09-11-2024 12:06 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 22-08-2012: طرابلس تتأثر.. وتؤثر

الصحافة اليوم 22-08-2012: طرابلس تتأثر.. وتؤثر

أحداث طرابلس المشتعلة كانت مدار اهتمام وتركيز الصحف اللبنانية التي تنوعت رؤيتها تجاهها، فيما الانظار ايضا مستمرة في التصويب نحو اخر التطورات السورية الميدانية والسياسية

أحداث طرابلس المشتعلة كانت مدار اهتمام وتركيز الصحف اللبنانية التي تنوعت رؤيتها تجاهها، فيما الانظار ايضا مستمرة في التصويب نحو اخر التطورات السورية الميدانية والسياسية وركزت الصحف في هذا الاطار على الموقفين الروسي والصيني من التدخل العسكري.

السفير

صحيفة السفير رأت ان السيناريو الطرابلسي يعيد نفسه وان هناك استحضارا للأزمة السورية الى زواريب المدينة..

طرابلس ـ الضحية: مَن يُشعل النار مجدداً؟

السيناريو ذاته يتكرر في طرابلس، مع كل جولة من العنف. حادث فردي، ثم اشتباكات على خطوط التماس التقليدية، فتبادل للاتهامات بين جبل محسن وباب التبانة حول المسؤولية، واستحضار للأزمة السورية الى زواريب المدينة، على قاعدة ارتباطات طرفي المواجهة، مع كل من النظام والمعارضة.
هذا في المقدمات المعتادة لأي معركة، أما في الجوهر، فإن كل جولة جديدة من القتال، تحمل معها مخاطر إضافية ومتفاقمة، لا سيما أن طرابلس أصبحت، شئنا أم أبينا، جزءاً من جبهة أوسع، تمتد على مدى الخريطة اللبنانية والسورية المعقدة.
وبقدر ما تتأثر طرابلس بما يجري من حولها، فإنها تؤثر ايضا فيه، وبهذا المعنى أصبحت الآثار الجانبية لحروب المدينة تتجاوز حدود الأزقة والزواريب، لتلامس النقاط الساخنة والمحتقنة على امتداد جغرافيا البلد، وتاريخه المسكون بالتجارب الموجعة، وخصوصا أن الرياح الشمالية الساخنة تجد بسهولة من يلاقيها، ويتفاعل معها، في ظل الاصطفاف الداخلي الحاد.
وهكذا، كلما أريقت نقطة دم جديدة، وكلما لعلع أزيز الرصاص في عاصمة الشمال، يزداد المتطرف تطرفاً والمسلح تسليحاً، والحاقد حقداً، والمغامر تهوّراً. وحدها هوية الضحية لم تتغير منذ الجولة الاولى للحرب الطرابلسية حتى اليوم. وحده الطرابلسي العادي، الباحث عن فسحة أمل ولقمة عيش، يدفع الثمن في كل مرة، وهو الذي كان يظن هذه المرة تحديدا أن وجود حكومة تضم رئيسا وخمسة وزراء من أبناء المدينة ستكون ضمانة له، فإذا به يشعر بأنها تحوّلت الى عبء عليه!
تعددت الاسباب، والموت واحد ومجاني. حتى مفرقعات العيد أصبحت في طرابلس سببا، أو أقله، ذريعة للتفجير، تحت وطأة الشحن المذهبي والسياسي، الذي لا يتوقف في أيام الهدوء الهش، ليتحول عند أول شرارة، أو سهم ناري، الى موجة جديدة من العنف.

وإذا كانت الأنظار تشخص عادة صوب الجيش اللبناني لضبط الوضع، فإن ما حصل أمس هو أن الجيش نفسه تعرض للاستهداف المباشر، عن سابق تصور وتصميم، لـ«تهجيره» أو لتصفية الحسابات معه، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوفه، علما ان الجيش رد على مصادر النيران، من أي جهة أتت.
وإزاء التعرض العسكري والسياسي للمؤسسة العسكرية، فإن تساؤلات طُرحت في أوساط بعض المراقبين، عما إذا كان هناك رابط بين التصويب الميداني على الجيش، والضغوط التي يتعرض لها من قبل جهات شمالية، بحجة عدم قدرته على فرض الامن، وذلك غداة الإعلان عن تشكيل «مجلس عسكري لأهل السنة في الشمال».
وما لفت الانتباه أن «اللقاء الإسلامي الوطني» في طرابلس، اتهم بعض ضباط الجيش وأفراده بإطلاق النار العشوائي «ما أدى الى سقوط الضحايا الأبرياء». وطالب بمحاسبة المسؤولين «حتى لا تتكرر هذه الممارسات غير المسؤولة، وإلا فستكون لنا مواقف تصعيدية».


