تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء موضوع التهديد الذي وجهته الولايات المتحدة الأميركية إلى الرئيس السوري بشار الأسد أمس بتدخل عسكري في حال إستخدام أو نقل السلاح الكيميائي.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء موضوع التهديد الذي وجهته الولايات المتحدة الأميركية إلى الرئيس السوري بشار الأسد أمس بتدخل عسكري في حال إستخدام أو نقل السلاح الكيميائي.
السفير :
صحيفة السفير عنونت" أوباما يعتبر السلاح الكيميائي خطاً أحمر .. وروسيا تنتقد حديث تركيا عن منطقة عازلة"و"الإبراهيمي يباشر مهمته من باريس .. وسط شكوك سورية واسعة"
وكتبت تقول"أطلق المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي، الذي تلقى خلال الساعات الاولى من مهمته انتقادات كل من النظام السوري و«المجلس الوطني» المعارض، مسار لقاءاته في باريس امس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي رأى أن لا حل سياسياً في سوريا إلا «برحيل» الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك قبل اجتماع وزاري لمجلس الأمن دعت باريس الى عقده الاسبوع المقبل لمناقشة الملف السوري".
في المقابل، اصطدمت التصريحات التركية عن ضرورة إقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا، بتأكيد روسي على رفض القيام بخطوة أحادية الجانب من هذا النوع، ورفض لأي تدخل عسكري في سوريا خارج عن إطار الأمم المتحدة. أما الرئيس الأميركي باراك اوباما فقال إن أي نقل واستخدام للاسلحة الكيميائية والبيولوجية من قبل النظام السوري أو أي طرف آخر «على الأرض» هو «خط أحمر»، معتبراً أنه لم يعط «عند هذه المرحلة» تعليمات للقوات الأميركية بالتدخل في سوريا.
الابراهيمي
وأكدت وزارة الخارجية السورية أنه «ليس من مهام أي دولة أو طرف أو مبعوث أممي الحديث عمن يقود سوريا وان الشعب السوري وحده صاحب هذا القرار»، معتبرة «ان نجاح المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مرهون بالتقيد بالاطار المحدد لمهمته».
وقال مصدر في الوزارة السورية إن «التصريح بوجود حرب أهلية في سوريا هو مجافٍ للحقيقة وهو فقط في أذهان المتآمرين على سوريا»، موضحاً أن «ما يجري هو جرائم إرهابية تستهدف الشعب السوري تنفذها عصابات تكفيرية مسلّحة مدعومة من دول معروفة بالمال والسلاح والمأوى».
وأتت هذه التصريحات ردا على تصريحات صحافية للابراهيمي وصف فيها الوضع في سوريا بأنه «حرب أهلية». ونفى الإبراهيمي، في تصريح لقناة «الجزيرة»، أن يكون قد قال انه من المبكر الحديث عن تنحي الأسد، وهو تصريح نسب إليه وطالبه «المجلس الوطني السوري» المعارض بسببه بـ«الاعتذار».
وذكّر الابراهيمي بعد لقائه هولاند في باريس والذي استمر 45 دقيقة، بتولي فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، واعتبر أنها «بلد مهم في ما يحدث حول سوريا». وتابع قائلا «إن اللقاء مع الرئيس هولاند هو بالتالي بداية مفيدة جدا بالنسبة إلي وإلى مهمتي»، وأضاف أن هولاند «استمع إليه باهتمام».
ورأى هولاند ان «لا حل سياسيا في سوريا دون رحيل بشار الاسد» عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فان هولاند «ذكر ايضا بتعهد (فرنسا) لصالح قيام سوريا حرة وديموقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات» الموجودة على اراضيها مؤكدا للابراهيمي «دعمه» له.
تركيا وروسيا
من جهته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريح صحافي نشر أمس، ان بلاده لا يمكنها ان تستضيف على اراضيها اكثر من مئة الف لاجئ سوري، مؤكدا انه لا بد من اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.
