اشتدت المعارك الاحد بين قوات معمر القذافي والثوار الليبيين على مشارف البريقة في شرق البلاد. فيما استقال احد مستشاري زعيم النظام الليبي.
اشتدت المعارك الاحد بين قوات معمر القذافي والثوار الليبيين على مشارف البريقة في شرق البلاد. فيما استقال احد مستشاري زعيم النظام الليبي. فقد قدم الدبلوماسي الليبي علي التريكي استقالته من منصبه كمستشار للعقيد معمر القذافي. كما افاد الاحد مسؤولون في جامعة الدول العربية. وقد التقى التريكي. وزير الخارجية والشؤون الافريقية السابق الذي مثل ايضا ليبيا في الامم المتحدة وفرنسا. الاحد في القاهرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. لكنه رفض التحدث الى الصحافيين.
واوضح مسؤولون في الجامعة طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان التريكي استقال من منصبه الرسمي لكنه لم يقل انه سينضم الى المعارضة التي تريد الاطاحة بالقذافي. والتريكي هو ثاني مسؤول في النظام الليبي يستقيل من منصبه خلال هذا الاسبوع بعد وزير الخارجية موسى كوسا.
من جهته. التقى وزير الدولة الليبي للشؤون الخارجية عبد العاطي العبيدي رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مساء الاحد في اثينا موفدا من القذافي. واعتبر وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس بعد اللقاء ان نظام معمر القذافي "يبحث عن حل" للنزاع في ليبيا.
وعلى غرار الايام الاخيرة ما زالت المعارك تدور حول مصب البريقة النفطي شرق البلاد حيث استولى الثوار على جامعة النفط وهي مجمع ضخم على مدخل هذه المدينة شرق طرابلس وجنوب بنغازي. معقل الثوار. واعلن عبد القادر المنفي "كنا في البريقة وما زالوا يطلقون الرصاص بالكلاشنيكوف. سيذهب رجالنا اليهم للقضاء عليهم. هذا مؤكد". واكد عسكري قال انه "عقيد" في صفوف الثوار رافضا كشف هويته ان "الوضع على ما يرام ونحن على مشارف البريقة"، مضيفا ان "جيش الديكتاتور يتقهقر. سنسيطر على المدينة قريبا".
من جهته، اعلن البنتاغون ان الولايات المتحدة وافقت بطلب من حلف شمال الاطلسي على تمديد شن ضربات جوية في ليبيا حتى الاثنين بسبب "تردي حال الطقس اخيرا". وتشهد منطقة البريقة معارك عنيفة منذ عدة ايام بين قوات القذافي والثوار الذين تراجعوا بعد ان كانوا حققوا تقدما سريعا نحو الغرب قبل اسبوع ثم انسحبوا تحت ضغط قوات القذافي. ويبدو انهم يستعيدون المبادرة منذ مساء الجمعة بمساعدة قصف التحالف الدولي.
وللمرة الاولى منذ بداية التدخل الدولي في 19 اذار/مارس. استشهد تسعة من الثوار واربعة مدنيين. بينهم ثلاثة من طلبة الطب جاؤوا للمساعدة على علاج الجرحى. مساء الجمعة في قصف لطائرات الحلف الاطلسي على بعد حوالى عشرة كلم شرق البريقة. واعلن الحلف الاطلسي الذي تسلم الخميس قيادة العمليات العسكرية الرامية الى دعم الثوار. السبت انه "يحقق" في معلومات حول هذا الخطأ المحتمل. لكنه شدد على انه "اذا اطلق احد النار على طائراتنا فمن حقها ان تدافع عن نفسها". ودفن الثوار في مقبرة جماعية حفرت في الرمل ووضعت عليها اشارات بحجارة. واكد مسؤول سياسي في اجدابيا شرق البريقة ان احدى طائرات قوات التحالف اطلقت النار على قافلة من خمس او ست سيارات بينها سيارة اسعاف، موضحا ان الطيار ظن ان رصاصا اطلقه ثوار في القافلة تعبيرا عن فرحهم لمروره. كان يستهدفه.
وفي جنوب غرب طرابلس. اعلن سكان كتلا ان مدينتهم تعرضت ايضا الجمعة والسبت لعشرات القذائف من طراز غراد اطلقتها قوات القذافي واسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا. وفي الطرف الاخر من البلاد. وصل وفد من الدبلوماسيين البريطانيين مساء السبت الى بنغازي معقل الثوار "لاجراء اتصالات مع شخصيات بينها المجلس الوطني الانتقالي" الذي يمثل المعارضين. وفق ما اعلنت لندن. ويصل هذا الوفد بعد نحو شهر من ارسال بعثة بريطانية اولى الى بنغازي في السادس من اذار/مارس. لكن اعضاءها من الدبلوماسيين وعناصر القوات الخاصة البريطانية اوقفهم الثوار بعيد وصولهم على متن مروحية. واضطروا بعيد ذلك الى مغادرة ليبيا. واوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية في اتصال هاتفي من لندن ان الوفد البريطاني الثاني "سيستند الى عمل الوفد السابق وسيحاول الحصول على معلومات حول المجلس الوطني الانتقالي واهدافه وما يحصل في ليبيا في شكل عام".
وفي باريس. اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان الطائرات التابعة لسلاح الجو الفرنسي المشاركة في العمليات في ليبيا دمرت مجددا خلال اليومين الماضيين مدرعات عدة تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. في موازاة ذلك. وصلت سفينة تركية الاحد الى ميناء بنغازي على متنها فريق طبي وسيارتا اسعاف وطنان من الادوية والمعدات الطبية. واكدت تركيا. البلد العضو في الحلف الاطلسي. ان هذه البعثة حظيت بموافقة القذافي. وفي الاطار نفسه. غادرت سفينة تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود بعد ظهر الاحد ميناء مصراته الليبي شرق طرابلس وعلى متنها ستون جريحا. وفق ما صرح عضو في المنظمة. وكانت السفينة ابحرت من مدينة صفاقس التونسية وعلى متنها 11 طبيبا بينهم ثمانية تونسيين ووصلت الى مصراتة صباح الاحد.