روسيا والصين: اتفاق على منع الغرب من انتهاك سوريا 

 وجهت موسكو مع الصين رسالة تحذير واضحة إلى واشنطن والغرب، من التدخل في سوريا بما ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ردا على تصريحات الرئيس الأميركي أمس الاول، حول «الخط الأحمر» الكيميائي الذي قد يؤدي إلى تدخل عسكري خارجي.
وأكدت موسكو أن المصالحة الوطنية عبر الحوار السياسي هي الإمكانية الوحيدة للحل، ودعت الأطراف الخارجية إلى تهيئة الظروف للمصالحة في سوريا، فيما لمّحت الحكومة السورية للمرة الاولى الى استعدادها لمناقشة تنحي الرئيس بشار الأسد في حوار وطني مع المعارضة.
في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد استضافته وفدا من «المجلس الوطني السوري» المعارض عن تشجيعه الأخير على إنشاء تجمع واسع يضم مختلف قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج، بما فيها الجيش السوري الحر.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقائه الوفد الحكومي السوري برئاسة نائب رئيس الحكومة قدري جميل إن «معارضي التقدم نحو المصالحة الوطنية كثيرون، بمن في ذلك خارج سوريا. لذلك فإن فرصة النجاح لا تبلغ مئة في المئة، لكنها موجودة». وشدد لافروف على «أن تحقيق نتائج ملموسة يتطلب أن يعي جميع المعنيين بمصير الشعب السوري مسؤوليتهم»، وقال: «سنعمل كل ما في وسعنا من أجل ذلك».
وجدد الوزير الروسي التأكيد أن «تحقيق المصالحة الوطنية هو الإمكانية الوحيدة لوقف نزيف الدماء في سوريا في أسرع وقت». وقال ان «الشيء الأهم هو أنه قد تم دفع الحراك في الاتجاه الصحيح. إن المصالحة الوطنية هي الإمكانية الوحيدة لوقف إرهاق الدماء في أسرع وقت وتوفير الظروف اللازمة لجلوس الأطراف السورية إلى طاولة التفاوض من أجل تقرير مصير بلادهم دون أي توجيه أو تدخل من الخارج».
وأشار لافروف إلى أن على اللاعبين الخارجيين خلق كل الظروف لتحريك الحوار الوطني، وقال ان «الشيء الأهم مما بحثناه اليوم هو الخطوات التطبيقية التي يجب اتخاذها من أجل تحريك المصالحة الوطنية. إننا نرحب بتشكيل وزارة خاصة في سوريا معنية بهذا الشأن».
وحذر لافروف الغرب من اتخاذ إجراء منفرد بشأن سوريا بعدما قال الرئيس الاميركي باراك أوباما ان القوات الاميركية قد تتحرك اذا استخدم الرئيس السوري بشار الاسد أسلحة كيميائية.

النهار

من جهتها صحيفة النهار ركزت على الموضوعين الطرابلسي والسوري ايضا وفي الموضوع الثاني ابرزت مواقف نائب رئيس الحكومة السورية والرد الاميركي عليها.