وقال داود اوغلو لصحيفة «حرييت» التركية انه «اذا زاد عدد اللاجئين عن مئة الف لن يكون بإمكاننا استضافتهم في تركيا. علينا ايواؤهم في هذه الحالة داخل الاراضي السورية». واقترح الوزير التركي لهذه الغاية ان تقيم الامم المتحدة مخيمات للنازحين السوريين «داخل الحدود السورية» لاستيعاب دفق الفارين من النزاع الدائر في مناطقهم.
واوضح رئيس الدبلوماسية التركية انه سيشارك شخصيا في اجتماع مجلس الامن الدولي الذي سيعقد في 30 آب الحالي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع الانساني في سوريا، وذلك بدعوة من فرنسا التي تتولى الرئاسة الشهرية للمجلس.
واعرب الوزير التركي عن امله في ان يصدر قرار عن مجلس الامن الدولي في هذا الاجتماع.
وفي تصريحات لوسائل اعلام في قونية، قال داود اوغلو ان الازمة في سوريا «تشكل خطرا امنيا على الدول المجاورة» تركيا والاردن ولبنان الدول التي تستقبل لاجئين سوريين. ودعا الامم المتحدة الى «التدخل بموجب مهمتها». واضاف «اذا لم تفعل الامم المتحدة ذلك، فستفقد من مكانتها وسيكون من حقنا التساؤل عن مهمتها».
في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اثناء اللقاء مع نظيره الفنلندي ايرمي تويومويا في هلسنكي ان «فرصة ايقاف العنف في سوريا ستتوفر اذا ما طلبت اطراف النزاع كافة بدء المفاوضات حول تشكيل حكومة انتقالية». كما اعرب عن «القلق من عدم توصل الشركاء في مجلس الامن الدولي الى اتفاقات حول تسوية الازمة».
وقال لافروف «إننا على قناعة كالسابق بأنه اذا ما طلب جميع الشركاء في لقاء جنيف من الاطراف السورية كافة، الشيء ذاته اي ايقاف العنف وبدء المفاوضات لتشكيل هيئة ادارة مؤقتة فستتوفر فرص التسوية السلمية وانقاذ حياة الناس والحؤول دون سقوط ضحايا جديدة». وقال ان «موقفنا معروف جيدا فنحن الى جانب ايقاف أي عنف والاسراع بالتسوية السلمية للأزمة من قبل السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي وعن طريق الحوار الداخلي بين الحكومة والمعارضة، والذي يمكن من خلاله حل المشاكل الناضجة في البلاد بحرية وبدون فرض شروط مسبقة وبالطريق الديموقراطي».
وقال الوزير الروسي «عندما طلبنا في مجلس الامن الدولي المصادقة على قرار يتألف من عبارة واحدة من شأنه ان يثبت هذه الوثيقة كأساس للمفاوضات قال لنا زملاؤنا الغربيون ان القرار اصبح قديما... ان مثل هذا الوضع في عدم الاتفاق يبعث على القلق».
واضاف لافروف: «لقد سعينا الى الحصول على موافقة حكومة الجمهورية العربية السورية على وثيقة جنيف. اما شركاؤنا فلم يحاولوا القيام بأي شيء كهذا، زد على ذلك ان جماعات المعارضة الرئيسية رفضت هذه الوثيقة علنا. ولم يحاول احد العمل معها».
وقال لافروف ان «فكرة إقامة مناطق عازلة في سوريا، شأنها شأن الخطوات الاخرى الأحادية الجانب لا تقود الى حل الأزمة في هذه البلاد. لقد توفرت لدي أكثر من مرة الفرصة لكي أتحدث عما يجري في سوريا وحولها. ولا تطبق اية افكار أحادية الجانب».
وتابع الوزير الروسي قوله: «المواقف الفعالة لن تكون إلا جماعية والمثال على الافعال الجماعية للاعبين الخارجيين هو الوثيقة التي تمت المصادقة عليها في جنيف في 30 حزيران الماضي».
