات واذا سألتني ماذا حصل، اقول لك لا اتذكر شيئا إلا العذاب».