لبنان يكافح الخطف اليوم... والتلفزيون الجمعة

اذا كانت طرابلس هي مسرح الحدث الأمني أمس مع تجدد الاشتباكات على محور جبل محسن – باب التبانة وسقوط ستة قتلى ونحو 70 جريحا كدليل واضح على تكرار محاولة نقل الازمة الى لبنان مع اشتدادها الخانق في سوريا، فإن الشان السياسي المحلي، مدعوما بغطاء خارجي، سيخالف توقعات الانزلاق الى الهاوية، استنادا الى مصدر وزاري أبلغ "النهار" عن اتفاق ضمني بين معظم الاطراف لضبط الاوضاع ومنع الوصول الى الفتنة الداخلية.
وسيكون اليوم الموعد مع بدء مكافحة ظاهرة الخطف، وعلمت "النهار" انه تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يعقد اجتماع أمني مشترك صباحا في مبنى وزارة الدفاع بين قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي، لتنسيق التصدي لعمليات الخطف، وتحديد الذين شاركوا في العمليات التي حصلت في الايام الاخيرة، وتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء.
وكان سليمان شدد أمس على "أن المطلوب من السلطات القضائية المختصة التحرك فورا واصدار الاستنابات اللازمة في موضوع الخطف والمواضيع الامنية الاخرى التي حصلت سابقا وتحصل اليوم، ومن السلطات الأمنية التحرك والعمل على تحرير المخطوفين، ومن المجلس الوطني للاعلام القيام بواجبه في ضبط الفلتان على الصعيد الاعلامي. وأضاف انه "لا يجوز اطلاقا اللجوء الى الخطف واستباحة الاوضاع وكرامات الناس ومشاعرها وبث القلق في نفوس اللبنانيين والرعايا العرب والاجانب على السواء وهو أمر مرفوض من الجميع بل استثناء ويجب وضع حد نهائي له".

طريق المطار
وفي شأن متصل قال الرئيس نبيه بري لـ"النهار": "من الآن وصاعدا ستكسر يد كل من يقدم على قطع طريق المطار، بغض النظر عن القضية التي ينزل من أجلها". وأكد أن"قيادة الجيش أعطيت تفويضا بعدم السماح بقطع هذه الطريق وتوفير السلامة المطلوبة للمسافرين وسائر المواطنين على هذا الشريان الحيوي، عند بوابة الوطن".
وأوردت "المركزية" ان بعثات دول أوروبية في لبنان ستعقد اجتماعا على مستوى معاونين للسفراء، نظرا الى وجود معظم السفراء في اجازات خارج لبنان، الخميس في مقر بعثة الاتحاد الاوروبي في بيروت للتشاور في ما آلت اليه التطورات على مستويي انعكاسات الازمة السورية على وضع الرعايا الاوروبيين الموجودين في لبنان والمستجدات الميدانية المتصلة بقطع الطرق ولا سيما منها طريق المطار التي تعتبر شريانا حيويا لكل أجنبي يقصد لبنان او يرغب بمغادرته.
وقالت ان معاوني السفراء سيركزون خصوصا على سبل تأمين وصول رعايا بلدانهم القادمين من سوريا تباعا للعودة الى بلادهم، الى مطار رفيق الحريري الدولي بعدما حال قطع طريق المطار اكثر من مرة دون تمكنهم من السفر مما اضطر البعثات الى تأمين مأوى لهم.
الملف الاعلامي
وإذ يغيب مجلس الوزراء عن الانعقاد اليوم بسبب وجود الرئيس نجيب ميقاتي خارج البلاد، وتأجيل الجلسة الى الثلثاء المقبل، علمت "النهار" ان الاتصالات الرئاسية شملت ميقاتي في الخارج، وكذلك وزير الاعلام وليد الداعوق لتوفير غطاء كامل للمجلس الوطني للاعلام في اجتماعه المقرر الجمعة المقبل، لاتخاذ "قرار حاسم حيال عملية البث غير المنضبط من بعض محطات التلفزيون التي اذا لم تلتزم الضوابط القانونية سيتم توقيفها عن العمل يوما واحدا كانذار ومطالبتها بتقديم بيان اعتذار عما بثته في الايام الماضية". وقالت أوساط حكومية لـ"النهار" ان محطتين تلفزيونيتين تجاوزتا الحدود المسموح بها وصارتا تهددان السلم الأهلي باندفاعهما غير المسؤول الى السبق الصحافي غير الأكيد وغير الموثوق به.
وقد اتصل أمس الرئيس سليمان برئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ مؤكداً دعمه لكل الخطوات التي يقررها المجلس.