اوباما
وحذر اوباما من أن استخدام أو نشر اسلحة كيميائية أو بيولوجية في سوريا، من قبل النظام السوري أو «أي من الأطراف الأخرى على الأرض»، سيكون «خطا أحمر» بالنسبة للولايات المتحدة. وقال اوباما للصحافيين في البيت الأبيض إن قضية الأسلحة الكيميائية والبيولوجية مبعث قلق بالغ بالنسبة للولايات المتحدة وحليفتها الوثيقة إسرائيل مشيرا إلى أنه لم يأمر «في هذه المرحلة» بتدخل عسكري أميركي في سوريا .
وقال اوباما «إذا رأينا أن مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية تتحرك أو تستخدم فهذا خط أحمر بالنسبة لنا. هذا سيغير الحسابات».
إلى ذلك، قال سكان ونشطاء إن مروحيات سورية أطلقت صواريخ وفتحت نيران مدافعها الرشاشة على حي المعضمية في جنوبي شرقي دمشق وحيي العقربة ودير العصافير في شرقها وضاحية كفر سوسة، وداريا. وقتل 12 شخصا بسبب القصف في داريا، و12 آخرين في المعضمية.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت" لافروف يحذّر من ديموقراطية القنابل... ومنّاع يتهم قطر وتركيا بـالمقامرة بدعم الجهاديين الأجانب"و"دمشق: الحرب الأهلية في أذهان المتآمرين"
وكتبت تقول"رأت وزارة الخارجية السورية أن التصريح بوجود حرب أهلية في سوريا مجاف للحقيقة وهو «فقط في أذهان المتآمرين»، فيما حذّر سيرغي لافروف من فوز «ديمقراطية القنابل»، في حين رحّبت باريس بالمبادرة المصرية حول سوريا".
أكدت وزارة الخارجية السورية، تعليقاً على تصريحات الموفد الدولي الجديد الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي، أن الحديث عن «حرب أهلية» في سوريا مجاف للحقيقة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنّ «التصريح بوجود حرب أهلية في سوريا مجاف للحقيقة وهو فقط في أذهان المتآمرين على سوريا».
وأضاف أنّ ما يجري في سوريا «جرائم إرهابية تستهدف الشعب السوري وتنفذها عصابات تكفيرية مسلحة، مدعومة من دول معروفة بالمال والسلاح والمأوى». وقال المصدر «تعقيباً على ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من تصريحات منسوبة للاخضر الابراهيمي، إنه ليس من مهمات أي دولة أو طرف أو مبعوث أممي الحديث عمن يقود سوريا، لأن الشعب السوري وحده هو صاحب هذا القرار».
وأضاف «إذا رغب المبعوث الاممي في نجاح مهمته والحصول على تعاون الحكومة السورية فعليه التقيّد بالاطار المحدد لهذه المهمة، والذي وافقت عليه سوريا، والعمل الجادّ للحصول على التزامات واضحة من الدول التي تقدّم الدعم لهذه العصابات الارهابية المسلحة بالتوقف عن التدخل في شؤون سوريا الداخلية».
وكان الإبراهيمي قد رأى في مقابلة تلفزيونية أن «الحرب الاهلية هي الشكل الأكثر رعباً للنزاع، حين يقتل جار جاره وأحياناً شقيقه، إنه أسوأ النزاعات». وأضاف «هناك من يقولون إنه يجب تجنب الحرب الاهلية في سوريا، لكنني أعتقد أننا نشهد الحرب الاهلية منذ وقت غير قصير. المطلوب هو وقف الحرب الاهلية وهذا الأمر لن يكون بسيطاً».
ورأى الابراهيمي أن «التغيير في سوريا لا مفرّ منه، تغيير جدي، تغيير أساسي وليس تجميلياً. ينبغي تلبية تطلعات الشعب السوري».
وطالب «المجلس الوطني السوري» الابراهيمي «بالاعتذار» للشعب السوري، معتبراً أنّ حديثه عن عدم مطالبة الاسد بالرحيل الآن «استهتار في حق الشعب السوري في تقرير مصيره».
