أوقف شابٌ سوري منذ ثلاثة أسابيع بجرم دخول البلاد خلسة، فعُثر بحوزته على صور قتلى وعلى أناشيد،توسّعت التحقيقات، فتبيّن أنه يقاتل تحت راية القاعدة واعترف بأنه ذبح عشرة جنود سوريين بـ«أمر الأمير».
رضوان مرتضى - الأخبار
أوقف شابٌ سوري منذ ثلاثة أسابيع بجرم دخول البلاد خلسة، فعُثر بحوزته على صور قتلى وعلى أناشيد لـ«تنظيم القاعدة وصور أسامة بن لادن محفّظة على هاتفه». توسّعت التحقيقات، فتبيّن أنه يقاتل تحت راية «تنظيم القاعدة»، واعترف بأنه ذبح عشرة جنود سوريين بـ«أمر الأمير»
أوقعت الصدفة الشاب السوري فايز د. في قبضة المديرية العامة للأمن العام. أوقف بجرم دخول البلاد خلسة، إلا أن التحقيقات الأمنية بيّنت أنه مقاتلٌ ضمن «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«تنظيم القاعدة». وكشفت بأنه متورّطٌ في ذبح جنود في الجيش السوري أسروا في منطقة القصير.
الموقوف من مواليد عام 1981 من بلدة القصير السورية، القريبة من الحدود اللبنانية، قبالة منطقة الهرمل. وقبل توقيفه، كان يقيم في البقاع الغربي. وقد أوقفه حاجز للجيش اللبناني في منطقة الفاعور لعدم حيازته مستندات ثبوتية، فأُحيل على سرية الشرطة العسكرية في البقاع، ثم إلى مخفر درك رياق. وهناك أشار المحامي العام الاستئنافي في البقاع القاضي جورج خاطر بإحالته على مركز الأمن العام الإقليمي في زحلة، بجرم دخول الأراضي اللبنانية خلسة.
وأثناء فترة وجوده في دائرة أمن عام البقاع، اكتشف المحققون وجود معلومات أمنية محفّظة على هاتفه الخلوي، إضافة إلى صور قتلى وأناشيد إسلامية عائدة لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن. وبنتيجة التحقيق الأولي، تبين وجود معلومات أمنية تستدعي التوسّع في التحقيق معه. جرت مخابرة النيابة العامة في البقاع، فأشارت بمراجعة النيابة العامة العسكرية التي طلبت توقيفه والتوسع في التحقيق معه ثم مخابرتها بالنتيجة.
وكشف التوسع في التحقيقات أن الموقوف السوري حضر للمرة الأولى إلى لبنان عام 1991، حيث عمل في مسلخ للأبقار في منطقة البقاع الأوسط، قبل أن يلتحق بالخدمة الإجبارية ليخدم في وحدة الدفاع الجوي في دمشق على نظام صاروخ الكوبرا (المضاد للطائرات المحمول على الكتف). وتبين أن لديه ثلاثة أشقاء، اثنان منهم هما أنور (32 عاماً) وبسام (27 عاماً) موجودان ويقاتلان إلى جانب «كتيبة الفاروق» التابعة لتنظيم القاعدة في مدينة القصير. وأفاد الموقوف بأن شقيقه بسام يرأس «مجموعة القعقاع» التابعة للقاعدة في منطقة القصير ــــ حمص، وهو شارك في عدد من العمليات العسكرية التي استهدفت عناصر من الجيش السوري. كذلك يشارك زوج شقيقته في القتال ضد النظام السوري. أما شقيقه الثالث، حمودي (24 عاماً)، فيقيم ويعمل في بلدة الصويري البقاعية في مزرعة أبقار تعود ملكيتها للبناني إبراهيم ب.
حتى الآن، كانت رواية الموقوف لا تزال عادية. لكن ما توقف عنده المحققون هو تأكيده أن عسكريي الجيش السوري الذين يلقي مسلحو المعارضة القبض عليهم، يُذبحون ويُستولى على أسلحتهم. كذلك اعترف بأنه شارك في العديد من المهمات العسكرية داخل صفوف تنظيم القاعدة. وذكر أنه خلال الفترة التي تلت بداية الثورة السورية، حضر إلى لبنان لنحو سبع مرات بهدف نقل الأموال التي كان يجمعها شقيقه حمودي بمساعدة أشخاص لبنانيين على شكل تبرعات لصالح تنظيم القاعدة، وأضاف أنه أثناء وجوده في سوريا بعدما دخل إليها بطريقة قانونية، أبلغه شقيقه بسام بأنّ أمره قد انكشف لجهة مشاركته في نقل الأموال والأسلحة، من دون أن يُحدد له أية تفاصيل. آنذاك، دخل فايز إلى لبنان من منطقة جوسيه على الحدود اللبنانية ـــ السورية، بطريقة غير شرعية. وأوضح أنه بعد ذلك حضر إلى لبنان مرتين بتكليف من السوري «الأمير أبو حمزة»، وتحديداً إلى بلدة عرسال البقاعية في مهمة لتسلّم أسلحة وذخائر كانت مودعة في منزل م. ح. وشخص آخر يدعى إبراهيم مجهول باقي الهوية، لافتاً إلى أنها كانت مجهزة لصالح تنظيم القاعدة. كما ذكر أن المدعوين خ. م. وشقيقه ب. م. أعطياه مبلغاً مالياً ناهز 100 ألف دولار أميركي. واعترف بأنه خلال مشاركته في المعارك في سوريا، أقدم على ذبح 10 عسكريين مجندين في الجيش السوري النظامي بواسطة سكين، بناءً على طلب الأمير أبو حمزة، بعدما أسرهم على أحد الحواجز في منطقة ريف القصير.
وفي السياق نفسه، كشفت التحقيقات أن شقيقيه أنور وبسام يقاتلان تحت إمرة الأمير السوري خالد برقة ومعاونه خالد محب الدين، علماً بأن الأخيرين قتلا خلال هجوم نفذته مجموعات تابعة للقاعدة على أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش السوري في منطقة الشنشار بمحافظة حمص. إثرها، تحوّلا إلى إمرة الأمير أبو حمزة الذي تسلّم منذ نحو شهرين تقريباً مهمة قيادة سرايا تنظيم القاعدة في بلدة القصير.
ونتيجة المعلومات المتوافرة واعترافات الموقوف، سطر قاضي التحقيق العسكري مذكرة توقيف وجاهية بحق فايز د. بجرم إرهاب واتجار بالأسلحة.
تجدر الإشارة إلى أن المديرية العامة للأمن العام أبقت عليه لديها، رافضة تسليمه إلى السلطات السورية، باعتبار أن حُكم الجرائم المنسوبة إليه لن يقل عن الإعدام.
وفي مقابل ما برز من تحقيقات الأمن العام مع فايز، ينفي أحد أشقائه كل ما تقدم جملة وتفصيلاً. كذلك يقول صاحب المزرعة التي كان يعمل فيها: «فايز لا يستطيع ذبح دجاجة، فكيف يُعقل أن يذبح إنساناً؟».