طرابلس مجدداً

وبالعودة الى طرابلس، اختصر الرئيس بري الوضع بقوله لـ"النهار" إن ما يحصل "هو جزء من تداعيات الأزمة السورية والأحداث التي تشهدها سوريا. وثمة جهات تسعى الى استخدام لبنان ليصبح مقراً وساحة تنفذ من خلالها سياساتها". وخلص الى أنه "على الجميع تدارك هذه الأخطار والعمل وفق المقتضيات الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان".
أما ميدانياً، فقد قتل ستة أشخاص، وأصيب نحو 70 بجروح، بينهم عشرة عسكريين في الاشتباكات العنيفة بين جبل محسن وباب التبانة، والتي اتسعت دائرتها لتشمل أحياء عدة قريبة، وانتشار كثيف للمسلحين في مناطق مجاورة.
وأفاد مصدر عسكري "النهار" أن الجيش يرد على مصادر النيران حيثما يوجد مسلحون وذلك حماية للناس ونزولاً عند رغبة المواطنين العزل، وأيضاً تطبيقاً لتعليمات مجلس الوزراء. فهناك قرار سياسي بأن يضرب الجيش بيد من حديد. وقد جرح ضابط و9 عسكريين اثر تعرض الجيش لاطلاق نار، كما استشهد عسكري متأثراً بجروحه. وأكد أن الجيش لم يطوق منزل المسؤول في "الحزب الديموقراطي العربي" رفعت علي عيد لحمايته بل لأن أحد مطلقي النار على الجيش لجأ الى حمايته، والجيش يلاحقه لتوقيفه.
وقال المصدر العسكري إن قناصين يحتمون بالمدنيين مما يضطر الجيش الى إطلاق النار على المنازل، وأعلن أن ثلاثة أرباع عمليات القنص أمس تمت من جهة جبل محسن.
وقد ناشد الرئيس ميقاتي "الجيش والقوى الأمنية العمل بكل طاقاتها لايقاف هذه المعارك العبثية التي تحول أبناء طرابلس ذخيرة لمعارك الآخرين، وتورط لبنان في النيران المشتعلة حوله".


اجراءات احتياط

وليلاً علمت "النهار" ان بعض المطلوبين في عمليات الخطف والتهديد والوعيد عبر الاعلام، عمدوا الى تبديل أماكن أقامتهم تخوفاً من عمليات دهم للقبض عليهم.
وكانت أجهزة أمنية طلبت من تلفزيونات مدها بنسخ عن الاشرطة المسجلة التي تظهر صور المعتدين على المارة في طريق المطار وأماكن أخرى.

دمشق لمناقشة استقالة الأسد في الحوار.. واشنطن تشكّك والنظام يكثّف الطيران

مع تصاعد الحديث الغربي والتركي عن امكان فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، كثف النظام السوري استخدامه الطائرات الحربية في قصف اهداف للمعارضة في حلب ومناطق سورية أخرى. وأعلن "الجيش السوري الحر" سيطرته على ثلثي حلب، الامر الذي نفاه مصدر امني سوري. واقتحمت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد معضمية الشام في ريف دمشق حيث تحدث ناشطون عن "اعدامات ميدانية" لاكثر من 20 شخصاً، فيما أحصى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 128 شخصاً في اعمال العنف في انحاء سوريا.
وغداة التحذير المباشر الذي وجهه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى النظام السوري من ان تحريك أو استخدام الاسلحة الكيميائية او البيولوجية هو "خط احمر" بالنسبة الى الولايات المتحدة ملوحاً بالتدخل العسكري، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماع مع مستشار الدولة الصيني داي بينغ غو بتحذير الغرب من القيام بعمل منفرد في سوريا. وقال ان على الدول الاجنبية ان تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الاطراف المتنازعين في سوريا.
وفي تطور سياسي لافت، اعلن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل عقب محادثات أجراها مع لافروف في موسكو في شأن سبل الخروج من الازمة السورية، ان سوريا مستعدة للبحث في امكان استقالة الاسد في اطار مفاوضات مع المعارضة.
لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند سارعت الى ابداء شكوك كبيرة في احتمال اجراء مشاورات في شأن استقالة الرئيس السوري. وقالت: "اطلعنا على المعلومات عن هذا المؤتمر الصحافي لنائب رئيس الوزراء السوري. بصراحة، لم نر فيه اي جديد استثنائي". وكررت ان "الحكومة السورية تعلم ما عليها القيام به والحكومة الروسية انضمت الينا في جنيف (في نهاية حزيران الماضي) لوضع خطة انتقال (سياسي) بالغة الوضوح".