في سياق آخر، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنّ مجلس الأمن الدولي هو الوحيد الذي يستطيع إعطاء التفويض باستخدام القوة ضد سوريا. وقال لافروف، في كلمة ألقاها في هلسنكي حيث اجتمع مع مسؤولين في الحكومة الفنلندية، «الوضع في سوريا مهمّ ويثير القلق، ليس فقط بسبب إراقة الدماء، ولكن أيضاً لأن نتيجة ما ستؤول إليه هذه المأساة ستؤثر على الطريقة التي ستحل بها النزاعات: إما اتباع ميثاق الامم المتحدة وإما أن تفوز ديموقراطية القنابل».
وفي المواقف، حذر الرئيس الأميركي، باراك اوباما، من أن اي نقل او استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا يشكل «خطاً أحمر» بالنسبة الى الولايات المتحدة، وقد تكون له «عواقب هائلة». وقال اوباما في مؤتمر صحافي غير متوقع «حتى الآن، لم أعط امر التدخل عسكرياً. لكن اذا بدأنا نرى نقلاً او استخداماً لكميات من المواد الكيميائية، فذلك سيغير حساباتي ومعادلتي».
بدوره، قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، خلال لقائه المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إنه «لا حل سياسياً في سوريا من دون رحيل بشار الأسد»، حسب بيان الإليزيه.
وفي السياق، رأت فرنسا أن فكرة تشكيل مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا، التي طرحتها مصر، تتطلب «تنسيقاً جدياً» مع المحافل القائمة، كما أعلنت وزارة الخارجية. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة فينست فلورياني، رداً على سؤال بشأن الاقتراح المصري، إن «الاقتراحات الحسنة النية التي تتيح العمل على إيجاد حلّ للأزمة السورية هي أولاً موضع ترحيب». وأضاف «هناك الكثير من المحافل والمنظمات التي تتولى حالياً الملف السوري: الامم المتحدة، والجامعة العربية، ومجموعة أصدقاء الشعب السوري ومجموعة العمل من أجل سوريا. ومن ثم فإن من المهم أن يكون هناك تنسيق جيد لمختلف المبادرات».
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إنّه يجب إجراء مباحثات مع روسيا لتضييق الخناق مالياً على النظام السوري، مؤكداً أنّ النزاع الدائر في سوريا يكلف دمشق مليار يورو شهرياً. وقال إن «الاحتياطي يخفّ بشكل متزايد. نعتقد إنه (الأسد) ليس لديه احتياطي سوى لبضعة أشهر، بدون دعم روسيا وإيران. ولهذا السبب هناك أيضاً محادثات يجب أن تجري، على الأقل مع روسيا».
واستبعد فابيوس، مرة أخرى، احتمال تسليم أسلحة للمعارضين السوريين، نظراً إلى أن فرنسا ملتزمة بحظر على الاسلحة فرضه الاتحاد الاوروبي. وقال «هناك دول تقدم أسلحة للنظام، هي روسيا وإيران. هناك دول تقدم أسلحة للمعارضة، ولا سيما دول عربية».
من ناحيته، أعلن رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» هيثم مناع أن حركته تعدّ لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في الداخل، متهماً دولاً إقليمية وعربية بدعم وجود قوي للجهاديين الأجانب في سوريا. وقال منّاع، في مقابلة مع «يونايتد برس انترناشونال»، إن «هيئة التنسيق الوطنية باشرت منذ الشهر الماضي الاتصال بكل معارضة الداخل من أجل عقد مؤتمر موسّع للمعارضة السورية داخل البلاد، واتصلت بعدة أطراف دولية، من بينها روسيا والاتحاد الأوروبي، وحصلت على وعود بحضور مراقبين».
وانتقد دعوة جماعات في المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة انتقالية، وقال «يلومنا بعض أطراف المعارضة بالخروج عن إجماع مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، وأُحب أن أوضح أنه أولاً لم يكن هناك إجماع في القاهرة، وثانياً لم يتحدث أحد في المؤتمر عن حكومة انتقالية، ولذلك نرى أن من الضروري قبل الحديث عن حكومة من هذه النوع أن نوعز بوقف الدمار». وأضاف «مصيبة المعارضة السورية الموالية للغرب والخليج هي أنها مدللة مالياً وإعلامياً وبنحو جعلها تُصاب بالغرور، وترتكب أخطاءً قاتلة أدّت إلى اتهام المعارضة السورية ككل، في تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، بارتكاب جرائم حرب».