الأخبار

الأخبار بدورها كان الحدث الطرابلسي هو الابرز لديها واعتبرت ان التفجير في طرابلس قد يمتد الى خارجها..

نحو طرابلس خالية من 8 آذار

مسلسل التفجير الذي بدأ في طرابلس كان محسوباً بدقة، ولا يبدو انه سيكون معزولاً عن حوادث تمتد الى البقاع والمخيّمات الفلسطينية
عند اندلاع الاحداث السورية في آذار عام 2011، ودخول تركيا على خط الوساطات السورية الداخلية، والسورية ــــ الدولية، دار حديث إقليمي ودولي عن امكان تقديم تركيا نموذجاً لتغير الحكم في سوريا، عبر الاخوان المسلمين، بنسخة سورية خالصة. كانت الفكرة المتداولة قيام حكم إسلامي بنكهة عصرية، و«إسلام علماني» يماشي العالم الغربي مغاير للافكار الجهادية والاصولية التي تفشت في دول افغانستان والعراق وبعض فلسطين.
في ذلك الوقت شكل دخول الاخوان المسلمين الى سوريا اول لبنة في تنظيم معارضة شعبية حاشدة في «جمعات» التظاهر، بسبب قوتهم التنظيمية التقليدية. في حينه، كان مراقب الاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة يعقد اول مؤتمر له في اسطنبول، في ما اعتبر آنذاك بداية عهد الانذارات التركية لسوريا مع بدء اعمال القمع الدموي. فيما كانت انقرة تحاول القيام بحركة قيادية للعالم الاسلامي، مستفيدة من تراجع ظرفي للسعودية وغرق مصر في عزل الرئيس حسني مبارك وبداية صعود الاخوان المسلمين في الثورة المصرية.
لكن الفكرة التركية لم تجد صداها في الداخل السوري، وتدهورت العلاقات الديبلوماسية السورية ــــ التركية الى نقطة اللارجوع، فيما اتجه الوضع السوري المتفجر في بعض اماكنه الى مناح خطرة لا تماشي تطلعات مثقفي سوريا ودعاة النظام الديموقراطي فيها.
في الاشهر الاخيرة التي تصاعدت فيها حدة العنف المذهبي والطائفي داخل سوريا، لم يعد الحديث عن انهيار الدولة، بمعناها التنظيمي وحده، العنوان الاساسي، ولا حتى احتمال سقوط الرئيس بشار الاسد وسيناريوهات خروجه من الحكم والانشقاقات. فالانهيار التلقائي لبنية الدولة صار من المسلّمات التي يتحدث بها عارفو سوريا نظاماً ومؤسسات، لتنتقل التقارير الديبلوماسية الى مقاربة البدائل التي تقدم لسوريا اليوم وغداً، بعدما استحكم الخلاف جديا بين اتجاهين، عربي وتركي، في مقاربة الوضع الاسلامي في سوريا.
وتلحظ تقارير اميركية ديبلوماسية رسمية، في الآونة الاخيرة، ازدياداً في الشقاق بين تنظيمات المعارضة المسلّحة، مع اشتداد قوة التنظيمات الاصولية وتقدمها على «الجيش السوري الحر». وفي قراءة ديبلوماسية اميركية، ان هذا الشقاق هو انعكاس لخلاف يستحكم منذ مدة بين تركيا والسعودية في مقاربة ملف الاسلاميين في سوريا. إذ تدعم انقرة، بشدة، صعود الاخوان المسلمين في وجه النظام السوري وفي وجه التيار الاصولي الذي تدعمه الرياض. وتتحدث التقارير الاميركية عن احتمالات مفتوحة لاشتداد هذا الصراع الذي بدأ يظهر في اكثر من مكان. وتشير الى ان تقييم الاستخبارات الاميركية لانتشار التيارات الاصولية في سوريا يتحدث عن حالات عنفية مختلفة لا تشبه اسلوب الاخوان، وإنما تشبه أعمالاً مماثلة حصلت في العراق وافغانستان، ولا تستبعد انتقال هذه الحالات الى العراق لاستهداف حكومة نوري المالكي، والاردن ولبنان. وتتوجس التقارير الاميركية من احتمال تطور حدة المواجهة بين التيارين، أو على الاقل اشتداد ساعد التيارات المدعومة من السعودية خصوصاً بعد تعيين الامير بندر بن سلطان رئيساً للاستخبارات العامة. مع التذكير بما تركته العلاقة المتردية بين السعودية ومصر في الاونة الاخيرة على الوضع العربي العام.
وينعكس هذا الخلاف على لبنان كساحة أساسية، ليس لجهة تحوله وجهة اولى للاصولية السنّية بمعناها المنظم، انما لجهة استخدامه ساحة ترتد فيها مواجهات غير محسوبة. لا سيما ان تنظيم الخلاف العربي ــــ الايراني، او العربي ــــ التركي حول مقاربة الوضع السوري ومستقبله، لا يجد ترجمته الحقيقية الا في هذا البلد.


البناء

صحيفة البناء ركزت على تطورات طرابلس واحداثها التي اشتعلت مجددا واشارت من جهة ثانية الى ان قضية المخطوفين ترواح مكانها.

القوى المتضرّرة تُشعل جبهة طرابلس لإشغال الجيش وإشاعة الفوضى
قضية المخطوفين تُراوح

بقي الوضع الأمني في سلم الأولويات الرسمية والحكومية مع لجوء الأطراف المتضررة من استقرار طرابلس والشمال إلى إشعال جبهة جبل محسن ـ باب التبانة بهدف إشغال الجيش عن القيام بدوره في حفظ الأمن ومنع عمليات تهريب السلاح وتسلل المسلحين إلى سورية. وفي الوقت نفسه إحراج الحكومة وإظهارها بأنها عاجزة عن ملاحقة المخلين بالأمن، والساعين إلى مزيد من زج لبنان في الوضع السوري وافتعال أزمات بين البلدين بعد أن بدأت تتوضح «المسرحية» التي افتعلت بحق الوزير السابق ميشال سماحة، وغير ذلك من «فبركات» سياسية وإعلامية لفريق «14 آذار».
وبالتوازي استمر الغموض يلف قضية المخطوفين اللبنانيين لدى الجماعات المسلحة في سورية، بحيث لم تظهر أي مؤشرات إيجابية في الساعات الماضية توحي بقرب الإفراج عن هؤلاء المخطوفين، ليصار إلى إطلاق بعض السوريين الذين جرى توقيفهم سعياً للضغط من أجل إيجاد حل إنساني سريع للقضية.
وكانت بعض الأطراف المشبوهة عمدت ليل الاثنين الثلاثاء إلى تفجير الوضع الأمني بين جبل محسن وباب التبانة، في محاولة مكشوفة لإلهاء قوى الجيش هناك عن مهامها، خاصة الحد من عمليات تهريب السلاح، وتسلل المسلحين في ظل الضربات الموجعة التي تلقتها العصابات المسلحة في سورية بما في ذلك المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان وتحديداً في ريف حمص.
وشهدت محاور المنطقة خلال الساعات الماضية اشتباكات ما بين العنيفة أحياناً، وأعمال القنص أحياناً أخرى، تدخلت على إثرها قوى الجيش المنتشرة هناك بقوة، وقامت بإطلاق النار باتجاه مواقع المسلحين ومطلقي النار، وأدت الاشتباكات إلى سقوط عدد من القتلى تحدثت معلومات عن أنهم بلغوا خمسة بينهم طفل في جبل محسن وأكثر من 33 جريحاً بينهم تسعة للجيش اللبناني، وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس كانت الاشتباكات لا تزال عنيفة.
السيناريو المرسوم
أحداث الساعات الـ48 الماضية كشفت السيناريو الذي يعمل عليه تيار «المستقبل» والمجموعات المتطرفة المتعاونة معه في الشمال لاقتطاع هذه المنطقة عن الدولة وتحويلها إلى محمية للتطرف والمتطرفين من أجل رفد المجموعات السورية الإرهابية بالعتاد والرجال، وبالتالي خلق ما يسمى بمنطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية بعد أن عجزوا عن إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية.
وحوّل مسلحو «المستقبل» وأعوانه، طرابلس في يوم عيد الفطر إلى ساحة حرب، لا بل وزعوا اعتداءاتهم لتتركز على الجيش اللبناني الذي استهدفت دورياته ومراكزه بنيران المسلحين في باب التبانة ومناطق أخرى، ما أدى إلى جرح تسعة عسكريين بينهم ضابط.
ورغم محاولات الجيش إعادة أجواء الاستقرار إلى هذه المناطق، فقد لجأ هؤلاء إلى توسيع رقعة الاشتباكات والتوتر لتطاول أحياء بعيدة من خطوط التماس التقليدية بين بعل محسن وباب التبانة، ما جعل الجيش يستقدم تعزيزات مؤللة إلى المدينة من أجل معالجة الموقف. وقد بقي الوضع متدهوراً ليلاً رغم مسرحية الاجتماع الذي عقد في منزل النائب محمد كبارة بحضور نواب وقيادات من المستقبل والمجموعات الأصولية في باب التبانة.