وعمّا تردد عن أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قطعت اتصالاتها مع «المجلس الوطني السوري» بذريعة أنه سمح للجماعات الجهادية بالعمل تحت مظلته، قال منّاع «لنتحدث بصراحة، فالجهاديون الأجانب جعلوا من الحلّ العسكري قضية يدافع عنها النظام السوري، وصار يدافع عن ابن حلب المعتدل والمسيحي والكردي بوجه الشيشاني الذي يتطلع لإمارة إسلامية في سوريا، ولم يكن لدى النظام من قبل قضية سوى مواجهة شعبه، وأصبح له الآن قضية حماية البلد من التدخل الخارجي العشوائي والمتطرف والمذهبي».
كذلك اتهم تركيا والسعودية وقطر بـ«المقامرة بدعم وجود قوي للجهاديين الأجانب في سوريا، لتمكينها من التحكم في مجريات العمليات العسكرية وإبقاء المقاتلين السوريين تحت سيطرتها السياسية والعسكرية».
إلى ذلك، نفت وزارة الاعلام السورية، أول من أمس، ما نشر حول تسمية وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمنصب نائب للرئيس. ونقلت وكالة «سانا» عن وزارة الاعلام أن «ما بثته بعض القنوات الصهيونية والمستعربة عن أن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم كتب على صفحته على تويتر أن هناك مرسوماً بتسميته بديلاً من السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية هو غير صحيح».
وأوضحت الوزارة أن «الوزير المعلم ليس لديه صفحة على تويتر أو غيره أصلاً»، فيما أعلنت شبكة «سكاي نيوز»، أمس، نقلاً عن مصادر سورية «اعتقال الأمين العام المساعد لحزب البعث السوري عبد الله الأحمر».
المستقبل:
بدورها صحيفة المستقبل عنونت" قصف عنيف على بلدة استراتيجية قرب الحدود التركية وهولاند لا يرى حلاً إلا برحيل الرئيس السوري"و"أوباما يهدّد الأسد بتدخل عسكري"
وكتبت تقول"وجهت الولايات المتحدة تهديداً شديداً إلى الرئيس السوري بشار الأسد أمس، بأن استخدام السلاح الكيميائي الموجود لدى نظام دمشق أو نقله سوف تكون له "عواقب هائلة" حسب تعبير الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر ذلك "خطاً أحمر سوف يغير حساباتي ومعادلتي"، في إشارة واضحة إلى احتمال التدخل الأميركي العسكري المباشر في الصراع الدائر في سوريا".
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام المبعوث الدولي والعربي الجديد الأخضر الابراهيمي ان لا حل سياسيا في سوريا مع بقاء الرئيس السوري في السلطة، في حين أعرب الابراهيمي عن اعتقاده "اننا نشهد حربا أهلية في سوريا منذ وقت غير قصير".
ميدانياً، بدأت كتائب الأسد هجوماً مدعوماً بطائرات الهليكوبتر لاستعادة بلدة يسيطر عليها الجيش السوري الحر بين الساحل السوري والحدود التركية، مع استمرار القصف العنيف على المدن والبلدات المناهضة لحكم الأسد سجل سقوط أكثر من 130 شهيداً معظمهم في حلب ودرعا وريف دمشق إضافة إلى مجزرة في حي القابون في العاصمة.
وفي مؤتمر صحافي غير متوقع، لوح الرئيس الاميركي امس، بالتدخل العسكري في سوريا في حال قام نظام الاسد باستخدام او نقل اسلحة كيميائية معتبرا هذا الامر "خطا احمر".
وحذر الرئيس الاميركي من ان اي نقل او استخدام للاسلحة الكيميائية في سوريا يشكل "خطا أحمر" بالنسبة الى الولايات المتحدة وقد تكون له "عواقب هائلة"، في انذار واضح للرئيس السوري.