المستقبل

طرابلس رهينة الأسد
 
ما زالت عاصمة الشمال تحاول إطفاء فتيل النار الذي عاد النظام السوري المأزوم إلى إشعاله، عبر أدواته اللبنانية، التي لم تنفك تضع مصير لبنان على كف فتنة منبوذة، تجول على المناطق، ترهيباً وخطفاً ومخططات تفجير، وتعود اليوم إلى طرابلس التي لم تضمد جراحها بعد، حتى فتحت من جديد على محور جبل محسن باب التبانة، بقرار سوري، كانت حصيلته أمس ستة قتلى و62 جريحاً، إضافة إلى 9 عناصر من الجيش اللبناني، جراء القصف والقنص الذي مارسه الحزب العربي الديموقراطي الموالي للنظام السوري على مناطق التبانة والقبة والمنكوبين في البداوي، من دون أن يلتزم بأي هدنة.
اللافت أن الوضع الأمني توتر بشكل مريب فجر أمس، ثم ازداد توتراً ليلاً، بعد إجتماع نواب طرابلس وفعالياتها، حيث انهمرت القذائف السورية من جبل محسن بغزارة على باب التبانة وشارع سوريا، في ظل إنتشار الجيش اللبناني، في وقت شدد النائب محمد كبارة، باسم نواب المدينة وفعالياتها، على أن "طرابلس مع الجيش والدولة"، لمواجهة ما وصفه بـ"المؤامرة الكبيرة على الشمال، وخصوصاً على طرابلس"، مؤكداً "رفض أبناء باب التبانة الإنجرار إلى الفتنة"، وداعياً أبناء بعل محسن إلى "عدم الإنجرار الى المخطط الدنيء للنظام السوري".
ودعا كبارة "الجيش الموكل بحفظ الأمن أن يستهدف مثيري الفتن البادئين بإطلاق النار وسوقهم الى العدالة"، مستنكراً "إطلاق النار العشوائي الذي قام به بعض أفراد الجيش".
وأكدت مصادر مواكبة لـ"المستقبل" أن "ما تشهده طرابلس هو إنعكاس لمدى تأزم النظام السوري الذي يحاول التفجير الأمني في لبنان حيث يستطيع، لكن إطار التفجير يبقى محدوداً، بعدما أصبحت مخططاته مكشوفة، كما أدواته". وكان لافتاً في هذا السياق، أن مسؤول العلاقات العامة في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد أرجأ عقد مؤتمر صحافي، كان مقرراً أمس، ما أثار شكوكاً لدى المراقبين من "تصعيد أمني واسع" قد يكون وراء القرار بإلغاء المؤتمر الصحافي، سرعان ما بدأ تنفيذه ليلاً.