وقال أوباما في مؤتمر الصحافي "حتى الآن لم أعط امراً بالتدخل عسكريا" في سوريا، وتدارك "لكن اذا بدأنا نرى نقلا او استخداما لكميات من المواد الكيميائية فذلك سيغير حساباتي ومعادلتي". وأضاف ان مسألة هذه الاسلحة التي اقرت دمشق بحيازتها لمخزون مهم منها لا تعني "فحسب(..) سوريا، بل ايضا حلفاءنا في المنطقة ومنهم اسرائيل. هذا الامر يقلقنا. لا يمكن ان نشهد وضعا تقع فيه اسلحة كيميائية او بيولوجية بين ايدي اصحاب السوء"، وتابع "كنا واضحين جدا مع نظام الاسد، وكذلك مع قوات اخرى موجودة على الارض".
واكد الرئيس الاميركي "اننا نراقب الوضع عن كثب، ووضعنا خططا عدة(..) كما ابلغنا بوضوح وحزم جميع القوى في المنطقة ان المسألة خط أحمر بالنسبة الينا وستكون لها عواقب هائلة".
واضاف الرئيس الاميركي "في سوريا الملف صعب جدا. قلت مرارا ان الرئيس السوري فقد شرعيته وعليه التنحي". وتابع "حتى الان لم يفهم الرسالة، لا بل بالعكس ضاعف العنف ضد شعبه. لقد قال المجتمع الدولي بشكل واضح انه من الافضل له التوجه نحو عملية انتقال سياسية بدلا من دفع بلاده نحو حرب اهلية. الا ان فرص الانتقال الناعم في الوقت الحاضر تبدو بعيدة المنال".
وقال الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة ساهمت حتى الان بـ82 مليون دولار على شكل مساعدات انسانية الى اللاجئين السوريين. ومن دون ان يشير الى اي نوع من مساعدات عسكرية مباشرة الى المعارضين السوريين قال اوباما ايضا ان الولايات المتحدة تقدم "بعض المساعدة الى المعارضة للتفكير في كيفية اتمام الانتقال السياسي، وما هي المبادىء التي يجب ان تطبق في مجال حقوق الانسان والاقليات".
وفي فرنسا اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امام المبعوث الدولي والعربي الجديد الاخضر الابراهيمي امس، ان لا حل سياسيا في سوريا مع بقاء الاسد في السلطة، في حين ردت دمشق على الابراهيمي معتبرة عكس ما قال ان لا حرب اهلية في سوريا.
وقال هولاند خلال لقائه الابراهيمي ان "لا حل سياسيا في سوريا دون رحيل بشار الاسد" عن السلطة.
وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فإن هولاند "ذكر ايضا بتعهد (فرنسا) قيام سوريا حرة وديموقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات" الموجودة على اراضيها مؤكدا للوسيط الجديد "دعمه" له.
كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مساء ان وزير الخارجية لوران فابيوس سيستقبل غدا في باريس رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا. وجاء في البيان ان "الوزير سيلتقي غدا ممثلين عن المجلس الوطني السوري وبينهم رئيسه".
وردت دمشق على الابراهيمي مؤكدة ان لا حرب اهلية في سوريا مشترطة للتعاون معه التقيد بإطار وقف الدعم للمجموعات المسلحة، في وقت تستمر الاشتباكات في مدينة حلب (شمال) بعد شهر على فتح المعركة فيها.
واعتبر الاخضر الابراهيمي الاحد في مقابلة مع قناة "فرانس 24" التلفزيونية ان "هناك من يقول بوجوب تجنب الحرب الاهلية في سوريا، لكنني اعتقد اننا نشهد الحرب الاهلية منذ وقت غير قصير. المطلوب هو وقف الحرب الاهلية وهذا الامر لن يكون بسيطا".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن انه يجب اجراء مباحثات مع روسيا لتضييق الخناق ماليا على نظام الاسد، مؤكدا ان النزاع الدائر في سوريا يكلف دمشق مليار يورو شهريا، وندد بنظام "غير انساني يديره مرتكب مجازر"، مؤكدا ان فرنسا لا تعتزم التحرك عسكريا في سوريا خارج اطار دولي سواء أكان الامم المتحدة ام حلف شمال الاطلسي.
وفي انقرة، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده لا يمكنها ان تستضيف اكثر من مئة الف لاجئ سوري، مؤكدا انه لا بد من اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.
ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى 70 الف لاجئ.
ميدانياً، حصدت العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا أمس أكثر من 130 شهيدا منهم عدد من الشهداء ذهبوا ضحية مجزرة في حي القابون في دمشق.
وقال مسؤول بالجيش السوري الحر المعارض ان قوات الاسد بدأت هجوما مدعوما بطائرات الهليكوبتر لاستعادة بلدة يسيطر عليها المعارضون بين الساحل السوري على البحر المتوسط والحدود التركية أمس، ما اسفر عن مقتل اربعة من مقاتلي المعارضة.
وقال سليم العمر وهو من اللاذقية ان القتال في قسطل معاف وهي بلدة جبلية على الطريق من ميناء اللاذقية الى تركيا يمثل اول اندلاع كبير للقتال في المنطقة الاستراتيجية الواقعة وسط الغابات على مسافة ثمانية كيلومترات من الحدود وهي قاعدة لبعض الدفاعات الجوية في شمال سوريا.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات النظام حملة عسكرية في بلدتي معضمية الشام وداريا جنوب العاصمة اعتقلت خلالها اكثر من 150 مواطنا. وقتل في العمليات 21 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين وعدد من الجنود النظاميين.
وكانت احياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب العاصمة وجوبر في شرقها شهدت اشتباكات. كما افاد المرصد عن العثور على 12 جثة مصابة بطلقات رصاص لعشرة رجال وطفلين في حي القابون في جنوب العاصمة، ولم تعرف ظروف قتل هؤلاء الاشخاص.
وتدور اشتباكات في مدينة درعا (جنوب) بين مقاتلين معارضين وقوات النظام قتل فيها ستة مدنيين، وجاءت بعد قصف مركز وعنف طال قرى وبلدات في ريف درعا لا سيما بلدة الحراك التي وقعت فيها اشتباكات عنيفة بعد ساعات من القصف.
وذكر المجلس الوطني السوري المعارض ان النظام السوري "يشن لليوم الثاني هجوما وحشيا على المدينة، مستخدما الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة"، موضحا ان الهجوم يأتي بعد "قرابة ثلاثة أشهر من الحصار الخانق".
واعلن المجلس الحراك "مدينة منكوبة"، مشيرا الى انها "تعاني كارثة انسانية".
وقال المرصد انه تم العثور في الحراك على ست جثث "اعدم اصحابها ميدانيا"، من دون ان يذكر منفذي هذه الاعدامات.
ولا يزال المقاتلون المعارضون للنظام السوري يسيطرون على عدد كبير من احياء حلب ثاني اكبر المدن السورية، منذ اعلنوا في العشرين من تموز "معركة تحرير حلب" التي وصفها الاعلام الرسمي بأنها ستكون "المعركة الحاسمة".
ومنذ ذلك الوقت، احرزت قوات النظام تقدما على الارض في حي صلاح الدين الذي لا يزال يشهد "حرب كر وفر وحرب شوارع" بحسب المعارضين. بينما شهدت احياء اخرى من المدينة التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات التي تهز البلاد منذ 17 شهرا، تدميرا كبيرا نتيجة القصف العنيف الذي تستخدم فيه الطائرات المروحية والحربية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات أمس قرب المحكمة العسكرية ومقر حزب البعث العربي الاشتراكي في حي الجميلية القريب من وسط حلب، تلت اشتباكات في حي سليمان الحلبي في شرق المدينة.
وانتهت منتصف ليل الاحد - الاثنين المهمة الرسمية لبعثة المراقبين الدوليين الذين انتشروا في سوريا منذ منتصف نيسان بتفويض من مجلس الامن للتحقق من وقف لاطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ بتاتا. وعلق المراقبون دورياتهم على الارض في حزيران بسبب ارتفاع وتيرة العنف.